شبكة انباء العراق:
2024-11-24@06:57:36 GMT

عصر المزربخانة

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

بقلم: فراس الغضبان الحمداني ..

لا أعرف من أين جاءت كلمة خانة ولعل المتفقهين باللغات الشرقية وخاصة الفارسية والتركية يعرفون معنى ( الخانة ) التي تأتي دائماً في نهاية الكلمات مثل الخستخانة والجايخانة والبولسخانة والحيدرخانة وعلى هذا المنوال سوف نكرس موضوعنا اليوم على المزربخانة وإليكم تفاصيل الحكاية ..

!

ذات مرة أخبرني أحد الصحفيين المخضرمين عند إنطلاق قطار المربد من بغداد إلى البصرة وبعد منتصف الليل وحين حركت النفوس وطابت الأرواح في الجلوس إندهش الحضور من تصريحات فنان قدير هو بدري حسون فريد الذي قال وهو في ذروة النقاش عن سمات العصور الحضارية وتفسيراتها الفلسفية فيما يخص عصر المزربخانة حيث قال الرجل تفسيراً خاصاً للحضارة يختلف عن تفسيرات المؤرخ ( توينبي ) وعن رؤية ( وول دوارنت ) مؤلف قصة الحضارة وتتركز رؤيتي _ والحديث مازال للفنان بدري حسون _ بأنني أفسر الحضارة من خلال ملاحظة (المزربخانة ) وعندها ضحك الجميع لهذا الطرح العجيب والغريب .

وأنا اليوم وبعد مشاهداتي المؤلمة لما حل ويحل في العراق من تخلف وضياع إستذكرت ما قاله الفنان فريد حول المزربخانة ، ويقصد بها المكان المخصص لقضاء حاجة الإنسان والآليات المتبعة ، فالبدوي والريفي يذهبان لقضاء حاجتهم في مكان مفتوح ولهذا يسمونها بلهجتهم أروح ( أطير حاجة ) والمظهر الآخر الذي إنتقل إليه البدوي والريفي إلى المدينة فأوجدوا فتحة يمارسون فيها قضاء الحاجة وهي اليوم المعمول فيها بعد أن إمتدت إليها أنواع الطرق الحديثة ، أما المستوى الثالث هو درجة أخرى من الرقي الحضاري هو إستخدام التواليت الغربي وما يرافقها من مستلزمات صحية وعصرية وعطرية ومناديل ورقية .

أما موقع المزربخانة فترتبط بعادات وتقاليد أهمها المكان وإتجاهاته المعاكسة للقبلة وأبوابها التي لا تسمح بالرؤيا وبعضهم يدمجها مع الحمام وآخر يصر على بدويته ويخصص ( WC ) بمكان خارج البيت وهنا ( مربط الفرس ) .

تشير إحدى الإستطلاعات عن التطور الحضاري للعراق بعد 2003 إلى أنهم تراجعوا إلى الوراء وراحوا يمارسون طقوسهم البدوية والريفية ، فقد إنتشرت مؤخراً ظاهرة المزربخانة الخارجية في أغلب الأحياء في بغداد خاصة تلك التي شهدت زحفاً غير مقدس وعمليات حوسمة واسعة النطاق ، فبدلاً أن تتحول مدينة الثورة والشعلة وحي التنك والعبيدي إلى أحياء راقية مثل الجادرية والمنصور وحي الجامعة فقد حدث العكس حيث إنتقلت هذه الهجمة إلى أغلب المناطق التي كانت راقية في الرصافة مثل زيونة وشارع فلسطين وراحت تفرز القطع السكنية الكبيرة إلى قطع سكنية لا يزيد حجم البعض منها على 50 مترا وهي أصغر من مساحة بيت من بيوت التنك .

لقد تحولت هذه الأحياء المستحدثة والأزقة إلى ما يشبه أشكال بيوت الهنود الحمر أو السلف في الأرياف العراقية وهذا الفرز المخالف للقانون يعبر عن ظاهرة جديدة وفقيرة هي الهبوط بمستوى المدينة الحديثة حضارياً وثقافياً حيث سترتفع الكثافة السكانية في المتر المربع الواحد بدرجة عالية فيما يؤشر إنخفاضاً خطيراً في مستوى الخدمات والتمدن في هذه الأحياء الجديدة والتي تمثل موقع المزربخانة في مدخل هذه الدور حيث ستكون أبرز العلامات للتمدن العراقي في القرن الواحد والعشرين .

إن المزربخانة التي ستلاحظها وتورثها الأجيال التالية ستعبر بدقة عن المستوى الحضاري والثقافي التي هبطت إليه البلاد بسبب ضعف الإدارة وتسلق عناصر إنتهازية إلى أعلى المناصب ولذلك فقد إستحق عصرنا تسمية عصر المزربخانة .
Fialhmdany19572021@gmail.com

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

"صابر" يشارك في ورشة عمل بهندسة جامعة القاهرة بعنوان "مبانى الأسواق التاريخية بالقاهرة والتطوير الحضاري"

شارك الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، فى ورشة العمل التى أقامتها كلية الهندسة جامعة القاهرة، برئاسة الدكتور حسام عبد الفتاح عميد الكلية، تحت عنوان " مبانى الأسواق التاريخية بالقاهرة، والتطوير الحضارى".

كما شاركت فى الندوة الدكتورة دليلة الكردانى أستاذ الهندسة المعمارية، والدكتورة سهير زكي حواس أستاذ العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية، وعدد من أعضاء هيئة التدريس بكلية الهندسة جامعة القاهرة، والجامعة الألمانية بمصر، وممثلى عدد من الجهات البحثية الدولية.

حيث تناولت الندوة كيفية الاستفادة من تطوير الأسواق التاريخية بالقاهرة كسوق باب اللوق، مع تحقيق الاستدامة الاقتصادية للحفاظ على المبانى المطورة.

وأكد الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة على أن المحافظة تتطلع إلى الاستفادة من الدراسات الاكاديمية لتطوير القاهرة والحفاظ على إرثها التاريخى، مشيرًا إلى أنه سيتم تقديم الدعم الكامل لكافة آراء التطوير سواء الناتجة عن الدراسات البحثية للجامعات أو المقدمة من المجتمع المحلى والقطاع الخاص بهدف إحياء عمران العاصمة والحفاظ على التراث الاجتماعي والثقافي بها.

كما أشار محافظ القاهرة خلال ورشة العمل إلى أن القاهرة مدينة عريقة يتخطى عمرها 1055 عام، وشهدت خلال السنوات العشر الماضية أعمال تطوير كبيرة قامت بها أجهزة الدولة فى مجال البنية التحتية، إلى جانب تنفيذ العديد من المشروعات التى تستهدف إحياء القاهرة التاريخية وإعادة رونقها القديم.

مقالات مشابهة

  • لجنة متابعة وحدات التطوير تزور وحدة الأحياء لتقييم الخدمات الصحية المقدمة
  • إدارة التراث الحضاري بالشرقية تنظم ندوة توعوية ورحلة تثقيفية للطالبات
  • محافظ الإسكندرية تشن حملة مكبرة لرفع كفاءة منظومة النظافة بجميع الأحياء
  • إدارة التراث الحضاري بالشرقية تنظم رحلة تثقيفية لطالبات مدرسة الزهراء الثانوية بههيا
  • حظر إقامة حدائق الحيوان في الأحياء السكنية
  • انطلاق فعاليات تنشيط الرياضية في الأحياء السكنية بكفر الشيخ | صور
  • ينبع.. "التواصل الحضاري" يستضيف 150 طالبًا في ورشة "نحن أبناء كوكب الأرض"
  • "صابر" يشارك في ورشة عمل بهندسة جامعة القاهرة بعنوان "مبانى الأسواق التاريخية بالقاهرة والتطوير الحضاري"
  • الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلقي محاضرة عن البناء الحضاري في التراث الإسلامي
  • محافظ القليوبية يبحث مع «التنسيق الحضاري» مشروع تطوير القناطر الخيرية