ما مصير فاغنر في ليبيا بعد مقتل زعيمها يفغيني بيريغوجين؟
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
طرح مقتل قائد مجموعات مرتزقة فاغنر، يفغيني بريغوجين، ونائبه في تحطم طائرة كانوا على متنها شمال العاصمة موسكو الأربعاء، تساؤلات حول مصير تلك القوات التي تتواجد في ليبيا، وتتمركز في مواقع مختلفة جنوب وشرق البلاد.
وذاع صيت قوات فاغنر، وكُشف عن تواجدها في ليبيا للمرة الأولى إبان الهجوم الذي شنه اللواء المتقاعد خليفة حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس، في نيسان/ أبريل 2019 ، إذ استعان بهم حفتر ودفع بهم إلى جبهات القتال خصوصا جنوب العاصمة، في محاولة للسيطرة على مقاليد الحكم آنذاك، لكن مخططاته باءت بالفشل، واضطر إلى الانسحاب شرقا، بعد أشهر من القتال العنيف، مخلفا وراءه دمارا واسعا في الأرواح والممتلكات.
ومنذ ذلك الحين أعادت قوات فاغنر تمركزها في عدد من المواقع والقواعد العسكرية الاستراتيجية في جنوب وشرق البلاد بالتنسيق من قوات حفتر، في حين أصبح وجودها على الأراضي الليبية مثار جدل محلي ودولي، بينما لم تفلح كل القرارات والجهود الأممية في دفعهم إلى مغادرة البلاد.
ولاشك أن بريغوجين ونائبه ديمتري أوتكين، والذي كان قائدًا لفاغنر، أثناء الهجوم على طرابلس عام 2019؛ كانا يسيطران على "فاغنر" ويحظيان بولاء أعضاءها وقادتها، وظهر ذلك جليا حين ساند هؤلاء تمرد بريغوجين على الكرملين، في حزيران/ يونيو الماضي على خلفية الحرب الأوكرانية، حيث وصلت الأزمة حد تحرك تلك القوات عسكريا نحو موسكو قبل أن يتدخل الرئيس البيلاروسي لنزع فتيل الأزمة.
"أداة مفيدة لموسكو"
ومرجحا إعادة ترتيب قوات الفاغنر، يرى الكاتب والمحلل السياسي الليبي، فرج دردور أن تلك القوات نشرت نفوذها الواسع في ليبيا وتسيطر حاليا على مراكز حيوية ومهمة مثل بعض الحقول والموانئ النفطية، وأصبحت تؤثر في القرار السياسي والأمني الليبي، حتى وصلت حد تمرير شروط عبر وكلائها المحليون لإنهاء الانقسام في مؤسسات الدولة.
ويعتقد دردور أن ليبيا تعتبر محطة مهمة بالنسبة لروسيا، إذ تعتبر محطة وقاعدة خلفية ولوجستية مهمة لإنطلاق عمليات فاغنر في بلدان أفريقية، مضيفا: "فاغنر سوف تبقى في ليبيا خصوصا في ظل الغموض الذي يلف أعدادهم وأماكنهم وطريقة تحركهم".
ولفت دردور في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أن "فاغنر" قدمت خدمات جليلة لروسيا وعملت بطريقة حرفية في أفريقيا، خصوصا في مالي والنيجر وساحل العاج وغيرها من الدول، دون أن تترك بصمات تورط الحكومة الروسية بشكل مباشر، ما يعني أنها أداة مفيدة للكرملين، مشيرا إلى أن روسيا ما زالت بحاجة إلى مثل هذه الشركات العسكرية، للقيام بأدوار في دول عدة نيابة عنها، دون أن تضطر لدفع ثمن سياسي ومادي باهظ.
ويتوقع المحلل السياسي أن تذهب موسكو نحو ترتيب أوراق الشركة العسكرية، بعد أن تخلصت من قائدها، وذلك بوضع قائد جديد يعمل بنفس الطريقة، "ولربما سوف تتلقى دعم أكبر من الحكومة الروسية، بعد أن يتأكد الرئيس الروسي من ولاء الشركة المطلق له، وضمان ألا يعود سيناريو التمرد الذي قاده بريغوجين سابقا". وفق دردور.
مستقبل فاغنر
صحيفة الغارديان البريطانية، قالت في تحليل للصحفي، جايسون بيرك، إن مقتل زعيم مجموعة فاغنر سيكون له عواقب وخيمة على عدد كبير من الأنظمة وأمراء الحرب في أفريقيا.
وشددت على أن ليبيا كانت ضمن اتفاق على مدار سنوات سمح لبريغوجين بتوسيع النفوذ الروسي في أفريقيا، حيث نشر ألف مقاتل لفاغنر في ليبيا "تحت قيادة اسمية" تابعة اللواء المتقاعد خليفة لحفتر، ما سمح بالتمدد أفريقيا، والاستفادة من الثروات هناك واستخراج كميات كبيرة من الذهب.
وحول مستقبل فاغنر في ليبيا وأفريقيا عموما لفتت الصحيفة إلى أن مقتل يفغيني قد يعزز يد الكرملين في أفريقيا بين الجهات الفاعلة القوية التي اعتمدت على شبكة فاغنر لتعزيز قوتها، ورجحت أن تتولى وزارة الدفاع الروسية والمقاولين العسكريين الخاصين التابعين لها بشكل أساسي العمليات العسكرية والاقتصادية لمجموعة فاغنر.
وكان نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بيك يفكيروف ووفد عسكري مرافق له، التقى الثلاثاء خليفة حفتر في قاعدة الرجمة شرق مدينة بنغازي، في زيارة يربطها الكاتب والمحلل السياسي، صلاح البكوش بمقتل يفغيني بريغوجين، ومساعي موسكو لترتيب أوراق "فاغنر" في ليبيا.
ويستبعد البكوش أن يتأثر وجود فاغنر ومهمتها الاستراتيجية في ليبيا برحيل زعيمها، بريغوجين، باعتبار أن هذه المجموعة العسكرية تعتبر ذراعا للحكومة الروسية وتوفر لها تدخلا فاعلا في ليبيا ودول أخرى، دون تكاليف مادية وسياسية كبيرة.
ويعتقد البكوش في حديثه لقناة ليبيا الأحرار، أن روسيا ستتولى قيادة قوات فاغنر في ليبيا والدول الأفريقية بطريقتها، استمرارا لسياستها في مد النفوذ، مشددا على أنه ليس من قبيل الصدفة أن روسيا الآن صديقة لمجموعة من الدول الأفريقية يقودها انقلابيون وديكتاتوريون، وعلاقتها بحفتر تندرج تحت هذا الإطار.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات فاغنر ليبيا بريغوجين روسيا النفوذ ليبيا روسيا نفوذ فاغنر بريغوجين سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فاغنر فی لیبیا فی أفریقیا
إقرأ أيضاً:
مقتل 25 مدنيا سودانيا في هجوم على مخيم للنازحين بدارفور
أعلنت لجنة شعبية سودانية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور -اليوم الجمعة- مقتل 25 مدنيا، بينهم أطفال ونساء، إثر هجوم شنته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين.
وذكرت تنسيقية لجان المقاومة -في بيان- أن الهجوم نُفذ من المحور الجنوبي والشرقي صباح اليوم وتم صدّه، مشيرة إلى سقوط عدد من الجرحى والمصابين، في حين يصعب التحقق من حجم الأضرار بسبب عدم توفر الإنترنت.
وقال مصدر محلي للجزيرة إن قصفا مدفعيا استهدف المعسكر في الصباح، أعقبه هجوم بري مباشر من قبل قوات الدعم السريع. ولم يصدر أي تعليق رسمي من قوات الدعم السريع على الهجوم حتى الآن.
إبادة جماعيةووصف حاكم إقليم دارفور ما يتعرض له نازحو مخيم "أبشوك" جنوبي الفاشر، وسكان محلية "أم كدادة"، بأنه "إبادة جماعية" وجريمة ضد الإنسانية.
كما أدان تحويل جامعة نيالا في جنوب دارفور إلى معسكر تدريب لقوات الدعم السريع، داعيا الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين الذين يتعرضون للقتل على أسس عرقية.
وفي السياق ذاته، شنت قوات الدعم السريع هجمات باستخدام الطائرات المسيرة على مدينة الفاشر ومحيطها، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب الجيش السوداني.
إعلانوتعد مدينة الفاشر مركزا رئيسيا للعمليات الإنسانية في إقليم دارفور، وتشهد منذ 10 مايو/أيار 2024 معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على الرغم من التحذيرات الدولية من انفجار الوضع الإنساني.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، قُتل أكثر من 20 ألف شخص ونزح نحو 15 مليون منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش والدعم السريع، بينما قدّرت دراسات جامعات أميركية عدد القتلى بـ130 ألفا.
وتزامنا مع التصعيد، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن 25 مليون شخص يعانون من جوع شديد في السودان، بينهم 5 ملايين طفل وأم يعانون من سوء تغذية حاد. وحذر البرنامج من خطر وفاة عشرات الآلاف ما لم تُقدم مساعدات فورية.
كذلك حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن 16 مليون طفل في السودان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال العام الجاري.