التقت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج زاريه سينانيان، المفوض السامي الأرميني لشئون المغتربين، وذلك في إطار المبادرة الرئاسية "إحياء الجذور".

في مستهل اللقاء، أعربت السفيرة سها جندي عن سعادتها بهذا اللقاء، وأكدت على أن العلاقات المصرية الأرمينية علاقات قوية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، حيث إن الأرمن كانوا ومازالوا جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري في الماضي وحتى الآن، مضيفة: "أكن كل التقدير والمحبة للجالية الأرمينية بشكل خاص،فقد تلقيت تعليمي بمصر منذ مرحلة رياض الأطفال إلى المرحلة الثانوية بمدرسة راهبات الأرمن الكاثوليك في حي مصر الجديدة بالقاهرة، وقد كان ومازال لي عدة أصدقاء أرمن في فترة الدراسة وارتبطت بذكريات جميلة معهم".

في هذا السياق، تحدثت وزيرة الهجرة عن المبادرة الرئاسية "إحياء الجذور المصريين الأرمن" التي تعمل عليها الوزارة برعاية السيد رئيس الجمهورية والذي أطلق النسخة الأولى منها أواخر عام 2017، بهدف إقامة جسور التواصل مع الجاليات التي كانت تعيش في مصر بالماضي مثل الجاليات اليونانية والقبرصية والأرمينية، مضيفة أنه لابد في هذا الإطار من تعزيز الاستفادة من العلاقات المتميزة بين الشعبين المصري والأرميني، ضمن هذه المبادرة الرئاسية.

كما لفتت الوزيرة إلى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي كأول رئيس مصري يزور أرمينيا منذ 30 عاما، في خطوة إيجابية تستهدف تعزيز علاقات التعاون للخروج بنتائج مثمرة منها لصياغة مستقبل أفضل للبلدين، وذلك من خلال شراكات في قطاعات الاقتصاد والثقافة والسياحة والصناعة والتجارة وغيرها من القطاعات.

في سياق متصل، أعرب زاريه سينانيان عن عمق شكره وتقديره لوزيرة الهجرة لحرصها على عقد هذا اللقاء الثنائي، فهو يعشق أرض مصر، وأضاف بأنه متحمس جدا لإحياء المزيد من أوجه التعاون على سبيل المثال، الاستثمار في مصر خاصة بعد ما لمسه من تطور في عدة قطاعات كالتكنولوجيا، والسياحة، وتصدير العقار.

وفي ذات الشأن، قدمت وزيرة الهجرة دعوة للمفوض الأرميني لزيارة مصر، لتفقد جهود التنمية والفرص الاستثمارية، خاصة مجال السياحة والصناعات المحلية المصرية بمختلف المجالات، وأضافت أيضا أن الجالية الأرمينية المقيمة في مصر لها تاريخ حافل في مصر في مجال الصناعة والتجارة والطب والفن، كما أنهم يتبوؤون مراكز هامة حول العالم، وتتنوع الجالية الأرمينية في مصر ما بين أطباء ومهندسين ورواد ورجال أعمال ومستثمرين، وما زالوا يساهمون حتى الآن بشكلٍ مهم في توطيد العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن زيارتها للولايات المتحدة قد تضمنت لقاء بالأرمن المستثمرين من رجال الاعمال والمستثمرين (من ذوي الأصول المصرية)، وشهدت بنفسها كم الحب والتقدير واستعدادهم دخول الأسواق المصرية والأرمينية والتعاون في مشاريع تجمع البلدين.

في ذات السياق، تناول اللقاء الاتفاق على أن تشهد الفترة المقبلة نقطة انطلاق حقيقية لتعزيز العلاقات «المصرية- الأرمينية» في مختلف المجالات، ووضع آليات عمل في أبرز الملفات ذات الاهتمام المشترك وبما يعود بالنفع على كلا البلدين، مستعرضا تجربة أرمينيا في تدوين وأرشفة قاعدة بيانات المغتربين للتعرف عليهم وعلى تخصصاتهم.

وفي هذا الشأن، عرض المفوض الأرميني ضم مصر للاتفاق الثلاثي الموقع بين أرمينيا واليونان وقبرص بآلية مؤسسية موحدة لإدارة ملف المغتربين بين الدول الثلاث، وأيضا استعداد الجانب الأرميني لمشاركة مصر آلية تعامل حكومته مع المغتربين الأرمن، حيث يبلغ عدد الأرمن حول العالم نحو 10 ملايين نسمة، يعيش أكثر من 8 ملايين منهم خارج أراضي أرمينيا ويشكل هؤلاء المغتربون القوة الدافعة الرئيسية لدعم الاقتصاد الأرميني من خلال التحويلات بالعملة الصعبة، واستخدام النقد الأجنبي فترات الأجازات، وغيرها من برامج تساعد علي التقارب بين المغترب ووطنه الام.

وأوضح المفوض أن اهتمامه البالغ بملف المغتربين ينبع من كونه كان مغتربا في الولايات المتحدة الأمريكية، مما أكسبه خبرة كبيرة في معرفة أبرز التحديات التي تواجه المغتربين، وتقوم الدولة بتقديم العديد من البرامج والمحفزات المصممة خصيصا لتحقيق متطلباتهم، وحرصا على استمرار تواصلهم مع وطنهم الأم، وتتميز الجالية الأرمينية بتعلقها ببلادها مهما اختلف محل الإقامة وتبدلت الظروف.

وأضاف سينانيان أنه يتم عقد قمة سنوية في هذا الشأن بين أرمينيا وقبرص واليونان لبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بأمور جاليات الدول الثلاث، حيث دعا سيادته السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة للمشاركة في النسخة القادمة من هذا الاجتماع ليتحول إلى تعاون رباعي بين مصر وأرمينيا واليونان وقبرص.

ومن أهم البرامج أيضا التي عملت عليها الحكومة الأرمينية، هي توفير فرص عمل بدوام موسمي للأرمن المغتربين في المؤسسات الحكومية الأرمينية، خلال إجازاتهم لأرمينيا، من خلال برامج عمل وتدريب في الحكومة في مختلف الوزارت للتعرف على الفكر وآليات العمل والبحث عن سبل للتطوير، كما تساهم في تعزيز روح الانتماء لديهم لوطنهم، مشيرا إلى استعداده مشاركة مصر لتلك التجربة.

واستعرضت السفيرة سها جندي جهود وزارة الهجرة لرعاية والتواصل مع المغتربين من المصريين بالخارج، وحرص الوزارة على التواصل فعليا وافتراضيا معهم ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة على أن المصريين بالخارج هم ثروة بشرية وأمن قومي لمصر، مشيرة إلى المشروع الذي تعمل عليه وزارة الهجرة في ظل عصر الرقمنة لربطهم بالوطن، بالتنسيق مع وزارة الاتصالات لإطلاق تطبيق إلكتروني للمصريين في الخارج يضم كافة الخدمات والمحفزات والرد على كافة الإستفسارات بشكل مباشر وبآلية منظمة.

كما استعرضت جهود الربط لشباب الباحثين والطلبة بالخارج، كونهم نواة المستقبل، والأطباء والمستثمرين وغيرهم، بالإضافة إلى مختلف أشكال ملفات وزارة الهجرة والتي تتضمن تنظيم الهجرة الرسمية والتدريب لرفع كفاءة العمالة المصرية وإيفادها للخارج للعمل ومكافحة الهجرة غير الشرعية وربط الأجيال المتعاقبة من المصريين بالوطن واحتفاظهم بالغة العربية، والجهود الجارية لإطلاق المزيد من المراكز المتخصصة، بالتعاون مع الشركاء الدوليين لتوفير فرص عمل آمنة للمصريين في دولهم.

وفي نهاية اللقاء، تم الاتفاق على التحضير لمشروع توثيق مرئي لتاريخ الجاليات من أصول مشتركة من خلال الفيديو والاستماع للعائلات التي عاشت في البلدين لتعريف الأجيال الجديدة بقوة العلاقة، مؤكدا على اعتزامه زيارة مصر قريبًا للاجتماع بالجاليات والتعريف بفرص الاستثمار المشترك والالتقاء بالغرف التجارية في القاهرة والإسكندرية، وبحث المزيد من أشكال التعاون وفرص الاستثمار المشترك.

هذا وقد شارك أيضا بحضور الاجتماع كلا من إميليا برغوني رئيس إدارة المغتربين بمكتب زاريه سينانيان المفوض السامي الأرميني، وسارة مأمون معاون وزيرة الهجرة لشئون المشروعات والمؤتمرات، والسادة أعضاء السفارة من البلدين.

IMG-20230825-WA0020 IMG-20230825-WA0017 IMG-20230825-WA0022 IMG-20230825-WA0018

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المصريين بالخارج مبادرة احياء الجذور السفیرة سها جندی وزیرة الهجرة من خلال IMG 20230825 فی مصر فی هذا

إقرأ أيضاً:

وزيرة التضامن تستعرض جهود الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان خلال عام 2024

 

تلقت الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي،تقريرا عن مجهودات الخط الساخن للصندوق "16023" على مدار عام 2024، حيث تم تقديم الخدمات العلاجية خلال الفترة من يناير حتى ديسمبر 2024 لعدد 164 ألف و465  مريض " جديد ومتابعة  وتنوعت الخدمات ما بين مكالمات للمتابعة والمشورة والعلاج والتأهيل والدمج المجتمعي، وأن الخدمات العلاجية تقدم للمرضى مجانًا ووفقا للمعايير الدولية، وبلغت نسبة الذكور من هذه الخدمات 96 % بينما بلغت نسبة الإناث 4%، حيث تردد المرضى على المراكز العلاجية التابعة للصندوق والشريكة مع الخط الساخن رقم "16023" وعددها 33 مركز بـ 19 محافظة حتى الآن.


وجاءت محافظة القاهرة في المرتبة الأولى طبقا لأكثر المكالمات الواردة للخط الساخن حيث بلغت نسبتها 30%، يليها محافظة الجيزة بنسبة 17%، ويرجع ذلك إلى الكثافة السكانية للمحافظتين ووجود العديد من المراكز العلاجية التابعة والشريكة مع الصندوق بهما وفيما يتعلق بمصدر معرفة الخط الساخن لعلاج الإدمان "16023" جاء الإنترنت في الصدارة ويأتي ذلك انعكاسا للمجهودات التوعوية الإلكترونية للصندوق عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك والتي تضم 2 مليون مشترك تقريبا وكذلك أنشطته عبر الوسائط الإلكترونية المختلفة وجاء التليفزيون ثم المواقع الإخبارية كأحد أهم مصادر المعرفة بخدمات الخط الساخن.

 

تقديم الخدمات العلاجية لـ 164 ألف مريض إدمان "جديد ومتابعة " مجانا وفى سرية تامة
من جانبه أوضح الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أنه وفقا لتحليل بيانات المستفيدين من الخدمات العلاجية خلال عام 2024، تبين أن أكثر المواد المخدرة انتشارًا "الحشيش والهيروين والمخدرات التخليقية، الاستروكس والفودو والبودر والشابو، والتعاطي المتعدد، "تعاطي أكثر من مادة مخدرة " لافتًا إلى أن مصادر الاتصالات كانت المريض نفسه بنسبة 28% يليه الأشقاء (أخ-أخت) بنسبة 27% ثم الأم بنسبة 13%،مما يدل على تزايد الثقة في خدمات الخط الساخن من قبل المرضى وأسرهم.


وأضاف "عمرو عثمان" أن العوامل الدافعة للتعاطي وفقا لنتائج الخط الساخن جاءت في المقدمة حب الاستطلاع بنسبة 54٪ ؜تليها أصدقاء السوء بنسبة ٣٣٪؜ وفيما يتعلق بالعوامل الدافعة للعلاج وفقا لنتائج الخط الساخن جاءت في المقدمة عدم القدرة المادية بنسبة 37٪ ؜تليها المشاكل الصحية الجسدية والنفسية بنسبة 26٪؜ثم المشاكل فى العمل والخوف من الفصل وتطبيق القانون عليه بنسبة 7 ٪ لافتًا إلى استمرار الخط الساخن لعلاج الإدمان "16023" أيضًا في تلقي الاتصالات من أي موظف يتعاطى المواد المخدرة، حيث يتم توفير الخدمات العلاجية مجانًا وفى سرية تامة ما دام أنه تقدم طواعية للعلاج، دون أي مساءلة قانونية قبل نزول حملات الكشف إلى مكان عمله وخضوعه لتحليل الكشف التعاطي، ومن دون ذلك يتم اتخاذ الإجراءات القانوني

1000254166 1000254169 1000254172 1000254175 1000254178 1000254181 1000254184

مقالات مشابهة

  • مليشيا الحوثي تطلق سراح متورطين باغتيال أحد مشائخ إب.. والقبائل تلتقي لإتخاذ موقف
  • احتفلوا بموسم الأعياد في فندق البندر روتانا حيث تلتقي البهجة والأناقة بسحر الأعياد
  • وزيرة التضامن تستعرض جهود الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان خلال عام 2024
  • دمياط تُطلق الورشة الختامية لبناء القدرات بمشاركة مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين
  • عاجل- «بقرار جديد».. البنك المركزي المصري يسهل تحويل الأموال لحظيًا من الخارج لتلبية احتياجات المغتربين
  • مصدر أمني يكشف بالدلائل زيف رسائل عن أوضاع نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل
  • وزير السياحة يؤكد أهمية وضع إطار قانوني لاستخدامات الذكاء الاصطناعي
  • منظمة الهجرة تحذر: موجة هجرة غير مسبوقة إلى اليمن
  • المفوض العام للأونروا: وقف عمل الوكالة في فلسطين يعني الكارثة
  • عدن: اللجنة الوطنية للتحقيق تلتقي الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن