حكم كتابة الأذكار على كفن الميت.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
كشفت دار الإفتاء المصرية، عن حكم كتابة الأذكار على كفن الميت على الكفن، مشيرة إلى أن الشرع حث على تكفين الميت في الثياب الحسنة، والفقهاء اتفقوا على أن تكفين الإنسان وستره عند موته فرضُ كفاية، إذا قام به البعض سقط الحرج عن الباقين.
وأضافت دار الإفتاء، في فتوى عبر موقعها الإلكتروني، أن الكفن حق واجب على الأحياء؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بذلك، ولأن حُرمة الإنسان ميتًا كحرمته حيًّا، والسُّترة واجبة في الحياة، فكذلك بعد الموت.
وشددت الإفتاء على أن كتابةُ بعض آيات القرآن الكريم أو غيرها مما يشتمل على صيغ الذكر وأسماء الله تعالى على الكفن حرامٌ شرعًا، ولا يجوز الإقدام عليها؛ موضحة أن ذلك فيه من تعريض الآيات والذكر للامتهان والتنجيس بمُلاقاة الصديد الخارج من بدن الميت والدم ونحو ذلك.
وأوضحت دار الإفتاء، أن كتابة آيات القرآن والأسماء المعظَّمة على الكفن، فيه غاية الامتهان، وذلك لملاقاتها للنجاسة الخارجة من الميت كالصديد والدم ونحو ذلك، ومعلومٌ أنه لا إهانة كالإهانة بالتَّنجِيس؛ لأن النجاسة ناتجة عمَّا هو مُستقذر من الصديد والدماء والأعيان النجسة، التي يأنَفُ الإنسان منها ويحترز عنها، ولأن النجاسة غاية الامتهان، إذ جعلها اللهُ عذابًا للكافرين، قال الله تعالى: ﴿وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ﴾ [إبراهيم: 16-17]، وقال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ﴾ [الجاثية: 11].
هل تعليق صورة المتوفى على الحائط حرام؟.. الإفتاء يجيب
حكم الاستعانة بقراءة الفاتحة على نجاح الأمور.. الإفتاء توضح
كيف يقف القائم بجوار الجالس على الكرسي في الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب
هل يكفي قول دعاء الاستخارة بدون صلاة ركعتين؟.. الإفتاء: يجوز بشروط
قد نصَّ جمهورُ الفقهاء على عدم جواز كتابة شيء من آيات القرآن الكريم وغيره مما يشتمل على لفظ الجلالة من الأذكار والأسماء المعظَّمة على الكفن؛ لأن ذلك يُعَرِّضه إلى الامتهان قطعًا، من جهة ملاقاته للنجاسة كالصديد الناتج عن تحلُّل بدن الميت -كما قررنا سابقًا- ومن جهة أخرى أنه مُعرَّضٌ لملامسة الأرض مباشرةً بلا حائل، ولا يخفى ما في هذا من عدم احترام للنَّصِّ الشريف.
قال الإمام كمال الدين بن الهُمَام الحنفي في "فتح القدير" (1/ 169، ط. دار الفكر): [تُكره كتابةُ القرآنِ وأسماءِ الله تعالى على الدراهم والمحاريب والجدران وما يُفرَش] اهـ. فأفاد أن ما يُكتَب على كفن الميت من نحو بعض آيات القرآن الكريم والذكر وما هو معظَّم في الشرع الشريف ممنوعٌ مِن باب أَوْلَى ولا يجوز؛ لأنه يكون عُرضَةً للنجاسة من صديد الميت ونحوه، كما في "رد المحتار" للإمام ابن عَابِدِين (2/ 246-247، ط. دار الفكر)، مستشهدًا بما نص عليه الإمام الحافظ تقي الدين بن الصَّلَاح في "فتاويه" (ص: 262).
ومن المقرر في مذهب السادة الحنفية أنهم إذا أطلقوا الكراهة ولم يقيِّدوها بـ"التنزيهية" فالمراد منها كراهة التحريم، كما في "رد المحتار" للإمام ابن عَابِدِين (1/ 224)، و"البحر الرائق" للإمام زين الدين بن نُجَيْم (1/ 137، ط. دار الكتاب الإسلامي)، ومِن ثَمَّ فيَحرُم عندهم كتابة شيءٍ من القرآن أو الذكر على كفن الميت.
وقال الإمام أبو البركات الدَّرْدِير المالكي في "الشرح الكبير" (1/ 425، ط. دار الفكر): [وظاهره أن النقش مكروه ولو قرآنًا، وينبغي الحرمة؛ لأنه يؤدي إلى امتهانه، كذا ذكروا، ومثله نقش القرآن وأسماء الله في الجدران] اهـ.
قال الإمام الدُّسُوقِي مُحَشِّيًا عليه: [(قوله: وينبغي الحرمة.. إلخ) أي: وأما كتابة ورقة ذكرًا ودعاءً وتعليقها في عنق الميت فحرام، ويجب إخراجها إن لم يطل الأمر، وأما المصحف فيجب إخراجه مطلقًا] اهـ.
وقال الإمام البُجَيْرِمِي الشافعي في "تحفة الحبيب" (2/ 275، ط. دار الفكر): [يَحرُم كتابة شيء من القرآن على الكفن، صيانة له عن صديد الموتى، ومثله كل اسم معظم] اهـ.
وقال الإمام الرُّحَيْبَانِي الحنبلي في "مطالب أولي النهى" (1/ 874، ط. المكتب الإسلامي): [وقواعدنا معشر الحنابلة تقتضيه، أي: تحريم الكتابة على الكفن لما يترتب عليه من التنجيس المؤدي لامتهان القرآن] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تكفين الميت الكفن دار الإفتاء الإفتاء المزيد آیات القرآن دار الإفتاء على الکفن دار الفکر م کتابة
إقرأ أيضاً:
الكفن ينهي خصومة ثأرية بين عائلتي «العدوي» و«منصور» فى الشرقية
شهدت قرية السناجرة بمركز أبوحماد بمحافظة الشرقية مراسم الصلح وإنهاء الخصومة الثأرية بين عائلتي «العدوي» و«حسن منصور» بعد مقتل أحد أبناء الطرف الأول على يد أحد أبناء الطرف الثاني، وذلك بدوار النائب أحمد فؤاد أباظة رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب.
حضر مراسم الصلح بالجلسة الختامية عدد من القضاة العرفيين النائب أحمد رسلان عضو مجلس النواب، النائب فايز أبو حرب عضو مجلس الشيوخ، الشيخ أحمد مصطفى الإدريسي، اللواء قاسم حسين، والشيخ عثمان خطاب والدكتور صلاح حرى وكيل وزارة الأوقاف والدكتور مترى عبد الملك راعى كنيسة العذراء مريم بأبوحماد والشيخ محمد سليمان النجار مدير إدارة أوقاف جنوب أبوحماد، وممثلين عن إتحاد القبائل العربية العائلات المصرية ولفيف من القيادات التنفيذية والأمنية والشعبية بمحافظة بالشرقية، ورجال المصالحات، وعمد ومشايخ القرى.
بدأت مراسم الصلح بتلاوة آيات من القرآن الكريم للشيخ محمد أيمن عبد العزيز، ثم كلمة الشيخ أحمد الإدريسي " خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين" وقوله "فمن عفا وأصلح فأجره على الله" فمن سعي للصلح بين الناس وفقه الله فى كافة شؤون حياته وصدق الله" لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس"، ولابد أن ندع الخلافات جانبا ونصطف صفا واحدا خلف قيادتنا السياسية الرشيدة" واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا.
وأكد النائب أحمد رسلان على قيمة التسامح والمودة والمحبة ونبذ الخلافات بين الجميع وتحقيق الهدف المنشود لجميع أفراد المجتمع وهو نعمة الأمن والأمان للجميع، ونشكر طرفى النزاع على قبول الصلح، ومصر محفوظة بحفظ الله لها تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وقال النائب فايز أبو حرب من مشايخ محافظة مطروح " نجتمع اليوم لحل المشاكل بيننا وحقن الدماء حفاظا على تماسك المجتمع، ونبارك هذا الصلح وفى الخير دائما نجتمع، ومصر لن تنكسر بفضل الله ثم قيادتها وجيشها العظيم.
وتحدث الدكتور صلاح حرى "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رحيم"، ويتجلى العفو عند المقدرة في أروع صوره يوم فتح مكة، حينما دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرًا، مرددا:(اذهبوا فأنتم الطلقاء)، والمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، فما أجمل العفو!
وبين الدكتور مترى راعي الكنيسة أهمية الصلح بين الناس ليعيش الجميع فى سلام وأمان، ونشكر الله عن اجتماعنا للسلام، ومصر ليس وطن نعيش فيه بل وطن يعيش فينا، مقدما الشكر للعائلتين على اقتلاع جذور الشر وإنهاء الخصومة بالصلح.
وأوضح النائب فؤاد اباظه" عرضنا الصلح على العائلتين، ووجدنا ترحيبا من قبل رموز العائلتين لإنهاء الخصومة بينهما، حيث اتفق الطرفان على طي صفحة الخصام والموافقة على الصلح، وتبادل الطرفان الأحضان والمصافحة، وسط أجواء من الفرح والبهجة والتكبير والتهليل، ووعد الطرفان بنبذ الكراهية والفتنة وأن تسود المحبة بينهما، مقدما الشكر لأبناء عائلتى عدوى وحسن منصور الذين حرصوا على إعلاء المصلحة العامة، وإتمام هذا الصلح على خير، ولا ننسى أن نشكر لجنة الصلح والتحكيم والتي تضم الشيخ سالم أبو ناجع والعمدة هشام عبد الجواد والشيخ محمد ابوعيادة العمدة طارق الطحاوي، والمهندس هيثم نوح، والمحاسب وليد دناش والشيخ سامح بركات.
هذا وحضر أحد أفراد أسرة الجانى إلى مؤتمر الصلح حاملا "الكفن" على يديه وتقديمه لأسرة المجنى عليه كنوع من التقاليد التى جرت بين الأطراف المتخاصمة لإنهاء الخصومة الثأرية بين الطرفين.
يذكر أنه قد نشأت خصومة ثأرية بين عائلتي عدوي وحسن منصور بناحية إبراهيم موسي التابعة لقرية كفر العزازى بمركز أبوحماد، عقب وقوع مشاجرة بينهما، راح ضحيتها الشاب "عدوي عاطف" أحد أبناء عائلة عدوي، بسبب خلافات سابقة بينهما بينهما، ليتمكن أعضاء لجنة فض المنازعات من الصلح بين العائلتين وتذكيرهم بروابط صلة الرحم بينهم وإيقاف نزيف الدم، مرددين عليهم قول الله تعالى" إنما المؤمنون أخوة"، ولا تنازعوا فتفشلوا".