ما حكم كتابة بعض الآيات والأذكار على الكفن ؟ .. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم كتابة بعض الآيات والأذكار على الكفن؟ فقد توفي رجلٌ، وبعد تكفينه اقترح بعضُ الحاضرين أن يُكتب شيءٌ من آيات القرآن الكريم والذكر على الكفن بغرض أن يكون ذلك نافعًا وشفيعًا له في القبر، ومع أننا لم نفعل ذلك، لكننا نسأل: هل هذا جائزٌ شرعًا؟
وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: إن كتابةُ بعض آيات القرآن الكريم أو غيرها مما يشتمل على صيغ الذكر وأسماء الله تعالى على الكفن حرامٌ شرعًا، ولا يجوز الإقدام عليها؛ لما فيه من تعريض الآيات والذكر للامتهان والتنجيس بمُلاقاة الصديد الخارج من بدن الميت والدم ونحو ذلك.
وأوضحت ان ما يُكتب من بعض آيات القرآن الكريم وذكر الله عَزَّ وَجَلَّ يجب أن يُعامل معاملةً فيها من التعظيم والاحترام ما يليق بقُدسيَّته ومكانته في الشرع الشريف، ومن ذلك: ألَّا يوضَع على الأرض أو أيِّ مكان يكون فيه عُرضةً للامتهان أو التنجيس من نحو مُلاقاة الصديد الخارج من بدن الميت أو غير ذلك، ومِن ثَمَّ فإن كتابةَ بعض آيات القرآن الكريم أو غيرها مما يشتمل على صيغ الذكر وأسماء الله تعالى على الكفن حرامٌ شرعًا، ولا يجوز الإقدام عليها.
حكم قص أظافر الميت وحلاقة شعره
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم تقليم أظافر الميت وحلق شعر عانته؟ وكيفية التخلص مِن ذلك، هل يوضع معه في الكفن، أو يُدفن في مكانٍ آخَر؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إنه قد اتفق جمهور الفقهاء على كراهة قصِّ أظافر الميت أو حلق شعر عانته ما لم توجد حاجة داعية إلى فِعْلِ ذلك، فإذا وجدت الحاجة فلا حرج في فِعْلِه، ويُضَمُّ معه، ويُجعَل في أكفانه، مع مراعاة احترام الميت، وعدم انتهاك حرمته، بحيث تُستخدَم كل الوسائل الممكنة في تحقيق ذلك.
فقد ورد في الحديث الشريف عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في الرجل المحرِم الذي وقَصَتهُ ناقتُه: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْر، وَكَفِّنُوهُ» متفقٌ عليه.
ذهب جمهور الفقهاء مِن الحنفية والمالكية، والشافعية في قولٍ إلى كراهة قصِّ أظافر الميت أو حلق عانته؛ لما في فِعْلِ ذلك مِن الزينة التي تختص بالأحياء، ولا تناسب حال الميت، ولا تُطلب منه إذا حضره الموتُ ولا ممن يُغسله بَعده؛ لانقطاع سبب ذلك عنه بالموت، فالسُّنَّة أن يُدفن الميت بجميع أجزائه على ما مات عليه، ولهذا لا يُسَرَّحُ شَعْرُه، إذ لو فُعِلَ ربما يتناثر بعضُه، ولا تُقَصُّ أظفاره وشاربه ولحيته، ولا يُختن، ولا يُنتف إبطه، حيث لا توجد حاجةٌ لفِعل ذلك كلِّه، وإنما الذي يُستحب في حقه مِن الزينة هو تنظيف جسده وإزالة الأوساخ والدَّرن عنه وتطييبه ونحو ذلك، مِن غير إزالة شيءٍ مِن أجزائه.
واستدلوا على قولهم بالكراهة بما ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها رَأَتِ امْرَأَةً يَكُدُّونَ رَأْسَهَا، فَقَالَتْ: "عَلَامَ تَنْصُونَ مَيِّتَكُمْ؟" أخرجه الإمامان: عبد الرزاق في "مصنفه"، والبيهقي في "السنن الكبرى".
ذهب الشافعية في قولٍ إلى جواز تقليم أظافر الميت وحلق عانته مطلقًا مِن غير كراهة ولا اشتراطِ حاجةٍ؛ لأن ذلك تنظيفٌ يشبه إزالة الأدران والأوساخ الواجب إزالتها في حق الميت، فكذلك شُرع تقليم الأظافر وحلق العانة في حقه.
ووافقهم في هذا القول فقهاءُ الحنابلة في روايةٍ بخصوص قص الأظفار للميت لكن بقيد أن تكون طويلة تحتاج إلى إزالتها، وفيه معنى الحاجة التي نصَّ عليها جمهور الفقهاء؛ لأنَّ في قصِّ الأظفار تنظيفًا لا يتعلق بقطع عضو، وإنما هو أشبه بإزالة الأوساخ والأدران، ويعضد ذلك ما جاء في السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ المُطَهَّرة من العمومات الواردة في سنن الفطرة.
وأما العانة: فالمذهب على حرمة حلق شعر عانته الميت؛ لأنَّ في إزالة شعر العانة كشفًا لعورة الميت وما يلزم مِن ذلك مِن النظر إليها ولَمْسِهَا مِن غير ضرورة، وهو مُحرَّمٌ، وفي روايةٍ عن الإمام أحمد أنه يُسَنُّ حَلْقُها للميت.
فإذا دعت الحاجة لقصِّ أظافر الميت كأن تكون طويلة وتحتاج إلى إزالتها، أو دعت الحاجة إلى حلق عانته إذا كانت طويلة كثيفة تحتاج إلى تنظيفٍ، حتى يَضمن الغاسلُ وصولَ الماء إلى جميع بدن الميت -فلا مانع مِن الإزالة حينئذٍ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء القرآن الكريم الكفن المزيد آیات القرآن الکریم أظافر المیت دار الإفتاء على الکفن الله ع
إقرأ أيضاً:
الكفن ينهي خصومة ثأرية بين عائلتي «العدوي» و«منصور» فى الشرقية
شهدت قرية السناجرة بمركز أبوحماد بمحافظة الشرقية مراسم الصلح وإنهاء الخصومة الثأرية بين عائلتي «العدوي» و«حسن منصور» بعد مقتل أحد أبناء الطرف الأول على يد أحد أبناء الطرف الثاني، وذلك بدوار النائب أحمد فؤاد أباظة رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب.
حضر مراسم الصلح بالجلسة الختامية عدد من القضاة العرفيين النائب أحمد رسلان عضو مجلس النواب، النائب فايز أبو حرب عضو مجلس الشيوخ، الشيخ أحمد مصطفى الإدريسي، اللواء قاسم حسين، والشيخ عثمان خطاب والدكتور صلاح حرى وكيل وزارة الأوقاف والدكتور مترى عبد الملك راعى كنيسة العذراء مريم بأبوحماد والشيخ محمد سليمان النجار مدير إدارة أوقاف جنوب أبوحماد، وممثلين عن إتحاد القبائل العربية العائلات المصرية ولفيف من القيادات التنفيذية والأمنية والشعبية بمحافظة بالشرقية، ورجال المصالحات، وعمد ومشايخ القرى.
بدأت مراسم الصلح بتلاوة آيات من القرآن الكريم للشيخ محمد أيمن عبد العزيز، ثم كلمة الشيخ أحمد الإدريسي " خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين" وقوله "فمن عفا وأصلح فأجره على الله" فمن سعي للصلح بين الناس وفقه الله فى كافة شؤون حياته وصدق الله" لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس"، ولابد أن ندع الخلافات جانبا ونصطف صفا واحدا خلف قيادتنا السياسية الرشيدة" واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا.
وأكد النائب أحمد رسلان على قيمة التسامح والمودة والمحبة ونبذ الخلافات بين الجميع وتحقيق الهدف المنشود لجميع أفراد المجتمع وهو نعمة الأمن والأمان للجميع، ونشكر طرفى النزاع على قبول الصلح، ومصر محفوظة بحفظ الله لها تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وقال النائب فايز أبو حرب من مشايخ محافظة مطروح " نجتمع اليوم لحل المشاكل بيننا وحقن الدماء حفاظا على تماسك المجتمع، ونبارك هذا الصلح وفى الخير دائما نجتمع، ومصر لن تنكسر بفضل الله ثم قيادتها وجيشها العظيم.
وتحدث الدكتور صلاح حرى "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رحيم"، ويتجلى العفو عند المقدرة في أروع صوره يوم فتح مكة، حينما دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرًا، مرددا:(اذهبوا فأنتم الطلقاء)، والمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، فما أجمل العفو!
وبين الدكتور مترى راعي الكنيسة أهمية الصلح بين الناس ليعيش الجميع فى سلام وأمان، ونشكر الله عن اجتماعنا للسلام، ومصر ليس وطن نعيش فيه بل وطن يعيش فينا، مقدما الشكر للعائلتين على اقتلاع جذور الشر وإنهاء الخصومة بالصلح.
وأوضح النائب فؤاد اباظه" عرضنا الصلح على العائلتين، ووجدنا ترحيبا من قبل رموز العائلتين لإنهاء الخصومة بينهما، حيث اتفق الطرفان على طي صفحة الخصام والموافقة على الصلح، وتبادل الطرفان الأحضان والمصافحة، وسط أجواء من الفرح والبهجة والتكبير والتهليل، ووعد الطرفان بنبذ الكراهية والفتنة وأن تسود المحبة بينهما، مقدما الشكر لأبناء عائلتى عدوى وحسن منصور الذين حرصوا على إعلاء المصلحة العامة، وإتمام هذا الصلح على خير، ولا ننسى أن نشكر لجنة الصلح والتحكيم والتي تضم الشيخ سالم أبو ناجع والعمدة هشام عبد الجواد والشيخ محمد ابوعيادة العمدة طارق الطحاوي، والمهندس هيثم نوح، والمحاسب وليد دناش والشيخ سامح بركات.
هذا وحضر أحد أفراد أسرة الجانى إلى مؤتمر الصلح حاملا "الكفن" على يديه وتقديمه لأسرة المجنى عليه كنوع من التقاليد التى جرت بين الأطراف المتخاصمة لإنهاء الخصومة الثأرية بين الطرفين.
يذكر أنه قد نشأت خصومة ثأرية بين عائلتي عدوي وحسن منصور بناحية إبراهيم موسي التابعة لقرية كفر العزازى بمركز أبوحماد، عقب وقوع مشاجرة بينهما، راح ضحيتها الشاب "عدوي عاطف" أحد أبناء عائلة عدوي، بسبب خلافات سابقة بينهما بينهما، ليتمكن أعضاء لجنة فض المنازعات من الصلح بين العائلتين وتذكيرهم بروابط صلة الرحم بينهم وإيقاف نزيف الدم، مرددين عليهم قول الله تعالى" إنما المؤمنون أخوة"، ولا تنازعوا فتفشلوا".