هل الصدقة تُقبل من شخص لا يُصلي؟.. وهل تجزء عن الصلاة الفائتة مع التوبة
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
يتساءل كثير من الناس عن مصير صدقاتهم وصيامهم رغم تركهم للصلاة، وهل يمكن أن تُغني تلك الأعمال الصالحة عن أداء الفريضة؟.
والجواب كما يقول الفقهاء أن الصلاة والصيام من أركان الإسلام الأساسية، ولا يُمكن لأي عمل آخر أن يعوّض عن تركهما، فالصلاة هي عماد الدين، من أقامها أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين.
والصلاة هي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد باقي عمله، وبالتالي لا تنفع الصدقة ولا يغني الصيام عن ترك الصلاة، لأن الأركان لا يُعوضها شيء من السنن أو التطوعات.
أما أصحاب الأعذار فحُكمهم مختلف، لكن من يتكاسل عن الصلاة أو الصيام دون عذر شرعي، سواء لأنه لم يعتد عليهما أو لانشغاله، فإن تبرعاته وأعمال الخير لا تُغني عن أداء الفريضة.
أما من يترك الصلاة أو الصيام جحدًا وإنكارًا لفريضتهما، فإنه يكون قد خرج من الملة، ومهما قدَّم من صدقات أو أعمال خير، فإنها لا تنفعه، كما جاء في سؤال السيدة عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم عن أهل الجاهلية الذين كانوا يفعلون الخير دون إيمان، فأنزل الله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا}.
فالقاعدة واضحة: لا تُقبل الصدقة بلا صلاة، ولا يُغني التبرع عن أداء الزكاة، ولا تقوم السنن مقام الفرائض. الصلاة الفائتة يجب قضاؤها، ولا تُعفى بصدقة أو نافلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصدقة الصلاة الصلاة الفائتة المزيد
إقرأ أيضاً:
الدكتور علي جمعة يشرح كيفية الخشوع في الصلاة
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن مفهوم الخشوع في الصلاة قد شُوّه عند البعض، مشيرًا إلى أن التركيز على بعض الظواهر الشكلية مثل النظر إلى موضع السجود لا يمثل حقيقة الخشوع التي بيّنها علماء الإسلام.
وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس: "قضية الخشوع عند البعض أصبحت مسألة مضحكة جدًا، يتصورون أن النظر إلى موضع السجود هو جوهر الخشوع، في حين أن الخشوع كما فهمه العلماء هو استحضار القلب، يُكتب للرجل من صلاته ما عقل منها، والحقيقة أن استحضار القلب لله في الخضوع والسجود هو المعنى الأصيل للخشوع."
وأضاف: "ورد عن السلف أن النظر إلى موضع السجود من الأدوات المعينة على الخشوع، لكن هذه تُعتبر علامات لا حقائق.. المشكلة تكمن في أن البعض جعل العلامة هي نفسها الحقيقة، وهذا خطأ في الفهم."
وأشار إلى توسع بعض الفقهاء في ذكر العلامات المساعدة على الخشوع، موضحًا: "قالوا إذا كنت واقفًا فلتنظر إلى موضع السجود، وإن كنت راكعًا فانظر إلى إبهام قدمك، وإذا كنت ساجدًا فانظر إلى أرنبة الأنف، وأثناء التشهد إلى طرف السبابة، كل هذه تغيرات في الموضع، لكنها تبقى علامات لا أكثر."
وتابع: "شبهتُ هذا بمن يراقب الشمس ويقول: زالت عن كبد السماء، إذن فقد أديت صلاة الظهر، لا، زوال الشمس علامة على دخول الوقت، وليس هو الصلاة نفسها، الصلاة التي فرضها الله تحتاج إلى وضوء وستر للعورة واستقبال للقبلة وأداء فعلي، فكيف ننزّل العلامة منزلة الحقيقة؟ هذا ليس منطقًا عقليًا، بل هو وهم."
وفي سياق متصل، تحدث الدكتور علي جمعة عن مفهوم الحب، منتقدًا بعض الفهم السطحي له، قائلًا: "الحب معروف، وهو ميل القلب، وليس وضع اليدين بهذا الشكل أو ذاك في الصلاة، هذه الأمور لها أجر وثواب، لكن لا تُعبّر عن حقيقة الحب."
وأوضح: "الآية الكريمة التي تقول: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي)، تدل على حب الله، لا حب الرسول صلى الله عليه وسلم، فالاتباع في هذه الآية دليل حب لله، وليس مجرد مشاعر عاطفية تجاه النبي."
وتابع: "العلاقة مع النبي الكريم يجب أن تقوم على حب صادق نابع من القلب، حب يجعله أحب إلينا من أولادنا وآبائنا وأنفسنا.. كما قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب: (حتى من نفسك يا عمر).. فالحب الحقيقي هو ما يدفع الإنسان لاتباع النبي في كل شيء، لا الاكتفاء بمظاهر شكلية لا تُعبّر عن جوهر العلاقة."