تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحولت الكنائس القبطية إلى مشهد مهيب تغمره الأقمشة السوداء، التي تغطي المذابح والأيقونات والجدران، في مشهد لا يُرى إلا خلال أسبوع الآلام، ورغم بساطة الزينة، إلا أنها تحمل دلالة عميقة، تعبر عن مشاركة الكنيسة لشعبها في آلام المسيح وليس مجرد الحزن على صلبه.

في هذا الأسبوع، تغيب الألوان الزاهية تمامًا، وتختفي الورود المعتادة، لتحل محلها رموز الصمت، الترقب، والتأمل في سر الفداء.


 

الشموع لغة نور.. وسط ظلام الألم 

في مقابل السواد الطاغي، تضاء الشموع في أركان الكنيسة كرمز للنور الخارج من الألم، والرجاء المتولد من الصليب ، لا تستخدم الإضاءة الكاملة، بل تكتفي الكنائس غالبًا بضوء الشموع، ما يمنح صلوات “البصخة” طابعًا خاصًا من الخشوع والسكينة.

يقول أحد الخدام: “الزينة مش رفاهية، دي وسيلة للتعبير عن اللي مش بنعرف نقوله.. وكل تفصيلة مقصودة، علشان تعيشنا في أجواء الأسبوع العظيم ده”.

من الزينة الخارجية لزينة القلب

لا يقتصر دور الزينة السوداء على تغيير شكل الكنيسة فقط، بل تمهّد لرحلة داخلية يعيشها كل مُصلي، ينتقل فيها من مظاهر الحزن الظاهري إلى زينة القلب بالتوبة والصلاة.

فالكنيسة، بلونها الأسود وصمتها العميق، تدعو أبناءها للتجرد من الزينة الخارجية المعتادة، والالتفات إلى أعماقهم، حيث تبدأ الزينة الحقيقية من الداخل، استعدادًا لفرح القيامة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: آلام المسيح أسبوع الآلام

إقرأ أيضاً:

حين يعانق الحزن فجر الغياب “

بقلم : نورا المرشدي ..

لم أكن ابنة فقط… كنتُ كل شيء.
كنتُ قلبًا يمشي بجانب والدي وهو يصارع الموت،
وكنتُ الحنجرة التي تحاول طمأنته وهو يختنق بفقدان الأوكسجين،
وكنتُ اليد التي تطعمه حين لم تعد يداه قادرتين، ولا فمه يحتمل لقمة واحدة.

كان والدي يرقد في مستشفى ابن القف، يصارع تبعات كورونا التي اجتاحت جسده فجأة، وخنقته ببطء.
وكنت هناك… لا كزائرة، بل كابنة تتحمل مسؤولية أكبر من سنها،
كمن تحوّلت فجأة من فتاة تفتش عن نفسها، إلى امرأة تحمل عائلتها على كتفها في أصعب لحظة.

مشهد والدي وهو يطلب مني أن أطعمه ولم يستطع البلع، محفور في قلبي…
عيناه تتوسلان، وجسده يرتجف، وأنا أبتسم رغماً عن دموعي،
أحاول أن أطمئنه: “راح تطلع ، كلها أيام وتتحسن.”
وأنا أعرف أن الوقت يسرقنا، وأن النهاية ربما أقرب مما أتصور.

لم أسمح لنفسي أن أنهار.
كنت أحمل الأمل على لساني، والدمع في صدري.
كل دقيقة كنت أقول له: “بابا، راح ترجع للبيت، أنا وياك.”
كنت أكذب عليه… لكن صدقي كان في نيّتي، في حناني، في خوفي عليه.

كان المرض يسحبه كل يوم بعيداً…
يفقد نفسه، ويفقد صوته، ويفقد قدرته على الحياة،
وأنا كنت أحاول ألحقه، أمسّك طرف روحه، أرجّع له شوية أمل، حتى وهو على حافة الموت.

لم أفكر بنفسي، ولا بتعبي، ولا حتى بخوفي…
كل تفكيري كان أن أبي لا يرحل وهو يشعر بالوحدة، أو بالعجز، أو بالخذلان.

لكن الرحيل كان أقوى.
غادرني بصمت، لكنه ترك في قلبي آلاف الصرخات.

من بعده، بقيت مسؤول

نورا المرشدي

مقالات مشابهة

  • حين يكون الصمت حديث الروح
  • المفروح به هو المحزون عليه
  • قداسة البابا بالتلفزيون الروماني: الكنيسة القبطية قلب مفتوح للجميع
  • جالينو وكيسيه يشاركان في تدريبات الأهلي
  • فيات X500 الشكل الجديد كسر زيرو بهذا السعر
  • حين يعانق الحزن فجر الغياب “
  • أستاذ بجامعة مصراتة: إصلاحات الدبيبة تبدو أقرب إلى التوبة عند خروج الروح
  • تعرف على موعد عرض فيلم بنات الباشا بطولة زينة
  • وزير الأوقاف يبحث مع وفد مجلس الكنائس العالمي سبل تعزيز السلم الأهلي ‏والحوار الديني
  • كيف نفهم الحزن عند موت أحد الأحباء