ذكرى انطلاق الحملة الصليبية السابعة.. ملحمة عسكرية تجلت على أرض مصر
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
تحل اليوم 25 أغسطس، ذكرى الحملة الصليبية السابعة والتي انطلقت عام 1248 بقيادة الملك لويس التاسع من فرنسا، وخرجت الحملة الفرنسية باتجاه الشرق، حيث كان هدفها استعادة بيت المقدس من المسلمين، وجاءت إلى مصر واستطاعت احتلال دمياط، وفى أثناء زحفها إلى القاهرة انهزمت عند مدينة المنصورة ثم فارسكور وآلت الحملة إلى الفشل وتم أسر الملك لويس التاسع وانتهت برحيل الصليبيين عن مصر.
وهزم الصليبيين فى معركة أطلق عليها اسم «الحربية» والتى وقعت فى غزة وسقوط بيت المقدس فى أيدى المسلمين فى 1244 استشعر ملوك أوروبا أن ممالكهم فى الشام صارت على وشك السقوط تباعا فى أيدى المسلمين، فراحوا يتحالفون ويعدون العدة للقيام بحملة كبيرة للاستيلاء على مصر لإخراجها من دائرة الصراع وإضعاف الجبهة العربية حيث أدركوا أن مصر بمثابة ترسانة للعالم الإسلامى وحجر عثرة أمام طموحاتهم فى الاستيلاء على بيت المقدس والشرق.
واستعد الأوروبيون بحملة كبيرة للاستيلاء على مصر لإخراجها من الصراع أطلق عليها "الحملة الصليبية السابعة"، إذ أنهم أدركوا، بعد هزيمة حملتهم الخامسة على مصر، ثم هزيمتهم في معركة هربيا عند غزة، وضياع بيت المقدس منهم، أن مصر بإمكانياتها البشرية والاقتصادية هي ترسانة العالم الإسلامي وقلعة التصدي لطموحاتهم في الاستيلاء على بيت المقدس والشرق.
كان لويس التاسع، الذي عرف فيما بعد بالقديس لويس، من أشد المتحمسين لقيام تلك الحملة، فراح يروج لها في أنحاء أوروبا، ولدى بابا الكاثوليك اينوسينت الرابع (Pope Innocent IV). وأثناء انعقاد مجمع ليون الكنسي الأول عام 1245 أعلن اينوسينت الرابع تأييده ومباركته للحملة التي كان يجهز لها لويس التاسع.
وأرسل «اودو» الكاردينال الفراسكاتي للترويج للحملة في أنحاء فرنسا، وفرضت ضرائب على الناس لتمويل الحملة، ووافقت جنوة ومارسيليا على تجهيز السفن اللازمة، أما فينيسيا فقد رفضت المشاركة خوفًا على مصالحها التجارية الواسعة مع مصر.
جهز الصليبيون حملتهم خلال ثلاث سنوات، وحاولوا إقناع المغول بالتحالف معهم لتطويق وإرباك العالم الإسلامي، إلا أنهم أخفقوا في إقامة هذا الحلف لأن المغول كانت لهم طموحاتهم وخططهم الخاصة.
احتلال دمياط
وتوجهت الحملة نحو دمياط ونجحت في الاستيلاء عليها واحتلالها، وبعد نحو ستة أشهر خرج الصليبيون من دمياط ومعهم سفنهم توازيهم في النيل، وبعد بضعة معارك مع المصريين وصلوا في 21 ديسمبر إلى بحر أشموم يعرف الآن بالبحر الصغير، ولم يفصل بينهم وبين المصريين إلا النيل.
وأحاط الصليبيون معسكرهم بالأسوار والخنادق ونصبوا المجانيق، وحاولوا بناء جسر ليعبروا عليه إلى الضفة الأخرى، وهنا انقض عليهم المصريون وأمطروهم بالقذائف النارية وأفسدوا خطتهم وفي تلك الأثناء توفي السلطان الصالح أيوب وأخفى القصر وزوجته شجرة الدر نبأ موته حتى لا تفسد عزيمة المصريين.
أمسك المماليك جيدا بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطاي الجمدار، الذي أصبح القائد العام للجيش المصري، وتمكن المماليك من تنظيم القوات المنسحبة، ووافقت شجرة الدر -الحاكم الفعلي للبلاد- على خطة الأمير بيبرس البندقداري باستدراج القوات الصليبية ومحاصرتها في كمين محكم داخل مدينة المنصورة.
وأمر بيبرس بتأهب الجنود والعوام داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام واقتحمت القوات الصليبية المنصورة بعد أن ظن فرسانها أنها خاوية من الجنود والسكان، واندفعوا نحو قصر السلطان للاستيلاء عليه، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية وهم يصيحون كالرعد القاصف وأخذوهم بالسيوف من كل جانب ومعهم العربان والعوام والفلاحون يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة.
قد وضع العوام على رؤوسهم طاسات نحاس بيض عوضًا عن خوذ الأجناد وسد المصريون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الصليبيين الفرار، وراح بعضهم يلقون بأنفسهم في النيل للنجاة فابتلعتهم المياه.
وفي مايو عام 1250، بعد احتلال دام أحد عشر شهراً وتسعة أيام ، سلم لويس التاسع دمياط وغادرها إلى عكا مع أخويه و12 ألف أسير كان من ضمنهم أسرى من معارك سابقة. ولم يرجع لويس إلى وطنه فرنسا بل آثر البقاء في مدينة عكا بعد أن سمح لأخوته ومعظم نبلائه بالسفر إلى فرنسا، وحملهم رسائل إلى ملوك أوروبا يطلب فيها النجدة والمدد عله يتمكن من إحراز نصر في الشام يمسح به وصمة الفشل والهزيمة التي لحقت به في مصر. لكنه اضطر للعودة إلى فرنسا بعد أربع سنوات بعد أن توفيت والدته «الملكة بلانش» التي كانت تدير شؤون الحكم في فرنسا وقت غيابه.
وعبر وصف المؤرخ الصليبي «ماثيو باريس» (Matthew Paris)، عن مدى الألم الذي شعر به الصليبيون بعد هزيمتهم في مصر بقوله: «كل الجيش المسيحي تمزق إرباً في مصر، وا أسفاه، كان يتكون من نبلاء فرنسا، وفرسان الداوية والاسبتارية وتيوتون القديسة ماري وفرسان القديس لازاروس».
وكانت الحملة الصليبية السابعة آخر الحملات الصليبية الكبيرة على مصر، ولم يتمكن الصليبيون قط من إعادة الاستيلاء على بيت المقدس. وكان من نتائجها انتهاء العصر الأيوبي وبزوغ نجم المماليك كقوة ضاربة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى أيديهم هزم المغول وتحررت عكا وجيوب الصليبيين على ساحل الشام.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الملك لويس التاسع دمياط مدينة المنصورة على مصر
إقرأ أيضاً:
السيب يحافظ على لقب درع الوزارة للكرة الطائرة للمرة السابعة على التوالي
واصل الفريق الأول للكرة الطائرة بنادي السيب عزفه المنفرد على ساحة الكرة الطائرة العمانية، بعدما توّج مساء اليوم بلقب مسابقة درع وزارة الثقافة والرياضة والشباب للكرة الطائرة، عقب فوزه على نادي مجيس بنتيجة بثلاث أشواط دون رد، في المباراة النهائية التي احتضنتها الصالة الرئيسية بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، ليضيف السيب الدرع السابع على التوالي إلى خزائنه، مؤكداً تفوقه الكبير وهيمنته المطلقة على اللعبة محليًا. وأقيم ختام المسابقة برعاية سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري، وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي، وبحضور عدد من الشخصيات الرياضية والإدارية، إلى جانب جماهير غفيرة ساندت الفريقين على مدرجات الصالة.
مجريات اللقاء
شهد الشوط الأول من نهائي درع وزارة الثقافة والرياضة والشباب للكرة الطائرة انطلاقة نارية بين السيب ومجيس، حيث دخل الفريقان اللقاء بحماس كبير ورغبة واضحة في فرض السيطرة مبكرًا، وسط أجواء جماهيرية رائعة في الصالة الرئيسية بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر.
وبدأ السيب التسجيل بضربة ساحقة من إسماعيل الحيدي، ردّ عليه المحترف سامان من مجيس بنقطة ذكية وسريعة، قبل أن يمنح المحترف عبيد التقدم لمجيس وسط تألق لافت في الإرسال والضرب الساحق. وشهدت الدقائق التالية ارتباكًا في استقبال السيب، مما منح مجيس الأفضلية، لكن سرعان ما تدارك السيب الموقف وعادل النتيجة عند النقطة 3-3. واشتعلت المواجهة بسجال قوي في النقاط، حيث تقدم السيب بإرسال مباشر من المحترف الروسي بوجدان، قبل أن يعود مجيس بالتعادل 4-4 بعد خطأ إرسال من بوجدان نفسه. واستمرت المباراة بنقاط متبادلة، فتقدم السيب ثم تعادل الفريقان، وتبادل الطرفان التقدم عدة مرات، وسط تألق المحترف عبيد في الهجوم ورد قوي من أرتيم نجم السيب.
وبلغت الإثارة ذروتها عند النقطة 12-12، لكن السيب استطاع أن يحسم الشوط لصالحه في اللحظات الحاسمة، مستفيدًا من تركيزه في الكرات القصيرة والإرسالات القوية، لينهي الشوط الأول بتفوق معنوي كبير بنتيجة ٢٥-٢٢.
ودخل السيب الشوط الثاني بثقة عالية وروح قتالية واضحة، بعدما كسب الشوط الأول، وبدأ التسجيل سريعًا عن طريق المتألق سعود المعمري، الذي واصل تألقه اللافت في الهجوم. تبعته نقطة ثانية عبر الروسي بوجدان بعد تبادل قوي بين الفريقين، قبل أن يضيف اللاعب نفسه النقطة الثالثة بضربة ساحقة.
واستغل السيب خطأ كبس من عبيد لاعب مجيس، ليحصل على نقطة مجانية، ثم واصل بوجدان عزفه الخاص في الملعب مسجلاً نقطة خامسة ليوسع الفارق إلى 5- صفر، وسط ذهول لاعبي مجيس. ولم يتوقف نجم السيب، بل أضاف نقطتين متتاليتين من ضربات قوية، ليصل الفريق إلى نتيجة 7- صفر، في انطلاقة مثالية. من جانبه، أحرز محترف مجيس كريستيان أول نقطة لفريقه، لكن هلال المقبالي ارتكب خطأ في الإرسال، ليرد السيب بسرعة ويضيف نقطة أخرى. وقدم السيب أداءً فنيًا متكاملًا في هذا الشوط، سواء من حيث التغطية الدفاعية أو الحسم الهجومي، بفضل تناغم الثلاثي سعود وأرتيم وبوجدان. ووصلت النتيجة إلى 12-4 ثم 18-7، وسط حالة انهيار واضحة في صفوف مجيس، الذي ظهر بروح مهزومة وارتكب لاعبوه العديد من الأخطاء، ما صعّب عليهم مجاراة الإيقاع العالي للسيب. ليُنهي “الآمبراطور” الشوط الثاني بتفوق كاسح بنتيجة (25-12)، معززًا تقدمه بشوطين دون رد.
بدأ الشوط الثالث بإيقاع مغاير، حيث أظهر مجيس رغبة في العودة إلى أجواء المباراة، وافتتح التسجيل لأول مرة في اللقاء عبر هود الجلبوبي. لكن رد السيب لم يتأخر، إذ عاد بوجدان سريعًا ليعادل النتيجة. ورغم محاولة المحترف كريستيان إعادة التقدم لمجيس، إلا أن خطأ إرسال من عبيد منح السيب التعادل من جديد. وتقدّم السيب بنتيجة 4-2 بعد ضربتين قويتين من سعود المعمري، أكد بهما تفوقه في الإرسال. وعاد هود الجلبوبي ليقلّص الفارق بعد تبادل طويل للكرة، لكن أرتيم وجه رسالة قوية بضربة ساحقة اخترقت حائط صد مجيس بلا رحمة. وواصل الثلاثي أرتيم وبوجدان وسعود، إلى جانب آدم الجلبوبي، تقديم فاصل هجومي مميز عبر ضربات ذكية ومخادعة أربكت مجيس. ورافق ذلك حماس جماهيري كبير وإثارة متواصلة، خاصة مع تقارب النقاط. ورغم أن السيب حافظ على أفضليته طوال فترات الشوط، إلا أن مجيس أظهر انتفاضة حقيقية بعد النقطة العاشرة، وبدأ في ملاحقة السيب نقطةً تلو الأخرى، مهددًا بفرض شوط رابع. لكن السيب أظهر شخصية البطل، وتمسك بعزيمته نحو اللقب، فاستعاد التوازن سريعًا وحسم الشوط الثالث بنتيجة (25-21)، ليُتوج بلقب درع الوزارة للمرة السابعة على التوالي عن جدارة واستحقاق.
أدار اللقاء النهائي طاقم تحكيمي دولي مميز، عكس الحيادية والانضباط في إدارة مجريات المباراة. وتكوّن الطاقم من الحكم الدولي بدر السيابي كحكم أول، وساعده الحكم الدولي أحمد العجمي كحكم ثانٍ، فيما تولى مهمة المراقب الفني الحكم الدولي حمد الريامي. وأسندت مهام مراقبي الخطوط إلى كل من حمد خيرالله وهشام الهنائي، بينما تولى محمود العلوي مهمة المسجل الإلكتروني، وكان محمود أمبوعلي مسجلاً للمباراة.
السلام ثالثا
من جانب أخر خطف نادي السلام المركز الثالث عقب فوزه المثير على نادي البشائر بثلاثة أشواط مقابل شوطين، في مواجهة شهدت تقلبات درامية وامتدت حتى الشوط الفاصل، لتكون واحدة من أكثر مباريات البطولة إثارة وحماسًا.
بدأت المباراة بتفوق نسبي للبشائر، الذي دخل بثقة وحسم الشوط الأول (25-22) بفضل ضربات المحترفان إسلام وسامان. لكن السلام ردّ بقوة في الشوط الثاني وفرض سيطرته، لينهيه بنتيجة عريضة (25-16) وسط تألق جماعي وانسجام كبير في الاستقبال والهجوم. الشوط الثالث حمل عودة للبشائر، الذي استثمر أخطاء السلام وخطفه (25-19)، ليقترب من الحسم.
إلا أن السلام قلب الطاولة في الشوط الرابع، وقدم أداءً مذهلاً على صعيد الإرسال والتغطية الدفاعية، لينهيه بنتيجة (25-14)، فارضًا التمديد إلى الشوط الحاسم. في الشوط الخامس، لعبت خبرة السلام وثباته الذهني دورًا حاسمًا، ليخطفه بنتيجة (15-11) ويحسم المباراة لصالحه. وبهذا الفوز، نال السلام الميدالية البرونزية عن جدارة، بينما اكتفى البشائر بالمركز الرابع رغم أدائه البطولة، في مباراة ستظل واحدة من أجمل مواجهات مسابقة درع الوزارة.