لماذا فلسطين بالذات دون غيرها؟

ما معنى الصهيونية، وكيف ولماذا نشأت؟

ما الفرق بين الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية؟

كيف تم اختراق الدين المسيحي لخدمة الفكرة الصهيونية؟

هل مساندة الغرب لإسرائيل لأسباب أيديولوجية فقط؟

أسئلة كثيرة تكشف اللثام عما يحدث، أردتُ بالإجابة عليها توضيح مع تلخيص هذه القضية الشائكة، فالوعي العميق والفهم الدقيق هو مقدمة العمل الجاد أو الحافز عليه.



أولا، كلمة الصهيونية مشتقة من اسم "جبل صهيون" في القدس، وأول من ابتكر هذا المصطلح وأطلقه عام 1890 هو الصحفي السويسري ناتان بيرنبون (1864-1936) وهو زميل تيودور هرتزل، ولكن هرتزل هو الذي قام على نشأة الحركة الصهيونية والدعوة لها.

فمن هو تيودور هرتزل؟

هو صحفي يهودي مجري نمساوي، مجري حيث ولد في بودابست عاصمة المجر سنة 1860، ونمساوي لأنه عاش في النمسا ومات فيها سنة 1904م، وأصدر كتابه "دولة اليهود" سنة 1896والذي أحدث ضجة كبيرة في أوروبا.

ولم يكن هرتزل يهوديا متدينا، بل قيل إنه كان ملحدا وفي الحد الأدنى كان علمانيا، وقد عبر عن منطلقات فكرته الرئيسة في كتابه هذا بأنه ما دام اليهود تجارا وأوروبا رأسمالية فسيتعرضون للاضطهاد بسبب المنافسة، وعليه، طالب بإنشاء دولة لليهود يعيشون فيها بشكل آمن. وعقد مؤتمره الشهير سنة 1897م في مدينة بازل في سويسرا، وقد قام بعض أصدقائه بتحفيظه بعض النصوص التوراتية لاستخدامها في المؤتمر، استدرارا لعواطف اليهود وطلبا لدعمهم. وقد استعمل هرتزل مصطلح "الصهيونية المسيحية"، وهنا تجدر الإشارة لوصف المفكر الفرنسي روجيه جارودي؛ الحركة الصهيونية بأنها حركة ملحدة تأسست على تفسير متطرف للتوراة وتبرير لحركة سياسية ليس لها أي علاقة بالدين.

وإن كان هرتزل استعمل مصطلح "الصهيونية المسيحية"، إلا أن الذي بدأ التأسيس الحقيقى لها هو الراهب المسيحي الألماني مارتن لوثر (1483-1546م). وقد أصدر كتابه الأول "المسيح ولد يهوديا" سنة 1523، حيث كان يريد إعادة الاعتبار لليهود وتمسيحهم وفقا لما يسمى العقيدة الاسترجاعية، وهي رجوع المسيح وحكمه ألف سنة سعيدة بشرط تجمع اليهود في فلسطين ودخولهم في الدين المسيحي حين عودة المسيح. وجدير بالذكر أن مارتن لوثر وبعد عشرين عاما لعن اليهود وأصدر كتابه "أكاذيب اليهود" سنة 1543م.

ولفهم فكرة مارتن لوثر وعقيدته الاسترجاعية نعود بالتاريخ للوراء قليلا، حيث كان الصراع المسيحي اليهودي في أوروبا على أشده، فقد أصدر ملك إنجلترا إدوارد الأول سنة 1290م مرسوما يقضى بدخول اليهود الدين المسيحي أو الرحيل عن الأراضي البريطانية، وكذلك فعل ملك فرنسا فيليب الأول سنة 1306م. وهنا نشأت ما يمكن تسميتها بالحركة اليهودية الباطنية ممن أعلنوا مسيحيتهم في الظاهر مع البقاء على يهوديتهم في الباطن، وظهرت باعتبارها حركة دينية مسيحية تطالب بإصلاح الكنيسة والحد من سيطرتها على المجتمع وتحتج على الأوضاع القائمة، وعُرفت هذه الحركة التي قادها الراهب الألماني مارتن لوثر بحركة "البروتستانت"، وتعني المحتجين باللاتينية.

وقد قرر الإنجليز البروتستانت هجرة أوروبا إلى الأرض المكتشفة حديثا أمريكا -والتي تم اكتشافها سنة 1492م- وخرجوا في أفواج أسموهم الحجاج بقيادة القس جون وينثروب سنة 1629م، وشبه خروجهم هربا من ظلم ملك إنجلترا بهروب بني اسرائيل من ظلم فرعون مصر، وأن بني اسرائيل أصبحوا رمزا لأي مجموعة تقاوم الطغيان. جدير بالذكر أن أكثر من 150 مليون أمريكي يعتنقون هذا المذهب ويمثلهم سياسيا الحزب الجمهوري.

وهكذا اخترقت الصهيونية الدين المسيحي بالمذهب الجديد (البروتستانت) فيما يمكن تسميته بالمسيحية المتهودة، وهي مزيج من المسيحية المزورة واليهودية المزورة يجمعهما دين واحد وكتاب واحد فيه العهد القديم والعهد الجديد معا، ويعفي اليهود من دم المسيح. وهذا ما قد يفسر وجود مسيحيين أكثر صهيونية من الإسرائيليين، حتى أن بعض من يؤمنون بما يسمى العقيدة الاسترجاعية أو العقيدة الألفية يرون أن سويسرا نجاها الرب من الحربين العالميتين بسبب احتضانها للمؤتمر الصهيوني الأول الذي أقامه هرتزل سنة 1897م، ولا تأخذك الدهشة إذن من اعتقادهم بأن أمريكا إذا تخلت عن إسرائيل فسيلغي الله مكانتها العالمية، بل صرح بعضهم بأن سبب إعصار كاترينا هو انسحاب إسرائيل من غزة سنة 2005م، وربما هذا الهَوَس الأيديولوجي هو ما يفسر هذا الدعم الغربي المطلق لإسرائيل.

ولا يفوتنا أيضا أن ننوه إلى أنه بعد مارتن لوثر بحوالي ثلاثة قرون جاء القس الإنجليزي الأيرلندي نيلسون داربي (1800- 1882م) وأكد على العقيدة الاسترجاعية أو عودة المسيح الألفية، بشرط تجمع اليهود في فلسطين، ولكن مع اعتقادهم بأن اليهود لن يدخلوا المسيحية على يد المسيح، وإنما سيكون سببا في خلاصهم وتوبتهم وعودتهم لدينهم الأصلي والذي يؤكد على أحقيتهم التوراتية في أرض فلسطين. ثم جاء وليم بلاكستون بعد داربي وتبنى وجهة نظره ونشر كتابه "المسيح آت" سنة 1887م وأسس منظمة "الإرسالية العبرية من أجل إسرائيل"، والتي أصبحت بعد ذلك الشركة المسيانية. وقد جمع وليم بلاكستون 413 توقيعا على عريضة تطالب بمنح فلسطين لليهود؛ قدمها للرئيس الأمريكي آنذاك بنيامين هاريسون (1889- 1893).

هذا عن التيار الأول في أمريكا البروتستانت أو المحتجين أو اليمين المتطرف أو الصهيونية المسيحية. ولا تنس أن الرئيس الأمريكي (الجمهوري) دونالد ترامب هو الذي اعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، تمهيدا لإنشاء هيكل سليمان المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.

وهنا يثور التساؤل: هل هذه النظرة الأيديولوجية البروتستانتية الصهيونية المسيحية ويمثلها سياسيا الحزب الجمهوري الأمريكي هي فقط دون غيرها التي تحكم المشهد وتدعم إسرائيل دعما مطلقا؟ وللإجابة عن هذا التساؤل ينبغي أن نعلم أن الحزب الديمقراطي كان قد انشق عن الحزب الجمهوري الديمقراطي سنة 1828م، ويعتبر الحزب الديمقراطي أحد تجليات الحركة الماسونية التي بدأت في أوروبا في القرن السابع عشر الميلادي، وهذه الحركة تعتبر نفسها قائدة العالم وتتخذ شعارا لها المنقلة والزاوية، في إشارة إلى إعادة هندسة العالم وتركيعه وتطويعه وفقا لرؤيتها ومصالحها. وكلمة ماسون تعني البنّائين، وهذه الحركة علمانية استعمارية وقد انتقلت مع الحملة البريطانية إلى أمريكا الشمالية وأسست أول محفل ماسوني في أمريكا سنة 1730م في ولاية فيلادلفيا.

وقد كان عدد كبير من الآباء المؤسسين للولايات المتحدة أبرزهم جورج واشنطن أعضاء كبارا في الحركة الماسونية، والتي تعرف نفسها -على غير الحقيقة- بأنها حركة أخوية عالمية أهدافها المساعدة المتبادلة والصداقة وخير الناس، وهي تؤمن بحتمية إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، بل إن الذي تزعم عملية خلع السلطان العثماني عبد الحميد الثاني سنة 1908م هو المحامي اليهودي الماسوني عمانوئيل قرصوه، وهو الذي أسس أهم محفل ماسوني في الدولة العثمانية.

إذن ففلسطين بين مطرقة البروتستانت أو الصهيونية المسيحية التي يعتنقها الغرب المسيحي ويقودها الحزب الجمهوري الأمريكي، وترى حتمية تجمع اليهود في أرض فلسطين لعودة المسيح وحكمه ألف سنة سواء دخل اليهود في الدين المسيحي أو كان المسيح سببا في خلاصهم وتوبتهم وعودتهم لدينهم الأصلي، وسندان الحركة الماسونية الاستعمارية ويتولى كِبرَ إجرامها الحزب الديمقراطي، وترى في وجود الكيان الصهيوني في أرض فلسطين امتدادا لها وقاعدة عسكرية متقدمة لمشروعها الاستعماري في الشرق؛ لبسط هيمنتها ونفوذها والسيطرة على منابع النفط ومصادر الثروة وطرق التجارة والملاحة.

وثمة تيار ثالث يُحَمِّل اليهود مسؤولية ما يصيب مجتمعاتهم من مصائب ويعمل على إبعادهم، وهو ما تنبه إليه هرتزل في كتابه الدولة اليهودية على إثر حملات المقاطعة للبضائع اليهودية وامتلاء الشوارع بلافتات "لا تشتروا من اليهود"، بل وصل الأمر بمظاهرات في فرنسا تهتف "اقتلوا اليهود" على إثر قضية الضابط الفرنسي اليهودي دريفوس، والتي استمرت من سنة 1894 حتى سنة 1906م، فهذا الفريق الثالث يدعم أيضا تجمع اليهود في فلسطين (بغرض إبعادهم والاستراحة من مشاكلهم)، فيتفق مع الفريقين الأولين؛ فريق الصهاينة المسيحيين البروتستانت المحتجين البوريتان التطهيريين، وفريق الماسون البنائين العلمانيين الاستعماريين.

ويواجه أهل فلسطين الغرب المسيحي الصهيوني وأمريكا بحزبيها الديمقراطي والجمهوري، وسط خذلان لا مثيل له من العالم الإسلامي وتواطؤ أو تآمر عربي فاق كل التصورات والتوقعات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء فلسطين الصهيونية اليهودية المسيحية فلسطين يهود مسيحي صهيوني قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصهیونیة المسیحیة الحزب الجمهوری الدین المسیحی مارتن لوثر فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

مخاطر توجه الحركة الصهيونية اليهودية لاستهداف الأمة من منظور خطاب السيد القائد

يمانيون../
في خطاب السيد القائد اليوم، كان تركيزه الكبير مُنصبًا على المستقبل الاستراتيجي للأمة، والمخاطر المحدقة بالأمة ضمن مخطط الاستهداف الكبير؛

إذ إن المخاطر، وهي ظاهرة ضمن مخطط استراتيجي معادٍ مدروس ويتم على مراحل لاستهداف الأمة في الصميم، تحتم دق جرس الخطر، وكما قال السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي فإن “المرحلة الآن بالغة الخطورة ضمن توجه الحركة الصهيونية اليهودية لاستهداف أمتنا”.

يشير السيد القائد إلى أدوات المخطط الصهيوني الغربي الكبير واستخدامها اليوم بهذه الكثافة، سواء كانت “الحرب الصلبة أو الحرب الناعمة”، في سياق المخطط المتكامل، والحروب الدائرة على العرب والمسلمين، سواء كانت حروبًا نارية أو حروبًا ناعمة تستهدف الثقافة وتشويه قيم وموروث الأمة، وهذه ليست وليدة اليوم، كما أنها، كما يقول السيد القائد، “ليست مجرد ردود أفعال ولا حوادث وقتية عابرة بل في إطار استهداف شامل وهجمة مستمرة”، حيث يعمل “المخطط الصهيوني اليهودي التدميري ضد أمتنا الإسلامية في خطين واتجاهين متوازيين: هجمة عسكرية صلبة، وهجمة بالحرب الناعمة”.

ويخاطب السيد القائد في حديثه العميق حالة الوعي لدى الأمة، بتفصيل يتناول تحركات العدو وما يقوم به للنيل من كل العرب والمسلمين في “هذه الحرب التي لم تتوقف ضد أمة العرب والإسلام، حيث لها أهدافها العميقة، فـ “الأعداء اليهود الصهاينة وأذرعهم؛ أخطبوط الشر الأمريكي الإسرائيلي البريطاني وقوى الغرب المتصهينة معهم يدركون ما تمتلكه أمتنا الإسلامية من عوامل القوة المعنوية والمادية”؛ فهي تمتلك مقومات غير عادية يحاول الأعداء إلغاء حضورها، و”من المقومات الكبرى التي تؤهل الأمة لحماية نفسها وتمنحها المنعة في مواجهة أعدائها أن تكون هي الأمة التي تحمل إرث الأنبياء والرسل”، كما عبر السيد القائد.

ولأنها تحمل هذا الإرث الكبير في بعده العالمي، فهذا يستوجب أن تتحمل مسؤوليات هذا الدور المشرف حيث “مسؤولية أمتنا الإسلامية ورسالتها العالمية أن تقوم بدور عالمي في الدعوة إلى الخير والسعي لإقامة القسط وحماية المستضعفين وإرساء دعائم الحق”.

وفي ظل إدراك العدو للدور العالمي للإسلام والإرث الكبير الذي يمتلكه العرب والمسلمون، فإنه يرى أنه لا بد أن يستهدف “دورها ورسالتها وهويتها وثرواتها وموقعها”. فالأطماع الكبيرة والشهية الأمريكية الإسرائيلية، كما عبر السيد القائد، “مفتوحة بجشع كبير جداً في أوطان شعوبنا وثرواتها وموقعها الجغرافي وبحقد شديد في نفس الوقت”.

وفي سياق حديثه الذي يعيد تذكير الأمة بأسباب تصاعد مستوى الخطر الكبير من “الهجمة العدوانية على أمتنا”، يؤكد السيد القائد أن “وضعية الأمة والخلل الكبير في داخلها على مدى أجيال وقرون” هو سبب الهجمة الشرسة على الأمة اليوم، وأن اختراق العدو للعرب والمسلمين من الداخل كان ذا تأثيرات ماثلة للعيان في واقع الأمة، فـ “حجم الاختراق من الأعداء للأمة في مراحل طويلة وعلى مدى زمن طويل هو ما أوصل الأمة إلى حالة التيه الرهيب اليوم”.

وفي ظل هذا الوضع وحالة التيه التي تعيشها أمة الإسلام، فإن “الأعداء يعملون على أن تبقى (الأمة) بكل ما تمتلكه من عناصر قوة وإمكانات مكبلة تجاه ما يفعلونه، بل أكثر من ذلك، أن تتحول إلى أداة طيعة لهم في تنفيذ مخططاتهم التدميرية”، حيث تغلب عليها مظاهر الضعف والشتات والفرقة التي تزيدها وهنًا.

لكن المخطط كبير وكارثي ومدمّر كما يراه السيد القائد، وكما يجهله أو يتغافل عنه ملايين العرب والمسلمين. لهذا جاءت “الصرخة في وجه الاستكبار تجلٍّ لموقف مبكر في مواجهة المشروع الصهيوني مع مطلع الألفية الثالثة”.

ويمكن النظر إلى ذلك المخطط وتأثيراته في سياق تشخيص السيد القائد لحال الأمة، حيث “العدو يحول مئات الملايين من أبناء الأمة إلى أناس غير مستعدين لحمل البندقية لمواجهته ويجعلهم تلقائياً يضعون السلاح”، مع السعي الدؤوب لـ “قتل الروح المعنوية والدوافع لتجميد مئات الملايين من أبناء الأمة، وترسيخ الهزيمة النفسية لديها”.

هذا ما ظهر في نموذج القضية الفلسطينية كمثال، وما آلت إليه هذه القضية في الوجدان العربي الإسلامي. يقول السيد القائد: “عندما نتأمل واقع الأمة ما قبل 20 عاماً نجد اليوم ضعفاً كبيراً في تفاعل الشعوب مع القضية الفلسطينية. ذلك الضعف في التفاعل الشعبي مع هذه القضية، بحسب السيد القائد، “جرأ الأنظمة على أن تتخذ مواقف سلبية”.”

ولأن “العدو لا يهدف فقط إلى السيطرة الجغرافية على أمتنا، بل إلى السيطرة على الأفكار والثقافات والولاءات والعداوات”، فإن “الصورة النهائية التي يمكن أن نتصورها وفق المخطط الصهيوني هي السيطرة على مكة والمدينة ومساحة واسعة من البلاد العربية”. فهو يسير في مسار تصاعدي للوصول إلى غاياته الكارثية والتدميرية والاستباحة للأمة. ومن دلائل ذلك ما يحصل في غزة والضفة والقدس وفي فلسطين عمومًا وفي سوريا وغيرها، حيث تبدو تصريحات ترامب حول قناة السويس المصرية أحد كواشف “مشروع الاستباحة الذي لن يستثني أحدًا”.

في مقابل هذا استمر السيد القائد في كلمة اليوم في مخاطبة حالة الوعي العربي الإسلامي، حول مقومات الأمة الضخمة، والقدرات الهائلة، حيث الجغرافية المتنوعة والاستراتيجية بثقلها العالمي، والإمكانات الهائلة، والكتلة البشرية الضخمة التي تصل إلى ملياري مسلم… وهي إمكانات كفيلة بأن تمنح العرب والمسلمين المناعة والعزة، فهي ليست “أمة صغيرة، محدودة العدد، ضعيفة الإمكانات، محدودة الجغرافيا، يمكن للأعداء حسم المعركة معها بكل سهولة”؛ ولذا يؤكد السيد القائد أن “أمتنا تغفل عن مقوماتها وإمكاناتها وعناصر القوة فيها، بينما الأعداء يدركون حقيقة ذلك”.

وهو بهذا يحث الأمة أفرادًا وجماعات للنهوض، والأخذ بأسباب النصر ومواجهة مخططات الأعداء، إذ يبرز الدور اليمني في خطابات السيد عبد الملك كنموذج طليعي مقاوم يمكن للأمة البناء عليه للخروج من حالة الوهن التي هي سمتها الراهنة، في ظل أحداث متراكمة تشجع الأمة للمبادرة والأخذ بأسباب النصر وهزيمة العدو، كما يفعل اليمن اليوم مع العدو الأمريكي الغربي الصهيوني.

مقالات مشابهة

  • سيف بن زايد يزور كاتدرائية المسيح المخلّص في موسكو
  • العراق يجدد رفضه القاطع لكل الاعتداءات الصهيونية المتكررة على سوريا
  • مخاطر توجه الحركة الصهيونية اليهودية لاستهداف الأمة من منظور خطاب السيد القائد
  • لماذا أحرق هتلر اليهود ؟
  • عبد المسيح: فلتكن العدالة التربوية أولوية لا شعارًا
  • البابا وإسرائيل وأكذوبة الحضارة اليهودية ـ المسيحية
  • لماذا يترك بعض النيجيريين المسيحية لصالح المعتقدات الأفريقية؟
  • الإخوان المسلمون في مواجهة الحملة الصهيونية.. أبعاد المؤامرة وواجبات المرحلة
  • صحيفة يديعوت الصهيونية : خروج حرائق القدس عن السيطرة
  • هل يتعرّض كل البشر لفتنة المسيح الدجال؟.. الإفتاء تجيب