مع تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، وزيادة الخسائر البشرية في صفوف الاحتلال، فقد أصدر الأخير ما قال إنها خارطة انتشار المقاومة الفلسطينية بناء على معلومات الجيش والشاباك، وتشير البيانات أن 15 مقاوماً نفذوا هجمات فدائية منذ شهر مارس جاءوا من شمال الضفة الغربية، 12 من نابلس، و3 آخرين من جنين، وهو ضعف العدد في أي مكان آخر، باستثناء القدس المحتلة.



وزعم مراسلا صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عيناف حالاوي وأليشع بن كيمون أن "هذه الأرقام لا تقاس فقط من حيث المكان الذي يأتي منه المقاومون، بل لأي مدى يتفاعل الفلسطينيون مع الهجمات، وينضمون لدائرتها، بما يكشفه عدد الفلسطينيين الذين يخرجون لمواجهة قوات جيش الاحتلال، بما فيها الخليل، المدينة الحمساوية بوضوح، حيث تحاول حماس والجهاد الإسلامي إشعال الضفة الغربية".

وأضاف مراسلا الصحيفة العبرية، عبر تقرير ترجمته "عربي21"، أن "أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين جرّ إلى دائرة المقاومة، من خلال تنفيذ هجمات في مناطق أخرى، وهذا أسهل في الواقع في مخيمات اللاجئين، التي تغذي بعضها، وكأن هدف التنظيمات الوصول لأكبر قدر ممكن من التصعيد وصولا لأيام الانتفاضة".

وأضافا بالقول إن "مدينة الخليل التي تقع في موقع استراتيجي محاط بالمستوطنات شهدت تنفيذ 7 عمليات فدائية منذ بداية العام، وهي آخذة بالسخونة، والتحول لمعقل مركزي لحماس التي تدرك الإمكانات، وتقوم ببناء بنية تحتية داعمة قوية بعد أن فقدت السلطة الفلسطينية كثيرا من قوتها بالسيطرة على المدينة ومخيماتها وبلداتها".

وأوضحا أن "الخلايا الطلابية ترتبط بحماس، مما يعني نجاحها بالاستيلاء على وعي الجيل الشاب، وتعددت هجماتها بين إطلاق النار والدهس والطعن، مع خروج آخرين من المدينة بالتصرف بمفردهم دون انتماء تنظيمي، وبالتالي كان صعبا إيقافهم في الوقت المناسب".


وأكدا في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن "نابلس ومخيميها عسكر وبلاطة والبلدة القديمة، شهدت منذ بداية العام الجاري، خروج 12 مقاوما نفذوا عمليات طعن وإطلاق نار، مستخدمين محور حوارة المركزي لتنفيذها، وتعتبر ملجأ للعمليات الفدائية، عقب تأسيس خلايا "عرين الأسود" التي حظيت بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، فيما تعمل كافة التنظيمات المسلحة ضد الاحتلال، من كتائب شهداء الأقصى وحماس والجهاد الإسلامي، التي سعت جميعها لبناء بنية تحتية قوية في المدينة، مع أنه لا يوجد فيها ملاجئ، فيما بدأت السلطة الفلسطينية مؤخرا باستعادة حكمها، وبدأت باعتقال المسلحين داخل مخيم بلاطة للاجئين".

وأضافا أن "مدينة أريحا هي المنطقة الأكثر هدوءً بالضفة الغربية، وتعتبر مقصداً سياحياً، وبعيداً عن أي نشاط مقاوم، لكن مجموعة مسلحة تشكلت في 2022، معظمهم من مخيم عقبة جبر، نفذت عدة عمليات إطلاق نار في غور الأردن، وباتت عائلات أفراد هذه المجموعة ذات قيمة إضافية في المخيم، فيما تسيطر الأجهزة الأمنية الفلسطينية نسبياً على المنطقة بأكملها، حيث توجد مؤسسات مهمة لها، بما فيها المخابرات".

وأكدا أن "مدينة بيت لحم منذ أحداث الانتفاضة الثانية، ظلت وقراها المجاورة على هامش الكفاح المسلح، باستثناء مخيمي الدهيشة وعايدة، حيث تعجز الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن السيطرة، مع أن أهمية المدينة التاريخية والعالمية تتطلب استمرار السلطة في حكمها، وحضور يومي لعدد كبير من رجال الشرطة، بما لا يسمح بتطور النشاط المسلح فيها، ومع أن مخيم الدهيشة يعاني الإهمال والبطالة وضعف المستوى المعيشي كباقي مخيمات اللاجئين، لكن السلطة ترى أن من الأهمية القصوى بقاء المدينة هادئة، وخالية من المقاومة".

إلى ذلك، أبرزا أن "مدينة جنين يصفها الفلسطينيون بـ"قلعة المقاومة"، أصبحت في السنوات الأخيرة ملجأ للمقاومة، خاصة من مخيمها، وتنشط كافة التنظيمات فيها كتائب شهداء الأقصى، والجهاد الإسلامي، وحماس، تحت مظلة واحدة تسمى "كتيبة جنين"، تحظى بتعاطف كبير بين الفلسطينيين، وبعد زيارة أبو مازن لها، عادت الأجهزة الأمنية الفاشلة لحكم المدينة ومخيمها، وسط انتقادات علنية لاذعة من الفلسطينيين، الذين يؤيدون المقاومة المسلحة المنظمة ضد الاحتلال".


وأوضحا أن "مدينة رام الله شهدت خروج سبعة مقاومين منها، رغم أنها المقر الرسمي للسلطة الفلسطينية، وفيها تواجد كبير جدا لقوات الأمن والمؤسسات الحكومية، لكن العديد من سكان قراها عادة ما ينفذون الهجمات، أما الفلسطينيون في القدس التي تضمّ مخيم شعفاط وأحياء محيطة وفيها تجمعات سكانية كبيرة وكثيفة للغاية، وينمو فيها جيل شاب يدعم المقاومة المسلحة، فيما يصعب على التنظيمات إنشاء خلايا فيها، كباقي المناطق الفلسطينية الأخرى، بسبب استخبارات الاحتلال داخل هذه الأحياء".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة نابلس جنين القدس المحتلة حماس حماس نابلس جنين القدس المحتلة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

الرئاسة الفلسطينية: مخططات الاحتلال الاستيطانية ضمن الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني

قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة اليوم السبت إن مصادقة ما يسمى المجلس الوزاري للاحتلال الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) على شرعنة خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية والدفع بمخططات لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة تأتي في إطار الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.

وأضاف أبو ردينة في بيان صحفي نشرته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) أن جميع قرارات الاحتلال الإسرائيلي مرفوضة ومدانة ولن تعطي الشرعية للاستيطان الذي أكد المجتمع الدولي أنه غير شرعي وتجب إزالته من جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية.

وأوضح أن “مساعي حكومة الاحتلال المتطرفة لمنع تجسيد إقامة دولة فلسطينية ستفشل وإن دولة الاحتلال تتحدى إرادة المجتمع الدولي جراء الدعم الأمريكي الأعمى عبر تقديم السلاح والمال والغطاء السياسي الذي يجعل الاحتلال مستمرا في جرائم الإبادة الجماعية ضد شعبنا”.

وحمل أبو ردينة الإدارة الأمريكية مسؤولية هذه القرارات التي أشعلت المنطقة وتدفع بالأمور نحو الانفجار الشامل وطالبها بالتحرك الفوري لإجبار الاحتلال على إيقاف حرب الإبادة التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وإيقاف جرائمه واستعماره.

وأكد أن قرارات حكومة الاحتلال الإسرائيلية المتطرفة لن تنجح في فرض أمر واقع جديد على الأرض مشددا على أنه لن يكون هناك أمن أو استقرار من دون قيام دولة فلسطينية خالية من الاستعمار والمستعمرين.

وطالب أبو ردينة مجلس الأمن الدولي بتطبيق قراره رقم 2334 المعتمد في 23 ديسمبر 2016 الذي يطالب الاحتلال الإسرائيلي بإيقاف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وعدم شرعية إنشاء المستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967.

وكان ما يسمى (الكابينت) صادق أمس الجمعة على شرعنة خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية وتوسيع البناء في المستوطنات وفرض قيود على حركة شخصيات في السلطة الفلسطينية ومنعهم من السفر وطرد شخصيات رفيعة.

وشملت القرارات ملاحقة عمليات البناء في المناطق المصنفة (ب) في الضفة الغربية التي تقع تحت المسؤولية الادارية للسلطة الفلسطينية.

المصدر وكالات الوسومالاحتلال الإسرائيلي فلسطين

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يعتقل 20 فلسطينيا خلال يومين في الضفة الغربية
  • خبير عسكري: المقاومة الفلسطينية تستعيد قدراتها وتنفذ عمليات احترافية ضد الاحتلال
  • إدانات عربية للقرارات الإسرائيلية في الضفة الغربية ووصفها بـ "انقلاب كامل"
  • تسريبات سموتريتش.. مخطط الاحتلال لضم الضفة الغربية يحدث بالفعل
  • الرئاسة الفلسطينية: (شرعنة) البؤر الاستيطانية تأتي في إطار حرب الإبادة الشاملة التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين
  • الأمين العام لمجلس التعاون يدين قرار إسرائيل توسيع عمليات الاستيطان في الضفة الغربية
  • الرئاسة الفلسطينية: مخططات الاحتلال الاستيطانية ضمن الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني
  • محللون: التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية أخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني منذ 1948
  • إعلام العدو: المقاومة الفلسطينية ستنجح في إطلاق الصواريخ من الضفة
  • الضفة الغربية.. اقتحامات الأقصى وتصاعد المقاومة