عربي21:
2025-05-02@09:26:19 GMT

في ظلّ ما يجري في أمريكا: العالم إلى أين؟

تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT

أهي النهاية؟ سؤال يدوّي في أدمغة قاطِنِي المعمورة من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب، فبمجرد أن انخرط "ترامب" في إصدار قراراته المستفزّة؛ انهمك كلّ من يسكنون الليل والنهار في حسابات معقدة مشحونة بالكآبة والتشاؤم، فهل نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة؛ تحتمها وتفرضها على الناس تدافعات اقتصادية كبرى، فرضتها وستفرضها قرارات ترامبية متشنجة؟ أم إنّها نهاية العالم التي بشّرت بها الأصولية الأمريكية من قبْلُ على يد جيمي سواغرت وجيري فلوليل وهول لندسي، وإن فارقت في أسلوبها التراجيديا الأصولية إلى تراجيديا اقتصادية أبطالها هم خريجو المدرسة اليمينية من أمثال "الرئيس!" ونائبه ووزير خارجيته ورئيس أركانه، وصُنَّاعها رأسماليون عنصريون من أمثال أيلون ماسك؟

نظرية التخريب المتعمد وشواهدها

لا أظنّها مجرد انعكاس لنظرية المؤامرة، ولا أحسبها إلا دراسة استشرافية اعتمدت الأحداث الجارية في أرض الواقع شاهدا أكيدا، وما فيها من غرابة وجنون ليس مصدره استنتاج غريب مجنون، وإنّما مصدره ما تتسم به الأحداث ذاتُها من شطط؛ مَن كان يتصور أنّ عدة أسابيع فقط كانت كافية في تقويض هرمٍ ضخم لَطَالَما تفاخرت به الإمبراطورية الأمريكية، وهو ما يسمى في عالم الحكم والسياسة بسيادة القانون؟! وفي سلب روح المؤسسة من جسد دولة عمّرت قرنا ونصف قائمة على المؤسسات؟ وفي إفراغ أجهزة الدولة الأمريكية من الكفاءات واستبدالها بموالين للحاكم؟

هل يريد الرأسماليون الكبار تفكيك النظام الدوليّ وإنهاء دور أمريكا؛ ليحلّ محلّه نظام جديد يكونون فيه أكثر تسلطا على رقاب العباد وجيوبهم؟ ومَنْ يا ترى وراء هذه الألعاب المنغمسة في الفساد؟ من الذي وراء القرارات التي تخفض اليوم ما رفعته بالأمس وتلوِّح برموز غامضة؛ ليقع صغار المستثمرين في شِباك يخرجون منها وقد انحدرت أموالهم من جيوبهم إلى خزائن إيلون ماسك وأضرابه؟!
لقد صار السؤال اليوم -في ظلّ اللايقين السياسيّ- هل سيكون في أمريكا بعد اليوم تداول للسلطة أو انتخابات يراقب العالم الحرّ نتائجها؟ فهل وقع ذلك كلّه فجأة؟ ثم من هذا الذي يظهر في الخلفيّة وكأنّه يلقن ترامب ما يقوله ويملي عليه ما يفعله؟ أليس هذا الزئبقيّ اللزج هو إيلون ماسك الذي يمتلك مئات المليارات ويتطلّع للمزيد؟ أليس هو ذلك العنصريّ الصهيونيّ المتآمر؟ وأخيرا، لماذا هذه الثورة العفوية على سيارات "تسلا"؟

لا بدّ أنّ الشارع الأمريكيّ الثائر (الذي سيظلُّ يثور إلى أن تُسْلِمه ثورته إلى استعادة سنة الآباء المؤسسين أو تردّه الترامبية إلى حرب أهلية تأتي على الإمبراطورية بالخراب واليباب) قد وعى -وللشارع وعي عفوي تلقائي يسبق وعي البُلَغاء- أنّها مؤامرة كبيرة وخطيرة، مؤامرة جماعات الضغط المنتفعة التي لَطالما حذّر منها كبار المفكرين طوال التاريخ الأمريكيّ، فهل يريد الرأسماليون الكبار تفكيك النظام الدوليّ وإنهاء دور أمريكا؛ ليحلّ محلّه نظام جديد يكونون فيه أكثر تسلطا على رقاب العباد وجيوبهم؟ ومَنْ يا ترى وراء هذه الألعاب المنغمسة في الفساد؟ من الذي وراء القرارات التي تخفض اليوم ما رفعته بالأمس وتلوِّح برموز غامضة؛ ليقع صغار المستثمرين في شِباك يخرجون منها وقد انحدرت أموالهم من جيوبهم إلى خزائن إيلون ماسك وأضرابه؟!

اللايقين الاقتصادي وآثاره المدمرة

على الرغم من تعليق ترامب إجراءات زيادة التعريفة الجمركية لثلاثة أشهر -بعد أن كان قد فاقمها بشكل مزعج- فإنّ تراجعه هذا لا يعطي الطمأنينة التي لا بدّ للاقتصاد الدولي أن يتزود بها لينطلق من جديد؛ وذلك لافتقاد اليقين بسبب التأرجح المزاجي للكينونة الترامبيّة.



يقول دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي: "يظهر أننا اخترنا الاستراتيجية الصحيحة: التركيز على المفاوضات، مع ممارسة الضغط للوصول إلى هذه النقطة"، وقال إن التحدي المستمر ينبني على التنبؤ بالتحركات التالية لرئيس لا يمكن التنبؤ بردة فعله، وأضاف: "نحن نوازن باستمرار بين الحزم وبين ترك مساحة لتسلق ترامب". ويقول "كارستن بريسكي"، الموظف المالي السابق في الاتحاد الأوروبي: "إن الخطر هو أن الأيام التسعين القادمة ستتميز بعدم اليقين، وعدم اليقين يعيق الاستثمارات والاستهلاك".

هل لنا نحن العرب والمسلمين مخرج مما هو آت؟ وحتى نجيب على السؤال إجابة صادقة وموضوعية لا بد من النظر إلى الروافع من جهة والمحاذير من جهة أخرى، فأمّا ما تتمتع به أمتنا العربية والإسلامية من الفرص والروافع فكثير وفير، فنحن أمّة -لو شاءت- لاكتفت ذاتيّا من الناحية الاقتصادية؛ فجميع المقومات مبثوثة في أنحائها، ولا يعوزها إلا اتخاذ القرار بالتكامل الاقتصاديّ
يحْدُث هذا كلُّه وسط أجواء ملبدة بالغيوم والشكوك الكبيرة بين الولايات المتحدة وبين الدول الأخرى بما في ذلك حلفاؤها؛ بسبب تحول ترامب ضد أوكرانيا في حربها مع روسيا، وبسبب تشكيكه في المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو المتعلقة بالدفاع المشترك، مما يضخم المخاوف من عدم استعداد الولايات المتحدة للوفاء بوعودها.

مستقبل الهيمنة الدولارية

من المؤكد أنّ استمرار الهيمنة الدولارية بات أمرا لا مسوغ له في حلق الزمن القادم، صحيح أنّ الدولار لا يزال يتمتع بالمقومات التي تؤهله لأن يكون العملة الاحتياطية الأولى في العالم، وصحيح كذلك أنّ البدائل الأخرى كالذهب والعملات الرقمية ومقترح مجموعة بريكس والمقترح الصيني لا تزال ضعيفة وغير قادرة على أن تحلّ بديلا عن الدولار؛ لأسباب كثيرة يتعلق أغلبها بظروف أصحاب المقترح وتضارب مصالحهم، وإذا كنت منطقة اليورو على تضامنها وتضامّها لم تنجح إلا قليلا في زحزحة الدولار عن عرشه؛ فكيف بمناطق ومكونات أضعف نفوذا وأقلّ تماسكا؟! لكن في ظلّ الإجراءات العاصفة التي تفاجئ العالم ولا يسلم منها عدو ولا صديق يتحتم البحث عن عملة احتياطية أخرى تواجه التحديات التي يخلقها باستمرار تقلب المزاج الترامبيّ، ومن هنا نرى أنّ المخاطر تحفّ بالدولار.

هل للمسلمين والعرب مخرج؟

هذا هو السؤال الأهم والأجدى: هل لنا نحن العرب والمسلمين مخرج مما هو آت؟ وحتى نجيب على السؤال إجابة صادقة وموضوعية لا بد من النظر إلى الروافع من جهة والمحاذير من جهة أخرى، فأمّا ما تتمتع به أمتنا العربية والإسلامية من الفرص والروافع فكثير وفير، فنحن أمّة -لو شاءت- لاكتفت ذاتيّا من الناحية الاقتصادية؛ فجميع المقومات مبثوثة في أنحائها، ولا يعوزها إلا اتخاذ القرار بالتكامل الاقتصاديّ، ونحن أمّة -لو شاءت- لتحصنت دفاعيّا؛ فجند الله الصادقون منتشرون في ربوعها، ولا ينقصها سوى الجرأة على إحداث تحالف عسكريٍّ حقيقيٍّ، وإذا حلمنا بسوق عربية مشتركة وحلف سُنّيٍّ مشترك فلن نحتاج لتحقيق ذلك إلا أن نشاء، فهل تفعلها الأنظمة في بلادنا؟ وإذا لم تفعلْها فهل تظنّ أنّ عروشها بمنأى عن الخطر؟ وإذن فستدرك أنّها لم تقرأ المشهد بشكل صحيح، وأمّا المحاذير فلا أراها خافية على أحد، وحسب كلّ باحث عن الحقيقة أن يعلم أنّ محور الصراع سيكون ممتدا في المساحة التي يقطنها خيار الأمة وسوادها الأعظم، هذا هو البلاء المنهمر؛ فهل من مدّكر؟!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء ترامب الدولارية امريكا الدولار مسلمين ترامب قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من جهة

إقرأ أيضاً:

FP: دعم ترامب لسياسة التجويع في غزة يضر بمصالح أمريكا العالمية

نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا أعده فيليب غوردون من معهد بروكينغز وأندرو ميلر من مركز التقدم الأمريكي ناقشا فيه أن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألا يمنح  علامة نجاح لـ"إسرائيل" وحصارها لغزة. فمن خلال عمله هذا سيجعل الفلسطينيين يعانون بسبب السياسة الأمريكية.

وأشارا بداية إلى بيان نشره السفير الأمريكي الجديد لـ"إسرائيل" مايك هاكابي على الفيديو بشأن السياسة الأمريكية من غزة. وبنبرته المألوفة والرقيقة تجاه الأشخاص غير المجربين، روى الحاكم السابق لأركنساس كيف رفض نداء من حنان بلخي، الطبيبة والمسؤولة الكبيرة في منظمة الصحة العالمية، ممارسة المزيد من الضغط على "إسرائيل" لتقديم مساعدات إنسانية لسكان غزة. وبدلا من ذلك، قال هاكابي لبلخي إنه ينبغي علينا التركيز و"الضغط في المكان المناسب"، أي على حماس، كي"تمنحنا الفرصة" لفتح قنوات للمساعدات الإنسانية.

ويعلق الكاتبان ألا أحد يناقش بضرورة وضع ضغوط على حماس المسؤولة عن الهجمات والمعاناة، لكن بيان هاكابي كان إشكاليا وبشكل صادم. فمن خلال ربط الدعم الأمريكي للمساعدات الإنسانية في غزة بهدف استسلام حماس، كان السفير يؤيد رسميا سياسة العقاب الجماعي التي تتعارض مع القانون الأمريكي والدولي وتتناقض مع القيم الأمريكية وتتعارض مع أهداف السياسة الخارجية لواشنطن.



وذكر الكاتبان باعتبارهما مسؤولين سابقين في إدارة جو بايدن، أنهما على وعي بفشل الإدارة السابقة لتأمين الحماية والدعم الإنساني المناسب لأهل غزة.

فموازنة الدعم لـ"إسرائيل" وحقها بالدفاع عن نفسها ضد عدو لا يريد الاستسلام ويحتفظ بأسرى ويقاتل من الأنفاق أمر مستحيل "على الأقل بالنسبة لنا" كما يقولان.

ومع ذلك فهما يؤكدان بأنه على النقيض من فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد عمل فريق بايدن بلا كلل لتحسين الظروف الإنسانية في غزة، حتى لو لم يكن ذلك كافيا أبدا.

ففي بداية الحرب عام 2023، عندما أعلن وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت "حصارا كاملا" على غزة، ومنع الغذاء والماء والكهرباء، أوضح الرئيس بايدن على الفور أن الخطة غير مقبولة، ورضخت "إسرائيل" على حد قولهما. وعين بايدن مبعوثا خاصا للعمل مع "إسرائيل" والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التي عملت بدون تعب على توسيع وصول المساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين.

وفي مئات من المكالمات الهاتفية والرسائل النصية من الإدارة، ضغطت الولايات المتحدة على الإسرائيليين السماح بدخول المزيد من المساعدات، وقد فعلت وإن على مضض وبشكل غير كامل.

ويدافع الكاتبان هنا عن سجل بايدن لدعم غزة، حيث قدمت إدارته على مدى الحرب مساعدات لغزة وصلت إلى مليار دولار، وسهلت وصول مليارات أخرى من الآخرين، وساعدت على إيصال أكثر من مليون طن من المساعدات الإنسانية.

ومع أن هذه الجهود ساهمت في حماية الأرواح إلا أنها لم تكن كافية لمنع كارثة إنسانية.

والمشكلة الآن هي أن  ترامب، من خلال تأييده لاستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في استخدام المساعدات كوسيلة للضغط، يجعل الكارثة الإنسانية في غزة هدفا سياسيا رسميا.

وبما أن "إسرائيل" لم تعد مضطرة للقلق بشأن الضغوط الأمريكية، أعلن وزير الخارجية جدعون ساعر في الثاني من آذار/ مارس أن "إسرائيل" تخطط لفرض "حصار كامل" على غزة.

وتتضمن هذه الخطة إغلاق جميع المعابر، وهي السياسة ذاتها التي ساعدت إدارة بايدن في منعها بداية الحرب. فمنذ استئناف الحرب بعد خرق وقف إطلاق النار الشهر الماضي لم يدخل القطاع الطعام أو الماء أو الكهرباء، وسط تحذير المنظمات الإنسانية من خطر مواجهة 2.1 مليون فلسطيني، منهم مليون طفلا، الجوع الحاد وانتشار الأمراض والموت.

وفي 25 نيسان/ أبريل أعلن برنامج الغذاء العالمي عن نفاد مخزونه من الأغذية في غزة، وتوقف مصدر قوت لمئات الآلاف من الفلسطينيين. واضطرت الأمم المتحدة إلى تعليق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال لـ 600,000 طفل والتي ساعدت الولايات المتحدة بنجاح في دفعها، وهو ما زاد من خطر انتشار المرض في غزة.

وقال المسؤولان السابقان إن الرئيس الأمريكي ظل صامتا عندما خرقت "إسرائيل" وقف إطلاق النار الشهر الماضي. ويقال إنه أعطى نتنياهو بالفعل الضوء الأخضر. وبعد أيام قليلة، أعلن ترامب إعفاء نفسه من المسؤولية، قائلا: "إنها ليست حربنا، بل هي حربهم". 

وقالا إن "إسرائيل" الآن في صدد انتهاك جميع المبادئ التي وضعتها إدارة بايدن لغزة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بما في ذلك عدم فرض حصار وعدم تقليص الأراضي وعدم التهجير القسري للفلسطينيين وعدم إعادة الاحتلال وبدون أي اعتراض من ترامب.

وبعد مكالمة هاتفية مع نتنياهو في 22 نيسان/ أبريل، نشر ترامب أنه ونتنياهو "متفقان في كل قضية. وبعد ثلاثة أيام، عندما سئل عن المكالمة، ادعى ترامب أن "موضوع غزة طُرح" وأنه أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه "يجب أن نكون جيدين مع غزة، الناس يعانون"، لكنه لم يقدم أي طلب مساعدات محدد وأضاف أن نتنياهو "شعر بالرضا عن ذلك".

ويعلق الكاتبان أن دعم ترامب لـ"إسرائيل" في حصارها لغزة ليس مجرد فشل أخلاقي ومأساة للفلسطينيين، لكنه لن يساعد "إسرائيل" على تحقيق أهدافها. بل على العكس، ففي حين أن الحصار واستمرار الحرب قد يخدمان سياسة نتنياهو، إلا أن السعي إلى "النصر الكامل" يعرض حياة الأسرى المتبقين للخطر، والذين من الأرجح أن يعودوا سالمين من خلال اتفاق تفاوضي وليس القوة.

وبدلا من القضاء على حماس، فإن المزيد من العمل العسكري في غياب استراتيجية للأمن والحكم في مرحلة ما بعد الصراع قد يؤدي إلى تأجيج المزيد من العنف مع تحول غزة إلى أرض يباب أشبه بالصومال.

كما أن الحصار الإنساني يقوض احتمالات التطبيع الإسرائيلي مع المملكة العربية السعودية، وسيترك الإسرائيليين أكثر عرضة للاتهامات والملاحقات القضائية من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

ويبدو أن الرأي العام الإسرائيلي يفهم كل هذا بشكل أفضل من نتنياهو. فقد وقع آلاف من جنود الاحتياط والمتقاعدين على رسائل تطالب بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة جميع الأسرى- حتى لو كان ذلك يعني إنهاء الحرب. وبحسب استطلاع رأي أجرته مؤخرا "قناة 12" الإخبارية الإسرائيلية، فإن ما يقرب من 70% من الإسرائيليين يؤيدون مثل هذه الصفقة، بينما تعارضها نسبة 21% فقط.

كما أن استسلام ترامب الكامل لنتنياهو فيما يتعلق بالحرب يضر بالمصالح الأمريكية. لقد عانت سمعة الولايات المتحدة على الصعيد العالمي بشكل هائل، وسوف تعاني أكثر إذا دعمت واشنطن سياسة تنتهك بشكل واضح ليس القانون الدولي فحسب، بل وقانونها الخاص أيضا.



كما أن النفاق الملحوظ فيما يتصل بإدانة الولايات المتحدة لغزو روسيا وحصارها لأوكرانيا أدى إلى إضعاف قدرة واشنطن على دعم ذلك البلد، ومبدأ عدم الاعتداء  في جميع أنحاء العالم. وأضافا أنه طالما استمرت حرب غزة، فستواصل أمريكا نشر أرصدتها العسكرية بالمنطقة لحماية "إسرائيل" ضد الخصوم مثل إيران والحوثيين، الذين ترتبط هجماتهم على القوات الأمريكية بشكل مباشر بغزة.

وتترك هذه العمليات المكلفة الولايات المتحدة في موقف أضعف في مواجهة التحديات الأمنية من الصين وروسيا وغيرهما.

ويعترف الكاتبان أن انتقاد سجل إدارة بايدن في غزة أمر عادل، ولكن علينا محاسبة ترامب بنفس المعيار. والآن، فهو لم يفشل فقط في التحرك لحماية ملايين المدنيين في غزة، بل إنه يتبنى علانية سياسة معاقبتهم. وقد يكون ترامب يعطي نتنياهو تصريحا لارتكاب سياسة غير أخلاقية وغير قانونية وغير مثمرة، لكن ينبغي علينا ألا نمنحه ذلك.

مقالات مشابهة

  • أخبار العالم| إسرائيل تقصف محيط القصر الجمهوري في سوريا.. أمريكا: لن نلعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا بعد الآن.. وهاريس: رؤية ترامب تخدم الأثرياء
  • أمريكا.. وحركة تغيير الموازين العالمية
  • ترامب يجري أول تعديل في وظائف سامية
  • زيلينسكي: اتفاق المعادن مع أمريكا أولى ثمار لقائي مع ترامب
  • أخبار العالم | أمريكا توقع اتفاق المعادن مع أوكرانيا.. هيجسيث يتوعد إيران بسبب دعم الحوثي.. ونتنياهو يعلن حالة طوارئ بسبب حرائق القدس
  • أمريكا.. استراتيجية (عولمة) الفوضى.!
  • الصين لترامب: أمريكا «نمر من ورق» ولن نرضخ لـ «مُتنمر»
  • FP: دعم ترامب لسياسة التجويع في غزة يضر بمصالح أمريكا العالمية
  • عراقي يواجه حكماً بالسجن في أمريكا بتهمة تزوير الانتخابات ضد ترامب
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله