اليونان تعثر على 18 جثة متفحمة لمهاجرين
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
على أراض يونانية خلابة أتت عليها حرائق الغابات بالقرب من الحدود مع تركيا، رقدت مجموعة من الجثث المتفحمة بين الرماد فيما كانت ذات يوم غابة خضراء توفر للمهاجرين الغطاء المثالي للعبور إلى الاتحاد الأوروبي. ومن بين هؤلاء القتلى طفلان.
جثث متفحمةوعُثر على جثث ما يفترض أنهم مجموعة مهاجرين بالقرب من قرية أفانتاس في شمال شرق اليونان الذي اجتاحه حريق غابات شرس بسرعة مدمرة.
وكان الحريق واحداً من مئات الحرائق التي اشتعلت في شتى أنحاء البلاد وتؤججها درجات الحرارة المرتفعة والرياح العاتية.
وعُثر على مجموعة مكونة من 7 أو 8 جثث مجتمعة وبدا أن أصحابها كانوا يحتضنون بعضهم البعض للمرة الأخيرة. ودُفن آخرون تحت أنقاض ملجأ دمرته النيران.
وقال الطبيب الشرعي الذي استدعته السلطات إلى المكان بافلوس بافليديس الثلاثاء الماضي لفحص الجثث التي احترقت لدرجة يصعب معها التعرف على هوية أصحابها "أدركوا في اللحظة الأخيرة أن النهاية قادمة... كانت محاولة يائسة لحماية أنفسهم".
وبعد ما يزيد قليلاً عن شهرين من غرق مئات المهاجرين في البحر قبالة اليونان في أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا من ليبيا، توقفت مجموعة أخرى سلكت ما بدا أنه طريق أكثر أماناً ولكن ليس بسبب قارب متهالك وإنما بسبب قوة الطبيعة الضاربة.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية قبل حرائق الغابات وبعدها الدمار الذي حدث على طول طريق يقبل عليه المهاجرون من الشرق الأوسط وآسيا.
وتحولت مساحات من المناطق الخضراء إلى أرض قاحلة تشبه سطح القمر، وتحولت الأشجار إلى أعواد من الفحم. وتحول الزرع الذي كان من المفترض أن يوفر الحماية للمهاجرين خلال هربهم من الشرطة اليونانية إلى فخ مميت.
والشيء الملون الوحيد الذي عُثر عليه في المنطقة حيث وجدت الجثث كان قفازان طبيان لونهما أزرق تركهما المحققون خلفهم.
"كانوا خائفين من الشرطة"وفي الأيام الأولى للحريق، قال رئيس مجتمع أفانتاس جورج هاتزيجورجيو إنه رصد 3 مجموعات من المهاجرين في المنطقة.
وأردف قائلًا "كانت هناك امرأة مع طفل، وكانت المرأة ترتدي الحجاب، والنار كانت على بعد 100 متر".
وأضاف "توسلت إليهم باللغة الإنجليزية أن يذهبوا إلى ساحة القرية. وظلوا يرددون ‘الشرطة، الشرطة‘، كانوا خائفين من القبض عليهم... قلت لهم من الأفضل أن تذهبوا إلى الساحة ويُقبض عليكم بدلاً من أن تُحرقوا وأنتم أحياء".
ويُعتقد أن الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الغابة من الآلاف الذين يعبرون من تركيا إلى اليونان كل عام عبر نهر إيفروس الذي يرسم جزءاً كبيراً من الحدود البرية بين البلدين.
وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن من بين 18700 شخص وصلوا إلى اليونان العام الماضي، جاء ثلثهم عن طريق البر. وعبر نحو 4 آلاف شخص النهر هذا العام، وتقول الشرطة اليونانية إن عددهم زاد بشكل طفيف في أغسطس (آب).
وقال هاتزيجورجيو إنه كثيراً ما عثر على حقائب يد وظهر تحتوي على مبالغ بالليرة التركية أو عبوات أدوية مكتوب عليها باللغة التركية ملقاة في أنحاء القرية بعدما تخلص منها الناس خلال رحلتهم.
وأضاف "نرى هؤلاء الناس منذ سنوات عديدة، يومياً تقريباً... وجدت المئات من هذه الأشياء".
اتهامات بإساءة المعاملةوتتهم جماعات حقوق الإنسان والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليونان بإساءة معاملة الأشخاص الموجودين على الحدود وبإعادتهم قسرا أحيانا إلى تركيا، وهي ممارسة غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وقالت الباحثة في شؤون الهجرة بمنظمة العفو الدولية، أدريانا تيدونا في بيان بعد اكتشاف الجثث إن السلطات "ترد بشكل منهجي بعمليات إعادة قسرية غير قانونية على الحدود، وبالحرمان من الحق في طلب اللجوء وبممارسة العنف".
وتنفي اليونان هذه الاتهامات، وتقول إن سياسة الهجرة "الصارمة والعادلة" التي تنتهجها تحمي حدود الاتحاد الأوروبي.
وجمع بافليديس عينات من الحمض النووي من الجثث في المشرحة، وهي الطريقة الوحيدة التي سيتم بها التعرف على هويات أصحابها.
وقال "لا يمكنك رؤية وجوههم، ولا يمكنك رؤية أي شيء". ولم يتبق مع الجثث سوى ساعتين وخاتمين.
ولا تزال الحرائق مشتعلة في المنطقة، ويخشى هاتزيجورجيو من العثور على جثث أخرى في الغابة، مضيفاً "بالنسبة لي، هذا أمر شبه مؤكد".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني اليونان حرائق اليونان
إقرأ أيضاً:
المنظمة الأممية للهجرة تعلق على اكتشاف مقابر جماعية لمهاجرين في ليبيا
عبرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، عن قلقها العميق إزاء اكتشاف مقبرتين جماعيتين في الصحراء الليبية، تحتويان على جثث عشرات المهاجرين.
وقالت المنظمة في بيان: "نشعر بالصدمة والقلق العميق جراء اكتشاف مقبرتين جماعيتين في ليبيا تحتويان جثث عشرات المهاجرين، بعضهم يحمل آثار إصابات بطلقات نارية".
وأضاف البيان، أن اكتشاف المقبرتين جاء بعد مداهمة نفذتها قوات الشرطة التي انتهت بإنقاذ مئات المهاجرين من أيدي مهربي البشر.
وأفاد البيان أن أسباب الوفاة وهويات الضحايا ما زالت مجهولة حتى اللحظة.
وتابع، "تشيد المنظمة الدولية للهجرة بجهود السلطات الليبية في التحقيق في هذه الوفيات وتنضم إلى جهات الأمم المتحدة الشريكة في الحث على ضمان انتشال جثث المهاجرين المتوفين وتحديد هوياتهم ونقلها على نحو يحفظ كرامتهم، مع إخطار أسرهم وتقديم يد العون لهم".
ونقل عن رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، نيكوليتا جيوردانو قولها، "إن هذه الأرواح المفقودة تعد تذكيرًا مأساويًا بالمخاطر التي يواجهها المهاجرون الذين يشرعون في رحلات خطيرة".
وأكدت أن عددا كبيرا من المهاجرين يتعرضون خلال رحلاتهم للاستغلال والعنف والإساءة، مما يبرز الحاجة الملحة إلى إعطاء الأولوية لحقوق الإنسان وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.
وتنشط في مدن ومناطق جنوب شرق ليبيا عصابات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر كونها مناطق حدودية مع الدول الإفريقية التي تعد المصدر الأول للمهاجرين الهاربين من الوضع الاقتصادي والأمني المتأزم في بلداهم نحو أوروبا عبر ليبيا التي يربطها مع القارة العجوز البحر الأبيض المتوسط.
والأسبوع الماضي، أفاد مكتب النائب العام الليبي، الأحد، بأنه تم العثور على جثث 28 مهاجرا من أفريقيا جنوب الصحراء في مقبرة جماعية قرب مركز احتجاز "غير قانوني" في منطقة الكفرة بأقصى جنوب شرق ليبيا.
وأوضح بيان للنائب العام أن الجثث عثر عليها خلال عملية لقوات الأمن استهدفت مركز احتجاز تستخدمه شبكة للاتجار بالبشر، كان يضم 76 مهاجرا آخرين من أفريقيا جنوب الصحراء.
وأفاد، بتحرير 76 مهاجرا كانوا محتجزين في المركز، بينما ألقي القبض على ثلاثة مشتبه به، اثنان منهما أجنبيان لم يكشف المكتب جنسيتهما.
وقال إن التحريات تدل على وقوف "عصابة" متخصصة في الاتجار في البشر، "تعمّد أفرادها حجز مهاجرين غير شرعيين، وتعذيبهم وتعريضهم لضروب من المعاملة القاسية والمهينة واللإنسانية".
وأخضعت السلطات الليبية الجثث التي تم العثور عليها لفحص طبي؛ لمعرفة أسباب الوفاة.