خطيب المسجد الحرام يحث على تقوى الله والالتزام بكتابه الكريم
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
ذكّر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الله بن عواد الجهني بتقوى الله سبحانه وتعالى في مطلع خطبته.
وأضاف أن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمؤمن من أمن الناس بوائقه.
بث مباشر لخطبتي وصلاة الجمعة من #المسجد_الحرام بمكة المكرمة.#يوم_الجمعة #اليوم https://t.co/jaAegTYal8— صحيفة اليوم (@alyaum) August 25, 2023التحذير من دعوة المظلوم
وأشار إلى أن سيدنا أبو بكر الصديق كان من أقواله: اتق الله بطاعته، وأطع الله بتقواه.
كما حذر الشيخ الدكتور عبد الله بن عواد الجهني من دعوة المظلوم، مشيرا إلى أن ما أقبل عبد بقلبه على الله عز وجل إلا جعل الله قلوب المؤمنين تنقاد إليه بالرحمة والمودة.
وقال خطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الله الجهني: اتقوا الله والتزموا بكتابه الكريم وهدي نبيه
فيديو | خطيب المسجد الحرام عبدالله الجهني: اتقوا الله والتزموا بكتابه الكريم و هدي نبيه#الإخبارية pic.twitter.com/zs2R2JxUmO— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) August 25, 2023
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عودة المدارس عودة المدارس عودة المدارس اليوم مكة المكرمة إمام وخطيب المسجد الحرام المسجد الحرام
إقرأ أيضاً:
خطبة الجمعة بالمسجد الحرام: إذا ملك المرء نفسه وأطاع ربه فإنه يكون من أولي الألباب
ألقى الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله -عز وجل-، وذكره، وعدم الاغترار بالحياة الدنيا.
وقال: إن من دأب المخلصين من عباد الله، ذوي البصائر النيرة، والعقول الراجحة، دوام الأخذ بأسباب السعادة، وكمال الحرص على سلوك مسالك الفوز وسبل النجاة، رغبة منهم في حسن العاقبة وكرم المآل.. وكثيرًا ما يعرض القرآن للمدح لهم، والثناء عليهم، بكريم خصالهم، وجميل صفاتهم، كما قال سبحانه: ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أولو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّه وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّه بِه أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْه رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاة وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَة وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَة السَّيِّئَة أولٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ﴾.
وبين فضيلته بعض أوصاف أولي الألباب، وفي الطليعة منها: الوفاء بالعهد الذي قطعه المرء على نفسه، والالتزام بالأوامر والنواهي التي أمر الله بها أو نهى عنها، والوفاء بالعهد الذي بينه وبين الناس، من عقود ومعاملات، وأداء للأمانات، لا يخل به ولا ينكص عنه، وكذلك عدم النقض للميثاق الذي وثقه بالله، وأشهد على المضي فيه والاستمرار عليه، لا يحمله على عدم الوفاء أو على النكث به إغراء المادة وبريقها، أو تلويح بالسراب الخادع؛ فعهد الله تعالى واجب الوفاء حتمًا، ونقض الميثاق خطيئة كبرى، تنذر بالهلكة وسوء المصير.
وأضاف بأن من صفات أولي الألباب الحميدة صلة الأرحام، والإحسان إليهم، والصبر على ما يصدر منهم من أذى، وما يبدر منهم من جفوة وملام، كما جاء في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: “قال الله عزَّ وجلَّ: أنا اللهُ، وأنا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وشَقَقْتُ لها اسْمًا مِنَ اسْمِي، فمَنْ وصَلَها وصَلْتُه، ومَنْ قَطَعَها قَطَعْتُهُ”. أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود والترمذي في سننهما بإسناد صحيح.
كذلك من صفات أولي الألباب الجليلة الخشية من الله، ومخافة مقامه، والخوف من عذابه، ومن مناقشة الحساب يوم القيامة فإن “مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ”. كما جاء في الصحيحين عن السيدة عائشة رضي الله عنها مرفوعًا. وحري بمن كان على هذه الحال أن يستمسك بالحق والهدى، ولا يميل عنهما اتباعًا لهواه، فيكون ممن أثنى الله عليهم بقوله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّه فَصَلَّىٰ﴾.
وواصل قائلاً: من صفات أولي الألباب التي ينبغي أن يحرص المرء على التحلي بها: الصبر في مختلف دروبه، صبر على طاعة الله، وما يقتضيه من إخلاص وبذل جهد، وصبر عن معصيته سبحانه، وما يوجبه من لجم للنفس، وكبح لجماحها، وحجزها عن النزوات والهفوات، وصبر على أقدار الله المؤلمة، وما يستلزمه من رضا واحتساب وتسليم. والعباد يتفاوتون في ذلك؛ فمن كان أعظم صبرًا واحتسابًا كان أجزل أجرًا وأكثر ثوابًا ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.
وأفاد فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط بأن من صفات أولي الألباب أيضًا إقامة الصلاة المكتوبة، بحدودها ومواقيتها، وركوعها وسجودها وخشوعها، على الوجه الشرعي المَرضي، الذي أمر به وبينه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، دون إخلال بها، أو تشاغل عنها بصوارف الحياة. وكذا الإنفاق مما آتاهم الله من رزق على من يجب الإنفاق عليه، من أهل وولد وقرابات، وعلى من يندب الإنفاق فيه من أوجه البر، كالصدقة على البؤساء والمحرومين، والإسهام في مشاريع تنتفع بها الأمة، من بناء للمدراس، وإنشاء للمستشفيات، ودور للأيتام، وحفر للآبار، وتمهيد للطرق، والأعمال التطوعية كافة، مما تنهض بها البلاد، وينتفع بها العباد، مع صدق النية وإخلاص القصد ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوه عِندَ اللَّه هُو خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا﴾. علاوة على درء السيئة بالحسنة، ومقابلة القبيح بالجميل، ومدافعة الشر بالخير، والأذى بالإحسان، امتثالاً للأدب القرآني، الذي أدب الله به عباده في قوله عز اسمه: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِي أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَه عَدَاوَة كَأَنَّه وَلِي حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾.
وأكد فضيلته أن المرء إذا ملك نفسه، وألزمها سلوك الجادة، وسار بها في سبيل النجاة وطريق السعادة، ونأى بها عن أسباب التهلكة، وجنبها مسالك البوار والخسران، فإنه يكون بهذا من أولي الألباب، الذين رفع الله قدرهم، وأعلى منزلتهم، وبين ما أعدَّ لهم في دار كرامته، ومستقر رحمته، من الجزاء الضافي والأجر الكريم، فقال عز من قائل: ﴿ أولٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَة يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾.
وأفاد الشيخ الخياط بأن على العكس من ذلك الفريق الصالح، والطائفة الراشدة، والفئة الفائزة، من كان على النقيض منهم في جميل صفاتهم، وكريم خلالهم، وهم الذين لا يوفون بعهد الله من بعد تأكيده وتغليظه وتوثيقه عليهم، بل يقابلونه بالنقض والإعراض، ويقطعون ما أمر سبحانه وتعالى بوصله من الإيمان والعمل الصالح وصلة الأرحام، ويفسدون في الأرض بالكفر والإثم والصد عن سبيل الله، فهؤلاء الذين توعدهم الله بالطرد والإبعاد من رحمته، مع ما أعدَّ لهم في نار جهنم يوم القيامة من سوء المصير، فقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّه مِن بَعْدِ مِيثَاقِه وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّه بِه أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أولٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَة وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾.
عياذًا بالله من ذلك. حاثًا المسلمين على تقوى الله عز وجل، والعمل على الأخذ بصفات أولي الألباب الأخيار، والحذر من صفات الفجار الأشرار، لتطيب حياتهم، وتستقيم أحوالهم، وينالوا رضوان الله عز وجل.