سلوان موميكا.. ماذا يريد من المسلمين والسويد؟
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
عاد سلوان موميكا إلى الواجهة مجدداً مع فيديو جديد انتشر في مواقع التواصل، يظهر قيام شاب يرتدي قفازيّ ملاكمة، بضربه في ساحة عامة في السويد.
المشهد بدا غريباً خصوصاً أن موميكا كان في بثّ مباشر عندما هاجمه الشاب بقفازيه، وأثار تساؤلات عن احتمالات افتعال المشهد، بغرض إثارة الجدل.
ومنذ أن بدأ التداول باسمه، ارتبط موميكا بأحداث وصفت بأنها "مستفزة" لملايين المسلمين، عبر قيامه بحرق نسخة من المصحف، ثم دوسه على العلم العراقي بقدميه، إضافة إلى المصحف في مناسبة ثانية.
وبعدها ظهر في مجموعة من مقاطع الفيديو وهو يتحدث عن تعرضه لتهديدات وانكشافه الأمني في السويد التي لا تؤمن له الحماية اللازمة، فيما كان في مقاطع أخرى، من بينها البث المباشر الأخير، يتحدث عن أنه يعيش حياة طبيعية "من دون حماية"، ويحاول استفزاز من يتابعونه على مواقع التواصل بالقول: "جبناء كل التهديدات التي وصلتني ولم يتجرأ أحد على التعرض لي".
وفي نهاية الفيديو، يظهر الشاب بقفّازي الملاكمة ويطلب من سلوان مبارزته بالقول: "تلعب؟"(بمعنى تلاكم؟)، ويبدأ بملاكمته "بطريقة أقرب إلى الاحتراف الرياضي منها إلى الاعتداء الصريح"، كما يقول الخبير في لغة الجسد نعيم الزين لـ"ارفع صوتك".
وبمعزل عما إذا كان ما حدث مفتعلاً، أو عفوياً، أو أن الشاب الملاكم كان يتابع البث المباشر لموميكا وقرر الحضور لمبارزته، يقول الزين: "من الواضح أن هدف موميكا من خلال الفيديو الأخير هو الاستفزاز. وقد بدا بوضوح أنه يتوجه إلى من يشاهدونه، وتحديداً من المسلمين، بأنهم جبناء وبأنه يتواجد بلا حماية في ساحة عامة ولا أحد يجرؤ على التعرض له".
يشرح أكثر: "إذا لاحظنا في بداية الفيديو الذي صوره بتقنية المباشر، يتباهى موميكا أنه يعيش بسعادة وبشكل عادي وأن الناس في السويد تحبه، ولا يعاني من مشاكل مع أحد. وفي فيديو آخر عندما يصل إلى المستشفى يقول إن الرجل الذي يلبس القفازات أتى لقتله واغتياله، ويحمّل الدولة السويدية المسؤولية لأنها لا تحمي مواطنيها".
"وهذا تناقض واضح في شخصية موميكا، ولا يحتاج الأمر إلى تخصّص ليتيقن المرء من أنه يعاني من مشاكل تتعلق بثقته بنفسه"، يتابع الزين.
ويرى أن موميكا "يحاول أن يستفز الجميع، من ينزعجون منه من المسلمين، والدولة السويدية التي تحميه، والمجتمع السويدي. هو بالتالي ببساطة شخصية استفزازية طالبة للاهتمام".
ما قام به موميكا يسمّيه علم النفس "سلوكيات لجذب الانتباه"، كما تقول المتخصصة في علم النفس لانا قصقص لـ"ارفع صوتك"، وأصحاب هذه السلوكيات "يمارسون أفعالاً متطرفة للفت النظر واستفزاز الآخرين لدفعهم إلى ممارسة رد الفعل".
تضيف: "هم لا يطلبون فقط الانتباه إليهم فقط، بل يسعون أيضاً لجذب ردود الأفعال".
وتوضح قصقص، أن هؤلاء الأشخاص "يبحثون عن التحكّم والقوة وأن يكونوا مرئيين، لأنهم يعانون غالباً من مشاكل في الهوية الذاتية ويفتقدون إلى الانتماء، لهذا يبدون يائسين في البحث عن أنفسهم عبر تصرفات استفزازية ينتظرون منها الالتفات إليهم".
بالنسبة لها، فإن "من يعانون هذا النوع من الاضطراب النفسي، غالباً لا يلتزمون بالقواعد والسلوكيات المجتمعية العامة، ويعلنون الثورة عليها، لكنها لا تكون في الواقع ثورة على المجتمع بل ثورة على الذات تنعكس على المحيط الخارجي لهم".
وتقول قصقص: "ما الفائدة من حرق المصحف؟ هو ينتقم عملياً من انتماء الناس إلى هذا القرآن. ما يزعجه فعليا هو افتقاده إلى الانتماء".
من ناحيته، يقول الزين: "إذا كانت لدى موميكا رسالة يريد إيصالها الى إلناس، فهو لم ينجح في حملنا على فهم رسالته.. لا أتصور أن هناك اجندة حقيقية لها أسس من وراء حرقه للمصحف".
واستبعد وجود أي جهة تقف وراء سلوكيات موميكا، مردفاً "الواضح من جميع سلوكياته أن هدفه الأول والأخير لفت الانتباه ليس إلا".
إذا كان موميكا يعاني من "سلوكيات جذب الانتباه"، فما السقف الذي يمكن أن يصل إليه لإشباع حاجته لذلك؟ تجيب قصقص: "عندما نتحدث عن فكرة الإشباع، يجب أن نكون في صدد التعاطي مع حالات شبه طبيعية. يعني مثلاً إذا كنت جائعاً، تأكل، فتصل إلى الشبع، ذلك لأن الحاجة هنا طبيعية. وعندما نكون إزاء حاجة مرضية لا يعود الحديث عن الإشباع ممكناً، فهي حاجة ملحّة ومستدامة لمحاولة إشباعها مع استحالة الوصول إلى هذا الإشباع".
الحاجة إلى الانتماء وإثبات الهوية الذاتية، لا يمكن أن تكون كما هي حالة سلوان موميكا عبر حرق المصحف، كما تؤكد قصقص، مبينةً أن "هذا أشبه بمن يكون جائعاً فيقوم بشرب الماء، إذ لن يخلصه ذلك من الجوع الفعلي، وهو ما سيجعله بحاجة إلى التصعيد أكثر عندما يزول أثر الماء في إسكات الجوع".
من هنا فإن موميكا، "لا يستخدم الطريقة الصحيحة القادرة على تلبية احتياجاته النفسية، بل يلجأ إلى التصرفات المتطرفة لإشباعها، من دون أن يصل إلى ما يريده. هذا سيدفعه دائماً إلى إيجاد سلوكيات متطرفة جديدة للفت الأنظار"، بحسب قصقص.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي من التدخل في سوريا.. من لا يريد الشرع سيحصل على أردوغان
حذر الكاتب الإسرائيلي إيال زيسر من مغامرة عسكرية تخوضها دولة الاحتلال الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، مشددا على أن هذه السياسة ستؤدي إلى نتائج عكسية.
وقال زيسر في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، "يجب علينا عدم التورط في مغامرة بسوريا"، مردفا "نحن بأيدينا ندفع سوريا إلى أحضان تركيا، ومن لا يريد الشرع سيحصل على أردوغان".
وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن دولة الاحتلال لا تركز جهودها على تحقيق ما وصفه بأنه "حسم عسكري" ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة أو حزب الله في لبنان، وإنما توجه طاقاتها إلى "مغامرة حمقاء" في سوريا.
واعتبر زيسر أن السياسات الإسرائيلية تجاه التطورات في سوريا "تفتقر إلى المنطق السياسي أو العسكري، ولن تؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بنا في المستقبل"، حسب تعبيره.
وأوضح أن "الوضع في سوريا شهد تطورات كبيرة في كانون الأول /ديسمبر الماضي، عندما انهار نظام بشار الأسد وحل محله أحمد الشرع"، مشيرا إلى أن الشرع "يرسل باستمرار رسائل تهدئة ومصالحة لإسرائيل".
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن متحدثين باسم الشرع "تحدثوا باسمه عن إمكانية إقامة سلام معنا، بينما يواصل هو شرح أن سوريا دولة مدمرة وأن وجهتها ليست نحو الحرب، وكل ما تطلبه هو علاقات حسن الجوار مع الدول المحيطة بها".
رغم ذلك، شدد الكاتب الإسرائيلي على ضرورة الحذر من الشرع وعدم الوثوق بتصريحاته، وأكد على ضرورة التعامل معه "وفقا لقاعدة ‘أكرمه وشُكّ في أمره’، بالإضافة إلى متابعة أفعاله وليس فقط تصريحاته، وعدم السماح بترسيخ كيان إرهابي شمالنا".
وفي حديثه عن سياسات دولة الاحتلال تجاه سوريا، اعتبر الكاتب أنها "ارتكبت كل خطأ ممكن"، موضحا أن "تل أبيب "احتلت أراضٍ داخل سوريا بدون أي حاجة أمنية، وأعلنت عن إقامة منطقة منزوعة السلاح جنوب دمشق، وهو أمر غير عملي، كما أعلنت دعمها للدروز الذين لا يريدون مساعدتنا أصلا".
ولفت إلى أن الدروز في سوريا يرون أنفسهم جزءا لا يتجزأ من دولتهم، ويرفضون التعاون مع إسرائيل، مؤكدًا أن السياسة الإسرائيلية جعلتها "قضية مركزية على جدول الأعمال السوري بعد أن كان العديد من السوريين يروننا كعامل إيجابي".
وفي ختام مقاله، شدد زيسر على أن "إسرائيل لا تحمي نفسها من خلال تصريحات فارغة أو تحركات علاقات عامة لا تخدم أمنها الوطني، بل تضره فقط".
يشار إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي صعدت هجماتها برا وجوا على الأراضي السورية بعد سقوط نظام الأسد أواخر العام الماضي، في حين يكرر مسؤولوها تصريحات بشأن حماية الدروز السوريين وفرض منطقة عازلة جنوبي سوريا.