التكنولوجيا الناشئة.. هل نحن مستعدون للمستقبل؟
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
د. ذياب بن سالم العبري
في كل يوم نسمع عن تقنية جديدة تغير شكل العالم، تفتح آفاقًا لم نكن نتخيلها، وتقودنا نحو مستقبل يبدو وكأنه مستوحى من أفلام الخيال العلمي. لم يعد التطور التقني مجرد رفاهية، بل أصبح جزءًا أساسيًا من حياتنا، يشكل اقتصادات الدول، يغير أساليب العمل، ويعيد تعريف مفهوم التواصل والتفاعل بين البشر.
التكنولوجيا الناشئة هي ببساطة كل ابتكار جديد لم يصل بعد إلى انتشاره الكامل، لكنه يحمل إمكانات هائلة قد تعيد تشكيل مختلف المجالات. وعندما ظهر الذكاء الاصطناعي لأول مرة، كان مجرد فكرة مثيرة في الأبحاث الأكاديمية، لكنه اليوم أصبح جزءًا لا يتجزأ من أنظمتنا المالية، الطبية، والتعليمية. البلوك تشين لم يعد مجرد تقنية تستخدم في العملات الرقمية، بل أصبح أداة قوية لحماية البيانات وتعزيز الشفافية. وإنترنت الأشياء بات يحوّل مدنًا بأكملها إلى مساحات ذكية تستجيب لحاجات سكانها دون تدخل مباشر.
وفي مجال الصحة، فتحت الهندسة الوراثية والطباعة ثلاثية الأبعاد أبوابًا لم يكن أحد يتخيلها قبل سنوات. أصبحنا قادرين على طباعة أعضاء بشرية، وتصميم علاجات جينية لأمراض مستعصية، وهي تطورات قد تطيل متوسط العمر المتوقع وتحسن جودة الحياة لملايين البشر. أما في قطاع التعليم، فقد أحدث الواقع الافتراضي والواقع المعزز نقلة نوعية في طريقة التعلم والتدريب، مما يجعل المعرفة أكثر تفاعلية وأسهل وصولًا للجميع.
ومع كل هذه القفزات التقنية، يبرز تحدٍّ جديد: هل سنكون مستهلكين لهذه التكنولوجيا فقط، أم سنكون مساهمين في صناعتها؟ الدول التي تدرك أهمية الاستثمار في البحث والتطوير، وتوفر البيئة المناسبة للابتكار، هي التي ستحقق السبق في المستقبل. التكنولوجيا لم تعد خيارًا يمكن تجاهله، بل هي ضرورة يجب أن نستعد لها من الآن.
عُمان تمتلك من الإمكانيات والكفاءات ما يؤهلها لأن تكون جزءًا من هذا التحول الرقمي العالمي. ومع التوجه نحو الحكومة الإلكترونية، وتعزيز ريادة الأعمال التقنية، واحتضان المشاريع الابتكارية، يمكننا أن ننتقل من مجرد مستخدمين للتكنولوجيا إلى رواد فيها. التحدي الحقيقي ليس في مواكبة التطور فقط، بل في توجيهه نحو خدمة مجتمعاتنا، وتعزيز اقتصادنا، وبناء مستقبل أكثر استدامة لأجيالنا القادمة.
العالم يتغير بسرعة، والتكنولوجيا لا تنتظر أحدًا. فهل نحن مستعدون لنكون جزءًا من هذا المستقبل، أم سنكتفي بدور المشاهدين؟ هذا هو السؤال الذي علينا جميعًا التفكير فيه بجدية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رئيس البرلمان المجري : مستعدون لتعزيز العلاقات مع مصر على جميع المستويات
استقبل اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، الدكتور لازلو كوفير، رئيس برلمان دولة المجر الصديقة، والسيدة قرينته، والوفد المرافق له، والذي ضم الدكتورة ريتا هنسار، سفيرة المجر بمصر، والدكتور لازلو فيريش، رئيس سكرتارية رئيس الجمعية، والدكتورة كريستين كوفاتش، مدير العلاقات الخارجية لرئيس الجمعية، والدكتور بيتر شاردى، المستشار الأول للعلاقات الخارجية.
جاء ذلك بحضور المهندس عمرو لاشين، نائب المحافظ، واللواء أيمن الشريف، السكرتير العام للمحافظة.
ويأتي ذلك في إطار الاهتمام المتواصل باستقبال كافة الوفود، سواء على المستوى الدولي أو المحلي، لزيارة المعالم السياحية والمناطق الأثرية، فضلًا عن التعرف على المقومات الطبيعية والاستثمارية التي تتمتع بها زهرة الجنوب.
البرلمان المجري
من جانبه، رحّب الدكتور إسماعيل كمال برئيس البرلمان المجري والوفد المرافق له، لزيارتهم لعاصمة الشباب والاقتصاد والثقافة الإفريقية، كما أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد المحافظ على العلاقات التاريخية الوطيدة بين الشعبين الصديقين، والتي تأتي في ظل الشراكة الاستراتيجية بين مصر والمجر، ودفعها قُدمًا في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال البرلماني، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وأشار إلى أن محافظة أسوان تعمل وفق فكر ورؤية متكاملة لاستغلال المزايا النسبية التي تتمتع بها، ومنها الثروات التعدينية والمحجرية والسياحية، بالإضافة إلى مصادر الطاقة المتنوعة، مما يجعلها مناخًا جاذبًا للاستثمار، وهو ما نأمل أن يتحقق من خلال إقامة مشروعات للمجر في مختلف القطاعات على "أرض الذهب".
ولفت إلى أن ذلك يتواكب مع ما يتم داخل الجمهورية الجديدة من توسع في المجالات الاقتصادية والتجارية، وهو ما يخلق بدوره فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب الأسواني.
فيما عبّر رئيس البرلمان المجري عن تقديره للمعالم والمزارات السياحية والأثرية التي شهدها خلال زيارته لأسوان والوفد المرافق له، والتي شملت السد العالي، ورمز الصداقة، ومعابد فيله، ومتحف النوبة، فضلًا عن جولة نيلية.
وأكد على حرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر على مختلف المستويات، باعتبارها شريكًا رئيسيًا للمجر والاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يتجسد في الدور المحوري الذي تقوم به مصر في معالجة القضايا الإقليمية المتنوعة.