تشهد أسعار النفط العالمية، حالة من الارتباك والتي أدت إلى انخفاض لافت في سعر التداول لم يعهده سوق النفط منذ عام 2021.

وهبط سعر النفط العالمي لنسب تراوحت ما بين 2 لـ 4% في حجم التراجع السعري، منذ أن دخلت تطبيقات ترامب لتعريفاته الجمركية المتبادلة الجديدة بينه وبين أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة قيد التنفيذ، كما جاءت قراراته الأخيرة بتعميم رفع سعر الرسوم الجمركية على 200 دولة وجزيرة وإقليم بمثابة صفعة دولية، أدت إلى اضطرابات في الأسواق العالمية، لم يكن عنها السوق الأمريكي بمنأى ولا مأمن.

وفي ظل الاضطراب السعري في أسواق النفط عالميا، يعاني سوق النفط والغاز الأمريكي من تراجع في عدد الحفارات النشطة، حيث انخفض إجمالي عدد الحفارات بمقدار 7 حفارات، ليصل إلى 583 حفارة، بانخفاض قدره 34 حفارة مقارنة بنفس الفترة من عام 2024.

ووفقا لآخر البيانات الحديثة الصادرة من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يواجه إنتاج النفط الخام الأسبوعي في الولايات المتحدة تراجعا، حيث انخفض من 13.580 مليون برميل يوميا، وهو أقل بمقدار 173 الف برميل يوميا عن أعلى مستوى تاريخي تم ملاحظته من بداية شهر ديسمبر 2024.

ويعتبر التصاعد اليومي لقرارات ترامب بشأن رفع سعر التعريفات الجمركية على أغلب دول العالم سببا رئيسيا في ما تواجهه أسواق العالم النفطية من تراجع غير مسبوق في سعر النفط، لم يحدث من وقت تأثر دول العالم من تبعيات وباء كورونا في عام 2020 على الأسواق، لاسيما السوق النفطي.

ومما يجدر الإشارة إليه أن جميع المؤشرات السوقية تشير إلى مواصلة تراجع سعر النفط العالمي في ظل خطة «أوبك+» لزيادة إنتاج النفط من بداية شهر مايو القادم بمعدلات مرتفعة ستفوق التوقعات بحسب بيانات منظمة أوبك العالمية لإنتاج النفط.

وبالنسبة لأسعار النفط العالمية وسيناريوهات الفترة القادمة بعد انخفاض السعر لـ 4% خلال أسبوع، توقعت مؤسسة الخدمات المالية والاستثمارية الأمريكية «غولدمان ساكس» تراجعا يصل أدنى 40 دولار للبرميل الواحد من سعر برميل خام برنت في خضم استمرار ترامب لتطبيق قرارات متطرفة بشأن التبادل التجاري بين أمريكا ودول العالم، وعلى رأسهم الأسواق الأسيوية التي تستورد منهم الولايات المتحددة مجموعة متنوعة من البضائع الاستهلاكية، وفي نفس الوقت، هم أكثر الأسواق المتضررة تجاريا من تعريفات ترامب التي تخطت الـ 84% في بعض دول السوق الأسيوي مثل الصين «أكبر شريك تجاري لأمريكا»

وكانت قد توقعت مؤسسة غولدمان ساكس الأمريكية نوبتين خلال أسبوع، أن تشهد أسعار النفط عالميا انخفاضا، كما سيتباطأ الناتج المحلي الإجمالي العالمي والتراجع الكامل عن تخفيضات تحالف أوبك بلس، وهو ما سيسهم في توازن إمدادات الدول الغير أعضاء في دول التحالف النفطي.

كما سينخفض خام برنت إلى ما دون 40 دولارا للبرميل في نهاية عام 2026، توقعت المؤسسة.

ومن المتوقع أن يبلغ سعر خام برنت 58 دولارا للبرميل في شهر ديسمبر 2025، و40 دولار في الشهر نفسه من العام القادم، بحسب تقارير مجموعة غولدمان ساكس الأمريكية.

اقرأ أيضاًوسط مخاوف من الركود العالمي.. سعر النفط عالميا يصعد بنسبة 1%

بعد قرارات ترامب الجمركية.. توقعات بمكاسب فى أسواق الذهب

اقتصادي يتوقع خفض سعر الفائدة ربع نقطة نقطة أساس في اجتماع البنك الفيدرالي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أسعار البترول أسعار النفط العالمية تحالف أوبك التعريفة الجمركية الاقتصاد اليوم الاقتصاد الآن سعر النفط العالمي سعر النفط عالميا سعر التعريفة الجمركية خطة أوبك دول تحالف النفط انخفاض أسعار البترول النفط العالمی سعر النفط

إقرأ أيضاً:

كارني يطمح لقيادة الجبهة العالمية لمواجهة سياسات ترامب

حقق مارك كارني، رئيس الوزراء الكندي الجديد، نصرًا كبيرًا لحزب الليبرالي الحاكم في الانتخابات التي جرت أمس الاثنين، واضعًا نفسه على الساحة العالمية كصوت قوي يدافع عن التعددية في مواجهة السياسات الحمائية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وبحسب خبراء سياسيين، يتمتع كارني، أول من قاد مصرفين مركزيين في دول مجموعة السبع (بنك كندا وبنك إنجلترا)، بخبرة واسعة تمنحه مصداقية دولية فورية.

وقد حظيت تصريحاته الحادة تجاه ترامب خلال حملته الانتخابية بمتابعة واسعة في أنحاء العالم، ما عزز مكانته كزعيم واعد على المسرح الدولي.

وقال كارني خلال خطاب في أوتاوا في الثالث من أبريل: "كندا مستعدة لتولي دور قيادي في بناء تحالف من الدول المتشابهة في القيم والرؤية".

وأضاف: "نؤمن بالتعاون الدولي والتجارة الحرة وتبادل الأفكار، وإذا تخلت الولايات المتحدة عن هذا الدور القيادي، فإن كندا مستعدة لملئه".

انتخابات حاسمة وسط تصاعد التوترات

هزم كارني حزب المحافظين بزعامة بيير بواليفر، الذي أثار شعاره "كندا أولاً" وأسلوبه اللاذع مقارنات مع ترامب، وهو ما يعتقد مراقبون أنه ساهم في خسارته.

وعلى الرغم من أن المحافظين تصدروا استطلاعات الرأي لشهور، إلا أن فرض ترامب لرسوم جمركية على السلع الكندية وتهديده بضم كندا أدى إلى انعكاس المزاج الشعبي ضد السياسات الأميركية، فتراجع الإقبال على المنتجات والرحلات الأميركية بين الكنديين.

مع ذلك، ورغم فوز الحزب الليبرالي، لم يتمكن كارني من تأمين أغلبية مريحة في مجلس العموم، ما سيدفعه إلى البحث عن تحالفات مع أحزاب أصغر لضمان استقرار الحكومة.

مراقبة دولية ودروس انتخابية

يتابع العالم عن كثب صعود كارني، خاصة مع قرب الانتخابات العامة في أستراليا في مايو، حيث لاحظ خبراء استراتيجيون أستراليون أن قلق الناخبين من سياسات ترامب أدى إلى تعزيز فرص حزب العمال المنتمي لليسار الوسطي، على غرار ما حدث في كندا.

وفي هذا السياق، قال كولن روبرتسون، الدبلوماسي الكندي السابق، إن مارك كارني "يُعد من أكثر رؤساء الوزراء الكنديين جاهزية منذ ستينيات القرن الماضي، بفضل خبرته المصرفية الدولية وشبكة اتصالاته الواسعة".

وأضاف أن كارني سيركز على توسيع التجارة مع أوروبا وأستراليا والديمقراطيات الآسيوية، لتخفيف أثر الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد الكندي.

أولويات المرحلة: الاقتصاد والدفاع

من المتوقع أن تكون أولويات كارني المباشرة هي تعزيز الاقتصاد المحلي، عبر الاستثمار في مشاريع البنية التحتية وتقليل الاعتماد على السوق الأميركية، التي تشتري نحو 90 بالمئة من صادرات كندا النفطية.

ويقول رولاند باريس، المستشار السابق لجاستن ترودو وأستاذ الشؤون الدولية بجامعة أوتاوا، إن كارني "سيحتاج إلى بناء تحالف دولي بحذر، دون استعداء ترامب مباشرة"، مضيفًا أن "هدوء كارني وخبرته المالية قد يساعدانه على التعامل مع الرئيس الأميركي بطريقة أكثر نجاحًا مما فعل ترودو سابقًا".

ويتوقع الخبراء أن يحاول كارني تعزيز التعاون مع ترامب خلال قمة قادة مجموعة السبع المقبلة في ألبرتا، وربما يعقد اجتماعًا ثلاثيًا مع الرئيس الأميركي ورئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، لمناقشة مستقبل العلاقات التجارية في أميركا الشمالية.

كذلك، تعهد كارني بتسريع الإنفاق العسكري لكندا، وخفض الاعتماد على الولايات المتحدة في التسلح، عبر العمل مع صندوق الدفاع الأوروبي البالغ قيمته 800 مليار يورو.

حدود الطموح الدولي

رغم طموحات كارني، إلا أن بعض المحللين، مثل كريس هيرنانديز روي من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، يرون أن قدرته على قيادة العالم الغربي تبقى محدودة.

وأشار هيرنانديز إلى أن "تراجع النفوذ العالمي لكندا ونقص التمويل العسكري وتباطؤ الاقتصاد قد يحد من دور كارني مقارنة بزعماء مثل أنجيلا ميركل أو إيمانويل ماكرون".

مع ذلك، يظل فوز كارني وإدارته المقبلة عاملًا محوريًا في إعادة تشكيل مواقف الديمقراطيات الغربية، خصوصًا مع تولي كندا رئاسة مجموعة السبع هذا العام، في وقت تتزايد فيه التحديات الاقتصادية والتجارية العالمية.

مقالات مشابهة

  • وسط مخاوف بشأن الطلب العالمي.. النفط يتراجع والذهب يخسر بريقه
  • هبوط أسعار النفط وسط مؤشرات على زيادة المعروض وانكماش الاقتصاد الأمريكي
  • أسعار الحديد اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 في الأسواق العالمية والمحلية
  • رسوم ترامب الجمركية تصعب استيراد قطع غيار السيارات الأمريكية
  • أسعار النفط تتجه لتسجيل أكبر انخفاض شهري في ثلاث سنوات
  • انخفاض أسعار خامي البصرة وسط تراجع النفط بالأسواق العالمية
  • باحث: ترامب ارتكب أخطاء اقتصادية مكلفة.. والرسوم الجمركية تزعزع الأسواق
  • ترامب: العالم يتهافت على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إبرام اتفاقات اقتصادية
  • الحرب العالمية الثالثة «ترامبية»!!
  • كارني يطمح لقيادة الجبهة العالمية لمواجهة سياسات ترامب