في تطور أمني لافت، أعلنت دائرة المخابرات العامة في الأردن، عن إحباط واحدة من أخطر الخلايا الإرهابية خلال السنوات الأخيرة، مرتبطة بجماعة الإخوان غير المرخصة في البلاد.

وكشفت التحقيقات عن مخطط متكامل لتصنيع صواريخ محلية الصنع ومواد شديدة الانفجار، كان من المقرر استخدامها في استهداف منشآت داخلية وزعزعة الاستقرار.

تحليل خاص - شؤون الجماعات الإسلامية

وفي هذا السياق، قال عمرو فاروق، الباحث والمتخصص في شؤون الإسلام السياسي، إن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن لا تتحرك كتنظيم ديني أو سياسي تقليدي، بل باتت تمثل كيانًا موازيا للدولة، متغلغلاً في مؤسساتها الحيوية، ويعمل ضمن أجندة دولية تهدف إلى زعزعة استقرار المملكة وإدخالها في حالة من الفوضى المنظمة.

تكتلان.. وشرعية منقوصة

وأوضح فاروق، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أن الجماعة داخل الأردن تتوزع إلى تكتلين: أحدهما هو الجمعية التي تحاول الدولة التعامل معها بشكل رسمي، والآخر كيان غير شرعي ينشط خارج الأطر القانونية. وتتمثل القوة السياسية للإخوان في كتلة «العمل الإسلامي» البرلمانية، التي حصلت على قرابة 30 مقعدًا في الدورة النيابية الأخيرة، وهو ما منحها نفوذًا ملحوظًا استخدمته في الضغط السياسي، ومحاولة دخول تشكيل الحكومة وحتى السعي لرئاسة البرلمان - دون نجاح فعلي.

الخلية الإرهابية

وفي السياق نفسه، حاولت الكتلة إدخال تعديلات دستورية مثيرة للجدل، خاصة فيما يتعلق بقوانين المرأة، من خلال دفع مقترح ينص على «اعتبار الشريعة الإسلامية مصدرًا رئيسيًا للتشريع في قضايا المرأة»، ما تسبب في أزمة سياسية كبيرة، عكست عمق الاشتباك بين الجماعة ومؤسسات الدولة.

استثمار سياسي في القضية الفلسطينية

وأشار فاروق إلى أن الجماعة، منذ تصاعد أحداث غزة في 7 أكتوبر 2023، بدأت في استثمار القضية الفلسطينية لتأجيج الشارع الأردني، وقيادة موجة من المظاهرات الاحتجاجية التي شهدت مشاركة نسائية في الصفوف الأولى بهدف الاشتباك مع الأجهزة الأمنية، في مشهد وصفه بأنه نسخة مكررة من استراتيجيات الجماعة في دول أخرى مثل مصر وتونس وليبيا.

دولة موازية داخل الدولة

وفي تحليل أعمق، يرى فاروق أن الإخوان في الأردن «يشكلون دولة موازية حقيقية»، نتيجة تغلغلهم في مؤسسات الدولة، خاصة الفاعلة منها، مضيفًا: «للأسف، لم تتمكن الدولة الأردنية حتى الآن من تفكيك هذا النفوذ أو تطهير المؤسسات من هذا التغلغل، ما خلق حالة من التنازع الداخلي بين الدولة ومؤسسات خاضعة للتأثير الإخواني».

ولفت إلى أن قرب الجماعة من الطبقات الاجتماعية المهمشة، وارتكازها على خطاب الهوية والدين، مكنها من تثبيت وجودها داخل الشارع، وتعزيز مشروعها الموازي، في ظل ما يعتبره ضعفًا في إدارة المواجهة من قبل الدولة.

الخلايا والتنظيم الدولي

وأكد فاروق أن الجماعة تستغل العمليات التي تحدث في الداخل الأردني، حتى وإن لم تكن هي المنفذة، مستشهدًا بذلك بإحدى العمليات التي وقعت مؤخرًا، والتي سارعت الجماعة إلى تأييدها علنًا، قبل أن تتراجع تحت الضغط.

واعتبر أن الضربة الأمنية الأخيرة التي وجهتها المخابرات الأردنية ضد خلية تصنيع الصواريخ تعد خطوة استباقية هامة، لكنها لا تعني أن الخطر قد زال، متوقعًا الإعلان عن خلايا أخرى خلال الفترة المقبلة.

الإخوان كتنظيم وظيفي يخدم سيناريوهات دولية

من زاوية أوسع، يرى فاروق أن الجماعة في الأردن لا تتحرك وفق خصوصية محلية فقط، بل تتبع تعليمات التنظيم الدولي للإخوان، الذي أصبح مقره الفعلي في لندن، بعد أن تم تفكيك البنية الداخلية للجماعة في مصر.

الشرطة الأردنية

وأكد أن الإخوان كيان «وظيفي» يخدم سيناريوهات تفتيت المنطقة العربية، وينفذ أجندات دول كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، رغم ادعائهم العداء لها، مضيفًا: «هذا حدث عند صعودهم في مصر مرحلة ما بعد 2011 بهذا الشكل والدولة انجرت إلى حالة من الفوضى إلا أن الأجهزة الأمنية تدخلت والقوات المسلحة أيضا وحمت ثورة 30 يونيو. كما حدث نفس المشهد في اليمن، ليبيا، وتونس، وأظن أن الوضع والمشهد مرتبك جدا في دول المنطقة العربية».

محاولة لجرّ الأردن إلى الفوضى

واختتم فاروق تصريحاته، بأن الأردن في ظل هشاشة التوازن السياسي وتغلغل الإخوان، مرشح لأن يكون بؤرة توتر جديدة في المنطقة، موضحًا أن الجماعة تسعى لإسقاط الدولة من الداخل، ليس فقط عبر المواجهة السياسية، بل من خلال تفكيك بنية الدولة الوطنية، والتحرك داخل المجتمع بمشاريع موازية تنتهي بزعزعة النظام القائم.

اقرأ أيضاًالحكومة الأردنية تعلن القبض على جميع المتورطين في المخططات التخريبية

عاجل| المخابرات الأردنية: إحباط مخططات لزعزعة الأمن الوطني والقبض على 16 متورطا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المواد المتفجرة التوتر السياسي التنظيم الدولي للإخوان المخابرات العامة الأردنية الأمن الوطني الأردني جماعة الإخوان المسلمين الخلايا الإرهابية العملية الأمنية الاستباقية الفوضى المنظمة الأنشطة غير القانونية أن الجماعة فی الأردن

إقرأ أيضاً:

بن مبارك يسارع بإصدار قرار سياسي خطير قبيل إقالته المتوقعة

الجديد برس|

عزز رئيس حكومة عدن، احمد عوض بن مبارك، الأربعاء، سيطرة المجلس الانتقالي، سلطة الامر الواقع جنوب اليمن ، على مؤسسات الدولة في “العاصمة المؤقتة”.. يتزامن ذلك مع ترتيبات لإقالته.

واصدر بن مبارك قرار بتعيين المتحدث الرسمي السابق للانتقالي سالم العولقي مدير لهيئة الأراضي بدلا عن السابق  انيس باحارثة . وهيئة الأراضي تعد من اهم الملفات الهامة والتي اثارت صراعات بين  القوى اليمنية الموالية للتحالف وسط نهب غير مسبوق لم تستثني أراضي الدولة فقط.

وافاد وزير الدولة في حكومة عدن عبدالغني جميل  بوصوله على الرياض  في حين تحدثت تقارير إعلامية عن استدعاء السعودية لكافة مسؤولي حكومة عدن  ضمن ترتيبات لتغييرها .

وتأتي هذه التطورات وسط احتدام المواجهة بين بن مبارك مسنودا بالانتقالي  ورشاد العليمي رئيس المجلس الرئاسي.

والقت الصراعات هذه  بظلالها على حياة الناس في مناطق التحالف جنوب اليمن اذ تواصل الكهرباء انقطاعها  بسبب قرار العليمي وقف تزويد عدن بالوقود واشتراطه اقالة بن مبارك إضافة إلى انهيار العملة.

ويسعى بن مبارك من خلال تعميق علاقته بالانتقالي إلى  الضغط لتنصيبه سفيرا لليمن بواشنطن حيث نقل اسرته وبنى استثمارات كبيرة هناك مؤخرا.

مقالات مشابهة

  • باحث: 7 أكتوبر كانت الفرصة التي انتظرها الإخوان لإحياء "الربيع العربي"
  • أنباء عن اعتقال رئيس دائرة فلسطين في جماعة الإخوان المسلمين بالأردن
  • الأردن.. اعتقال قيادي كبير بتنطيم الإخوان المحظور
  • أربعة أحكام بالسجن لعشرين عاما على متهمين في قضية مرتبطة بالإخوان المسلمين في الأردن
  • أعضاء «الوطني»: نرفض زج الإمارات في صراعات تخدم أجندات فوضوية
  • الإخوان المسلمون في مواجهة الحملة الصهيونية.. أبعاد المؤامرة وواجبات المرحلة
  • إبراهيم عيسى يحذر من استغلال الإخوان لحادثة طفل دمنهور لزرع الفتنة الطائفية
  • هل تفعلها قطر في الأردن كما فعلتها في سورية؟
  • اعتقالات جديدة بصفوف الإخوان في الأردن وأحكام بالسجن بحق 4
  • بن مبارك يسارع بإصدار قرار سياسي خطير قبيل إقالته المتوقعة