ستكثر الأقاويل وتتعدد الروايات عن حياة قائد "فاغنر" يفغيني بريغوجين المبهرجة والحافلة، فقد انتقل الرجل من صاحب مطعم إلى طاهٍ خاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لينتهي به الأمر إلى زعيم لمجموعة مرتزقة عالمية ورجل أعمال فاحش الثراء.
ستحمل الأسابيع المقبلة ثلاثة احتمالات من شأنها أن تحدد مستقبل روسيا
وليس مستغرباً أن يُردد البعض أن وفاته لم تكن مفاجئة؛ فلا أحد ينجو من نقمة بوتين، وهو كما يعرف الجميع عميل سابق في المخابرات السوفيتية (كي جي بي).
لكن السؤال الحقيقي الذي كان يراود الجميع هو ما إذا كانت نهاية بريغوجين ستكون بكوب من الشاي المسموم، أو نتيجة سقوط المصعد به من علو شاهق، أو السقوط من فوق درج متهالك. مصير روسيا
والسؤال الآن: ماذا بعد؟ كان رجال بريغوجين يدينون له بالولاء التام، وإلا فكيف يمكن لأي شخص أن يفسر رغبة تسعة أشخاص آخرين في ركوب طائرة مع رجل محكوم عليه بالموت عاجلاً أو آجلاً؟ يتساءل مايكل روبين، الباحثُ في معهدِ أمريكان إنتربرايز، في مقال بموقع "1945" ويقول: "ستحمل الأسابيع المقبلة ثلاثة احتمالات من شأنها أن تحدد مستقبل روسيا".
“Dictatorship or Civil War? After Yevgeny Prigozhin's Death, Wagner Mercenaries Will Determine Russia’s Future” (my latest in what comes next for #Russia after #Prigozhin’s death). @AEIfdp https://t.co/OHiXujShkK
— Michael Rubin (@mrubin1971) August 23, 2023
الأول هو أن تُحول مجموعة فاغنر ولاءها صوب بوتين: فقد أشارت بعض التحليلات منذ فترة طويلة إلى أن بريغوجين هو القائد الصوري للمجموعة وهو مجرد مستثمر لا أكثر. وإذا صدقت تلك التحليلات وكانت قيادة فاغنر بيد شخص آخر، فقد لا يكون من المبالغة القبول بأن تحوّل المجموعة ولائها تجاه بوتين.
وكما قال زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن ذات مرة: "عندما يرى الناس حصاناً قوياً وحصاناً ضعيفاً، فإنهم بطبيعتهم سيحبون الحصان القوي". يصدق هذا المنطق تماماً على روسيا، فمما لا شك فيه أن بوتن ما زال قوياً، وإلا فكيف يواصل الإمساك بزمام الأمور، في حين يخر أعداءه صرعى بتلك الطريقة.
Dictatorship Or Civil War? After Yevgeny Prigozhin’s Death, Wagner Mercenaries Will Determine Russia’s Future (By @AEI's @mrubin1971)
https://t.co/hf8dL2lrwO
والثاني هو أن عُرى فاغنر تواصل التفكك، وهو احتمال أقل لسببين: فأنشطة فاغنر مربحة للغاية، حيث استولت على مناجم الذهب في جمهورية أفريقيا الوسطى، وربما تسيطر قريباً على مناجم اليورانيوم في النيجر. كما تنفذ المجموعة بالوكالة عن بوتين الأعمال غير الشرعية التي يرغب في القيام بها.
أما الثالث فهو أخطرها بالنسبة لبوتين. ذلك أن بريغوجين لم يُنفذ وحده تمرد يونيو(حزيران) 2023، وقد يشعر المئات من قدامى المحاربين في فاغنر الذين شاركوه في التمرد وقاتلوا إلى جانبه لسنوات أنه لا مناص أمامهم من الانتقام لزعيمهم الراحل من الرجل الذي أمر بقتله. وإذا كان الروس يشعرون بالقلق إزاء ضربات الطائرات بدون طيار الأوكرانية لشبه جزيرة القرم، أو موسكو، أو أي مدن روسية أخرى، فربما يكونون قد أطلقوا العنان لدب كاسر. وقد يكون بوتين هدفاً بعيد المنال لأنه يختبئ خلف الجدران السميكة لقصوره المحصنة، ولكن غيره من المسؤولين الروس لا يتمتعون بهذه الرفاهية.
ويخلص مايكل روبين بـ"لنا أن نتخيل قدامى المحاربين المتمرسين في القتال وهم يطاردون رجال الشرطة ورؤساء البلديات والنواب والوزراء في شتى بقاع روسيا. وإذا حدث وسلكت فاغنر هذا الطريق، فسيقوض ذلك استقرار روسيا ببطء وسيدفع البلاد إلى شفير الحرب الأهلية، فيذوقوا مرارتها على غرار بلدان أخرى مثل لبنان".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني تمر د فاغنر يفغيني بريغوجين
إقرأ أيضاً:
السكرتير الصحفي لرئيس روسيا: تنظيم اتصال بين بوتين وترامب ممكن بهذا الشرط
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الاتصال بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيتم عندما يدرك الجانبان الحاجة إلى مثل هذا التواصل.
وأضاف السكرتير الصحفي لرئيس الدولة أنه ليس من المقرر إجراء محادثة هاتفية في الوقت الحالي، ولكن إذا لزم الأمر، يمكن تنظيمها في أقرب وقت ممكن.
وتابع: "سنرى كيف يتطور الوضع في هذا الصدد، من المتوقع إجراء بعض الاتصالات".
وأشار بيسكوف إلى أنه من المستحيل تخمين متى سيحدث ذلك.
وشدد بيسكوف أيضًا على أن التقارير حول محادثة يُزعم أنها أجريت بالفعل لا يمكن الاعتماد عليها، ومن الصعب تحديد الأهداف التي يسعى إليها الذين ينشرون مثل هذه الشائعات.
وفي وقت سابق، قال عضو البوندستاج الألماني راينر روثفوس، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، بعد مفاوضات قصيرة ، يمكن أن يتفقا على ضمانات بحياد أوكرانيا.