في خضم الأرقام والإحصاءات عن الدمار الهائل في قطاع غزة، تبرز قصص إنسانية تؤكد أن وراء كل رقم حياة كاملة انطفأت، وأحلاما تحطمت، وعائلات تمزقت.

وضمن فقرة "ليسوا أرقاما" تروي أم  جهاد شتيوي كيف فقدت أغلب أفراد عائلتها في لحظة واحدة تحت ركام منزلهم المدمر.

"جاءني ابني في المنام محمد، وحكي لي: أمي أنا مع أبويا"، بهذه الكلمات المفجعة بدأت أم جهاد اشتيوي (48 عاما) حديثها، واصفة كيف كانت لحظة معرفتها باستشهاد ابنها محمد، وتضيف بصوت متهدج "ارتحت شوية، لما عرفت أنه استشهد".

وتنظر أم جهاد إلى أنقاض منزلها المدمر الذي ما زال يحتضن أجساد أحبتها، موضحة "هذا الركام يعني لي ذكريات عمري فيه، فلذات كبدي في هذا الركام، رفيق عمري في هذا الركام، حياتي كلها كانت في هذا الركام".

وتعرّف أم جهاد بنفسها بأنها زوجة الشهيد أبو جهاد اشتيوي، وأم الشهيدين محمد وجهاد، وبتاريخ السادس من ديسمبر/كانون الأول 2024  قلبت حياتها رأسا على عقب عندما قصف الاحتلال منزلها وتقول "أنا عندي ثلاثة أولاد، وبنتين، واستشهد في القصف اثنين من أولادي وزوجي وزوجة ابني سناء".

تفاصيل مروعة

وتستعيد أم جهاد تفاصيل تلك اللحظة المروعة التي لا تمحى من ذاكرتها وتقول إن المربع السكني الذي نسكن فيه تعرض إلى ضربة شديدة، ولم تشعر إلا وقد أضحى منزلها المكون من 8 طوابق مجرد ركام وأبناؤها تحته.

إعلان

وتتذكر أم جهاد كيف كان يوم انطلاق طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو نفس اليوم الذي كانت العائلة تستعد لمناسبة خطبة عروس لابنها محمد، وبدلًا من الفرح بإكمال زفاف ابنها، وجدت نفسها تفقد معظم عائلتها.

وبصوت متقطع من شدة البكاء، تعبر عن أمنيتها البسيطة التي لم تتحقق، في أن يبقى لها أحد من أسرتها، وتستمر في وصف حلمها المحطم كأم "أسمى أمنياتي كانت أن أفرح بأولادي وأشوفهم شباب وعرسان، ولكن الله اصطفاهم إلى جواره، ولم أنل تلك الفرصة".

وتحولت أمنيات أم جهاد من رؤية أبنائها يكبرون ويتزوجون إلى أمل الحصول على جثامينهم لدفنها بكرامة، وتقول "أتمنى أن يخرج أبنائي من تحت الردم حتى أتمكن من دفنهم بكرامة".

ولخصت أم جهاد مأساتها بالقول "إحنا مش مجرد أرقام"، بل نحن بشر "فقدنا فلذات أكبادنا وأزواجنا، وبالأحرى، أنا فقدت عائلتي كلها".

وفي حين تتحدث التقارير عن 50 مليون طن من الركام في غزة، وعن الحاجة لـ21 عاما لإزالتها، وعن 450 ألف وحدة سكنية مدمرة، فإن الخسائر الحقيقية لا يمكن قياسها بالأرقام، وسيظل الألم والفقد والصدمة النفسية تلازم الناجين لسنوات طويلة، وربما لبقية حياتهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات هذا الرکام

إقرأ أيضاً:

محامية تروي قصة رجل صُدم بعمر زوجته الحقيقي يوم العقد .. فيديو

الرياض

روت المحامية والموثقة مريم الغالي قصة زوج علم أن عمر زوجته أكبر من شكلها أثناء عقد النكاح .

وأوضحت الغالي خلال حديثها عبر “قناة روتانا خليجية”، أن رجلًا تعرف على امرأة وظن أن عمرها في بداية الثلاثينات، لكنه فوجئ يوم عقد النكاح، بعدما رأى هويتها الرسمية، بأن عمرها الحقيقي 42 عامًا، ورغم المفاجأة، أكمل الرجل العقد وتم الزواج، لكن، بعد فترة قصيرة، نشبت بينهما خلافات دفعت الزوجة إلى رفع قضية فسخ نكاح.

وأردفت، حضر الزوج لاحقًا إلى مكتبها، زاعمًا أنه تعرض للغش بشأن عمر زوجته وأنه يريد فسخ النكاح، إلا أن المحامية أوضحت له أن معرفته بالحقيقة قبل توقيع العقد وموافقته على الاستمرار يمنعانه قانونيًا من المطالبة بالفسخ لهذا السبب.

وفي سياق آخر، أجابت الغالي عن سؤال يتعلق بعمليات التجميل والتكميم، وهل يمكن اعتبارها سببًا مقنعًا لفسخ عقد النكاح.

وأشارت إلى أن الأشخاص الذين يجرون عمليات مثل تكميم المعدة ينقسمون عادة إلى فئتين: من يسعون لإنقاص الوزن لأسباب صحية، ومن يطمحون للكمال، مشددة على أن هذه العمليات لا تُعد مبررًا قانونيًا إلا إذا أثرت بشكل مباشر على أمور مهمة مثل القدرة على الإنجاب، وفي هذه الحالة يجب على الطرفين الإفصاح عنها قبل عقد النكاح .

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/Tep5KIH-EnYJUv2l.mp4 https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/W2HWC2KPnqO6hrtK.mp4

مقالات مشابهة

  • محامية تروي قصة رجل صُدم بعمر زوجته الحقيقي يوم العقد .. فيديو
  • في ذكرى رحيله.. محمد رشدي الصوت الذي حاربه العندليب
  • مجازر بحق عائلات بأكملها في غزة.. 6 شهداء بقصف تكية طعام
  • مجزرتان بحق عائلات بأكملها في غزة.. إحداهما خلال داخل بيت عزاء
  • محمد المكي إبراهيم الشاعر الذي يشبه النيل
  • برنامج علاجي لمحمود جهاد استعدادا لمباراة الزمالك والبنك الأهلي
  • رويترز: كيف دفنت غارة أمريكية أحلام مهاجرين أفارقة تحت الركام في اليمن؟
  • أم محمد الطلالقة.. يوميات فلسطينية في طوابير الجوع داخل غزة المحاصرة
  • 35 شهيدا في قطاع غزة خلال 24 ساعة.. ضحايا تحت الركام
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله