وسط الجبال.. شاهد دير يوناني على جرف جزيرة أمورجوس| ما القصة؟
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
منذ أكثر من ألف عام، يستيقظ الرهبان المسيحيون الأرثوذكس، في ظلام ما قبل الفجر لبدء يومهم بالصلاة في دير باناجيا هوزوفيوتيسا ، المبني على ارتفاع عال في جرف على جزيرة أمورجوس.
بقعة بيضاء مطلية باللون الأبيض تقع منتصف الجبل الشاهق الذي يغوص في بحر إيجة، باستثناء بعض الكنائس الصغيرة المتناثرة بين الصخور، لا يوجد أي مبنى آخر في الأفق ولا تلوث ضوئي يُخفت بريق النجوم هذا هو الحال فى دير ياناجيا اليوناني.
على مدى أكثر من 50 عاما، صلى سبيريدون ديناكساس وعمل ورحب بالمؤمنين في دير على جزيرة منحوتة في جرف ساحلي لم يتغير كثيرا منذ تأسيسه قبل أكثر من ألف عام.
"أردت أن أكون هنا مع مجتمعي، لأشعر بمشاعرهم، لأني مسؤول الله وضعني هنا لأرعاهم"، هذا ما قاله سبيريدون ديناكساس لوكالة أسوشيتد برس باللغة اليونانية في دير باناجيا هوزوفيوتيسا، حيث قال إنه لم يسقط حتى حجر واحد خلال الهزات.
ماهو أصل الدير؟يُقال إن رهبانًا بيزنطيين فروا من الاضطهاد في الشرق الأوسط في القرن التاسع أبحروا إلى هذه الجزيرة الجبلية حاملين أيقونة للسيدة العذراء مريم.
كانوا يبنون ملجأً في كهف عندما كشفت صخور متساقطة عن إزميل معلق في أعلى الجرف.
وباعتبارها علامة، أمضوا العقود التالية في بناء الدير على ارتفاع أكثر من 150 مترًا (500 قدم) فوق سطح البحر، حيث لا يزال كل من الأيقونة والإزميل ظاهرين في الكنيسة الصغيرة التي تثبت المجمع.
انضم سبيريدون، المولود في أمورغوس، إلى الدير مباشرةً بعد تخرجه من المدرسة الثانوية عام ١٩٧١، عندما كان في الثامنة عشرة من عمره.
وجهة للسياحتشكل المناظر الخلابة للبحر المتلألئ في الأسفل عامل جذب رئيسي للسياح أيضًا، القادمين من الوجهات القريبة التي غالبًا ما تكون مزدحمة في جزر سيكلاديز .
يقول الأب سبيريدون ، الذي أمضى أكثر من 50 عامًا في الدير راهبًا: "هنا نكون أقرب إلى الله، ونفهم الخلق بشكل أفضل. الطبيعة الأم كلها من خلق الله. علينا أن نتعلم حبها واحترامها والحفاظ عليها".
تبدو الطبيعة هادئة حول الدير المُطل على البحر المفتوح. تتدلى حفنة من الشجيرات والأشجار الصغيرة في الشقوق حيث تُزهر أزهار الخشخاش مع أمطار الربيع، بينما تركض القطط والماعز حول الصخور.
في كثير من الأحيان تهب رياح قوية تحمل خيوطًا من السحب المتجمعة في قمة الجبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دير المزيد أکثر من
إقرأ أيضاً:
الجبال لا تهتز
بين جبلَي الحفا ونقم في قلب صنعاء، تدور معركة لا تُقاس بعدد الغارات، بل تُقاس بميزان الإرادة والصمود والكلفة الباهظة للعدو. أربع عشرة غارة أمريكية على جبل الحفا في يومٍ واحد، تضاف إليها غارات أخرى طالت محافظات يمنية مختلفة، لم تكن سوى صرخة عجز في وجه معادلة جديدة باتت اليمن يكتبها بحبر النار والصبر: معادلة الاستنزاف المفتوح وسقوط الهيبة الأمريكية.
الحفا ونقم ليسا مجرد تضاريس في الجغرافيا، بل رمزان لصمود شعب لا يُهزم وعقلية مقاومة تُدير الحرب كما تُدار المعارك الكبرى. أمريكا، التي حسبت أن القصف المتنقل من جبل إلى آخر سيُربك الجبهة الدفاعية اليمنية، فوجئت أن النتيجة ثابتة في كل مرة: لا أهداف عسكرية محققة، لا شلل في القدرات اليمنية، ولا حتى تأثير في المعنويات. فقط هدر في الذخيرة، ونزيف في الخزينة، وفشل يتكرّر في كل طلعة جوية.
كل غارة تُكلّف ملايين الدولارات. كل صاروخ يُطلق على جبال صنعاء يستهلك من مخزون الشركات الأمريكية التي فقدت أسواقها وسمعتها. في المقابل، تُدار المعركة من الجانب اليمني بأدوات محلية، وطائرات وصواريخ تضرب حيث يجب أن تضرب: البحر الأحمر، النقب، ميناء “إيلات”، وقلب المصالح الصهيونية. بينما أمريكا تُنفق، اليمن يُوجع. المعادلة واضحة: الاستنزاف مستمر، والضحية الأكبر فيه هي واشنطن.
لم تَعُد أمريكا تصنع الانتصارات، بل تُسجّل الهزائم المتراكمة. فشل استخباراتي في تحديد أهداف مؤثرة، عجز ميداني عن تعطيل أي قدرة هجومية يمنية، وارتباك سياسي في تبرير كل هذه الضربات الفارغة. وبينما كانت الطائرات الأمريكية تعربد فوق جبال صنعاء، كانت المسيّرات اليمنية تُحلق في عمق البحر والاحتلال، لتؤكد أن الردع ليس مجرد شعار، بل معادلة مكتملة الأركان.
لم تكتفِ أمريكا باستهداف جبل الحفا مرارًا، بل تداولت القصف بينه وبين نقم، في محاولة مستميتة لتشتيت القدرات الدفاعية. لكنها لم تدرك أن الجبال التي تشهد على تاريخ الصراع، تعرف كيف تصمد، وتحفظ سرّ المعركة القادمة. نقم والحفا لا يهتزّان، بل يثبتان أن الصواريخ لا تُسقط السيادة، وأن نيران الغزاة تعود بردًا وسلامًا على أصحاب الأرض.
ما يحدث اليوم ليس مجرد غارات، بل إعلان دفين عن بداية النهاية للهيبة الأمريكية. كل صاروخ يسقط على نقم أو الحفا، يسقط معه وهم التفوق الأمريكي، ويُراكم خسائر لا تُحصى في المال والسمعة والاستراتيجيات، لم تعد واشنطن تملك سوى خيار واحد: أن تواصل الغرق في مستنقع الاستنزاف الذي فُتح عليها من جبال اليمن.
إنها حرب تستهلك أمريكا أكثر مما تؤذي اليمن، حرب تسقط الأقنعة وتكسر الهيبة وتفضح العجز. واليمن، من بين الركام، لا يصمد فقط… بل يصنع ملامح نظام عالمي جديد. نقم والحفا لا يهتزّان، بل يهزّان أمريكا.