ماذا وراء الحديث عن نزع سلاح المقاومة كشرط لوقف الحرب في غزة؟
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
فجّر الاحتلال الإسرائيلي أزمة جديدة على طاولة مفاوضات وقف إطلاق النار وعقد صفقة لتبادل الأسرى، حينما نقل إلى الوسطاء مقترحا يتضمن نصا صريحا لأول مرة يتحدث عن نزع سلاح المقاومة، كشرط لإنهاء حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة.
وسارعت حركة المقاومة الإسلامية إلى إعلان رفضها المطلق لمناقشة هذه المسألة، لكنها أكدت في بيان صحفي، أن قيادتها تدرس بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وستقدم ردها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه.
وجددت "حماس" تأكيدها على موقفها الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم: وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
بدوره، قال رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في الخارج سامي أبو زهري، إن "الاحتلال في مقترحه الجديد لا يعلن التزامه بوقف الحرب تماما، ويريد استلام الأسرى فقط".
مليون خط أحمر
وأضاف أبو زهري في تصريحات تلفزيونية عبر قناة "الجزيرة مباشر" تابعتها "عربي21"، أنّ "المقترح المقدم إلينا هو مقترح إسرائيلي، وتضمن لأول مرة نزع سلاح المقاومة ضمن مفاوضات المرحلة الثانية".
وتابع قائلا: "تسليم سلاح المقاومة هو مليون خط أحمر، وهو أمر غير خاضع للسماع فضلاً عن النقاش"، معربا عن جهوزية حركة حماس لتسليم كل الأسرى دفعة واحدة، مقابل وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة.
ونوه إلى أن "نتنياهو يعمل لصالح مستقبله السياسي وترامب شريكه في قتل سكان غزة"، مشددا على أنه "يجب ألا يكون مرحبا بزيارة ترامب للمنطقة ويداه ملطختان بدماء أطفاء ونساء غزة".
ولفت إلى أن "الاستسلام ليس واردا أمام حركة حماس ولن نقبل بكسر إرادة شعبنا"، مؤكدا أن "حماس" لم تستسلم ولن ترفع الراية البيضاء، وستستخدم كل أوراق الضغط ضد الاحتلال، وما يجري في غزة جنون ولا يمكن مواجهته إلا بجنون مماثل.
طرح مشبوه
من جهته، رأى الكاتب الفلسطيني إبراهيم المدهون أن أي حديث عن نزع سلاح المقاومة، هو طعن في ظهر الدماء الفلسطينية، مشيرا إلى أنه "يتردد في كواليس المفاوضات طرح مشبوه يتحدث عن نزع السلاح كشرط لوقف إطلاق النار".
وأضاف المدهون في منشور عبر صحفته بموقع "فيسبوك" أنّ "من يرتكب المجازر ليس الفلسطيني بل الطيران الإسرائيلي، ومن يهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها ليس من يحمل بندقية آلية، بل من يضغط على زر القصف من قمرة طائرة أمريكية الصنع".
وذكر أن "سلاح الفلسطيني ليس تهديدًا للأمن، بل صرخة وجود ووسيلة دفاع في وجه ماكينة عدوان لا تعرف الرحمة"، منوها إلى أننا "لا نملك طائرات F16، ولا دبابات ميركافا، ولا قنابل ذكية (..)، نملك إرادة لا تُكسر، ورجالًا لا يعرفون الانحناء".
وأردف بقوله: "كل من يتحدث عن نزع سلاح المقاومة، قبل نزع سلاح الاحتلال، إنما يُطالب الضحية بأن تخلع درعها وهي تنزف (..)، ويمنح الجلاد سيفًا إضافيًا ليُكمل الذبح".
وختم قائلا: "المقاومة ليست بندقية فقط، بل هي شرف هذه الأرض، وروح هذا الشعب، وسلاحها ليس للمساومة بل للكرامة".
وفي الإطار ذاته، أوضح الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة، أنه "عندما يتحدث الاحتلال عن نزع سلاح المقاومة في غزة، فهو لا يعني تجريد فصيل من معداته، بل يسعى لانتزاع حق شعب بأكمله في الدفاع عن قضيته ووجوده".
خلاصة عقود من النضال
وأكد عفيفة في قراءة اطلعت عليها "عربي21"، أن "سلاح المقاومة في غزة لم يكن يوما ترسانة كلاسيكية قابلة للجرد أو التسليم، بل هو خلاصة عقود من النضال، تراكمت عبر أجيال، ووسط ظروف قهرية من الاحتلال والحصار والاستهداف".
وبيّن أن "هذا السلاح وُلد في قلب الاحتلال، حين كانت دباباته تجوب شوارع غزة، وواصل تطوره رغم القصف والتضييق السياسي، كفعلٍ مستمر للنضال الفلسطيني منذ الستينات".
وشدد على أن "المعركة التي يسعى الاحتلال لحسمها اليوم بشروط الاستسلام ليست عسكرية فقط؛ بل معركة على الذاكرة والوعي والمعنى، لأن سلاح غزة ليس مجرد بندقية، بل هو تعبير عن إرادةٍ تقاوم، وصوت عشرات آلاف الشهداء والجرحى الذين قاتلوا دفاعًا عن الحق الفلسطيني".
ورأى أن "المطالبة بنزع هذا السلاح تعني عمليًا إنهاء المقاومة، وإجهاض الحلم الفلسطيني، وتحويل غزة إلى كيان منزوع الإرادة"، معتبرا أن "هذه ليست نهاية المعركة، بل بداية لمخطط تصفوي يتجاوز غزة نحو مشروع التصفية والتهجير".
وأشار إلى أن "قرار المقاومة لم يعد حكرا على فصيل أو جناح مسلح، بل بات قرارا شعبيا ووطنيا، متجذرا في الوعي الجمعي، ومرتبطا بمشروع تحرري لم يكتمل بعد (..)، مشروعٌ لا ينتهي إلا بزوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المقاومة غزة حماس الفلسطيني السلاح فلسطين حماس غزة المقاومة السلاح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
صفقات سرية وتضارب مصالح.. ماذا وراء صعود شركة ترامب للعملات المشفرة؟
سلط تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على صعود شركة العملات الرقمية "وورلد ليبرتي فاينانشال" التابعة لعائلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تمثل تحولًا جذريا في مواقف ترامب من العداء السابق للعملات الرقمية إلى دعمها العلني والترويج لها خلال ولايته الثانية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن "زي ماني"، وهو "زاكاري فولكمان" - والذي كان يدير شركة "ديت هوتر جيرلز" ويمثل الآن شركة "وورلد ليبرتي فاينانشال" للعملات الرقمية التي أعلن عنها ترامب وأبناؤه - عرض شراكة مع شركة عملات رقمية ناشئة في جزر كايمان لشراء بعضهم البعض من العملات الرقمية، بهدف تعزيز السمعة العامة للشركة، وذلك قبل أيام من تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وكشفت الصحيفة عن خدعة تمت في هذا العرض؛ حيث سيتعين على الشركة الناشئة أن دفع مبلغ سري بملايين الدولارات إلى شركة "وورلد ليبرتي"، من أجل الحصول على امتياز الارتباط مع عائلة ترامب.
وكتب فولكمان: "كل ما نقوم به يحصل على الكثير من التغطية والمصداقية"، مؤكدا أن شركاء أعمال آخرين قد التزموا بمبالغ تتراوح بين 10 ملايينن و30 مليون دولار لصالح "وورلد ليبرتي".
وقال المسؤولون التنفيذيون إن الشركة الناشئة في جزر كايمان وعدد من الشركات الأخرى رفضت العرض، معتبرة الصفقة غير أخلاقية، حيث كانت "وورلد ليبرتي" تبيع تأييدًا وتخفي هذا الترتيب عن الجمهور، وهو ما نفاه مسؤولو "وورلد ليبرتي"، وواصلوا إبرام صفقات مماثلة وتسويق عملتهم في جميع أنحاء العالم، وجنوا أكثر من 550 مليون دولار، مع تخصيص جزء كبير منها لعائلة الرئيس.
وأضافت الصحيفة أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض فتحت أمامه مسارات جديدة ومربحة لاستثمار نفوذه، سواء من خلال شركته للتواصل الاجتماعي أو صفقات عقارية جديدة في الخارج. ومع ذلك، لا يضاهي أي من أنشطة عائلة ترامب التجارية الأخرى حجم تضارب المصالح الذي برز منذ تأسيس شركة "وورلد ليبرتي".
وتُعد الشركة، التي تملكها إلى حد كبير جهة تابعة لعائلة ترامب، أزالت أعرافا رئاسية تعود لقرون، وقوّضت الحدود بين الأعمال الخاصة والسياسة الحكومية بأسلوب غير مسبوق في التاريخ الأمريكي الحديث.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب لم يعد تاجرا بارزا في مجال العملات الرقية فحسب، بل هو أيضا صانع السياسات الأول في هذا المجال، مستغلا سلطاته الرئاسية لصالح القطاع وشركته، رغم انتقاده السابق له باعتباره ملاذا للمحتالين وتجار المخدرات.
وأفادت الصحيفة أن ترامب قام بتعيين مؤيدين للعملات المشفرة، منهم رئيس هيئة الأوراق المالية، كما قامت وزارة العدل بحل فرقة معنية بجرائم التشفير، مواصلة بذلك تقليص الرقابة التي فرضها بايدن على الصناعة.
وكشفت الصحيفة عن مجموعة من تضارب المصالح التي تتبعها شركة "وورلد ليبرتي"، وهي: لقد استفادت "وورلد ليبرتي" مباشرة من الإجراءات الرسمية التي اتخذها ترامب مثل إعلانه عن مخزون فدرالي للعملات المشفرة، مما أدى إلى ارتفاع مؤقت في قيمة ممتلكاتها.
وقامت "وورلد ليبرتي" ببيع عملتها المشفرة لمستثمرين في إسرائيل وهونغ كونغ، مما فتح مسارا جديدا للشركات الأجنبية لكسب ود ترامب.
واستثمر عدد من المستثمرين في "وورلد ليبرتي" ممن اتُهمت شركاتهم بارتكاب مخالفات، بما في ذلك أحد التنفيذيين الذي تم تعليق قضية الاحتيال الخاصة به بعد استثماره ملايين الدولارات في الشركة. كما يسعى آخرون للتوسع بطرق تتطلب موافقة إدارة ترامب.
واقترحت "وورلد ليبرتي" مبادلة العملات المشفرة مع خمس شركات ناشئة، واستخدمت اسم ترامب لطلب مدفوعات باهظة كجزء من الصفقات، مما أثار قلق التنفيذيين المخضرمين.
وذكرت الصحيفة أن ديفيد واكسمان، المتحدث باسم "وورلد ليبرتي"، نفى أن تكون صفقاتها تشكل "مدفوعات من جانب واحد مقابل الخدمات المقدمة"، لكنه أقر بأنها شملت "صفقات استثمار متبادلة" أسفرت عن "تبادلات استراتيجية مفيدة للطرفين"، واصفا الاتهامات بأن الاستثمارات مع الشركة تمت كنوع من المقايضة السياسية بالسخيفة والخاطئة.
وأفادت الصحيفة أن عائلة الرئيس تستفيد من صفقات "وورلد ليبرتي"، حيث يمتلك كيان تجاري تابع لترامب 60 بالمائة من الشركة ويحق له الحصول على 75 بالمائة من بعض إيرادات مبيعات العملات.
وأوضحت الصحيفة أن إريك ترامب، وشقيقه الأكبر دونالد يشاركان بنشاط في شركة "وورلد ليبرتي"، معتمدين على ثلاثة شركاء، بينهم فولكمان وتشيس هيرو وهما لديهما سجل حافل في مجال العملات المشفرة، وزاك ويتكوف نجل مبعوث ترامب ستيف ويتكوف وأحد مؤسسي الشركة.
وأشار الرئيس ترامب إلى أن قوانين تضارب المصالح لا تنطبق عليه، وأن لديه حصانة واسعة فيما يتعلق بالإجراءات الرسمية التي يقوم بها بصفته رئيسا.
وفي بيان، أشارت متحدثة باسم الرئيس ترامب إلى أن "أصوله موضوعة في صندوق ائتماني يديره أبناؤه"، وبالتالي "لا يوجد تضارب مصالح". (مع العلم أن الصندوق لا يزال يعود بالنفع المباشر على الرئيس ترامب).
المناصر الأول للعملات المشفرة
وقالت الصحيفة إن ترامب، كرجل أعمال اشتهر في عالم العقارات الملموس، لم يسعَ قط لبناء إمبراطورية عملات رقمية. بل إنه في نهاية ولايته الأولى، لجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي ليعبّر عن ازدرائه للعملات المشفرة. وحذّر قائلاً: "هذه ليست أموالاً. فقيمتها شديدة التقلب ومبنية على الهواء".
وبحلول السنة الماضية، بدأت آراؤه تتغير؛ حيث أصبح أبناؤه الأكبر سنًا من مؤيدي العملات الرقمية المتحمسين بعد هجوم 6 كانون الثاني/ يناير 2021 على مبنى الكابيتول الذي أدى إلى إبعاد شركة العائلة عن النظام المالي السائد.
وتزامن تغيير موقف ترامب مع تدفق ملايين الدولارات من صناعة العملات المشفرة إلى حملته الانتخابية، في وقت كانت الصناعة تواجه إجراءات قانونية عديدة تحت إدارة بايدن، وكان التنفيذيون بحاجة إلى قائد يدافع عن مصالحهم.
وخلال حملته الانتخابية، اختفت شكوك ترامب حول العملات المشفرة. ففي مؤتمر بيتكوين يوليو/ تموز تعهد بتحويل الولايات المتحدة إلى "عاصمة العملات المشفرة". وبعد شهرين، أعلن هو وأبناؤه دخولهم سوق العملات المشفرة من خلال مشروع "وورلد ليبرتي فاينانشيال".
واعتبرت الصحيفة أن هيرو وفولكمان كانا اختيارين غير تقليديين للتعاون مع الرئيس. وكان فولكمان وهيرو قد عملا معًا لسنوات في بيع منتجات متنوعة قبل التحول إلى العملات المشفرة مع نتائج متفاوتة.
وأوضحت الصحيفة أنه هيرو حث عشاق العملات الرقمية على الاستثمار في عملة "تيرا يو إس دي" في سنة 2022، إلا أنها انهارت بعد شهر مما أدى إلى فقدان مليارات الدولارات. وكان أحدث مشاريعه مع فولكمان منصة "دوه فاينانس"، التي تم اختراقها في يوليو/ تموز، ما أدى إلى سرقة مليوني دولار.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر، بدأ هيرو وفولكمان بيع عملة مشفرة جديدة باسم "$دبليو إل إف آي"، بهدف تحقيق 300 مليون دولار. وكانت هذه العملة تختلف عن "$ترامب" التي شهدت ارتفاعًا في كانون الثاني/ يناير بعد أن سوقها ترامب لمتابعيه قبل أن تنهار فجأة.
وبينت الصحيفة أن "وورلد ليبرتي" تخطط لأن تكون بنكًا إلكترونيًا جديدًا يتيح للعملاء اقتراض وإقراض الأموال باستخدام العملات الرقمية، مع منح حاملي عملات "$دبليو إل إف آي" حق التصويت في قرارات البنك مثل المساهمين في الشركات التقليدية.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب كان في صميم العرض الترويجي، حيث نشرت الشركة ورقة "غولدن بيبر" التي تضمنت صورة له على الغلاف، وذكرت أنه سيشغل منصب "المناصر الأول للعملات المشفرة".
وعند إطلاق "وورلد ليبرتي"، حصلت عائلة ترامب وأفرادها على 22.5 مليار وحدة من العملة المشفرة، تقدر قيمتها حاليًا بما لا يقل عن 1.1 مليار دولار.
ووفقًا لقوانين الشركة، لا يُسمح لآل ترامب والمستثمرين الآخرين في "وورلد ليبرتي" ببيع عملاتهم في السوق المفتوحة، رغم أن الشركة ذكرت أنها قد ترفع هذا القيد في المستقبل إذا وافق المشترون الآخرون للعملة.
وفي البداية، باعت "وورلد ليبرتي" عملات بقيمة 2.7 مليون دولار فقط، لكن يوم الانتخابات غيّر المعادلة.
تدفق المستثمرين
ومع اقتراب ترامب من الفوز بالولاية الثانية، نشر حساب "وورلد ليبرتي" رسالة احتفالية، والتي تبعتها تدفق الاستثمارات إلى عملتها. وأكدت الشركة أنها تتحقق من هوية مستثمريها رغم إخفاء الهويات عبر البلوكتشين.
وبحسب الصحيفة، أظهر تحليل أجرته شركة نانسن للطب الشرعي، بالاعتماد على بيانات صناعة العملات الرقمية، أن العديد من المستثمرين كانوا مقيمين في الخارج في أماكن مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ والإمارات.
وأضافت الصحيفة أن القانون الفيدرالي يمنع الأجانب من التبرع للحملات الرئاسية أو صناديق التنصيب، ولكن بيع عملة "وورلد ليبرتي" قدم طريقة قانونية جديدة لدعم ترامب.
ومنذ تولي ترامب منصبه، دفع بعض مستثمري "وورلد ليبرتي" الحكومة للحصول على الموافقات التنظيمية أو تفاعلوا مع الإدارة لتوسيع أعمالهم في الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المدير التنفيذي في مجال العملات المشفرة الذي قد يحقق أكبر استفادة من ارتباطه بـ "وورلد ليبرتي"، فهو جاستن صن، الملياردير الصيني الذي أسس منصة "ترون" للعملات المشفرة.
وقد جذب صن الانتباه في نهاية السنة الماضي عندما اشترى موزة ملصقة على جدار بمزاد فني مقابل 6.2 ملايين دولار، ثم أنفق 75 مليون دولار على عملات $دبليو إل إف آي. ووُجهت انتقادات للاستثمار بسبب سعي صن لكسب ودّ البيت الأبيض تحت إدارة ترامب.
وأفادت الصحيفة أن هيئة الأوراق المالية والبروضة رفعت دعوى قضائية ضد صن، في عهد بايدن، بتهمة تضخيم سعر عملة "ترون" الرقمية بشكل احتيالي، بينما طالبت الهيئة نفسها في أواخر شباط/ فبراير الماضي من قاضٍ فيدرالي وقف الإجراءات في القضية.
اصطفاف النجوم
وقالت الصحيفة إن جاستن صن قدم دعمًا كبيرًا لشركة وورلد ليبرتي، لكن شركة ترامب كانت تطمح لمزيد من المال. لذا، أعلن مسؤولو وورلد ليبرتي عن "مبادرة تحوّلية" لشراكة مع شركات عملات مشفرة أخرى والاستثمار في عملاتها، مستفيدين من نفوذ الشركة المتزايد لمساعدة شركائهم الأقل شهرة، وهو ما وصفه هيرو بأنه مثل "إنه مثل العناية بأخيك في الفضاء".
وأغفلت التصريحات العامة لشركة وورلد ليبرتي جانبًا مهمًا من عرضها الخاص لشركات ناشئة في مجال العملات المشفرة، حيث كانت ترغب في بيع عملتها الخاصة بدلاً من الاستثمار فقط في عملات الآخرين، مقترحة مبادلة عملات.
وأضافت الصحيفة أن "وورلد ليبرتي" عرضت على ثلاث شركات ناشئة شراء كميات كبيرة من عملتها مقابل 10 إلى 30 مليون دولار، مقابل شراءها كمية أصغر من عملات هذه الشركات، مع احتفاظ "وورلد ليبرتي" بالباقي كعلاوة تصل إلى 20 بالمائة.
وأوضحت الصحيفة أن مشتريات "وورلد ليبرتي" كانت ستُرسل إشارة للسوق بأن شركة ترامب اعتبرت هذه الشركات الناشئة جديرة بالاستثمار، دون أن يعرف السوق أن "وورلد ليبرتي" تلقت مقابلًا ماليًا لهذا التأييد.
وكشفت الصحيفة عن أن خمس شركات عملات مشفرة أبرمت صفقات مع "وورلد ليبرتي" دون كشف تفاصيل مالية. ففي إحدى الصفقات، أعلنت مؤسسة "سوي فاونديشن" أن وورلد ليبرتي ستشتري كمية غير محدودة من عملتها، ما رفع سعرها بأكثر من 10 بالمائة، مقابل حصول المؤسسة على عملات وورلد ليبرتي.
وأظهرت شراكات أخرى مع "وورلد ليبرتي" كيف يخلط ترامب بين دوره الرسمي وأعماله التجارية. ففي كانون الأول/ ديسمبر، أعلنت الشركة أنها ستستخدم تقنية صممتها شركة "إيثينا لابز" من لشبونة، واشترت أكثر من 5 ملايين دولار من عملتها المشفرة.
ولفتت الصحيفة إلى أن أحد مستثمري "إيثينا" هو آرثر هايز، وهو رائد أعمال في العملات المشفرة، والذي اعترف بانتهاك قانون سرية البنوك في 2022 وحُكم عليه بالحبس المنزلي. وفي الشهر الماضي، منح ترامب عفوًا عنه.
وذكرت الصحيفة أن شريك آخر لوورلد ليبرتي هو أوندُو فاينانس، وهي شركة ناشئة في نيويورك مدعومة من صندوق المؤسسين التابع للملياردير المحافظ بيتر ثيل.
وفي كانون الأول/ ديسمبر، اشترت وورلد ليبرتي أكثر من 130,000 من عملات أوندُو، مما ساعد في رفع سعرها لفترة قصيرة. كما تبرعت أوندو في كانون الثاني/ يناير بمليون دولار لحفل تنصيب ترامب، وحصلت على دعوة لحفل عشاء في واشنطن. وساعدت أوندُو في رعاية حفل التنصيب الذي أُطلق عليه اسم "حفلة الكريبتو بول". وبعد ذلك بفترة وجيزة، كان دونالد ترامب الابن وفريق إدارة شركة وورلد ليبرتي على رأس الحضور في مؤتمر نظمته أوندو في نيويورك.
"اشكرني لاحقا"
في شباط/ فبراير، نصح إريك ترامب متابعيه على منصة "إكس" بشراء عملة $إيثر، قبل أن يحذف تغريدته. وقد ثبت أن نصيحته كانت محقة.
وفي الشهر التالي، أعلن والده عن إنشاء "احتياطي العملات المشفرة الأمريكي" لتعزيز الصناعة. وشمل الإعلان قائمة بالعملات الرقمية التي ستدخل في الاحتياطي، بما في ذلك إيثير، التي ارتفع سعرها بأكثر من 13 بالمائة.
وذكرت الصحيفة أن "وورلد ليبرتي" استفادت من ارتفاع سعر إيثر بعد إعلان الرئيس عن احتياطي العملات المشفرة. فوفق شركة "آركام"، كانت الشركة قد اشترت ما قيمته 240 مليون دولار من العملة، وارتفعت قيمة مخزونها بمقدار 33 مليون دولار في ذلك اليوم، قبل أن تخسر هذا المكسب مع انخفاض قيمة إيثير لاحقا.
وتكرر نفس النمط في آذار/ مارس، من خلال إدلاء ترامب بتصريحات سياسية أو نشر رسائل تتوافق مع مصالح شركة وورلد ليبرتي التجارية؛ حيث دعا ترامب، في بث فيديو خلال مؤتمر للعملات المشفرة في نيويورك، الكونغرس إلى تمرير تشريعات تنظم العملات المستقرة، وهي نوع من العملات المشفرة المصممة للحفاظ على قيمة 1 دولار.
وقدّم مجلس الشيوخ ومجلس النواب مشاريع قوانين تسهّل على الشركات إصدار العملات المستقرة في الولايات المتحدة. وفي تصريحاته الشهر الماضي، قال ترامب إن صعود العملات المستقرة سيُؤدي إلى "توسيع هيمنة الدولار".
وبعد أسبوع، أعلنت وورلد ليبرتي عن إطلاق عملتها المستقرة الخاصة، يو إس دي 1.
واختتمت الصحيفة تقريرها، بالإشارة إلى أن التداخل بين تصريحات ترامب السياسية ومصالحه التجارية أثار قلق الديمقراطيين في الكونغرس، الذين سعوا مؤخرا لتعديل تشريعات العملات المستقرة لمنع عائلة ترامب من إصدار واحدة، إلا أنه قد فشل ولم تؤثر أي من المخاوف بشأن وورلد ليبرتي على زخمها.