فن السلطة .. وصايا للمسؤولين حصرا !
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
هنالك حُليتين ينبغي ادراكها للراغبين بالقيادة وتحمل اعباء المسؤولية العامة سواء كانوا من ذوات المطامع الشخصية او المتطلعين للاصلاح العام :-
:- وصية سقراط الذي ترك اثرا ما زال قائما برغم تراجيديا اعدامه : ( ليس المهم ان تتولى المنصب بل الاهم ان تكون على اهبة الاستعداد معبء بادوات النجاح عند تحمل المسؤولية ) .
:- كما اختزل علي بن ابي طالب ربيب النبوة المجسد الفعلي لها ، اذ قال : ( لا تاسى على ما فاتك و لا تفرح بما اتاك فكلاهما زائل ) .
هنا تكمن قواعد عامة ذات رؤى وبعد اخلاقي متيسر لكل من يريد السير على سبل النجاة والنجاح .
في واحدة من افضال الله علي التي لا تعد ولا تحصى اني لم اكن مسؤولا الا على أسرتي وبقدرتي المحدودة حتى في بعض المواقع التي عملت مستشارا اعلاميا او عاما اشترطت ان لا اكون صاحب تاثير او سلطة ما . وذلك ليس ادعاء للملائكية بقدر ما عندي من شعور ملازم رافقني الدهر كله معتقدا فيه التصرف ضمن الحدود الانسانية محاولا قدر الامكان تجاوز العثر سيما بحق الاخرين .
( كتاب الامير ) لمؤلفه مكيافيلي الايطالي هو رسالة بحثية في الفقه السياسي اعدها عام 1513 واهداها الى احد قادة ايطاليا كنصائح تساعده على الزعامة والحفاظ على المنصب . اشتهر الكتاب ومازال حتى عد دليلا لمن يريد ان يكون قائدا ومنهجا للقسوة والدكتاتورية والنجاح السياسي الذي لم يعد يقترن الا مع المكيافيلية التي اشتقت منه كشريك اساسي للطامحين في الدهاليز المظلمة ..
الكتاب منذ ظهوره يدور خلاف حول مضامينه الاخلاقية حتى عده بعض علماء الأخلاق كتابًا مناسبًا للطغاة والأشرار متناسبا تماما مع الفلسفة المادية التي تبرر الوسيلة لتحقيق الغاية بكل الاساليب المتاحة وان كانت مخالفة للشرائع .. يقال ان الكثير من طغاة ودكتاتوري العالم كانوا ينامون وكتاب ميكيافلي جنبهم كانه انجيلهم المخابراتي حتى غدت مقولة تشرشل ( ان بريطانيا العظمى ليس لها اصدقاء دائمين بل لها مصالح دائمة ) جزء من ذلك المخاض والرحم الميكيافلي .
منذ معرفتي بالمكيافيلية في بواكير الشباب انتابتني كراهية مفرطة اتجاهه اذ اعتبرته منافيا للرحمة والعطف الانساني .. بعد عقود الدهر ومحطات العمر الشائكة لاحظت ان بعض الدول والمجتمعات لا يمكن قيادتها وتطويرها الا بالطريقة التي جاد بها عقل ميكيافيلي وضميره السوبرماني كما تنبا به الفيلسوف المجنون نيتشة .
كان هناك ثمة سؤال دائم يخالط فكري وامنياتي ( هل يوجد كتاب مشابه للامير يمكن ان يطبق في بلداننا المتخلفة) .. فوجدت العملية معقدة جدا لا تتعلق بأجراء تكتيكي بل انها مصاعب استراتيجية لاسباب ذاتية واخرى اجنداتية . لكن من خلال ثقافتي العامة بالارث التاريخي العربي والاسلامي وحضارة الشرق ما يمكن عده وصايا للطامحين لعرش السلطة المؤسساتية ممكن اعتمادها لتحقيق النجاح او نزر منه افضل من ترك المنصب والمطاردة باللعنات والبصاق ..
من هذه الوصايا :
: أطح بفريقك التقليدي – الا النزر منهم – وانتقي مساعديك الجدد بعناية فان الحاشية السابقة لا ترتق لحجم المسؤولية الجديدة مما سيوقعك باشكالية تتراكم حتى تعجل بفشلك الحتمي .
: ابحث عن الرؤية والمشورة الاستراتيجية بعيدا عن العاطفة ووظفها للصالح العام وان كانت مخالفة لرايك ومزاجك فانها كالدواء المر لمعالجة امراض ما بعد المعارضة .
:فك ارتباطاتك العاطفية حتى لو اضطررت الاطاحة بهم بلا رحمة . فانهم سيؤثرون سلبا على مستوى الانتاجية التي يعدونها جزء من افضالهم عليك .
: تذكر ان الخدمة العامة هي التتويج الوحيد والدليل الناصع على نجاحك .. اما الحاشية فانهم يسعون لمصالحهم الخاصة يريدونك بقرة حلوب بما يعد جرثومة مقتلك .
: كن على يقين ان الله فوقك ولن تسير وحدك .. وهذه ليست نصيحة دينية .. بل منهاج حياة ابدي بما يمنحك القدرة والشجاعة والرؤية وما يتطلب منها لاقتلاع الاعشاب الضارة والمعشعشة .
: شكل فريق عمل سري استشاري وتقييمي من اهل الفكر والمهنية والاطلاع والحرص والاخلاص بعيدا عن اعين الناس والاعلام والحاشية ..
: يجب ان لا تمر سنة على عملك دون تقييم ومراجعة .. ضع النقاط وامضي قدما بعلاج ناجع وان كان قسري جذري موجع . حسين الذكر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الخيال يخرج إلى الواقع.. هولوجرام يمكن لمسها وتحريكها
بفضل التطور الكبير في تقنيات الواقع المختلط، أصبح الخيال العلمي حقيقة على أرض الواقع، ولوقت قريب كان حكراً على أفلام الخيال العلمي. في دراسة حديثة نُشرت على أرشيف HAL المفتوح، بحث العلماء في إمكانية لمس الهولوجرامات ثلاثية الأبعاد والتفاعل معها باستخدام مواد مرنة كعنصر أساسي في شاشات العرض المجسمة.مايعني أنه بات بالإمكان لمس مكعب افتراضي وتحريكه بيدك كأنه شيء حقيقي، وعرض العلماء هذه التقنية بفيديو يوضحها.بحسب موقع "Live Science".
وبذلك انتقل التصوير المجسم القابل للتحكّم المادي من عالم الخيال العلمي إلى عالم الواقع بفضل طفرة في تقنية الواقع المختلط.
في هذه الدراسة الجديدة، استكشف العلماء كيفية لمس الصور المجسمة ثلاثية الأبعاد باستخدام مواد مرنة كمكون أساسي في شاشات العرض المجسمة.
هذا الابتكار يعني إمكانية التفاعل مع الرسومات ثلاثية الأبعاد من دون الإضرار بنظام الصور المجسمة. ومازال هذا الابتكار في طور الدراسة.
وفق الدكتور أسيير مارثوو، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ علوم الحاسوب في جامعة نافارا العامة؛ فقد أصبح التفاعل المباشر مع الهواتف معتاداً، مثل الضغط على زر أو سحب مستند مباشرة بإصبع اليد على الشاشة- وهذا التفاعل طبيعي وبديهي بالنسبة لنا-.. تمكننا هذه التقنية الجديدة من استخدام هذا التفاعل الطبيعي مع الرسومات ثلاثية الأبعاد لتعزيز قدراتنا الفطرية على الرؤية ثلاثية الأبعاد والتحكم بها، مايعني أن التقنية الجديدة ستسمح لنا بالتحكم بالعالم الافتراضي وكأنه شيء ملموس.
وسيعرض الباحثون نتائجهم في مؤتمر CHI حول العوامل البشرية في أنظمة الحوسبة في اليابان، والذي يُعقد بين 26 أبريل و1 مايو.
ماهو الهولوجرام ؟
الهولوجرام أو ما يعرف بالصورة المجسّمة، هو تقنية تصويرية تقوم بتسجيل الضوء المنبعث من جسم ما، ومن ثم عرضه بطريقة تظهر أبعاده الثلاثة.
تشمل أشكال التفاعل الممكنة مع الهولوجرامات الإمساك وسحب الأجسام الافتراضية ثلاثية الأبعاد، بطريقة مشابهة للنقر وسحب الأيقونات على شاشة الهاتف الذكي ثنائية الأبعاد.
إنجاز علمي
الصور المجسمة ليست جديدة في الوقت الحاضر، حيث يُمثّل البحث الجديد المرة الأولى التي يُمكن فيها التحكم في الرسومات ثلاثية الأبعاد في الهواء بأيدي البشر. ولكن لتحقيق ذلك، احتاج الباحثون إلى التعمق في كيفية عمل الهولوجرام في المقام الأول.
يوجد في قلب شاشات العرض الحجمية التي تدعم الهولوجرام ناشر. وهو عبارة عن صفيحة سريعة التذبذب، صلبة عادةً، تُعرض عليها آلاف الصور بشكل متزامن على ارتفاعات مختلفة لتشكيل رسومات ثلاثية الأبعاد. يُعرف هذا باسم الهولوجرام.
أخبار ذات صلةومع ذلك، فإن الطبيعة الصلبة للمذبذب تعني أنه في حال ملامسته يدًا بشرية أثناء تذبذبه، فقد ينكسر أو يُسبب إصابة. كان الحل هو استخدام مادة مرنة – لم يكشف الباحثون عن تفاصيلها – يمكن لمسها دون إتلاف المذبذب أو التسبب في تدهور الصورة.
هذا الحل مكن المستخدمين من التحكم في الصورة المجسمة، مع أن الباحثين احتاجوا أيضًا إلى التغلب على مشكلة تشوه المادة المرنة عند لمسها. ولتجاوز هذه المشكلة، طبّق الباحثون تصحيحًا للصورة لضمان عرض الهولوجرام بشكل صحيح.
تطبيقات مذهلة في التعليم والمتاحف:
هذا الاكتشاف لا يزال في مراحله التجريبية، وهناك العديد من الطرق المحتملة لاستخدامه في حال تسويقه تجاريًا؛خاصة في البيئات الجماعية مثل الصفوف الدراسية أو الورش التعليمية.
ففي مجالات التعليم، مثلاً: يمكن تفكيك محرك سيارة وتجميعه يدويًا داخل الفصل، من دون الحاجة لنظارات أو أدوات خاصة.
أما في المتاحف فيمكن أن تكون هذه الشاشات مفيدة بشكل خاص، على سبيل المثال، يمكن للزوار ببساطة الاقتراب من المحتوى والتفاعل معه.ما يخلق زيارة تفاعلية وممتعة للكبار والصغار.
وصرح الباحثون في بيانهم بأن شاشات العرض، كالشاشات والأجهزة المحمولة، لها استخدامات عديدة في حياتنا للعمل والتعلم والترفيه. والرسومات ثلاثية الأبعاد القابلة للمعالجة المباشرة لها أيضاً تطبيقات واسعة في عدة مجالات.علاوة على ذلك، يمكن لعدة مستخدمين التفاعل بنفس اللحظة من دون الحاجة إلى نظارات الواقع الافتراضي.
أحد أهم ميزات التقنية الجديدة إنها لا تحتاج إلى نظارات واقع افتراضي، ولا أجهزة إضافية، فقط شاشة العرض والتحريك بيدك، فهي واعدة جدًا، وتفتح أبواباً ضخمة لمستقبل جديد في التعليم الطبي والتدريب الجراحي والتصميم الهندسي ثلاثي الأبعاد والألعاب التفاعلية الواقعية والتسوق التجريبي داخل المتاجر الافتراضية.
لمياء الصديق (أبوظبي)