ملتقى الأزهر: الانصراف عن منهج الله بات ظاهرة بين بعض الشباب
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، حلقةً جديدةً من ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان: «من وصايا القرآن لشباب الأمة»، وذلك في إطار اللقاءات الأسبوعية التي تُعقد كل ثلاثاء برحاب الجامع الأزهر، بحضور الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، والدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق، وأدار اللقاء الدكتور علاء عرابي، المذيع بإذاعة القرآن الكريم.
أكّد الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، أنّ الحديث عن عناية القرآن الكريم بالشباب يحتل مكانة بالغة الأهمية، خاصة في ظل ما يتعرض له الشباب اليوم من محاولات منظمة لتغييبهم وتشكيكهم في عقيدتهم ودينهم.
وأشار إلى أنّ مشاهد الانصراف عن منهج الله باتت ظاهرة بين بعض الشباب، حيث يحاول بعضهم التماهي مع الثقافات الغربية وارتداء ثياب ليست من بيئتهم، وهو ما يعكس خطورة المرحلة ويدعو إلى مزيد من التركيز على هذه القضية الحيوية.
وأضاف أنّ الشباب يمثّلون في جسد الأمة غرتها اللامعة، وقوتها الدافعة، وشمسها الساطعة، وهم الدم الحار الذي يتدفق في عروقها، فيمدّها بالحياة والقوة. وبيّن أنّ أطفال اليوم هم شباب الغد، وشباب الغد هم رجال المستقبل، وهم اللبنات الغالية التي يرتكز عليها بناء المجتمع.
واستطرد: وبقدر ما يُبذل في تقويمهم وتهذيبهم، تنال الأمة عزتها وكرامتها، وبقدر ما يُهملون، تتمكن منهم وسائل الانحراف والتحلل، فتجني الأمة حينها ثمار التخلف والضعف.
وفي معرض حديثه، استشهد الدكتور عبد المالك بما رُوي عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، حين أرسل إلى الأحنف بن قيس وسأله: «يا أبا بحر، ما تقول في الولد؟»، فأجابه الأحنف قائلًا: «يا أمير المؤمنين، هم ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرضٌ ذليلةٌ، وسماءٌ ظليلةٌ، وبهم نصول على كل جليلة. فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فارضهم، يمنحوك ودّهم، ويحبوك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقيلًا، فيملّوا حياتك، ويودّوا وفاتك، ويكرهوا قربك»، مشيرًا إلى ما تحمله هذه الكلمات من حكمة دقيقة في فهم طبيعة الشباب وضرورة احتوائهم.
من جهته، قال الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق، إنّ وصايا القرآن الكريم بالشباب تتجلّى لكلّ ذي عينين، فمَن يستقرئ آيات الكتاب العزيز بتأمّلٍ صادقٍ وإدراكٍ واعٍ، يدرك حجم العناية الإلهية البالغة بهذه الفئة المهمّة، لأنّ الله تبارك وتعالى يعلم أنّ نهضة الأمم وعمارة الأرض لا تقوم إلا بسواعد الشباب، وإن كانت هذه السواعد تحتاج دومًا إلى حكمة الشيوخ وخبرتهم ومشورتهم.
وأضاف أنّ الشباب لا يصيرون شبابًا نافعين إلا إذا نشأوا في حضن تربية رشيدة، ينهض بها الآباء والأجداد والمربّون والمعلمون والمصلحون، فالكبار يملكون الرأي والحكمة، والصغار يملكون الطاقة والقوة، وإذا اجتمع الجناحان: جناح الحكمة وجناح الفتوة، نهضَ المجتمع، أما إذا فُقِد أحدُهما، اختلّ التوازن، وأصبح الشباب طائشين لا يقيمون وزنًا للرأي الرشيد.
وأشار الدكتور العواري إلى أنّ كثيرًا من الشباب ممّن يجهلون سنن الحياة، يظنون أنّهم خُلقوا أقوياء من دون حاجة لأحد، فيُقدمون على أفعالٍ متهوّرة، فينقلب بأسهم وبالًا عليهم وعلى مجتمعاتهم، ويصير اندفاعهم طيشًا لا نفع فيه، ولهذا فإنّ الشباب الحقّ هو مَن يجمع بين قوة العزيمة، وحكمة الشيوخ، وقد رأينا هذا التوازن في كثيرٍ من مواقف القرآن الكريم، وسنة النبيّ ﷺ القولية والعملية.
وفي ختام ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، أكد الدكتور علاء عرابي أن إعداد الشباب يعد من أهم الأولويات في مواجهة التحديات التي تمر بها الأمة، وأوضح أن القرآن الكريم هو المصدر الأساسي للتوجيه التربوي السليم، وأن غرس التوحيد والإيمان في نفوس الشباب هو الأساس الذي ينبني عليه بناء الأمة المستقرة. كما شدد على ضرورة تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة التي تهدف إلى تدمير هويتهم الإسلامية، مؤكدًا أن العودة إلى تعاليم الشريعة الإسلامية هي السبيل الأمثل لبناء جيل قادر على مواجهة تحديات العصر بكل ثقة وثبات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر ملتقى الأزهر وصايا القرآن القرآن الشباب المزيد القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
«قبس» تكرّم 10 حافظين للقرآن الكريم في الأحساء
أقامت جمعية قبس للقرآن والسنة والخطابة حفلًا تكريميًا احتفاءً بتخريج 8 من طلابها الحافظين لكتاب الله الكريم، بجامع علي بن عبدالله آل ثاني.
فيما احتفت قبل أيام بتخريج 2 من الحُفاظ بحلقة جامع المناهيل بالأحساء، وذلك في إطار جهود الجمعية المباركة لزيادة أعداد الحُفاظ المُجازين بالسند المتصل لحفظ كتاب الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبار متعلقة في "دارين والزوار".. صيد «القمبار» يعود إلى سواحل القطيفالأحساء.. 35 متدربًا على التعامل مع نوبات انفعال ذوي التوحدوأكد رئيس مجلس الإدارة الدكتور أحمد البوعلي، في كلمته، أهمية العناية بكتاب الله وتخريج أجيال حافظة متقنة، مثمنًا جهود القائمين على البرامج التعليمية بالجمعية والداعمين والجهات المانحة، إضافة إلى إدارة الجمعية التي تسير وفق خطط وأهداف مميزة تسعى لتحقيقها خدمة للقرآن والسنة النبوية الخطابة والدعوة إلى الله.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } «قبس» تكرّم 10 حافظين للقرآن الكريم في الأحساءتأثير عالميوأوضح أن جهود جمعية قبس للقرآن والسنة والخطابة يستفيد منها أكثر من 5000 طالب وطالبة موزعة في 84 حلقة فيما يُنتفع بجهود الجمعية في أكثر من 19 دولة حول العالم عبر التعلم الإلكتروني، بينما وصل عدد الأحاديث المحفوظة نحو 99 ألف حديث بنهاية 2024، وتدرس الجمعية التوسع بفتح مقرا قريبًا في المنطقة الشرقية نظرًا للطلب الشديد على برامجها وخدماتها المتميزة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } «قبس» تكرّم 10 حافظين للقرآن الكريم في الأحساء
وشكر رئيس مجلس إدارة الجمعية، القيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ”حفظهما الله“، مؤكدًا الدعم المتواصل والاهتمام والمتابعة من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي وكافة القطاعات الحكومية والخاصة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } «قبس» تكرّم 10 حافظين للقرآن الكريم في الأحساء
وقدّم الحفل الشيخ عبدالمجيد السند بتلاوة مباركة تلاها الشيخ أسامة هزازي برواية قالون عن نافع، ثم تلاها نموذج آخر للتلاوة بصوت الطالب حامد شعراء بقراءة حمزة، ثم نموذج ثالث بصوت الطالب محمد سيسي برواية السوسي عن أبي عمرو، في لوحات قرآنية أبهجت الحضور.
بعد ذلك، ألقى الطالب حامد شعراء كلمته نيابة عن المحتفى بهم، عبر فيها عن شكره لله ثم للجمعية على دعمها ورعايتها للمسيرة القرآنية، شاكرًا مجلس إدارتها وشيوخها على الدعم والرعاية التي حظوا بها حتى وصولا للهدف المنشود بختم كتاب الله عز وجل.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } «قبس» تكرّم 10 حافظين للقرآن الكريم في الأحساء «قبس» تكرّم 10 حافظين للقرآن الكريم في الأحساء var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
واختُتم الحفل بتكريم حفاظ القرآن الكريم والمجازين بالسند وتسليم الهدايا، وسط أجواء من الفخر والاعتزاز، والتقطت الصور الجماعية التي وثقت هذه اللحظات المباركة.