بعد زيارة نتنياهو الفاشلة للبيت الأبيض.. ذعر في إسرائيل من قرارات ترامب
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو تشهد حالة من الترقب والقلق ومخاوف كبرى، في ضوء التحركات السياسية والدبلوماسية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإبرام اتفاق مع إيران.
وتابعت أنه من المتوقع ألا يراعي الاتفاق الأمريكي الإيراني النووي مصالح إسرائيل أو يعالج مخاوفها بينما لا تزال المفاوضات جارية، لا تملك إسرائيل في الوقت الراهن إلا الانتظار، في ظل أمل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أن تفشل هذه المحادثات.
رجل المهام المتعددة
وأضافت الصحيفة أن نصف مشكلات العالم تتركز الآن على عاتق رجل واحد هو ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، الذي يجد نفسه مكلفًا في الوقت نفسه بمحاولة التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، واتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس إلى جانب سعيه لوضع حد للحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وأشارت إلى أن ويتكوف، الذي كان يعمل سابقًا في مجال العقارات والمحاماة قبل أن يتحول فجأة إلى دبلوماسي يتعامل مع أكثر الملفات تعقيدًا في العالم، يجد نفسه يقاتل على جبهات متعددة، في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي تقويض الاقتصاد الأمريكي، والتفاخر بانتصاراته في رياضة الغولف، إلى جانب اتخاذ قرارات متخبطة لا يمكن التنبؤ بها.
فراغ إداري داخل الإدارة الأمريكية
وأشارت الصحيفة إلى أن واحدة من أكبر المشكلات التي يواجهها ويتكوف، أن التغيير الأخير في الإدارة الأمريكية في يناير، وما تبعه من موجات إقالات واسعة، أديا إلى ترك الإدارة الجديدة بدون ما يكفي من الخبراء في الملفات المعقدة التي تحتاج إلى معرفة مهنية عميقة وذاكرة تنظيمية متراكمة.
وأوضحت أنه بسبب رغبة ترامب الجامحة في التخلص من الجنرالات والدبلوماسيين بمجرد عودته إلى البيت الأبيض، بات محاطًا بعدد محدود من المسؤولين رفيعي المستوى، في وقت بقيت فيه عشرات المناصب الحساسة شاغرة، وهو ما يثير قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشكل خاص، في ظل المحادثات الجارية بشأن الملفين الإيراني والغزي.
زيارة فاشلة لنتنياهو وقلق إسرائيلي متصاعد
وتابعت الصحيفة أنه بعد مرور أسبوع على الزيارة العاجلة التي أجراها نتنياهو من بودابست إلى واشنطن، بات واضحًا أن الزيارة لم تحقق أهدافها. فقد استدعى ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي في ظل سياسة الرسوم الجمركية الجديدة التي يطبقها، وحاجته لإظهار قادة الدول الحليفة لواشنطن وهم يتذللون أمامه.
وأمام عدسات الصحفيين، أعلن ترامب وبحضور نتنياهو قراره بفتح مفاوضات مباشرة، أو شبه مباشرة، مع الإيرانيين في سلطنة عمان.
وبعد عودته إلى إسرائيل، لم يجد نتنياهو سوى محاولة تلميع الأمور من خلال التأكيد على أن العلاقات بين البلدين لا تزال جيدة كما كانت، والادعاء بأن ترامب في طريقه لإجبار إيران على توقيع اتفاق نووي سيؤدي إلى تفكيك برنامجها النووي بالكامل، كما فعلت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش مع ليبيا في عام 2003، في ظل الغزو الأمريكي للعراق.
وأكدت الصحيفة أن الواقع مخالف تمامًا لما قاله نتنياهو، حيث يتطلع ترامب إلى إبرام اتفاق مع إيران، وأعطى التعليمات لويتكوف ببذل الجهد من أجل تحقيق هذا الهدف، ويبدو أن التطورات المقبلة ستتوقف بدرجة كبيرة على قدرة واشنطن وطهران على التوصل إلى تفاهمات، وليس على اعتراضات الحكومة الإسرائيلية.
المصدر: قناة اليمن اليوم
إقرأ أيضاً:
إحباط إسرائيلي من مواصلة أمريكا التفاوض مع إيران والعجز عن وقف ضغوط ترامب
أعربت أوساط الاحتلال عن خيبة أملها، مع استئناف المفاوضات الأمريكية الإيرانية، وسط عاجزة عن وقف ضغوط الرئيس دونالد ترامب من جميع الجبهات، وترويجه لنظام عالمي جديد في حركة مستمرة.
الجنرال إيتان بن إلياهو القائد الأسبق لسلاح الجو، أكد أن "المبادرات المفاجئة التي يطلقها ترامب لا تأتي متتالية، بل تظهر في وقت واحد، حتى قبل أن تكتمل مبادرة ما، تظهر أخرى، وتطفو على السطح، ففي غزة أعلن خطة لتهجير سكانها، وجعلها مكانا أفضل، ثم واصل الضغط لإنهاء الحرب، وإعادة الرهائن، كما بدأ يضغط بقوة على الرئيسين بوتين وزيلينسكي لإنهاء حرب أوكرانيا، فيما أشعل رفع الرسوم الجمركية حربا تجارية ضد العالم أجمع، ولم يفوّت فرصة الاستيلاء على غرينلاند، وتحديد أسعار العبور عبر قناة بنما".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" ان "ترامب يسعى لتنفيذ كل هذه المبادرات بالتوازي، فيما تتمتع المفاوضات مع إيران بأهمية حاسمة بالنسبة لدولة الاحتلال، التي وقّعت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في يناير، لكنها انسحبت منه كي لا تنتقل للمرحلة الثانية، واستأنفت العدوان، ونجح نتنياهو بإقناع ترامب بإعطائه المزيد من الوقت بزعم أن الضغط العسكري سيجبر حماس على إعادة الرهائن دون الاضطرار لوقف العدوان، والانسحاب من القطاع، وقد أبدى ترامب من الناحية الظاهرية، اقتناعا بذلك، ولو مؤقتاً".
وأكد أن "ترامب رغم أنف نتنياهو توجه مباشرة لإيران، ودعاها لمفاوضات مباشرة، وهي تُصرّ كشرط مسبق على مواصلة تخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض (6.37 بالمئة)، لأنه الحد الأدنى الضروري بالنسبة لها للأغراض السلمية، رغم انها تدير مفاعلاً نووياً لإنتاج الطاقة منذ سنوات عديدة بدعم من الروس، وأعلنت واشنطن أنها ستقبل هذا الشرط الإيراني، وهذا خبر سيء للاحتلال، لأن الاتفاق الذي سيوقع بينهما مماثل، وربما مطابق للاتفاق الذي وقعه الرئيس باراك أوباما في 2015، رغم أن الفارق بين الأعوام سيكون كبيراً".
وأوضح ان "التخوف السائد في تل أبيب من مفاوضات واشنطن وطهران أنها تأتي مُنطلقة من النهج التجاري الذي يحرك ترامب في عالم الدبلوماسية، فهو يسعى في كل اتفاق للحصول على الفوائد الاقتصادية، ولتحقيق هذه الغاية، وبعيداً عن أهمية توقيع الاتفاق النووي، فإن الأهم هو الواقع الذي سيستيقظ عليه العالم في اليوم التالي للتوقيع، لأنه قبل اكتمال اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا، من المقرر أن يتم التوقيع على اتفاق بين كييف وواشنطن لدعوتها للاستثمار بإنتاج الموارد الطبيعية على أراضيها".
وأكد أن "ما يزيد الأخبار السيئة في تل أبيب أنه بعد اجتماعين فقط بين طهران وواشنطن، ظهرت تقارير عن أجواء إيجابية وتسريبات عن نية الأخيرة الاستفادة من الاتفاق للاستثمار بإنتاج واستخراج الموارد الطبيعية الغنية بها إيران، مع العلم أنه قبل خمسين عامًا، تمتع الطرفان بعلاقات سلمية، ورأت فيها واشنطن أصلًا استراتيجيًا في المنطقة، واليوم أصبح هذا الاهتمام أعظم".
وختم بالقول أن "التوصل لاتفاق نووي سريع مع إيران، بمباركة روسيا، سيساعد الولايات المتحدة في صراعها على النفوذ مع الصين، ويؤدي لنهاية فورية للقتال في غزة، وإعادة الرهائن لديارهم، ويمهد الطريق لتوقيع اتفاق فوري للتطبيع بين السعودية ودولة الاحتلال".