غزة "عُمان" بهاء طباسي: كانت السماء رمادية فوق خيام النازحين في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، حين حلَّ المساء الأخير في حياة الطفل أركان النجار. لم يكن يدري أن رحلته الصغيرة لشراء الفلافل ستكون موعده الأخير مع الحياة، ولا أن الجوع الذي أيقظه من نومه سيكون الجسر الذي يعبر عليه إلى الشهادة. أركان، ابن التاسعة، كان يظن أن الفلافل ستكون مكافأته بعد يوم طويل من التشرد والعطش، لكنه تلقى بدلاً منها قذيفة حولت جسده الغض إلى أشلاء.

خرج جائعًا فعاد أشلاء

في مساء ذلك اليوم خرج أركان مع جدته من خيمتهم المهترئة في منطقة المواصي القريبة من شاطئ بحر خانيونس. حمل قطعة نقدية صغيرة في كفه الطري، يلوّح بها فرحًا وهو يردد لأمه قبل أن يغادر: «بدي أجيب فلافل أمي، وبعدين بنام». كانت أمه تبتسم، رغم الحزن المتجذر في ملامحها، وهي تتابع ابنها يغادر صوب العشاء الأخير.

لكن الصاروخ الإسرائيلي لم ينتظر طويلاً. سقط على الخيمة القريبة بينما أركان وجدته كانا يعبران الطريق نحو بائع الفلافل. انطلقت الصرخات، وغمرت الأتربة وجوه المارة، وسرعان ما تحولت الأرض إلى لون الدم. تم نقل الجدة إلى العناية المركزة، فيما لم يُعثر على أركان حيًا. كان جسده الصغير قد وصل المستشفى الميداني، بلا نبض، بلا عشاء.

خال الطفل، معاذ النجار، كان لا يزال يبكي بحرقة حين تحدث قائلاً لـ«عُمان»: «الاستهداف صار وأنا قاعد في الخيمة، طلعنا نجري، وجدت أمي ملقاه على الأرض، والولد كان معها. فقدت الولد. روحت على المستشفى الميداني ووجدته شهيدا، راح يأكل مع أمي. راح يجيب فلافل لكي يأكل. ما لحق يأكل. طفل جبعان. مات جبعان».

أمام قبره، كان وداع الأم لأركان مؤلمًا أكثر من أي كلمات. كانت تنوح وتصرخ في وجه التراب: «قلت لك يا خالي دير بالك عليه. والله قلت لك. هذا كان الغالي عندي». وبينما كانت الجموع تهيل التراب على الجسد الصغير، كان الوجع يسكن في كل العيون، وفي كل كف ترتفع بالدعاء.

لم يكن أركان سوى واحد من مئات الأطفال الذين ودّعهم أهل غزة دون أن ينالوا حتى وجبة عشاء أو قبلة وداع. لكن قصته، بما فيها من جوع وبرد وخوف، تختصر الحكاية الكبرى: حكاية من يُقتلون في أمكنة ادعى الاحتلال أنها آمنة، في خيام نزوح تحولت إلى مقابر جماعية.

حين تصبح المنطقة الآمنة مصيدة للنازحين

منذ أسابيع، وخاصة ليلة وصباح اليوم، يكثف الاحتلال الإسرائيلي غاراته على خيام النازحين، مستهدفًا مناطق مثل المواصي غرب رفح وخان يونس وغزة، والتي سبق أن أعلنها مناطق «آمنة» للمدنيين. لكن الواقع يقول غير ذلك. فالقصف هناك لا يفرّق بين طفل وشيخ، ولا بين خيمة ومخبز.

كل قذيفة تسقط على تلك الخيام لا تدمر القماش والخشب فقط، بل تمزق ما تبقى من ثقة الأهالي بأي وعود دولية أو إنسانية. لقد باتت «المنطقة الآمنة» مرادفًا للمصيدة، حيث يُساق النازحون إلى المجهول، ويُتركون فريسة سهلة لطائرات لا ترحم.

حسناء تُسائل العالم

تقول حسناء سالم، وهي تودع زوجها الشهيد الذي سقط داخل خيمته في المواصي: «الاحتلال يدعي أن منطقة المواصي آمنة لكن في الحقيقة هي الأكثر خطورة في قطاع غزة كله. قام بتجميع كل سكان غزة حتى يتم استهدافهم بشكل سريع».

وتضيف لـ«عُمان»: «زوجي كان نائمًا في الخيمة، لماذا يتم استهدافه بهذه الطريقة؟. تلقيت خبر استشهاد زوجي بالصبر والثبات الحمد لله. وهذا مصير الشعب الفلسطيني. نحن متوقعون لأي خبر. أي إنسان بريء ليس له علاقة بالحرب، متوقعين إنه يستشهد».

كانت حسناء تمسك بيد طفلتها الصغيرة وهي تتكلم، وعيناها الزجاجيتان لا ترفان: «رسالتي للعالم: يوقفوا الحرب فورًا. بيكفي شلال الدماء اللي صار، الدم الذي نزفته غزة يملأ العالم كله، والعالم العربي كله ساكت. الاحتلال حرم أطفال غزة من أبسط حقوقهم، صار فيه تجويع والتعليم راح على مدار عامين من الحرب. وبردو العالم بيتفرج علينا. وبعدين! نتمنى الحرب تقف».

أم محمد: «خذني يا رب وخلي أحفادي»

في خان يونس، كانت أم محمد الرنتيسي أولادها الثلاثة. في صباح ذلك اليوم، انتشرت رائحة الموت بين الخيام، بينما كانت أصوات النواح ترتفع من كل جهة. كانت تحمل صورة ابنها هيثم، الذي لم يتجاوز السابعة عشرة، وقد استشهد وهو في الثانوية العامة. إلى جواره صورة محمد (33 عامًا)، الذي سقط، وشقيقه محمود (30 عامًا).

«يا رب أموت مثلك يا أم ياسر، متعذبش في الدنيا دون أولادي. لي ثلاثة شهداء أولاد، غير اللي راحوا من العائلة، أولاد أختي وغيرهم الكثيرين. أنا مش متحملة»، تقول أم محمد لـ«عُمان» بصوت نائح ومبحوح من الألم.

«الله أعلم الدور على مين جاي، كل صباح خبطة. الله يستر على أولاد محمد، ما يروحوا. أنا مش قادرة أتكلم. ماذا أقول؟!.. يا رب. خذني أنا يا رب وخلي أحفادي. خذ أمانتك يا رب عندك»، وتغرق بعدها في صمت ثقيل، يقطعه صوت بكاء طفلة تمسك بطرف ثوبها.

كان مشهد الوداع جنائزيًا وصامتًا. حتى الأطفال توقفوا عن البكاء، كأنهم تعلموا أن الحزن صار هوية لا يمكن التخلص منها.

لا ينام أحد دون وداع

على أطراف المواصي، كان الأهالي يرفعون الشهداء على أكتافهم بينما تتناثر من حولهم الأشلاء المحترقة لخيام تحولت إلى ركام. عامر اصليح رجل أربعيني يقول لـ«عُمان» وهو يغطي طفلة شهيدة بكوفيته: «يا ابني إحنا صرنا ننام نودع بعض قبل النوم، لأنه ما بنعرف مين يصحى ومين يروح. الخيمة ما بتحمينا، هي قبر مؤجل بس».

وأضاف وهو يشيّع الجنازة: «ما في مكان آمن، لا بيت، لا مدرسة، لا مستشفى، ولا حتى خيمة. الاحتلال بيضرب وين ما بده، وبيقتلنا بالعشرات، كأننا مش بشر».

«الحماية الدولية»

في بيان صدر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أكدت فيه أنه «بين 18 مارس و9 أبريل 2025، أصابت 224 غارة إسرائيلية تقريباً مباني سكنية وخياماً للنازحين»، مضيفة أن «الضحايا في 36 غارة تم التحقق منها حتى الآن كانوا من النساء والأطفال فقط».

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء منذ بدء العدوان قد تجاوز 51 ألفًا، فيما سقط أكثر من 1563 فلسطينيًا خلال الفترة بين 18 مارس و9 أبريل فقط، وأصيب أكثر من أربعة آلاف.

الإحصاءات ليست مجرد أرقام. كل رقم منها يحمل قصة، وطفلًا، وأمًا، وذكرى لا تموت. كل رقم هو بيت مهدّم، وأحلام أُطفئت، وصوت بكاء ما زال يتردد في زوايا الخيام المحترقة.

تستمر الحرب، ويستمر أقران أركان النجار في الموت، واحدًا تلو الآخر. بعضهم جائع، بعضهم نائم، بعضهم ذاهب لشراء العشاء. وكأن روح أركان تتكرر في وجوه كل طفل يُقتل ببراءة في غزة. والمجتمع الدولي يكتفي بالمراقبة، فيما غزة تنزف كل يوم قصة جديدة، ووداعًا آخر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لـ ع مان

إقرأ أيضاً:

خبايا المشروع الإسرائيلي الذي سحق خمس غزة

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا عن سعي جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى تحويل منطقة رفح بكاملها إلى منطقة عازلة، تبلغ مساحتها 75 كم مربع -أي قرابة 20% من مساحة قطاع غزة– بما فيها المدينة كاملة ومنع عودة سكانها البالغ عددهم نحو 200 ألف نسمة إليها بشكل دائم.

بينما أعلن جيش الاحتلال اكتمال حصار رفح، مع استمرار عمليات تفجير المنازل ومختلف المنشآت المدنية، وحديث الصحافة الإسرائيلية عن وجود كتيبتين من كتائب القسام في المنطقة المراد تدميرها.

ولهذا الاتجاه، إن صح، دلالات مهمة على توجهات الاحتلال المستقبلية بشأن القطاع، وتداعيات إستراتيجية على القضية الفلسطينية وعلى مصر.

View this post on Instagram

A post shared by قناة الجزيرة مباشر (@aljazeeramubasher)

محور فيلادلفيا 2

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أكدت في 11 فبراير/شباط، أن الجيش استكمل السيطرة على كامل محور "موراغ" وطوق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة "بشكل كامل"، وأعلن عن تقدم كبير في العمليات البرية جنوبي قطاع غزة، حيث استكمل ما وصفه بـ"مأسسة محور موراغ"، وهو ممر بري يمتد شمالاً من الحدود مع مصر حتى أطراف مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

وبحسب إذاعة الجيش، في منشور عبر منصة إكس، فإن "قوات من فرقتي 36 ولواء المدرعات 188، تمكنت من السيطرة الكاملة على المحور وتطويق مدينة رفح من كافة الجهات"، وأشارت إلى أن رفح باتت "محاصرة حصارا كاملا" من القوات الإسرائيلية.

إعلان

ولفتت إلى أن "المرحلة المقبلة تشمل عمليات تثبيت السيطرة داخل محور موراغ، والاستعداد لتوسيع التوغل داخل رفح، بهدف ضمها إلى منطقة العازل الحدودي، كمنطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية".

يأتي هذا الإعلان عشية عيد الفصح اليهودي، وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل بعدم شن عملية واسعة في رفح لمخاطر وقوع كارثة إنسانية.

في حين تستمر عمليات النسف اليومية للمربعات السكنية في المدينة، نقلت هآرتس شهادات جنود وضباط احتياط، أن جرافات "دي 9" (D9) تُستخدم لهدم كل البنية التحتية في رفح دون تمييز.

وتحولت عمليات الهدم إلى منافسة داخلية بين الوحدات الميدانية، وأن "فرقة غزة" في الجيش الإسرائيلي، أنشأت خارطة لونية تُصنف المناطق وفق نسب التدمير، ووُصفت رفح بأنها أصبحت غير صالحة للسكن.

"محور موراغ" باللون الأزرق، هو المحور الذي يفصل خان يونس عن رفح (الجزيرة)

وبينما كانت رفح مأوى لنحو 200 ألف فلسطيني، هي الآن مدينة شبه خالية ومدمّرة كاملا تقريبًا. ويُنظر إلى أي مدني يظهر في المنطقة على أنه "مخرب" ويُطلق عليه النار أو يُعتقل فورًا، بحسب شهادات جنود نقلتها هآرتس.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف لا يقتصر على الاستيلاء على هذه المنطقة، وإنما تحويل غزة إلى جيب جغرافي داخل إسرائيل وإبعاد القطاع عن الحدود المصرية وزيادة الضغط على حركة حماس.

ووفقا لتقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، صدر أمر بإخلاء 22 حيًا في محافظتي رفح وخان يونس، في 31 مارس/آذار، وبما يشمل مساحة قدرها 97% من محافظة رفح، وتغطي 64 كيلومترًا مربعًا.

ومن المنشآت الموجودة في هذه المنطقة مستشفيان ميدانيان و4 مراكز للرعاية الصحية الأولية و7 نقاط طبية وما لا يقل عن تسعة مطابخ مجتمعية نُقلت إلى خان يونس.

وبين يومي 31 مارس/آذار و1 أبريل/نيسان، أشارت التقديرات إلى نزوح نحو 90 ألفا من رفح، وهم الآن مشتتون في مدينة خان يونس ومواصي خان يونس ودير البلح.

إعلان

ويضيف التقرير، أن مستودع المركز السعودي للثقافة والتراث، قُصف في غارة جوية إسرائيلية شُنت على شرق رفح، في 3 أبريل/نيسان، وأسفر هذا القصف عن تدمير المستودع واحتراق جميع منصات تحميل اللوازم الطبية، البالغ عددها 1600، وكان من المقرر، أن تؤمّن الاستجابة لاحتياجات المرضى والمصابين، وفقًا لرئيس مجلس إدارة المركز.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن مطلع أبريل/نيسان الجاري، أن الجيش سيسيطر على محور "موراغ"، كما سيطر سابقا على محور "فيلادلفيا"، البالغ طوله 14.5 كيلومترا على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن تسجيل مصور لنتنياهو قال فيه: "نسيطر على محور موراغ، الذي سيكون محور فيلادلفيا الثاني".

المقاومة في رفح

ونقل مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت يوسي يهوشع، أنه رغم إعلان الجيش الإسرائيلي في سبتمبر/أيلول 2024 "حسم لواء رفح"، فإن الزيارات الميدانية الأخيرة لرئيس الأركان أكدت استمرار نشاط كتائب حماس في المدينة، مع إقرار الجيش، أن 75% من الأنفاق لا تزال قائمة، وأن رفح لم تُحسم عسكريًا، كما أُعلن سابقًا.

وأشار مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش إلى الطريقة التي تُعرّف بها قيادة المنطقة الجنوبية جاهزية كتائب حماس في المنطقة، وذلك بوصف محور موراغ بأنه "يقسم بين كتائب رفح وخان يونس". وبحسب الجيش الإسرائيلي، لا تزال هناك كتيبتان فعالتان في رفح من أصل أربع، وفي خانيونس هناك 3 كتائب فعالة من أصل أربع.

وأمس الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جندي من لواء غولاني بجروح خطِرة في معارك جنوبي قطاع غزة، كما أعلن إصابة ضابط بجروح في اشتباكات مسلحة في رفح، موضحا، أن 3 مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار تجاه قوة من جيش الاحتلال في رفح.

كما نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مصادر عسكرية، أن قائد قوات القنص التابعة لحركة حماس في كتيبة تل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة قُتل في غارة جوية حديثة، وبحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن قائد القناصة، أحمد إياد محمد فرحات، كان مسؤولا عن التقدم وتنفيذ العديد من الهجمات على القوات الإسرائيلية في غزة وضد الاحتلال.

أحرونوت: الزيارات الميدانية الأخيرة لرئيس الأركان تؤكد استمرار نشاط كتائب حماس في مدينة رفح (الفرنسية) المعنى السياسي والتداعيات

تتمثل تداعيات هذه الخطوة إن تمت بأمور منها:

إعلان 1- عزل غزة سياسيا واقتصاديا وأمنيا عن مصر وعمقها العربي، وقطع شريان الحياة الوحيد لغزة مع العالم. 2- التراجع النهائي عن فكرة التخلي عن قطاع غزة، التي كانت وراء قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون بالانسحاب منها عام 2005، وتعزيز التوجه إلى ابتلاعها جغرافيا والتخلص من سكانها، بتهجيرهم من منافذ أخرى إذا بقيت مصر على موقفها الرافض لاستقبالهم. 3- تغيير في جغرافيا غزة، وتعزيز تحويلها إلى معازل سكانية منفصلة، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق يمنع بقاء الاحتلال داخل القطاع. 4- تدمير مدينة سكنية تدميرا كليا، والتهجير القسري الدائم لقرابة مئتي ألف فلسطيني.

ويشير تقرير مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إلى أن "إصدار القوات الإسرائيلية بشكل متزايد أوامر الإخلاء -والتي هي في الواقع أوامر تهجير- أدى إلى النقل القسري للفلسطينيين في غزة إلى مساحات متقلصة باستمرار، حيث لا تتوفر لهم سوى فرص ضئيلة أو معدومة للحصول على الخدمات المنقذة للحياة، بما فيها المياه والغذاء والمأوى، وحيث يظلون عرضة للهجمات".

كما أن طبيعة ونطاق أوامر الإخلاء يثيران مخاوف جدية من نية إسرائيل إخلاء السكان المدنيين من هذه المناطق بشكل دائم بهدف إنشاء "منطقة عازلة، ويُعدّ التهجير الدائم للسكان المدنيين داخل الأراضي المحتلة بمثابة نقل قسري، وهو انتهاك جسيم لاتفاقية جنيف الرابعة، وجريمة ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي، بحسب مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

5- تقليل نسبة كبيرة من المساحة الصالحة للزراعة في غزة، إذ تعد المنطقة التي يعبرها "محور موراغ" سلة غذاء القطاع، وأدى احتلالها إلى ارتفاع أسعار الخضار والمواد الغذائية. 6- بقاء قوات إسرائيلية بشكل مكثف على حدود مصر إلى أجل غير مسمى، في انتهاك دائم لاتفاقية السلام الإسرائيلية المصرية. إعلان

وقد تكون تسمية نتنياهو المحور الجديد "فيلادلفيا 2" رسالة مبطنة لمصر، بمعنى أن هناك واقعا جديدا مستداما سيصبح فيه محور فيلادلفيا داخل الأراضي الفلسطينية وخاضعا للسيطرة الإسرائيلية.

السيناريوهات المستقبلية  نجاح الاحتلال في إقامة منطقة عازلة لأمد طويل. فشل المشروع بفعل المقاومة الفلسطينية والرفض المصري والدولي، ولطبيعة الموقف الأميركي دور مهم في هذا الصدد. أن يكون الأمر مجرد ورقة ضغط لتحسين شروط أي تسوية مستقبلية في الأسابيع المقبلة، وهو ما يتسق مع الأنباء المنقولة عن ترامب، ومبعوثه ستيف ويتكوف بشأن قرب التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار.

وكذلك ما نقلته صحيفة معاريف الإسرائيلية عن وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس أثناء زيارته رفح، إن إسرائيل "أقرب إلى صفقة" من التصعيد العسكري. وتحليل مراسلها "آفي أشكنازي" بأن السيطرة على رفح هي وسيلة ضغط سياسي على حماس لقبول صفقة رهائن تشمل وقف إطلاق النار.

وختاما؛ فمن شأن نجاح الاحتلال في إبادة رفح، أن تزداد شهيته لاستهداف مناطق أخرى في القطاع وخارجه بذات السيناريو، وهو ما سيدفع باتجاه المزيد من تعقيد الصراع العربي الإسرائيلي ويقوض أسس الموقف العربي الداعي إلى حل الدولتين، واتخاذ الصراع أبعادا أكثر جذرية على المستوى الشعبي، وهو ما سيؤثر بلا شك على الموقف الرسمي، أو يزيد الهوة بين المواقف الشعبية والرسمية العربية، ويقلل من فرص الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في مستقبل المنطقة.

مقالات مشابهة

  • سقوط قنبلة كانت في طريقها إلى غزة قرب مستوطنة إسرائيلية.. خلل تقني
  • الاحتلال يواصل قصف خيام النازحين بغزة ويستهدف مستشفى ميدانيا
  • شاهد بالفيديو.. طفل سوداني يفاجئ المطربة عشة الجبل ويرمي عليها أموال النقطة أعلى المسرح الذي كانت تغني فيه وساخرون: (المشكلة بعد الحفلة تنتهي يبكي يقول عاوز قروشي)
  • ما هو سلاح المقاومة الذي يريد الاحتلال الإسرائيلي نزعه من غزة؟
  • قصف خيام النازحين في غزة.. 5 أرواح بريئة تُزهق تحت نيران الاحتلال
  • الاحتلال الإسرائيلي يقصف خيام النازحين فى بيت لاهيا شمال غزة
  • اليمن يسقط أحلام وطموح الدولة العظمى
  • رئيس أركان جيش الاحتلال يصطدم بـ”حقيقة غزة”
  • خبايا المشروع الإسرائيلي الذي سحق خمس غزة