د. سعيد الوهيبي **

 

التحولات المُتسارعة التي يعيشها العالم المُعاصر في مُختلف المجالات العلمية والإبداعية وما فرضته الثورة العلمية المُتواصلة وتسارع نسق تطور العلوم وتجددها، وما أفرزته التكنولوجيا والاتصال من تغيرات جذرية عميقة، وما أفضت إليه العولمة بأبعادها التربوية والاقتصادية والثقافية من تحولات أثرت جميعها على المشهد التعليمي في العالم بصفة عامة وسلطنة عُمان بصفةٍ خاصة، كشفت عن عدم ملاءمة بعض الأنظمة والبرامج التعليمية ومحدودية قدرتها على مُسايرة أنساق التطور في مجالات التعليم والتعلم.

وقد حتَّم ذلك على كلية الزهراء للبنات إعادة النظر في مدى فعالية ومُواكبة بعض البرامج التي لربما سايرت التطور في فترة زمنية مُعينة، ومع الاعتبار لما فرضته هذه المرحلة من تحديث يواكب مظاهر التقدم في مجال التصميم الرقمي يأتي توجه الكلية نحو طرح برنامج البكالوريوس في تصميم الوسائط الرقمية والذي يُعد البرنامج الأول من نوعه في سلطنة عُمان؛ بل وفي الوطن العربي الذي يختص في تصميم الوسائط الرقمية، وتأتي هذه المبادرة وراء رغبة الكلية في تطوير برامجها الدراسية تطويرًا أكاديميًا وعلى مُستوى تأهيل مُتميز.

لقد راهنت كلية الزهراء للبنات على وضع خطة تطويرية شاملة وطموحة وما تبعها من إصلاحات في منظومة التعليم بالتوازي مع تعميق سياسة التحديث في البرامج التعليمية واستثمار ربط احتياجات سوق العمل العُماني بالكوادر العُمانية المُؤهلة والمُعدة إعدادًا أكاديميًا، تأتي هذه الخطوة الأساسية لاستكمال إرساء مفهوم العمل المُؤسسي لخدمة التعليم العالي والمُجتمع، وعلى هذا النحو كان من الضروري اعتماد منهج قويم لتعديل مسار المنظومة التعليمية في قسم التصميم باستحداث تخصص التصميم في الوسائط الرقمية.

وأفضى تسارع نسق التحول الرقمي إلى البحث عن أدوات تُعين على الإصلاح والتحديث في البرامج، ذلك أن مطلب التغيير والتجديد في هذا السياق قد ترافق مع تطور التكنولوجيا الرقمية وأدواتها وتقنياتها وبرامجها التي وجهت إمكانياتها وأدواتها نحو تنمية القدرات الإبداعية للدارسين وتحفيز خيالهم لخلق فِكَر متميز وابتكارات رائدة؛ فتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم المبني على المهارات تأخذ دورًا محوريًا في المجال الرقمي، كما تُساعد عمليات ومهارات تصميم الوسائط الرقمية الدارسين على استكشاف أفكار جديدة، وتقديم حُلول إبداعية وتصميمية مُتطورة تُحلحل تلك التحديات المعقدة التي تواجههم.

وبفضل الإمكانيات اللامحدودة لمجال تصميم الوسائط الرقمية ومُؤثراتها الحركية والصوتية المُتقدمة تُسهل على الدارسين تحليل البيانات وتُساعدهم على إنشاء سيناريوهات مبتكرة في التصميم، من هنا يُصبح بإمكان دارسي هذا التخصص التصدي بفعالية لمشكلات كانت من قبل شديدة التعقيد والصعوبة في منهجها التقليدي.

رهان آخر ننظُر إليه من زاوية المنصات الرقمية التي وفرت فرصًا غير مسبُوقة لدارسي هذا المجال نحو تبادل الأفكار والتواصل المُباشر والتعاون على مُستوى المشاريع الإبداعية الرقمية بمجالاتها المُختلفة بشكل أوسع وأسرع مما كان عليه الحال قبل مجيء التقنية الرقمية. وكان لزامًا أن تخدم تلك المشاريع مجالات التصميم في الوسائط الرقمية كإنشاء مُحتوى رقمي، وتصميم تطبيقات الهواتف المحمولة، والتسويق الرقمي للمُؤسسات والشركات والعلامات التجارية عبر قيادة الحملات الإعلانية والدعائية الرقمية وتطوير استراتيجياتها عبر منصات التواصل الاجتماعي ومُحركات البحث، إضافة إلى تصميم المواقع الإلكترونية وتطويرها عبر التطبيقات الرقمية الذكية، كما لا يُمكن تجاهل الجانب الترفيهي لتصميم الوسائط الرقمية عبر تصميم الألعاب الرقمية التفاعلية الإلكترونية عبر الإنترنت، كُل تلك المجالات التي تخدم بناء المشاريع الرقمية نعُدها من مُمكنات الرقمنة في القرن الحادي والعشرين كما ننظر لها كمُؤثرات رقمية قائمة على التواصل السريع وعُنصرًا فاعلًا يُساهم في إثراء المشهد الإبداعي والابتكاري بشكل ملحوظ في هذا المجال.

ورغم قلة الحوليات من البرامج الأكاديمية في عالم التصميم الرقمي، فإن التدرج في معالجة البرامج كأحد توجهات كلية الزهراء للبنات ينم عن اهتمام واسع بمسألة التحديث. فيصبح هذا المسار نوعي لا يمكن دحض أهميته دون الاكتراث بأهمية التقنية الرقمية المبنية على التفاعل والمُؤثرات الحركية التي أصبحت أساسًا علميًا في مجال التصميم الرقمي. ولا يخفى على الجميع أن إعادة هيكلة البرامج الأكاديمية وتطهيرها من الأساليب التقليدية، وإعادة صياغة المناهج التعليمية بما يُواكب مُستجدات واقع التعليم في قسم التصميم في كلية الزهراء للبنات، لهو تحديث نوعي في مسار برنامج التصميم في الوسائط الرقمية.

وحتى يكون التعليم الأكاديمي والبرامجي الذي نُريده نوعيًا، فإن توفير برامج التصميم الرقمي من مثل Acrobat Pro. Premiere Pro. After Effects.blender. Lightroom. XD، يعد من أولويات التحديث والتجديد؛ تأسيسًا لمبدأ التحول البرامجي ليكون نظام التعليم أكثر حداثةً ومواكبةً لمتطلبات نظام التعليم الرقمي المُعاصر. وعلاوة على ذلك، فإن الأدوات الرقمية المتطورة، كالبرمجيات المُتخصصة في تصميم وإدارة الوسائط الرقمية والنشر والتسويق الإلكتروني تُساعد بشكلٍ كبير في إنشاء مُحتوى رقمي متميز.

** رئيس قسم التصميم بكلية الزهراء للبنات

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تصميم جريء ومواصفات القوية.. هواتف جديدة تذهل عشاق التقنية

مفاجأة لأسواق الهواتف الذكية، حيث كشفت شركة Nothing”نوثينغ”، عن هاتفها الجديد CMF Phone 2 Pro، الذي أثار إعجاب عشاق التقنية بفضل تصميمه المميز ومواصفاته المتقدمة، ليؤكد أن الشركة تواصل ترسيخ مكانتها في سوق الأجهزة الذكية ذات الطابع الفريد.

وبحسب الشركة، يأتي الهاتف بهيكل يجمع بين المتانة والابتكار، مصنوع من المعدن والبلاستيك عالي الجودة، ومحمي ضد الماء والغبار وفق معيار IP54. تبلغ أبعاده (164 × 78 × 7.8 ملم)، ويزن 185 غرامًا، ما يجعله أنيقًا وخفيفًا في آن واحد.

ووفق الشركة، أما الشاشة، فهي من نوع AMOLED بحجم 6.77 بوصة، ودقة عرض (2392×1080) بيكسل، مع تردد 120 هرتز، وسطوع يصل إلى 3000 شمعة/متر مربع، وكثافة تقارب 388 بيكسل في الإنش، ومحمية بزجاج Panda Glass المقاوم للخدوش والصدمات.

ويعمل الهاتف وفق الشركة، بنظام Android 15، مع واجهة Nothing OS 3.2، ويعتمد على معالج MediaTek Dimensity 7300 Pro، ومعالج رسوميات Mali-G615 MC2، مع ذاكرة وصول عشوائي RAM بسعة 8 غيغابايت، وسعة تخزين داخلية 128 أو 256 غيغابايت.

وبحسب الشركة، الكاميرا الخلفية للهاتف ثلاثية العدسة بدقة (50+50+8) ميغابيكسل، وتدعم تصوير فيديوهات بدقة 4K بمعدل 60 إطارًا في الثانية، بينما تأتي الكاميرا الأمامية بدقة 16 ميغابيكسل، ما يتيح تجربة تصوير احترافية للمهتمين بالمحتوى البصري.

ويتميز الهاتف أيضًا بحسب بيان الشركة، بوجود منفذين لشرائح الاتصال SIM، ومنفذ USB Type-C، مع ماسح بصمات مدمج في الشاشة، وبطارية كبيرة بسعة 5000 ميلي أمبير تدعم الشحن السريع بقدرة 33 واط، والشحن اللاسلكي بقدرة 5 واط.

هذا وتأسست شركة Nothing على يد كارل باي، أحد مؤسسي OnePlus، وتُعرف بنهجها المختلف في تصميم الهواتف الذكية والإكسسوارات التكنولوجية، حيث تمزج بين الحداثة الجمالية والتقنيات المتقدمة. تحظى أجهزتها بشعبية متزايدة بين محبي الابتكار، خاصة بسبب تصاميمها الشفافة وتجربة المستخدم السلسة، ما يجعل كل إصدار جديد من الشركة محط أنظار المهتمين بالتكنولوجيا حول العالم.

إطلاق هاتف بكاميرا خارقة وميزات احترافية

كشفت شركة “”ZTE الصينية الرائدة في مجال التكنولوجيا عن هاتفها الجديد Nubia Z70S Ultra، الذي وُصف بأنه “ثورة لعشّاق التصوير”، بفضل كاميراته المتطورة ومواصفاته التقنية العالية التي تجعله من بين أقوى الهواتف الذكية في عام 2025.

وبحسب الشركة، يتميّز الهاتف بكاميرا رئيسية مذهلة بدقة 6450 ميغابيكسل، مرفقة بمستشعر ليزري متطور لتحديد عمق الصورة، ما يتيح إمكانيات تصوير فوتوغرافي وفيديو غير مسبوقة، حيث يستطيع توثيق مقاطع فيديو بدقة 8K بوضوح فائق وتفاصيل دقيقةK كما زُوّد الهاتف بكاميرا أمامية بدقة 16 ميغابيكسل مخصصة لصور السيلفي ومكالمات الفيديو بجودة عالية.

ووفق الشركة، يعكس تصميم Nubia Z70S Ultra فلسفة ZTE في الجمع بين الأناقة والصلابة، حيث جاء هيكل الهاتف مصنوعًا من أجود المواد، ومقاومًا للماء والغبار بمعيار IP68/IP69، ما يجعله مناسبًا للاستخدام في الظروف البيئية الصعبة. وتبلغ أبعاده (164.3 × 77.1 × 8.6 ملم)، ويزن نحو 228 غرامًا، ما يجمع بين الثبات والانسيابية.

وبحسب البيان، جُهّز الهاتف بشاشة من نوع AMOLED مقاس 6.85 بوصة، بدقة عرض (2688 × 1216) بكسل، وتردد عالٍ يبلغ 144 هيرتز، مما يضمن عرضاً سلساً للمحتوى وخاصة أثناء الألعاب أو مشاهدة الفيديو. كما يصل معدل سطوع الشاشة إلى 2000 شمعة/متر مربع، ما يوفر وضوحًا ممتازًا حتى تحت أشعة الشمس المباشرة.

ومن الناحية البرمجية والتقنية، وفق الشركة، يعمل الهاتف بنظام تشغيل Android 15، مع واجهات Nebula AIOS الذكية، ويعتمد على معالج Qualcomm Snapdragon 8 Elite، أحد أقوى المعالجات في السوق، إلى جانب معالج رسوميات Adreno 830.

وبحسب البيان، يتوفر الهاتف بخيارات متعددة من ذاكرة الوصول العشوائي (RAM)، بين 12 و16 غيغابايت، ومساحات تخزين داخلية تبدأ من 256 غيغابايت وتصل حتى 1 تيرابايت، ما يضمن سلاسة عالية في الأداء ومساحة تخزين وفيرة للمستخدمين المحترفين.

ووفق الشركة، زوّد الهاتف ببطارية قوية بسعة 6600 ميلي أمبير/ساعة، تدعم الشحن السريع بقدرة 80 واط، ما يتيح شحنًا سريعًا وآمنًا. كما يحتوي على مكبرات صوت عالية الأداء، ومنفذين لشرائح الاتصال، ومنفذ USB Type-C 3.2، إضافة إلى ماسح بصمات الأصابع مدمج في الشاشة، ومن أبرز ميزاته الحديثة: دعمه لتقنية NFC، ومستشعر الأشعة تحت الحمراء (Infrared) الذي يتيح استخدام الهاتف كريموت كنترول للتحكم بالأجهزة الإلكترونية.

هذا وفي ظل التنافس الحاد في سوق الهواتف الذكية، يبدو أن ZTE تسعى إلى ترسيخ موقعها كلاعب رئيسي في فئة الهواتف الرائدة، من خلال تقديم أجهزة تجمع بين التصوير الاحترافي والأداء العالي والتصميم العصري.

مقالات مشابهة

  • أسطورة أفلام ديزني يكشف أساسيات تصميم الشخصيات بـ«الشارقة للرسوم المتحركة»
  • طريقة مبتكرة لزيادة إنتاجية محاصيل القمح حول العالم
  • تصميم جريء ومواصفات القوية.. هواتف جديدة تذهل عشاق التقنية
  • صور.. 11 ممارسة تعليمية مبتكرة في فعاليات ملتقى ”رواد“ بالأحساء
  • قناة تايلندية تختزل مسارات السفن
  • "حوض الأسماك".. عيادة مبتكرة لعلاج أسنان أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
  • النـ.ـار طالعة من تحت الأرض.. مسارات للسيارات بعد انفجـ.ـار خط غاز بأكتوبر|شاهد
  • الحاضنة الرقمية لوزارة التعليم العالي ..تكوين 8 آلاف طالب منذ بداية فيفري 2025 
  • فائق النحافة.. تسريبات تكشف عن تصميم هاتف سامسونج الجديد Galaxy S25 Edge
  • تسريب تصميم هاتف سامسونج Galaxy S25 Edge يكشف عن ملامحه الأولى