ما مصير مجموعة فاغنر الروسية بعد مقتل قائدها بريغوجين؟
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
قبل يوم واحد من تحطم طائرة يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، زار مسؤول روسي ليبيا لطمأنة الحلفاء هناك بأن مقاتلين من فاغنر سيبقون في البلاد، لكن تحت سيطرة موسكو.
وقال مسؤول ليبي مطلع، إن نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف، أبلغ خليفة اللواء المتقاعد خليفة حفتر -(المعيّن من مجلس النواب الليبي في طبرق قائدًا للجيش)- خلال اجتماع في بنغازي يوم الثلاثاء الماضي، أن قوات فاغنر ستكون تابعة لقائد جديد.
وذكر الباحث الليبي جلال حرشاوي من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أنه لا يوجد مؤشر إلى أن التوقيت لم يكن مجرد صدفة. ومع ذلك، تشير زيارة يفكوروف إلى أن "البصمة الروسية في ليبيا.. قد تزيد وتتوسع بدلًا من أن تتقلص".
ويعدُّ الاجتماع العسكري، الذي أعقب تمردًا لم يكتمل لبريغوجين وقوات فاغنر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو/حزيران الماضي، دلالة على أن موسكو لا تعتزم التخلي عن المجموعة العسكرية.
ومع الاعتقاد الآن بأن بريغوجين قد مات، أصبح مصير شبكة العمليات العسكرية والتجارية المعقدة والمربحة، التي كوّنها هو وفاغنر لروسيا في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا على المحك.
وخاضت فاغنر معارك كبيرة في أوكرانيا، وشاركت في حروب في سوريا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، وسيطرت -وفق ما يقوله خصومها- على مناجم ذهب وحقول نفط.
وكان بوتين قد زاد عمليات فاغنر بالفعل في سوريا. وبعد التمرد، سلمت قوات فاغنر في أوكرانيا قاعدة للجيش النظامي الروسي، وبدأ تتنتقل إلى معسكر للجيش في روسيا البيضاء، لكن لم يتضح عددها هناك.
وفي أفريقيا، قد تظل المجموعة كما هي إلى حد ما، في ظل إدارة جديدة أو تُضم إلى مجموعة روسية أخرى. لكن قدرتها على العمل في أماكن قد لا يكون لموسكو فيها وجود رسمي أو قانوني، يجعلها أداة لا تقدر بثمن في يد الكرملين لتنفيذ سياسته الخارجية.
وقال جون ليتشنر -وهو باحث مقيم في الولايات المتحدة يؤلف كتابًا عن بريغوجين-، "فاغنر مبعث دائم للقلق. هناك عقود، إنها مثل نشاط تجاري، ويجب أن تستمر".
وأضاف "من ناحية المصداقية، ستحاول (فاغنر) إعطاء الانطباع بأن الأمور تسير بشكل طبيعي، وأنها لا تزال شريكًا".
"قائد ميت ويمكننا استبداله"
كثّف بريغوجين جهوده بعد التمرد الذي شنّه في يونيو/حزيران الماضي، لتعزيز وجود فاغنر في أفريقيا. وقال في مقطع مرئي نُشر يوم الاثنين الماضي من دولة أفريقية لم يُذكر اسمها، "شركة فاغنر العسكرية الخاصة تجعل روسيا أعظم في كل القارات، وتجعل أفريقيا أكثر حرية".
ربما لم ترحب موسكو بهذا التحرك، ووردت أنباء عن أن الكرملين يؤسس شركات بديلة لتقوم بعمليات فاغنر، ولكن لا يبدو أن أيًا منها قادر على القيام بذلك بعد.
ولا يتوقع المحللون تغيرًا يُذكر حاليًا في البلدان التي تعمل فيها فاغنر، بموجب اتفاقيات رسمية مع موسكو.
وقال محللون مستقلون ومنظمة هيومن رايتس ووتش، إن ما يصل إلى ألفين من جنود فاغنر الموجودين في ليبيا منذ 2019 ساعدوا فصيل حفتر في هجومه على طرابلس، حتى وقف إطلاق النار في 2020 وحرسوا منشآت عسكرية ونفطية.
وذكر الباحث جلال أن روسيا ليس لها دور عسكري رسمي في ليبيا، ولا يمكنها التدخل بشكل مباشر دون انتهاك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، ومن ثم فإن مشاركتها هناك يجب أن تكون من خلال فاغنر، أو مجموعة مماثلة.
ولم يردّ متحدث باسم حفتر على استفسارات بشأن الاجتماع مع المسؤول الروسي، لكنه قال في وقت سابق، إن الرجلين ناقشا التعاون العسكري بما يشمل تنسيق التدريب على الأسلحة الروسية، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية، إن المحادثات ستتناول التعاون في مكافحة الإرهاب.
ونعى فيديل غواندجيكا، المستشار السياسي لرئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، بريغوجين ووصف نبأ وفاته بأنه "محزن للغاية"؛ لأن رجاله "ساعدوا على إنقاذ الديمقراطية"، من خلال مساعدة الحكومة في الحرب الأهلية.
وذكر أن فاغنر موجودة في جمهورية أفريقيا الوسطى بموجب اتفاق على مستوى الدولة مع روسيا، ولذا "لن يؤثر أي شيء في وجود هؤلاء المدربين". وأضاف أن بريغوجين "قائد ميت، ويمكننا استبداله".
وقال عثمان باري المحلل السياسي في بوركينا فاسو، إن حالة الضبابية شكّلت مخاطر في أفريقيا.
وتابع قائلًا، "يمكننا بالفعل تصور الصعوبات العملية التي قد تواجهها الحركة الآن، وغني عن القول أن ذلك سيكون له تداعيات على الدول الأفريقية التي تعمل بها (فاغنر)".
وقد يكون تحديد مصير أصول فاغنر الاقتصادية أكثر صعوبة من الأصول الأمنية. ولا توجد أي معلومات عن مصير شركة "إيفرو بوليس"، التي يُقال إن فاغنر تمتلكها ولها أصول نفطية في سوريا.
ولا يوجد إلا قدر قليل من المعلومات عن حجم ما تجنيه المجموعة من أعمال التعدين وقطع الأشجار في جمهورية أفريقيا الوسطى وغيرها من دول القارة، لكن محاولة وضع هذه الأصول تحت السيطرة الروسية المباشرة، أو تسليمها إلى متعاقد آخر، ستكون صعبة.
وقال ليتشنر، "لا يمكنك شراء شركة وطرد جميع الموظفين، ثم تتوقع أن تسير الأمور بالطريقة نفسها. ربما تتغير طريقة تقسيم الكعكة، لكن الكعكة لا تزال موجودة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أفریقیا الوسطى
إقرأ أيضاً:
السويد تفرج عن الموقوفين الخمسة بقضية مقتل حارق المصحف
أخلى القضاء السويدي سبيل 5 أشخاص أوقفوا على خلفية مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا الذي أحرق المصحف الشريف ودنسه مرارا في عام 2023.
وقال المدعي العام راسموس أومان في بيان اليوم الجمعة إن "الشبهات ضعفت ولم يعد عندي أي سبب لإبقاء هؤلاء الأشخاص قيد التوقيف". لكنه أضاف أن الشبهات لم تستبعد بالكامل وأن التحقيق مستمر.
وقتل موميكا (38 عاما) بالرصاص أول أمس الأربعاء في شقته بمدينة سودرتاليا قرب العاصمة ستوكهولم.
وقال رئيس وزراء السويد أولف كريسترشون أمس الخميس إن هناك احتمالا بأن "قوة أجنبية" تقف وراء مقتل اللاجئ العراقي المسيحي، من دون أن يسمي جهة بعينها.
وقال جهاز الأمن السويدي إنه يقيم التأثير المحتمل لمقتل موميكا على أمن البلاد.
وجاء مقتله قبل ساعات من جلسة مقررة للنطق بالحكم في محاكمته بقضية حرق المصاحف عام 2023.
موميكا يحرق المصحف في مدينة مالمو جنوبي السويد عام 2023 (الأوروبية)وأسقطت المحكمة القضية ضده -أمس الخميس- بسبب مقتله، وقالت إن الحكم على شخص آخر في محاكمة جنائية بتهم "التحريض ضد مجموعة عرقية أو وطنية" على خلفية حرق المصاحف قد أرجئ إلى يوم الاثنين المقبل.
وحسب وسائل إعلام سويدية، فإن اللاجئ العراقي كان يظهر في بث مباشر على تطبيق "تيك توك" عندما أصيب بالرصاص.
إعلانوأظهر مقطع فيديو -اطلعت عليه رويترز- عناصر من الشرطة يلتقطون هاتفا وينهون بثا مباشرا بدا أنه من حساب موميكا على التطبيق.
وكان تدنيس المصحف وإحراقه مرارا في السويد خلال صيف 2023 قد أثار ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي.
وفي فبراير/شباط 2024، وافقت محكمة الهجرة السويدية على قرار ترحيل "حارق المصحف" من البلاد، وفي مارس/آذار من العام نفسه، قال موميكا إنه غادر السويد إلى النرويج طلبا للجوء فيها.