بين (رفاهية) المتقاعد العراقي .. و (ضنك عيش ) المتقاعد الامريكي!
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
بقلم: فالح حسون الدراجي ..
ونحن ننتظر دورنا في عيادة طبيب العيون، في مدينة سان ديغو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، سألني (عجوز) أمريكي، كان يجلس الى جانبي، عن موطني الأصلي- وبالمناسبة، فالسؤال في امريكا عن الموطن الأصلي لأي شخص، أمر طبيعي جداً .. إذ عادة ما يأتي السؤال الاول على ألسنة الناس في الولايات المتحدة الأمريكية عن البلد الأصلي، والسبب في رأيي أن جميع الامريكيين قدموا كمهاجرين من بلدان أخرى، باستثناء الهنود الحمر، الذين هم وحدهم من سكان أمريكا الأصليين – لذلك لم اجد غضاضة في أن أجيبه عن سؤاله.
ومن حسن الصدف، ان يكون ولدي (علي) معي يساعدني في الاجابة على الاسئلة التي يصعب عليّ الاجابة عنها..
وفي سياق الحديث، سألني هذا المواطن الأمريكي (الابيض) عن احوال المتقاعدين في العراق، وعن الامتيازات التي يوفرها لهم قانون التقاعد، لاسيما وان العراق بلد غني، يطفو على بحار من النفط والخيرات.
ضحكت وقلت في سري : يا نفط.. يا تقاعد، يابطيخ ! (ما يدري ضمد بصواب ضيدان) ..!
وآه لو علم هذا الأمريكي البطران بحال المتقاعد العراقي (المگرود)، إذ قطعاً ما كان سيسالني مثل هذا السؤال، وأيضاً لما صدق جوابي حتى لو أقسمت بكل المقدسات!.
لذا قررت في قرارة نفسي أن (ألعب) معه، وأتسلى وإياه بوقت الانتظار الطويل والممل ..
فقلت لجليسي الأمريكي:
أنت إسأل يامستر ، وأنا أجيبك عن كل سؤال..
فقال: OK
اولاً.. كم يتقاضى المتقاعد العراقي شهرياً كمعدل عام ؟
قلت : قبل أن اجيبك عن راتب المتقاعد العراقي، اسألك إن كنت متقاعداً أم لا ..؟
فقال : انا متقاعد، قضيت ثلاثا وثلاثين سنة في عملي مهندساً زراعياً ..
قلت له: وكم تتقاضى راتباً تقاعدياً في الشهر ؟
قال: اتقاضى أكثر من ثلاثة آلاف دولار شهرياً ..
قلت له: أظن أن راتبك التقاعدي قليل قياساً براتب أي متقاعد عراقي.. !
ثم اكملت وقلت: إن الراتب التقاعدي لأي عامل بسيط اكثر من راتبك بكثير ..!
فنظر، وقال بثقة واضحة: وأنا توقعت ذلك ..؟!
ثم خلع نظارته، ومسح عينيه بورقة (كلينكس) تناولها من العلبة، وقال:
وما هو مستوى الخدمات الطبية والصحية التي يوفرها قانون التقاعد العراقي، للمتقاعدين؟!
قلت له: اخبرني اولاً عن نصيب المتقاعد الامريكي من الرعاية الطبية والصحية المقدمة له؟
قال: يتمتع المتقاعد الامريكي بما يوفره له برنامج Medicare للمتقاعدين الأمريكيين..
ومن بين الخدمات المجانية التي يقدمها هذا البرنامج الصحي، هي :
١- الزيارات والفحوص الطبية ..
٢- المخابر والتصوير والتحصين ..
٣- خدمات الصحة العقلية ..
٤- الرعاية العاجلة وخدمات الطوارئ ..
٥- الدواء الموصوف ..
٦- اجراء العمليات الكبرى والصغرى ..
٧- وكذلك الفحوصات الدورية المستمرة للنظر والقولون والبروستاتا والكبد والسكر وغيرها، وللنساء تجرى فحوصات الثدي والرحم والسرطان وغيرها..
كما أن نظام التقاعد في امريكا لا يتضمن الحصول على الرواتب الشهرية أو بدل العجز، او الخدمات الصحية التي ذكرتها فقط، إنما يتضمن أيضاً الحصول على امتيازات Medicare عند وصول المواطن الامريكي أو حتى المقيم، إلى سن 65، حيث يتمتع أيضاً بكل خدمات البرنامج الصحي حتى لو لم يتقاعد بعد ..!
ويكمل العجوز الامريكي، حديثه لي، قائلاً: اما الآن، فارجو ان تخبرني عن خدمات النظام الصحي للمتقاعدين العراقيين ؟
ضحكت، وقلت له: إن المتقاعد العراقي ينال من الامتيازات والخدمات أضعافاً مضاعفة مما يناله قرينه الأمريكي.. ! قلت له ذلك ولم أر على وجهه أياً من علامات الدهشة او الاستغراب، فاضطررت الى أن أزيد في مبالغتي (حبتين) كما يقول الأخوة المصريون، فقلت له: إن المتقاعد العراقي (مدلل) طبياً وصحياً، فهو يحصل على أنواع الأدوية مجاناً، بدءاً من حبة الأسبرين، مروراً بعلاج ضغط الدم، والسكر والقلب وغيرها من الأمراض المزمنة، وانتهاءً بحبة الفياجرا ..
فصاح الأمريكي: واو … واو
فياجرا مجاناً ؟! إن نظام (الميديكير)، لا يمنحنا الفياجرا أو (السياليس) كمنشط جنسي، إنما يمنح كعلاج لتضخم البروستاتا.
ثم التفت لي وقال: وبعد، ماذا يحصل متقاعدكم من الخدمات الطبية؟
قلت: لدينا في العراق مستشفيات طوارئ، أي :
Emergency
وفي هذه المستشفيات تجد من الخدمة والرعاية والتطبب الفوري، والعلاج و(الهدوء) الذي لن تجده في مستشفيات امريكا، ومصحات العالم المتقدم بل ولن تجده حتى في المنتجعات السياحية.. إذ يظن المريض الراقد في مستشفى (الكندي) مثلاً، نفسه، وكأنه في الجنة وليس في مستشفى ..! وأجزم ان الطبيب والفيلسوف ( الكندي) لو علم بالخدمات والرعاية التي يقدمها المستشفى الذي سمي باسمه في بغداد، لرقص فرحاً وفخراً بهذه التسمية وبهذا المستوى الطبي الراقي..
أما عن الأدوية لدينا، فإن المتقاعد يحصل في ظل وجود الصيدليات (الأرضية) الباهرة في العراق، على أفضل الأدوية العالمية، دون الحاجة حتى الى وصفة طبية.. فمثلاً الدكتورة أم عليوي، والصيدلانية أم أموري، والبروفسور المضمد أبو مازن – طبعاً ليس المقصود ” الزعيم” احمد الجبوري أبو مازن- يقدمون الدواء والشفاء بدون روشتة أو ما نطلق عليها (الراشيتة)!
قاطعني العجوز الامريكي وقال: وماذا عن السكن، هل يحصل المتقاعد العراقي في ظل قانون التقاعد على شقة او سكن مريح بعد تعب السنين ؟!
قلت له: شقة؟ ماذا تقول يا رجل، إن الدولة العراقية تخيّر المتقاعد منذ اليوم الاول لتقاعده بين أن يرغب بمنحه شقة (ديلوكس) فخمة، تتوفر على غرفتي نوم واسعتين، وحمام داخلي لكل غرفة، فضلا عن مساحات مريحة مخصصة للمعيشة وتناول الطعام، وحمام إضافي للاغتسال، ومطبخ مجهز بالكامل ليستمتع المتقاعد بأرقى الخدمات.. في حين تضمن له المفروشات الحديثة والسرير المزدوج الكبير، الاستمتاع بأقصى درجات الراحة والاسترخاء تستكملها أحدث التقنيات ومجموعة من الخدمات التي تشمل على تكييف الهواء، وتلفاز بشاشة مسطحة مجهز بقنوات الكابل، وخدمة الواي فاي المجانية، وخزينة، وثلاجة صغيرة، وخدمة الغرف ومرافق غسيل الملابس، مما يجعلها واحدة من أفضل خيارات السكن للمتقاعد. وبين أن يحصل على بيت كبير وحديقة واسعة، إن لم يرغب في السكن بالشقة، علماً أن البيت او الشقة كلاهما (ملك طابو) للمتقاعد منذ اليوم الاول لتقاعده ..! توقفت قليلاً ثم قلت له: ها، ماذا تقول الآن عن نظامنا التقاعدي؟
قال: إنه نظام عظيم .. فنحن في امريكا، نحصل على شقة للمتقاعد عبر نظام خاص، يسمى (السكشن 8 ) وفيه جملة من الصعوبات والشروط.
قلت: هذا يعني أنكم عكسنا في العراق، لأن نظامنا السكني سهل وبسيط وغير معقد، خصوصاً نظام (السكشن حواسم والعشوائيات) في أحياء بغداد (المترفة) جداً، كمناطق الحسينية وحي طارق والشيشان والرشاد وغيرها.. إذ يتوفر للساكن في هذه المناطق كل ما يحلم بها الإنسان المعاصر و (المعصور )..!
فقال لي: من ذا الذي سعى واجتهد وناضل في دولتكم العراقية حتى تمكن من إنجاز وتحقيق هذه النسخة المتقدمة على كل نسخ قوانين التقاعد في بلدان العالم؟
قلت له: الفضل يعود لنوابنا الكرام، وفي جميع الدورات النيابية التي جرت بعد سقوط صدام ونظامه، فالنواب حفروا في الصخر حتى تمكنوا من نحت هذا القانون الفريد في امتيازاته.. تصور أن النواب العراقيين رفضوا استلام أي راتب تقاعدي ما لم يتحقق هذا القانون اولاً !.. ولا ننسى مواقف الحكومات العراقية التي جاءت بعد سقوط الصنم، فقد أبى جميع رؤساء الحكومات العراقية وكل وزراء المالية والخارجية والعدل والعمل، رؤية المتقاعد العراقي في مستوى معيشي وصحي يقل إن لم يكن أفضل من مستوى المتقاعد السويدي أو بات جميع متقاعدي العالم المتقدم يحسدوننا عليه ..
لكن الأمريكي عاد ليسألني قائلاً: ماذا يفعل المتقاعد العراقي في اول تقاعده، هل يستمتع، هل يسافر، هل يعوض السنين التي قضاها في العمل ؟
قلت له: ارجو ان أسمع منك اولاً !!
وقبل ان يجيبني الرجل، اطلق ولدي (علي) ضحكة مخنوقة، وهو يهمس في أذني قائلاً: بابا شنو جاي تبيع له سيارة، وتگله اسمع منك أولاً ؟!
قلت له بصوت واطئ: أسكت يمعود لا يروح يشك الرجال ويبطل ..!
قاطعني الامريكي قائلاً: المتقاعد الأمريكي، يتفرغ للسفر والمتعة وزيارة الاماكن التي لم يزرها هو وزوجته، فيذهبون مثلاً في (گروبات) سياحية دينية الى مواقع مختلفة، مثل: القدس العربية في فلسطين، والفاتيكان في إيطاليا، ومعبد مهابودهي بالهند ومعبد سنسوجي في اليابان، أو الى مسجد اَيا صوفيا في تركيا وضريح إيسه الكبير في اليابان …
وكذلك معبد هارمندير – أي (المعبد الذهبي) في الهند …والحدائق البهائية في مدينة حيفا.. أو الى الاهرامات في مصر.. بينما يزور بعض المتقاعدين افراد اسرهم الموزعين في بلدان العالم
في حين ينشغل البعض برعاية حديقته، او ينخرط باعمال تطوعية انسانية..
ثم التفت لي وقال: وماذا يفعل المتقاعد العراقي حين يغادر الوظيفة ؟
قلت: سيشتري حال تقاعده قبراً في وادي السلام (الفتحة الثامنة) !
رفع الامريكي رأسه وقال:
أحقاً ذلك؟!
قلت له: حقاً ونص .. لأن (الفتحة الثامنة راح تقبط) والأخ لا يريد ان يدفن في قبر بعيد عن قبر أبيه !
قال: ألا يذهبون في گروبات سياحية؟
قلت: بلى يذهبون !
قال الى ايطاليا ام سويسرا ام اليونان؟
قلت: كلا، هم يستأجرون (كيا) وأقوى شي عدهم الذهاب الى شريفة بنت الحسن عليها السلام.. او الى (علي الشرجي ).. وأبوك الله يرحمه .. أما الحجية المتقاعدة، فهي تستعد للموت ولوازمه منذ اليوم الاول لتقاعدها، مثل تهيئة (فلوس الدفنة) واقامة (الثوابات) مقدماً، ثم تبدأ بتوزيع محابسها وثيابها على بناتها كي يتذكرن أمهن بعد موتها !!
وهنا نادت الموظفة على اسمي، وحين نهضت لأودع الرجل، ابتسم ابني للرجل الامريكي العجوز، وقال له: إن والدي يمزح معك، فراتب المتقاعد العراقي ثلاث ورقات ونصف فقط.. يعني 350 دولارا، وبالعراقي يصيرن 500 الف دينار، والله ينطي وجيه عباس من كان نائب حيث قاتل وناضل حتى رفع راتب المتقاعد العراقي من 400 الف دينار الى 500 الف دينار.. كما أود أن أخبرك أن حال المتقاعد العراقي أسوأ من حال المتقاعد في الصومال والهند والدول الفقيرة، وموضوع الشقة والبيت والحديقة والواي فاي، مزاح ليس أكثر.. إن التقاعد في العراق يعني للمتقاعد العراقي دنو الاجل وقرب الرحيل.. !!فوقف الامريكي على قدميه، وقال: لا أصدق ذلك .. أهذا حال المتقاعد في بلدان النفط؟
ثم مسكني الرجل من يدي بلطف وهو يقول:
هل ممكن أعرف معنى (التيسي فيسي) ؟!
قلت له: التيسي فيسي نظام عراقي سريالي يشبه الى حد كبير نظام (الشكو ماكو)، وكلاهما اختراع عراقي محض ..
نظر الامريكي بدهشة في وجه ابني، وقال له:
كل شي ما افتهمت !
فقال له ابني : ليش آني افتهمت حتى انت تفتهم ؟!
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی العراق
إقرأ أيضاً:
محمود المشهداني رئيسًا للبرلمان العراقي بعد تصويت تاريخي أنهى عامًا من الانقسام
بعد عام من الانقسام السياسي، انتخب البرلمان العراقي النائب السني محمود المشهداني رئيسًا جديدًا للبرلمان، وذلك بدعم كبير من الكتل السياسية الشيعية المؤثرة. حصل المشهداني على 182 صوتًا من أصل 269 نائبًا حضروا جلسة الخميس في بغداد، في حين يبلغ عدد مقاعد البرلمان 329.
اعلانوتأتي هذه الخطوة بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا في نوفمبر 2023 بإقالة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي دون توضيح الأسباب، مما أفسح المجال لصراع طويل حول منصب رئيس البرلمان، الذي يعتبر أحد أبرز مناصب الدولة في إطار النظام الطائفي لتقاسم السلطة في العراق، حيث يتولى السنة منصب رئيس البرلمان، والشيعة رئاسة الوزراء، والأكراد رئاسة الجمهورية.
رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي يترأس جلسة للبرلمان في بغدادAPRelatedالبرلمان العراقي يوافق على حكومة رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السودانيالبرلمان العراقي يعقد جلسة حاسمة لانتخاب رئيس للجمهورية وسط أزمة سياسيةاستقالة 3 وزراء من الحكومة العراقية بعد قرار المحكمة العليا إقالة رئيس البرلمان محمد الحلبوسيالبرلمان العراقي ينتخب النائب السني محمد الحلبوسي رئيسا لهمن هو عن المشهداني؟عاد المشهداني إلى رئاسة البرلمان العراقي بعد غياب دام نحو 16 عامًا، مدعومًا بتوافق نادر بين زعيمين مؤثرين، هما نوري المالكي ومحمد الحلبوسي. ولد المشهداني، الذي يُعرف بخلفيته الإسلامية، في بغداد عام 1948، حيث نشأ وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي قبل التحاقه بكلية الطب في عام 1966. تخرج برتبة ملازم أول طبيب عام 1972، ليبدأ مسيرته كطبيب في الجيش العراقي.
تعتبر عودة المشهداني إلى البرلمان هذه المرة مختلفة عن عودته السابقة عام 2021، حيث ترأس حينها جلسة البرلمان بصفته أكبر الأعضاء سنًا، قبل أن يُنتخب الحلبوسي لولاية ثانية.
ومع أن المشهداني تعرض حينذاك إلى اعتداء خلال جلسة برلمانية أُخرج على إثره إلى المستشفى، إلا أن عودته الحالية تأتي بدعم سياسي قوي من المالكي الذي يُمسك بعدد من خيوط اللعبة السياسية في العراق.
يُذكر أن المشهداني كان أول رئيس للبرلمان العراقي بعد عام 2003، وقد شغل هذا المنصب بين عامي 2006 و2008، وكان أيضًا رئيسًا للاتحاد البرلماني العربي. ويُعد اليوم آخر من يمثل "جيل الآباء المؤسسين" للنظام السياسي ما بعد 2003، وهو جيلٌ شهد خروج أسماء بارزة من المشهد، مثل طارق الهاشمي وخلف العليان وصالح المطلك.
رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، إلى اليسار، والرئيس جلال طالباني، في الوسط، يستمعان إلى رئيس وزراء البلاد نوري المالكي في بغداد، العراق، 22 تموز/يوليو 2006.NAMIR NOOR-ELDEEN/APفي الوقت نفسه، برّر الحلبوسي دعمه للمشهداني، الذي يعُدّه زعيم الأغلبية السنية في العراق، كنوع من التعويض عن فترة الاستبعاد التي تعرض لها سابقًا، والتي يصفها الحلبوسي بأنها كانت نتيجة "مؤامرة من الحزب الإسلامي".
في مسيرته السياسية، عُرف المشهداني بمواقفه الجريئة والانتقادات الحادة للقيادات الشيعية، خصوصًا خلال فترة توليه رئاسة البرلمان في ذروة العنف الطائفي في البلاد. وقد اضطر إلى التنحي عن منصبه عام 2008، فيما اعتبره مراقبون أقرب إلى الإقالة في ظل تصاعد التوترات الطائفية.
وعلى الرغم من تقلباته السياسية وتغير مواقفه، إلا أن دخول المالكي على خط دعمه في الانتخابات الحالية ساهم في توفير بيئة توافقية لانتخابه، حيث رأى فيه بعض الأطراف السنية شخصية تجمع ولا تملك طموحات سياسية قد تهدد توافق القوى السياسية التقليدية.
رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، وسط، يتحدث خلال جلسة خاصة للبرلمان في بغداد، الجمعة، 13 أبريل/نيسان 2007CEERWAN AZIZ/APوتتسم الساحة السياسية العراقية بالتشرذم والانقسامات، وسيتعين على المشهداني مواجهة تحديات عديدة، من بينها معالجة الفساد المتفشي والانقسامات الداخلية التي قد تعيق استقراره في منصبه. كما يواجه تحديًا كبيرًا في التعاطي مع مشاريع قوانين مثيرة للجدل، أبرزها تعديل مقترح على قانون الأحوال الشخصية يثير قلقًا واسعًا لاعتباره ممهداً لإضفاء الشرعية على زواج الأطفال.
يأتي انتخاب المشهداني في وقت حساس، حيث يسعى العراق للحفاظ على توازن دقيق في علاقاته مع إيران والولايات المتحدة في ظل النزاعات الإقليمية. وقد زادت التوترات مع مواصلة جماعات مسلحة متحالفة مع إيران شن هجمات على قواعد عسكرية تضم قوات أمريكية في العراق وسوريا، كردٍّ على دعم واشنطن لإسرائيل.
من الجدير بالذكر أن عودة المشهداني إلى البرلمان قد تكون مؤشرًا على تغييرات قادمة في الساحة السياسية، فيما يراهن بعض المراقبين على أن هذه الخطوة قد تشجع أنصار المالكي على التفكير في عودته هو الآخر إلى منصب رئيس الحكومة في الانتخابات المقبلة المقررة في 2025.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كاميرا يورونيوز تتجول في أروقة البرلمان العراقي ومراقبون يروون توقعاتهم عن مصير البلاد متظاهرون يقتحمون البرلمان العراقي داخل المنطقة المحصنة وسط أزمة سياسية التحالفان الكبيران في البرلمان العراقي يطالبان رئيس الوزراء بالاستقالة والاعتذار محمد الحلبوسي انتخابات برلمانية واشنطن إيران العراق أزمة اقتصادية اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. مجازر وحصار مطبق على شمال غزة وغارات عنيفة جنوبي لبنان والضاحية ببيروت ولاءات نتنياهو تعطل أي تسوية يعرض الآن Next ترامب أول مرشح رئاسي في انتخابات 2024 يزور مدينة غالبيتها من العرب ويعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط يعرض الآن Next طائرات مسيرة أوكرانية تستهدف منشآت روسية وسط استمرار الاشتباكات في دونيتسك يعرض الآن Next واشنطن: حوالي 8000 جندي كوري شمالي يستعدون للمشاركة في الحرب ضد أوكرانيا قريباً يعرض الآن Next ارتفاع عدد ضحايا فيضانات إسبانيا إلى 158 قتيلاً في واحدة من أسوأ كوارث العواصف بأوروبا اعلانالاكثر قراءة عاملات منزليات تركن لقدرهن وأوصدت عليهن الأبواب.. كيف فجرت الحرب في لبنان أبشع أنواع العنصرية؟ السفينة الإسرائيلية "كاثرين".. غضب على وسائل التواصل عقب رسوها في ميناء الإسكندرية وزير الخارجية الروسي: المعاهدة "الشاملة" مع إيران ستشمل الدفاع السّل يزيح كوفيد-19 ويصبح المرض المعدي الأكثر قتلاً للإنسان دور توسيع شبكة السكك الحديدية بالجزائر في تشكيل مستقبلها بالمشاركة مع anepاعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024إسرائيلدونالد ترامبقطاع غزةحزب اللهروسياالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كامالا هاريسلبنانعلم النفسحركة حماسالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024