قافلة ثقافية ببورسعيد لتعزيز الوعي بحقوق الطفل وجودة الحياة
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
أطلقت الهيئة العامة لقصور الثقافة، بقيادة اللواء خالد اللبان، قافلة ثقافية شاملة للطفل والأسرة في محافظة بورسعيد تحت شعار "حقوق الطفل وجودة الحياة". تأتي هذه المبادرة في إطار جهود وزارة الثقافة الرامية إلى نشر الوعي وتنمية المجتمع في مختلف محافظات الجمهورية.
جرى تنفيذ فعاليات القافلة تحت إشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وبتعاون مثمر مع عدد من المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية ببورسعيد، شملت معهد الخدمة الاجتماعية، والمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وكلية التربية والطفولة المبكرة بجامعة بورسعيد.
استهلت الفعاليات بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور عبد العزيز حسين، حيث أكد على الدور الحيوي الذي تلعبه القوافل الثقافية في تعزيز وعي الأسر والمجتمعات بحقوق الأطفال وترسيخ مفاهيم الحماية والتنشئة السليمة.
وتوالت بعد ذلك سلسلة من المحاضرات التوعوية الهامة، كان أبرزها محاضرة للدكتورة جيهان حسن بعنوان "حقوق الطفل وجودة الحياة"، والتي شددت فيها على أن الحقوق الأساسية للطفل تتضمن المساواة، والرعاية الصحية الشاملة، والتعليم الجيد، والبيئة الآمنة، والحماية من جميع أشكال الإيذاء. وأوضحت أن هذه الحقوق تشكل الركيزة الأساسية لنمو الطفل نمواً متكاملاً وسليماً.
كما تناولت محاضرة الدكتور حسام الوسيمي، تحت عنوان "حقوق الإنسان ودورها في دعم الصحة النفسية"، العلاقة الوثيقة بين الحقوق والصحة النفسية للأفراد، مؤكداً على أن الأسرة تمثل البيئة الأولى والأساسية لضمان سلامة الطفل النفسية والاجتماعية.
وفي الإطار القانوني، قدم الدكتور عبده العشري محاضرة قيمة بعنوان "حقوق الطفل في القانون المصري"، استعرض خلالها حق الطفل في حرية التعبير، وأهمية تحقيق التوازن بين حرية الرأي والمسؤولية المجتمعية. كما سلط الضوء على أبرز القوانين والتشريعات التي تهدف إلى حماية الطفل من المخاطر المختلفة، خاصة في مجالات العمل واستخدام التكنولوجيا.
ولإثراء الجانب الإبداعي والتفاعلي، تضمنت القافلة مجموعة متنوعة من الورش الفنية، منها ورشة "التعبيرية في الفن" التي قدمت للمشاركين فرصة لتصميم لوحات فنية معبرة باستخدام الأقمشة وألوان الأكريليك. بالإضافة إلى ذلك، أقيمت ورشة عمل بتقنية "الباتيك" ذات الجذور الشعبية، مما أتاح للأطفال التعرف على هذا الفن الأصيل وتجربته. كما تم تنظيم لقاء مفتوح جمع فرق الطفل الفنية والمسرحية لمناقشة سبل تطوير المحتوى الثقافي والفني المقدم للأطفال والارتقاء بمستواه.
وفي سياق متصل، تناولت الدكتورة جيهان حسن في حديثها موضوع "حقوق الطفل والتكنولوجيا الرقمية"، مؤكدة على أن الحقوق الرقمية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحقوق الأساسية للطفل في العصر الحالي. وأشارت إلى ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية ضمان أمان الأطفال في الفضاء الرقمي وحمايتهم من المخاطر المحتملة، وذلك تماشياً مع أهداف رؤية مصر 2030.
يُذكر أن هذه القافلة يتم تنفيذها بواسطة الإدارة العامة لثقافة الطفل التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، وتستمر فعالياتها حتى مساء يوم الإثنين المقبل، وذلك بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي بإدارة الدكتور شعيب خلف، وفرع ثقافة بورسعيد.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قصور الثقافة بورسعيد حقوق الطفل قافلة ثقافية تعزيز الوعي المجتمعي جودة الحياة حقوق الطفل
إقرأ أيضاً:
دراسة أثرية: القدماء المصريين أول من اعترف بحقوق العمال
كشفت دراسة قدمتها حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن مصر القديمة أول من اعترف بحقوق العمال حيث كفلتها الدولة المصرية القديمة لعمال بناء حضارتها؛ وذلك في إطار استشراف معالم الحضارة المصرية التي تكشف للبشرية كل يوم عن مواطن إبداعها كحضارة إنسانية كانت فجر الضمير للعالم وكان العمال جزءًا لا يتجزأ من منظومتها الحضارية.
وكشفت الدراسة التي أجرتها لجنة الدراسات والبحوث بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتورة رنا التونسي نائب رئيس الحملة عن مراعاة العمال في مصر القديمة سواءً من الناحية التنظيمية للعمل أو من ناحية توفير سبل المعيشة لهم من مسكن ومأكل وملبس ومشرب ورعاية صحية وتذليل معظم العقبات التي حالت دون إتمام العمال لعملهم خاصة بعد ما أصبح البناء بالحجر له شأن عظيم
وتضيف الدكتورة رنا التونسي، أن عمال البناء في مصر القديمة كان لهم شأن عظيم نظرًا للتوجه العام للدولة المصرية في التوسع في تشييد المباني الضخمة؛ وقد أبرزت النصوص المصرية القديمة هذه الحقوق بوضوح تام حقوق العمال في الحصول على أجورهم كاملة وتوفير مساكن وملابس وتغذية وتحديد ساعات عمل ورعاية صحية وإجازات مرضية.
ويلقي خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن التغذية وإطعام هذا الكم الهائل من العمال كانت من أعظم التحديات التي واجهت الدولة والسلطات من أجل تحقيق نجاح المشروع، فكانت الوجبات اليومية أثناء ساعات الراحة من العمل حقًا من حقوق العمال وجزءا من أجورهم منذ عصر الدولة القديمة وشهدت البقايا الأثرية في مدن العمال علي إمدادهم بما يكفيهم من حاجاتهم اليومية، وقدمت لهم "حمية البحر الأبيض المتوسط" التي تعتمد بنسبة كبيرة علي الثوم وزيت الزيتون والخبز والخضروات والفواكه والأسماك والقليل من اللحوم.
وتابع الدكتور ريحان بأن الدولة عملت علي تنظيم العمل اليومي في مواقع العمل من تنظيم ساعات العمل مع كامل حقوقهم الكاملة في الأجازات، ففي عصر الدولة القديمة أثناء بناء الأهرامات كان يستيقظ العمال في وقت مبكر من الصباح قبل شروق الشمس يسيرون في طوابير من خلال الباب الموجود في منتصف سور حائط الغراب متجهين إلى موقع بناء الهرم وبعد عدد من ساعات العمل حتى الظهيرة يحصل العمال علي قسط من الراحة (حوالي ساعة)، يتناولون فيها وجبة من الطعام ثم يعودون مرة أخرى لاستئناف العمل حتى وقت الغروب، ثم يعودون إلي ثكناتهم مرة أخرى، وعمال قرية دير المدينة كانوا يوميًا يخرجون من مساكنهم في القرية متجهين إلى موقع عملهم بالوادي عند مطلع الفجر ليزاولوا عملهم علي امتداد ثماني ساعات بعد أن يتسلموا أدواتهم من الكاتب وعند الظهيرة يتوقف العمل حيث يترك العمال موقع العمل ويتجهون لأكواخ مصنوعة من الدبش أو من بقايا أحجار المقابر ليحصلوا علي وجبة خفيفة ثم ينالوا قسطًا من الراحة قبل أن يعاودوا إلى العمل مرة أخرى حتى موعد الانتهاء من العمل المكلفين به.
كما ألقت الدراسة الضوء على الرعاية الصحية للعمال من خلال النصوص المصرية القديمة حيث كانت تحدث إصابات عديدة للعمال لاستخدامهم للأدوات الصلبة والحادة والمواد ثقيلة الوزن كالأحجار التي تصل أوزانها في بعض الأحيان إلى الأطنان، فمن المؤكد أن يتعرض هؤلاء العمال إلى حوادث العمل التي تحدث بشكل مفاجئ وخاصة وأن هناك فئات تشارك في هذه الأعمال ليس لديها الخبرة الكافية للتعامل مع تلك المواد والأدوات كالفلاحين اللذين يعملون في فترات الفيضان.
ومن أجل ذلك اهتمت الحكومة في مصر القديمة برعاية العاملين بها صحيًا بهدف توفير التوازن البدني والنفسي للعامل وحمايته من كل الأمراض والأخطار التي قد تؤثر على أدائه وإنتاجه فأنشأت مراكز الطوارئ واتاحت الأجازات المرضية والعلاج وتوفير الأطباء بتعيين طبيب في مناطق تجمع العاملين خاصة أعمال المناجم في سيناء لاستخراج النحاس والفيروز لعلاج الأمراض المختلفة إلى جانب حالات السموم الناجمة عن لدغ الثعابين والعقارب
علاوة على وجود أطباء المجموعات وهم فئة مخصصة لتقديم الرعاية الصحية لمجموعة محددة من الأفراد يعيشون في مجتمع محدد ومقيد وطبيب المعبد الجنائزي وطبيب المقبرة للعاملين في بناء المقابر، وقد عثر على تمثال للطبيب "بوير" يرجع إلى عصر الأسرة التاسعة عشر محفوظ الآن بالفاتيكان منقوش عليه لقبه "كبير الأطباء في الجبانة".