يمانيون../
فاقمتِ الضرباتُ الصاروخيةُ والجويةُ التي نفَّذتها القواتُ المسلحةُ اليمنية على عُمْقِ الكيان الصهيوني، أمس الأحد، حالةَ اليأس والإحباط لدى العدوّ فيما يتعلقُ بالتعامل مع جبهة اليمن، حَيثُ برهنت تلك الضرباتُ على تماسك القدرات العسكرية اليمنية وفشل العدوان الأمريكي في تخفيفِ وطأة التهديد الأمني والاقتصادي الذي تشكِّله عملياتُ الإسناد المتصاعدة؛ الأمر الذي أعاد إلى الواجهةِ فورًا النقاشاتِ حول معضلة استحالة ردع اليمن.

الضرباتُ الجديدة التي استهدفت قاعدة (سدوت ميخا) العسكرية في أسدود، ومطار “بن غوريون” في يافا، وهدفًا حيويًّا في عسقلان، سبَّبت حالةَ إرباكٍ واضحةً لدى جيش العدوّ الذي لم يستطع حتى تقديمَ رواية متماسكة بشأن التعامل مع الهجوم، حَيثُ أعلنَ في البداية عن رصدِ صاروخَينِ من اليمن، وتحدث عن “محاولات لاعتراضهما” ثم عاد ليقولَ إنه “ربما كان صاروخًا واحدًا وربما تم اعتراضُه” وهي تصريحاتٌ تعكسُ تخبطًا فاضحًا وفشلًا مؤكَّـدًا، خُصُوصًا وأن إعلامَ العدوّ قد أكّـد استخدامَ عدةِ صواريخَ اعتراضية من طراز (السهم) التي تصلُ تكلفةُ الواحد منها إلى 3 ملايين دولار، وكذلك من منظومة (ثاد) الأمريكية التي تصلُ تكلفةُ الصاروخ الواحد منها إلى 15 مليون دولار؛ الأمر الذي يعني أن جيش العدوّ أطلق هذه الصواريخ بشكل مرتبك وعشوائي بدون أن يستطيع التأكيد من مسار الصواريخ اليمنية أَو عددها، وفي النهاية فشل في اعتراضها.

وقد تسببت الضربات أَيْـضًا في تعطيل حركة مطار “بن غوريون” وإجبار ملايين المغتصِبين الصهاينة على الهروب إلى الملاجئ؛ نتيجة إطلاق صافرات الإنذار في أكثر من 300 منطقة في وسط الأراضي المحتلّة؛ وهو ما مَثَّلَ دليلًا إضافيًّا على فشل جيش العدوّ في التعامل مع الهجوم اليمني.

هذه الحالةُ من الذعر والارتباك أعادت وضعَ كيان العدوّ ومستوطنيه أمامَ حقيقة استحالة التخلُّص من التهديد الاستراتيجي المتزايد الذي تشكِّلُهُ جبهةُ الإسناد اليمنية لغزة، وفشل أساطيل البحرية الأمريكية وقاذفات “الشَّبْح” في تغيير هذه الحقيقة، وهو ما انعكس سريعًا في أصداء الهجوم داخلَ كيان العدوّ، حَيثُ نقل موقع (جيه إن إس) الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عن إيال زيسر، نائبِ رئيس جامعة “تل أبيب” ورئيسِ قسم تاريخ الشرق الأوسط المعاصِر في الجامعة، قوله إنه “من الواضح أن الهجماتِ الجويةَ لا تكفي لهزيمة اليمنيين أَو إسقاطهم” مُشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تحتاجُ إلى “جهدٍ تحالفي إقليمي” تشاركُ فيه السعوديّة ودولٌ أُخرى، بالإضافة إلى المرتزِقة في اليمن (وهو اقتراحٌ تواجهُه تعقيداتٌ كثيرة، لكن يتكرّرُ الحديثُ عنه دائمًا في وسائل الإعلام الأمريكية والصهيونية في معرِضِ التأكيد على استحالة نجاح جهود ردع اليمن).

ونقل الموقعُ أَيْـضًا عن كوبي ميخائيل، المسؤولِ الصهيوني السابق، والباحث البارز في معهد أبحاث الأمن القومي، ومعهد “مسغاف” للأمن القومي، قوله: إنه “الجهود الأمريكية ستتطلب وقتًا طويلًا، وتحتاجُ إلى دعمٍ اجتماعي وسياسي” داخل اليمن، وهو ترديدٌ لنفس الآمال التي تخلق انطباعًا مزيَّفًا بأنَّ هناك إمْكَانيةً للنجاح في ردع اليمن، لكنها في الحقيقة تمثِّلُ شهادةً على انسدادِ أُفُقِ كُـلّ الجهود الحالية لتحقيقِ ذلك، وتنسِفُ شعار “الحسم” الذي رفعته إدارةُ ترامب كعنوانٍ لعدوانها الجديد على اليمن.

وفي السياق نفسهِ، كتب العميد (احتياط) في جيش العدوّ الصهيوني، والباحثُ البارِزُ في المعهد الوطني للدراسات والأمن، يوفال أيالون، مقالًا نشره موقعُ “والا” العبري، اليوم الاثنين، أكّـد فيه أن “التهديدَ القادم من اليمن لا يتمثَّلُ في “منظمة إرهابية” كما يتم توصيفُه، بل في “جيشٍ حقيقي يمتلِكُ قدراتٍ عسكريةً وبنيةً تحتية واسعة ومتنوعة ولديه جذور راسخة في البلاد”.

وَأَضَـافَ أن اليمنيين “تعلَّموا كيفيةَ التعامُلِ مع محاولات الهجوم المضاد التي غالبًا ما تستندُ إلى استخدامِ أنواع مختلفة من القنابل، القادمة من الجو أَو من البحر” وذلك من خلال “توزيعِ ودمج مراكز ثقل القدرات العسكرية في جميع أنحاء البلاد”، مُشيرًا إلى أن الولاياتِ المتحدة استثمرت مواردَ كبيرةً، في محاولة الإضرار بهذه القدرات، ولكنه أضاف أن “هذه عملية تحتاجُ وقتًا طويلًا وليست عمليةً مُحكَمة”.

وبشأن مقترَحِ إشراكِ أطراف إقليمية ومحلية في الجهود الأمريكية، أوضح العميد الصهيوني أن هذه أَيْـضًا “لن تكون مهمةً سهلةً، وستحتاجُ إلى وقتٍ طويلٍ ومواردَ هائلة”.

وخَلُصَ المقالُ في النهاية إلى أن “قصةَ اليمن لا تزالُ بعيدة كُـلَّ البُعد عن الوصول إلى الفصل الأخير”.

ويلاحَظُ من خُلاصةِ هذه الأصداء أن هناك إدراكًا واضحًا داخلَ كيان العدوّ لعدة حقائقَ مهمة، أولها أن الجُهُودَ التي تبذُلُها إدارةُ ترامب لردع اليمن لن تنجحَ في إحداثِ تأثيرٍ حقيقي على قدرات وقرار وتصاعد نشاط جبهة الإسناد اليمنية، والحقيقة الثانية هي أن مشكلةَ عدم التوازن بين المواردِ الهائلة والنتائج المتواضعة وشبهِ المعدومة ستظلُّ قائمةً في أيةِ استراتيجيةِ عدوانية ضد اليمن، بما في ذلك استراتيجيةُ “التحالف الإقليمي الواسع”؛ بسَببِ عدمِ وجود إمْكَانية لتحقيق “حسم سريع”.

أَمَّا الحقيقةُ الثالثةُ التي يحاولُ الصهاينةُ غَضَّ النظرِ عنها بشكل متعمد؛ فهي أن المشكلةَ لا تقتصرُ فقط على عدمِ امتلاكِ جبهةِ العدوّ الأدوات والاستراتيجيات اللازمة لردعِ اليمن؛ لأَنَّ هناكَ خطرًا متزايدًا يتعلَّقُ بهذا العجز، وهو التطورُ المُستمرُّ للقدرات العسكرية اليمنية والذي يُثبِتُ حضورَه القوي في الميدان بشكل متواصل، وبالتالي فَــإنَّ أيةَ مقترحاتٍ لتغييرِ الاستراتيجيات لا قيمة لها؛ لأَنَّ “الوقتَ الطويلَ” الذي يتطلبه تنفيذَ هذه المقترحات يشكِّلُ بحد ذاته فجوة هائلة في أية استراتيجية؛ بسَببِ المسار التصاعدي المُستمرّ لتطور القدرات العسكرية اليمنية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: کیان العدو جیش العدو

إقرأ أيضاً:

مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: إننا نحذر كل الأطراف التي تحاول المساس بالاتفاق الذي أكد على ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومدينة السويداء على وجه الخصوص

2025-05-02SAMERسابق مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: فوجئنا اليوم بمهاجمة مجموعات عسكرية لبعض حواجزنا الأمنية المنتشرة بمحيط مدينة السويداء، ضاربين عرض الحائط بالاتفاق الموقع مع مشايخ العقل أمسالتالي مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: تؤكد وزارة الداخلية ممثلةً بالقوى الأمنية المنتشرة في محافظة السويداء أنها ستسعى لترسيخ الأمن والاستقرار وتأمين المدينة، تنفيذاً للاتفاق المبرم، وأنها لن تتهاون مع من يحاول زعزعة الاستقرار انظر ايضاً الرئيس الشرع يستقبل وليد جنبلاط

دمشق-سانا استقبل رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع ووزير الخارجية السيد أسعد حسن الشيباني في قصر …

آخر الأخبار 2025-05-02الرئيس الشرع يستقبل وليد جنبلاط 2025-05-02مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: فوجئنا اليوم بمهاجمة مجموعات عسكرية لبعض حواجزنا الأمنية المنتشرة بمحيط مدينة السويداء، ضاربين عرض الحائط بالاتفاق الموقع مع مشايخ العقل أمس 2025-05-02مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: بعد الاتفاق أمس بين مشايخ العقل في السويداء ووفد عن الحكومة السورية، والذي أكد على ضرورة تفعيل دور الأمن العام في المحافظة، بدأنا بنشر حواجز أمنية بمحيط المدينة لتأمينها وإعادة فتح أوتستراد السويداء – دمشق. 2025-05-02رابطة العالم الإسلامي تدين الغارة الإسرائيلية على محيط القصر الرئاسي بدمشق وتؤكد تضامنها مع سوريا 2025-05-02استشهاد 4 مواطنين جراء غارة للاحتلال الإسرائيلي على كناكر جنوب غرب السويداء 2025-05-02مديرية الحج والعمرة تنهي إجراءات تثبيت أوراق وتسديد تكلفة الحج داخل ‏وخارج سوريا ‏ 2025-05-02مباحثات سورية إماراتية لتعزيز التعاون المالي والمصرفي والتجاري 2025-05-02مجلس التعاون الخليجي: الغارة الإسرائيلية على محيط القصر الرئاسي بدمشق انتهاك خطير يزعزع أمن واستقرار المنطقة 2025-05-02‏”المستجيب الأول”… برنامج تدريبي لتعزيز قدرات الدفاع المدني في ‏الاستجابة للطوارئ والكوارث ‏ 2025-05-02السيد الرئيس أحمد الشرع يستقبل الدكتور كمال غريبي

صور من سورية منوعات تطبيق موبايل يوصل صوت الصم للحصول على خدمات الإسعاف 2025-04-27 صفائح لعضلة القلب من الخلايا الجذعية… خطوة نحو العلاج الأول من نوعه في العالم 2025-04-17فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • تحالف أسطول الحرية يطالب بمعاقبة كيان العدو الصهيوني
  • مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: إننا نحذر كل الأطراف التي تحاول المساس بالاتفاق الذي أكد على ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومدينة السويداء على وجه الخصوص
  • إطلاق صاروخ جديد من اليمن باتجاه كيان الاحتلال
  • بريطانيا تشارك أمريكا قصف اليمن للمرة الثانية بأسلحة نوعية.. ما الدلالات وما السلاح المستخدم؟ (تقرير)
  • الجمهورية اليمنية تُطلّق التقرير الوطني الـ10 عن آثار العدوان على اليمن
  • كيان العدو الصهيوني يعلن حالة الطوارئ ويؤكد عجزه عن إخماد حرائق ضخمة بالقدس المحتلة
  • الجمهورية اليمنية تُطلّق التقرير الوطني العاشر عن آثار العدوان على اليمن
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • بريطانيا تعلن مشاركتها أمريكا في الإغارة على أهداف للحوثيين باليمن
  • رويترز: كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن