بوتين ينعى بريغوجين: ارتكب أخطاء وحقق نتائج
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس الخميس، عن «تعازيه» لأقارب ضحايا تحطم طائرة خاصة لزعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين ، معتبراً أن الأخير ارتكب «أخطاء» لكنه «حقّق نتائج»، فيما بدأ المحققون عملهم في موقع تحطم الطائرة، وتباينت التحليلات بشأن سبب سقوط الطائرة.
وقال بوتين في اجتماع نقلت وقائعه عبر التلفزيون «بادئ ذي بدء، أود أن أعرب عن تعازي الصادقة لأسر جميع الضحايا»، واصفا الحادث بأنه «مأساة».
وتابع بوتين «سنرى ما سيقوله المحققون في المستقبل القريب. الفحوص جارية، فحوص فنية وجينية»، لافتا إلى أن التحقيق «سيستغرق بعض الوقت».
وأردف أثناء اجتماعه مع قائد منطقة دونيتسك الذي عيّنته روسيا دينيس بوشيلين، «سيتم إجراء التحقيق حتى النهاية والتوصل إلى نتيجة. لا شك في ذلك». وأكد أن قائد فاغنر «عاد من إفريقيا» يوم الحادث أمس الأول الأربعاء. وأثارت ملابسات الحادث الذي أكدت السلطات الروسية أنه أودى بجميع ركاب الطائرة، ومنهم مقربون من بريغوجين، تكهنات حول احتمال اغتياله.
واعتبر بوتين أن ضحايا تحطم الطائرة «قدموا مساهمة كبيرة في جهودنا المشتركة» في أوكرانيا، حيث تشن روسيا هجوماً عسكرياً منذ شباط/فبراير 2022.
وأظهر موقع فلايترادار24 على الإنترنت أن الطائرة اختفت عن شاشات الرادار الساعة 1511 بتوقيت غرينتش. وأظهر مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يتسن التحقق منه، طائرة تشبه الطائرة الخاصة وهي تسقط من السماء.
فتح تحقيق وتمشيط بين الحطام ويجري حالياً تحقيق في سبب تحطم الطائرة، والذي جاء بعد شهرين بالضبط من تمرد فاغنر القصير الأمد ضد القيادة العسكرية الروسية. ومشّط محققون حطام طائرة قيل إن رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريغوجن كان على متنها.
وفتح المحققون تحقيقاً جنائياً لكن لم ترد أنباء رسمية عن سبب سقوط الطائرة، أو حتى تأكيد رسمي لوفاة بريغوجن باستثناء بيان من هيئة الطيران يقول إنه كان على متن الطائرة. ولم يُعلق الكرملين ولا وزارة الدفاع على مصير بريغوجن (62 عاما)، الذي ناصب كبار قادة الجيش العداء بسبب إدارتهم للحرب في أوكرانيا.
وسقطت الطائرة الخاصة (إمبراير ليجاسي 600)، التي أقلعت من موسكو في طريقها إلى سان بطرسبرغ، قرب قرية كوجينكينو بمنطقة تفير شمالي موسكو. ورأى مراسل صحفي في موقع السقوط رجالاً يحملون أكياس جثث سوداء على محفات. وبدا جزء من ذيل الطائرة وقطعاً أخرى متناثرة على الأرض قرب منطقة غابات نصب فيها محققو الطب الشرعي خيمة.
ونشرت وكالة النقل الجوي الروسية (روسافياتسيا) أسماء جميع الأشخاص العشرة الذين كانوا على متن الطائرة التي سقطت بمن فيهم بريغوجن وديمتري أوتكين، ذراعه اليمنى.
قنبلة ام صاروخ ؟ وتباينت التحليلات بشأن سبب سقوط مروحية بريغوجين، وأفاد منفذ بازا الإخباري، الذي له مصادر جيدة بين وكالات إنفاذ القانون، بأن المحققين يركزون على نظرية تفيد باحتمال زرع قنبلة أو اثنتين على متن الطائرة. وقالت مصادر لم تُذكر بالاسم لوسائل إعلام روسية إنها تعتقد أن الطائرة أُسقطت بصاروخ أرض جو أو أكثر. ولم يتم التحقق أو تأكيد أي من الروايتين، فيما لم تر الولايات المتحدة الأمريكية مؤشرات على أن صاروخًا أسقط الطائرة، وفقًا لأربعة مسؤولين أمريكيين.
وقال سكان كوجينكينو إنهم سمعوا دويّا ثم رأوا الطائرة وهي تسقط على الأرض. ولم تُظهر الطائرة أي علامة على وجود مشكلة حتى سقطت بشدة في آخر 30 ثانية، بحسب بيانات تتبع الرحلة. وقال قروي ذكر أن اسمه أناتولي «لم يكن رعدا، بل كان انفجارا مدويا، دعونا نضع الأمر على هذا النحو». ووضع أشخاص زهورا وأضاءوا شموعا قرب مقر فاغنر في سانت بطرسبرغ.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية ينعى ضحايا حادث اصطدام قطار ركاب بخط القنطرة - بئر العبد
بمزيد من الرضا بقضاء الله ينعى أ.د نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ضحايا الحادث المأساوي الذي وقع إثر اصطدام قطار ركاب بخط "القنطرة - بئر العبد" بميني باص، مما أسفر عن وقوع عددٍ من الوفيات والإصابات.
وإذ يتقدم فضيلته بخالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا، فإنه يسأل الله عزَّ وجلَّ أن يشمل المتوفين برحمته الواسعة في هذه الأيام المباركة، وأن يجعلهم في منازل الشهداء، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان ويعوضهم عن فقدهم خيرًا، كما يتضرع فضيلته إلى الله جلَّ وعلا أن يمُنَّ على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يخفف عنهم آلامهم، ويكتب لهم السلامة والعافية، داعيًا الله أن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء.
في سياق اخر.. قال الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن التَّصوفُ في مصر هو تصوف العلْمِ والعَمَل، تصوُّفُ السالكين على نهْجِ الكتابِ والسُّنَّةِ، تصوف القلوب العامرة بالمحبة والإخلاص، البعيدة عن الغُلوّ والتطرف.
وأضاف فى بيان له، أن في مصر اجتمع الفقهُ والتزكية، فتربَّى الناسُ على معاني الرحمة والسكينة، ولم يكن التصوف فيها انغلاقًا، بل كان بابًا لفهم الدين بعمق، ونشر الخير بين العباد.
اللهم اجعل قلوبَنا معمورةً بحبك، وأرواحَنا متَّصلةً بك، وبارك في علماء الأزهر ودعاته الصادقين.
فى سياق اخر، قال إن من بين الأسئلة المحورية التي ينشغل بها الباحثون عن الحقيقة سؤال: ما هي مصادر المعرفة؟.
وأوضح فضيلته، خلال حديثه الرمضاني على قناتَي DMC والناس الفضائيتين، أن هذا السؤال يُطرح رغبةً في الكشف عن السُّبل الصحيحة التي يتوصل بها الإنسان إلى المعارف المتعلقة بدينه ودنياه، موضحًا أن مصادر المعرفة في التصور الإسلامي تقوم على ثلاثة عناصر أساسية، هي: الأخبار الصادقة المتمثلة في الوحي، والعقل السليم، والتجربة أو الحوادث الظاهرة.
وأضاف فضيلته أن بعض أهل السلوك والعرفان يشيرون إلى مصدر رابع يتمثل في الذوق، أو الكشف، أو الإلهام، أو الإشراق، أو العرفان، وهو مصدر يُستأنس به في مجال التزكية والتربية الروحية، لا في بناء الأحكام الشرعية.
وأكد فضيلته أن الأخبار الصادقة تشمل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حيث يقف المتأمل فيهما على كنوز عظيمة من المعرفة، تتصل بالخالق والمخلوق والعلاقات بينهما، واستشهد بقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة: 2]، وقوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59]، وقوله سبحانه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31].
كما استشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، و«خذوا عني مناسككم» مبينًا أن السنة النبوية شارحة ومبينة للقرآن، ومفسرة لأحكامه.
وأوضح مفتي الجمهورية أن الوحي مصدر شامل للمعرفة، لا يقتصر على الأمور التعبدية فقط، بل يشمل تنظيم المجتمع، وضبط الأخلاق، وتأسيس القيم، ووضع التشريعات التي تنظم حياة الإنسان.
وفي حديثه عن العقل، أشار إلى أنه من أعظم النعم الإلهية، ودعا إلى التأمل في النفس والكون، مستشهدًا بقوله تعالى:
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53]، وقوله تعالى: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]، وقوله سبحانه: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا...} [الروم: 42]، كما لفت إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «تفكروا في آلاء الله»، مبينًا أن التفكر لا يكون إلا بالعقل.
ونوَّه فضيلته بأهمية التفرقة بين ما يمكن للعقل إدراكه بالتوافق مع النصوص، وبين ما يتوقف عند حدود السمع والنقل، كالغيبيات التي لا سبيل لمعرفتها إلا من خلال الوحي.
أما فيما يخص التجربة، فأوضح أنها وسيلة معرفية مهمة، خصوصًا في مجالات العلوم التطبيقية، وتُعد مكملة للوحي والعقل في إدراك الواقع وفهم قوانينه.
وفي حديثه عن الكشف والذوق والإلهام، أشار مفتي الجمهورية إلى أنها من المقامات الروحية التي تخص أهل التزكية والسلوك، ولا يُبنى عليها حكم شرعي، بل يُستأنس بها ما دامت لا تُخالف النصوص الشرعية.
وختم فضيلته حديثَه بالإشارة إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قال: «قد كان في الأمم محدثون، فإن يكُ في أمتي أحد فعمر»، مشيرًا إلى قصة "يا سارية الجبل"، على أنها من الكرامات التي يُستأنس بها، ولا يُحتج بها تشريعيًّا.