الشراكات الاقتصادية والإنجاز الدبلوماسي
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
شهدت بلادنا سلطنة عمان أحداثا وطنية مهمة خلال هذا الأسبوع على الصعيد الدبلوماسي والشراكات الاقتصادية حيث كان الحدث الأول هو زيارة (دولة) التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى مملكة هولندا الصديقة والتي تنتهي اليوم، والحدث الآخر هو نجاح الدبلوماسية العمانية في تحقيق اختراق سياسي مهم من خلال عقد الجولة الأولى من المفاوضات التاريخية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية وسط ترحيب إقليمي ودولي كبير، وأيضا من خلال أصداء إعلامية وصحفية عالمية حيث تصدرت من خلالها تلك المفاوضات في عاصمة الوطن مسقط المشهد الإعلامي، وكانت الخبر الأبرز في الشبكات الإخبارية ووكالات الأنباء والصحف عالميا، حيث يعد ذلك مكسبًا كبيرًا للقوة الناعمة العمانية.
فيما يخص الحدث الأول فقد جاءت الزيارة السلطانية انطلاقا من الجهود المتواصلة لجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ في تنويع الشراكات الاقتصادية، وفي مجال الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والتجارة مع دول العالم في الشرق والغرب، حيث قام جلالته منذ تسلّمه مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير ٢٠٢٠ بعدد من الزيارات الرسمية للدول العربية الشقيقة وأيضا عدد من الدول في آسيا وأوروبا بهدف تعزيز مجالات التعاون بين سلطنة عمان ودول العالم المختلفة خاصة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري بهدف إيجاد شراكات حقيقية تجعل الاقتصاد الوطني متنوعا ويتمتع بالاستدامة المالية والخروج من الاعتماد على مصدر وحيد كالنفط علي سبيل المثال.
وخلال السنوات الخمس من حكم جلالته تعززت المؤشرات الاقتصادية والتصنيف الدولي وانخفاض ملحوظ للدين الخارجي وارتفعت مساهمة عدد من القطاعات غير النفطية وتصاعد الناتج المحلي الإجمالي.
كما أن الزيارة السلطانية لمملكة هولندا تعزز من تلك الشراكات خاصة في مجال الطاقة المتجددة وتنشيط الجوانب الاستثمارية والتجارية وقضايا التعليم والتقنية والأمن الغذائي خاصة مع توقيع عدد من البرامج التنفيذية ومذكرات التفاهم بين مسؤولي البلدين الصديقين، خاصة وأن زيارة الدولة تأتي وسط اهتمام إعلامي هولندي وعماني حيث العلاقات التاريخية بين سلطنة عمان ومملكة هولندا والتي تعود إلى ٤٠٠ عام تقريبا حيث التواصل البحري والتجاري. وعلى ضوء ذلك تتواصل الزيارات السلطانية والتي تهدف إلى تحقيق الأهداف الوطنية وتنوع الشراكات الاقتصادية، خاصة وأن بلادنا سلطنة عمان تتميز بموقع فريد على البحار المفتوحة وتتميز بالمصداقية ولغة الحوار في علاقاتها الإقليمية والدولية. كما أن جملة من التشريعات والقوانين التي صدرت مؤخرا بمراسيم سلطانية سوف تعزز مناخ جذب الاستثمارات الخارجية، خاصة على صعيد المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة وهو أمر حيوي لخلق المزيد من فرص العمل للشباب العماني. كما أن جودة التعليم تعد على جانب كبير من الأهمية في تعزيز القدرة التنافسية علاوة على توطين التقنية الصناعية والاقتصاد الرقمي، كما أن القطاع السياحي يعد من القطاعات الحيوية في مجال التنويع الاقتصادي وجذب المزيد من السياح من أوروبا مثل مملكة هولندا وغيرها من الدول الغربية.
الحدث الآخر الذي شهدته الساحة الوطنية هو عقد الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وسط تفاؤل عالمي وتقدير كبير لجهود سلطنة عمان المخلصة في ضرورة إيجاد حل سياسي بين واشنطن وطهران حول جملة من القضايا المعقدة والتي من أهمها البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران. وقد شهد العالم لحظة فارقة خفضت من لغة التصعيد والتوتر وعدم الاستقرار التي سادت الساحة الدولية خاصة التصريحات التي صدرت من واشنطن، ومن هنا تنفس العالم الصعداء من خلال تلك الفرصة التي كان للدبلوماسية العمانية دور كبير في إيجاد مقاربة سياسية واقعية وعادلة من خلال اتفاق موضوعي يجنّب المنطقة والعالم المزيد من التوتر والذي قد يقود إلى صراع كارثي سوف تكون منطقة الخليج العربي ومقدراتها أكبر المتضررين.
ومن هنا جاءت ردود الفعل التي رحبت بالجهد الدبلوماسي العماني المقدر من خلال صدور بيانات الإشادة والترحيب والتفاؤل من عواصم صنع القرار في العالم ومن أهمها بيان البيت الأبيض وعدد من الدول الغربية والعربية ومن المجتمع الدولي، كما تصدرت سلطنة عمان المشهد السياسي والإعلامي من خلال الأخبار والتحليلات السياسية حول جولة المفاوضات الأولى بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في مسقط خاصة وأنها جولة انتهت بشكل إيجابي وهناك الجولة الثانية المقرر لها السبت القادم وسوف تحدد إطار التوافق حول البرنامج النووي الإيراني وجملة من القضايا ذات العلاقة والتي من شأنها التوصل إلى مقاربة موضوعية وتوافق سياسي كما حدث عام ٢٠١٥ عندما تم التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني في فيينا بعد جهود دبلوماسية عمانية ومفاوضات سرية وعلنية تواصلت على مدى سنوات وكانت الجولة قبل الأخيرة قد عقدت في مسقط.
وما أشبه الليلة بالبارحة! كما يقال وها هي الدبلوماسية العمانية تظهر من جديد في وقت حاسم ودقيق، خاصة وأن المنطقة تشهد صراعات وحروبًا حيث تواصل العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين وهناك الأوضاع في اليمن والسودان وسوريا، وعلى ضوء ذلك فإن التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني قد يقود إلى حزمة من الحلول السياسية تؤدي إلى السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
إن الدبلوماسية العمانية تسجل إنجازًا كبيرًا في سلسلة إنجازات سلطنة عمان الخارجية منذ أكثر من نصف قرن حيث المصداقية وسياسة الحوار التي تؤدي إلى نبذ الحروب والصراعات التي أضرت بمقدرات الشعوب على مدى عقود، كما أن اختيار مسقط لعودة المفاوضات الإيرانية الأمريكية استند إلى تراكم الخبرة الدبلوماسية العمانية وأيضا صدق نواياها والحياد الإيجابي الذي يميزها عند وجودها كطرف يساعد الفرقاء للوصول إلى حلول واقعية بهدف خفض التصعيد والتوتر وإيجاد الحلول ونسج أواصر التعاون بين الدول والشعوب، وهذه فلسفة سلطنة عمان في الممارسة الفعلية حول العلاقات الدولية وتبادل المصالح والمنافع وإقرار السلام الشامل والعادل لكل القضايا الإقليمية والدولية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدبلوماسیة العمانیة الشراکات الاقتصادیة النووی الإیرانی سلطنة عمان من خلال کما أن
إقرأ أيضاً:
شراكة استراتيجية بين "المشغل الوطني للسفر" و"TBO Holidays"
دبي- الرؤية
أعلن المشغل الوطني للسفر و TBO Holidays عن شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز حضور سلطنة عُمان في قطاع السفر بين الشركات (B2B)، وجرى الإعلان عن هذه الشراكة خلال معرض سوق السفر العربي (ATM) في دبي لعام 2025، حيث سيُطلِق الطرفان حملةً مشتركة تستهدف أسواقاً رئيسية في الشرق الأوسط والهند، للترويج لما تقدّمه عُمان من جولات وأنشطة سياحية أصيلة ومتنوعة.
وتُعد هذه الاتفاقية خطوة مهمّة نحو ترسيخ مكانة سلطنة عُمان في قطاع السفر بين الشركات (B2B) ، وتوسيع نطاق التوزيع الرقمي لجولاتها وأنشطتها من خلال منصة TBO Holidays ، إحدى أبرز منصات توزيع خدمات السفر عالميًا. وتدعم هذه المبادرة جهود وزارة التراث والسياحة في الترويج للوجهات العُمانية، كما تنسجم مع "رؤية عُمان 2040" الهادفة إلى بناء قطاع سياحي رقمي يرتكز على تقديم تجارب وجولات نوعية ومتميزة.
ومن المقرر إطلاق الحملة رسميًا خلال الربع الثاني من عام 2025، بالتزامن مع موسم خريف ظفار وفترة السفر الشتوية المقبلة. وتهدف الحملة إلى تمكين وكلاء السفر ومنظمي الرحلات في الهند، والإمارات، والمملكة العربية السعودية، ومصر، وتركيا، والأردن، من خلال تزويدهم بأدوات فعّالة ومعرفة عميقة تُسهّل عليهم تسويق سلطنة عُمان وبيعها كوجهة سياحية رائدة.
ويكمن الهدف الرئيسي هو ترسيخ صورة عُمان كوجهة مفضلة للجولات والأنشطة الأصيلة والغامرة، مع تبسيط إجراءات الحجز للمجموعات والمسافرين المستقلين (FIT) من خلال منظومة TBO الواسعة.
وتستفيد الشراكة من الانتشار الكبير لـTBO في أكثر من 100 دولة، وتوظّف أدوات تفاعلية متقدمة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتقديم تجربة سلسة تُمكّن الوكلاء من التعرّف على عُمان وترويجها بفعالية من خلال منصة موحّدة ومتكاملة.
وقال شبيب المعمري، المدير العام لـالمشغل الوطني للسفر: "تمثّل شراكتنا مع TBO Holidays إنجازًا هامًا في تمكين مزوّدي الخدمات السياحية العُمانيين، لا سيّما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهو أحد الأهداف الرئيسية لمنصتنا الرقمية. نحن ملتزمون بتزويد شركائنا المحليين بإمكانيات توزيع رقمي واسعة النطاق، وهذه الشراكة تحقق هذا الهدف بدقّة. ومن خلال التكامل مع منصة TBO العالمية، نضمن وصول التراث الغني والطبيعة الخلّابة والجولات والأنشطة الفريدة التي تقدّمها سلطنة عُمان إلى شبكة واسعة من محترفي السفر في الأسواق الرئيسية، مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية عُمان 2040 السياحية."
بدوره، أوضح فيدو لامبا، نائب الرئيس لتحالفات السياحة وأكاديمية TBO: "تُعد هذه الحملة فرصة قيّمة وجاءت في توقيت مثالي لسلطنة عُمان كي تبرز كوجهة سياحية متكاملة. نهدف من خلالها إلى تسليط الضوء على ما تقدّمه السلطنة عُمان من جولات وأنشطة متنوعة لشركائنا في قطاع السفر، وتحفيز الاهتمام وزيادة الحجوزات عبر جهود ترويجية مركّزة."
وتستهدف الحملة وكلاء السفر ومنظّمي الرحلات في قطاع السفر بين الشركات (B2B)، لا سيما المتخصصين في السياحة الفاخرة، والثقافية، والمغامرات، والجولات والأنشطة التفاعلية، ضمن الأسواق المحددة في الشرق الأوسط والهند.