عربي21:
2025-05-02@13:26:10 GMT

صفقة أم حرب؟

تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT

التصريحات التي أعلنها الطرفان؛ الإيراني والأميركي بعد اللقاء في العاصمة العمانية مسقط، جاءت مخالفة للتوقعات والمواقف المسجلة من الجانبين قبل اللقاء. لهجة التهديد والتصعيد المتبادلة تراجعت بشكل ملحوظ وحلت مكانها عبارات دبلوماسية متفائلة بإمكانية إبرام صفقة تاريخية مع إيران تطوي ملف البرنامج النووي والدور الإقليمي المقلق لطهران.



في الأيام التي سبقت لقاء المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بالوزير الإيراني عباس عراقجي، ساد الاعتقاد أنه لقاء يتيم ومن بعده التصعيد. واستذكر محللون وساسة ذلك الاجتماع الشهير بين وزير الخارجية طارق عزيز ونظيره الأميركي جيمس بيكر قبل نحو 35 عاما والذي مثل الفرصة الأخيرة لنظام صدام قبل أن تسحق الحشود الأميركية في الخليج قواته التي غزت الكويت.

في الحالة الإيرانية لا يبدو الأمر كذلك، فالرجلان وإن لم يتواصلا بشكل مباشر إلا بضع دقائق، اتفقا قبل المغادرة على موعد جديد السبت المقبل. لقاء ثان يغوص في التفاصيل حول ما طرح من عناوين ومواقف للبلدين في الاجتماع الأول.

لاحظ الجميع التبدل الجوهري في اللهجة الأميركية، لكن ثمة انقسام حول مغزى هذا التبدل. فريق من الساسة والخبراء يرى أن إدارة ترامب في سعيها للتواصل الدبلوماسي مع إيران تريد تبرير العمل العسكري لاحقا، على فرض أن طهران لن تقبل بالتنازلات المطلوبة من جانب واشنطن وتل أبيب.

الفريق الثاني يعتقد أن ترامب، وبأسلوبه المعهود في المفاوضات، رفع من سقف مطالبه لطهران لضمان الوصول لصفقة حول النووي مقابل رفع العقوبات تمنح الولايات المتحدة وشركاتها فرصة عظيمة للاستثمار في سوق كبير بحجم السوق الإيراني وفي بلد نفطي غني يعاني من العقوبات لسنوات طويلة، ويحتاج لإنفاق مليارات الدولارات للتعافي. وبمنطق الرئيس ترامب المحكوم بالمقاربة الاستثمارية، فإن أميركا هي الأحق بهذه المليارات.

لكن على الجانبين هناك قوى لا ترغب باتفاق أميركي إيراني يطوي ملف الصراع المديد بين جمهورية المرشد والشيطان الأكبر على ما يقول حماة الثورة الخمينية. إسرائيل وأنصارها الذين فوجئوا في المسار التفاوضي، يرفضون بشدة الصفقة قبل توجيه ضربة عسكرية قاتلة لمشروع إيران النووي. كان لافتا أن مختلف الدول في المنطقة أصدرت تصريحات رسمية بعد لقاء مسقط، باستثناء إسرائيل التي التزمت الصمت، في إشارة واضحة إلى موقفها الرافض لخيار التفاوض مع إيران.

هذا التيار نافذ في واشنطن ويحيط بالرئيس ترامب من كل الاتجاهات، ويملك القدرة على تعطيل المسار الدبلوماسي، خاصة إذا لم تبد طهران مرونة كافية في المفاوضات حول البرنامج الصاروخي، والدور الإقليمي.

في الداخل الإيراني، يصعب على تيار ديني وسياسي مسنود بالحرس الثوري والمتشددين في المرجعيات العليا للقرار أن يوافقوا على انكفاء إيران داخل حدودها والتنازل عن نفوذها الإقليمي الذي تعرض لضربات موجعة في لبنان وسورية والساحة الفلسطينية، ويواجه اختبارا عسيرا في الساحتين العراقية واليمنية.

هذا التيار ما يزال في حالة إنكار، ويسعى بكل قوة إلى إعادة بناء قوته في محتلف الساحات، والمحافظة على قدر من النفوذ للتوسع من جديد مستقبلا.

أقطاب هذا التيار لم يعلقوا بشكل واضح على جولة مسقط الأولى بانتظار ما ستسفر عنه الجولة الثانية. ربما حكومة نتنياهو تتبع النهج نفسه وتراهن على انهيار المفاوضات عندما يبدأ الحديث في التفاصيل، حيث يمكن لإسرائيل أن تزرع شياطينها لتفجير المفاوضات.
(الغد الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الإيراني ترامب إيران امريكا ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

خبير إسرائيلي: اتفاق نووي أميركي إيراني يتشكل ونتنياهو ينتظر

حذر البروفيسور إيتان جلبوع -وهو أحد أبرز الخبراء الإسرائيليين في الشؤون الأميركية- من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه اليوم مأزقا إستراتيجيا فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني بعدما تقلص مجال تأثيره على المفاوضات النووية الأميركية الإيرانية رغم ما يعتبره إنجازات إسرائيلية في تقويض النفوذ الإيراني بالمنطقة.

وكتب جلبوع -وهو باحث أول في مركز بيغن- السادات للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار إيلان- في مقال بصحيفة معاريف أن نتنياهو لا يملك اليوم سوى الانتظار بصمت لنتائج المفاوضات بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإيران بعدما أصبح خارج دائرة التأثير على هذا المسار رغم اعتراضه الصريح عليه.

نفوذ مفقود

وأشار الباحث الإسرائيلي إلى أن المفاوضات التي أجراها ستيف ويتكوف مبعوث ترامب مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أظهرت جدية متبادلة بين الطرفين، إذ قال ترامب آنذاك "نحن في وضع جيد جدا، ستكون هناك صفقة قريبا، أريد إنهاء هذا الملف من دون الحاجة إلى قصف إيران".

بدوره، عبّر عراقجي عن رضاه عن سرعة وتيرة التقدم، مؤكدا وجود إرادة متبادلة للتوصل إلى تفاهمات.

ووفقا لجلبوع، فإن هذه التصريحات تثير قلقا شديدا في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقد رفض نتنياهو تماما أي مفاوضات مع إيران، سواء تلك التي قادها الرئيس الديمقراطي باراك أوباما في السابق أو تلك التي باشر بها ترامب، ويعتقد أن طهران تستغل التفاوض فقط لكسب الوقت، وأن أي اتفاق يبرم سيبقي تحت يدها بنية تحتية نووية يمكن إعادة تشغيلها في أي وقت.

إعلان

ويرى نتنياهو -حسب المقال- أن السبيل الوحيد لوقف البرنامج النووي الإيراني هو عبر ضربة عسكرية مكثفة تدمر معظم المنشآت النووية، وبما أن إسرائيل لا تملك القدرة العسكرية الكافية لإحداث ضرر طويل المدى بمفردها فقد راهن على تدخل عسكري أميركي مباشر أو على الأقل بالتنسيق مع إسرائيل.

ويضيف الباحث والخبير الإسرائيلي أن نتنياهو أساء التقدير عندما ظن أن تهديدات ترامب باستخدام القوة -والتي ترافقت مع حشود عسكرية كبيرة في المنطقة- كانت جدية وتهدف فعلا إلى شن حرب على إيران، لكن الواقع أثبت لاحقا أن ترامب كان يهدف فقط إلى استخدام هذه التهديدات ورقة ضغط لدفع طهران إلى التفاوض.

ومع بدء المحادثات الفعلية حاول نتنياهو التأثير على مجرياتها، فأرسل رئيس الموساد ديفيد برنيع والوزير روني ديرمر إلى باريس للقاء ويتكوف لإقناعه بطرح مطلب "تفكيك كامل للبنية النووية الإيرانية"، وهو مطلب يدرك الجميع أنه سيُفشل المفاوضات، لكن الإدارة الأميركية تجاهلت هذه المواقف.

ويقول جلبوع إن نتنياهو بات عاجزا عن التأثير على مسار المفاوضات رغم أن نتائجها قد تكون حاسمة بالنسبة لأمن إسرائيل.

والمفارقة -حسب قوله- أن إيران اليوم أضعف من ذي قبل بعد أن فقدت الكثير من أذرعها العسكرية وقواعدها في سوريا ولبنان واليمن نتيجة الهجمات الإسرائيلية، لكن تلك "الفرصة الإستراتيجية" لا يمكن لنتنياهو استثمارها، لأنه لا يستطيع فرض أي شروط على المفاوضات.

ثمن الولاء لترامب

ويرى الباحث أن سبب العجز الحالي لنتنياهو هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ربط نفسه سياسيا وشخصيا بترامب، واعتبره "أعظم أصدقاء إسرائيل" الذين مرّوا في البيت الأبيض، ولذلك لا يمكنه اليوم مهاجمة ترامب أو انتقاده علنا حتى عندما يتفاوض مع إيران ويقترب من توقيع اتفاق نووي.

وفي السابق، تمكن نتنياهو من الضغط على أوباما وبايدن عبر التحالف مع الجمهوريين في الكونغرس، أما اليوم فقد خسر الدعم الديمقراطي بسبب مواقفه الحادة، كما أن الجمهوريين باتوا تحت سيطرة ترامب، مما يعني أنه لا يوجد أي جناح سياسي في واشنطن يمكن لنتنياهو التحالف معه للضغط على الإدارة الأميركية.

إعلان

ويرى جلبوع أن ترامب رغم وصفه اتفاق أوباما النووي بأنه "الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة" سيسوّق أي اتفاق جديد مع إيران مهما كانت بنوده على أنه "الأفضل في التاريخ".

ويضيف أن الاتفاق المرتقب قد يشبه إلى حد كبير اتفاق أوباما، مما سيعني السماح لإيران بالحفاظ على بعض قدراتها النووية مقابل قيود مؤقتة وآلية رقابة دولية.

وفي ضوء كل هذه التطورات يلتزم نتنياهو الصمت ويتجنب المواجهة العلنية خوفا من تدمير علاقته مع ترامب، ولأنه لم يعد يملك أوراق ضغط داخل النظام السياسي الأميركي.

ويخلص الباحث الإسرائيلي إلى أن نتنياهو يقف اليوم في زاوية حرجة يشاهد فيها تطورات مصيرية دون أن يكون له دور فيها رغم أن عواقبها قد تكون بالغة الخطورة على إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • ترامب يهدد بعقوبات قاسية على مشتري النفط الإيراني
  • ترامب : أي جهة تشتري النفط الإيراني لن يُسمح لها بالتعامل تجاريا معنا
  • ترامب يهدد مُشتري النفط الإيراني: ستحرمون
  • ترامب: جميع مشتريات النفط الإيراني يجب أن تتوقف
  • إيران تكشف سبب تأجيل جولة المفاوضات الجديدة مع واشنطن
  • رويترز: واشنطن لم تؤكد مشاركتها بجولة مفاوضات رابعة مع إيران
  • المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية
  • خبير إسرائيلي: اتفاق نووي أميركي إيراني يتشكل ونتنياهو ينتظر
  • تفاصيل لقاء اللواء سلطان العرادة مع سفيرة مملكة هولندا وأهم الملفات التي تم عرضها
  • إيران اليوم ليست كما كانت