تحل اليوم 25 أغسطس، ذكرى الحملة الصليبية السابعة والتي انطلقت عام 1248 بقيادة الملك لويس التاسع من فرنسا، وخرجت الحملة الفرنسية باتجاه الشرق، حيث كان هدفها استعادة بيت المقدس من المسلمين، وجاءت إلى مصر واستطاعت احتلال دمياط، وفى أثناء زحفها إلى القاهرة انهزمت عند مدينة المنصورة ثم فارسكور وآلت الحملة إلى الفشل وتم أسر الملك لويس التاسع وانتهت برحيل الصليبيين عن مصر.

 

إسرائيل تروي قصة هزيمتها أمام مصر في حرب أكتوبر بفيلم الرصيف.. فيديو علامات مضيئة في حياة عمر المختار.. في ذكرى ميلاده الـ165

وهزم الصليبيين فى معركة أطلق عليها اسم «الحربية» والتى وقعت فى غزة وسقوط بيت المقدس فى أيدى المسلمين فى 1244 استشعر ملوك أوروبا أن ممالكهم فى الشام صارت على وشك السقوط تباعا فى أيدى المسلمين، فراحوا يتحالفون ويعدون العدة للقيام بحملة كبيرة للاستيلاء على مصر لإخراجها من دائرة الصراع وإضعاف الجبهة العربية حيث أدركوا أن مصر بمثابة ترسانة للعالم الإسلامى وحجر عثرة أمام طموحاتهم فى الاستيلاء على بيت المقدس والشرق.

واستعد الأوروبيون بحملة كبيرة للاستيلاء على مصر لإخراجها من الصراع أطلق عليها "الحملة الصليبية السابعة"، إذ أنهم أدركوا، بعد هزيمة حملتهم الخامسة على مصر، ثم هزيمتهم في معركة هربيا عند غزة، وضياع بيت المقدس منهم، أن مصر بإمكانياتها البشرية والاقتصادية هي ترسانة العالم الإسلامي وقلعة التصدي لطموحاتهم في الاستيلاء على بيت المقدس والشرق.

كان لويس التاسع، الذي عرف فيما بعد بالقديس لويس، من أشد المتحمسين لقيام تلك الحملة، فراح يروج لها في أنحاء أوروبا، ولدى بابا الكاثوليك اينوسينت الرابع (Pope Innocent IV). وأثناء انعقاد مجمع ليون الكنسي الأول عام 1245 أعلن اينوسينت الرابع تأييده ومباركته للحملة التي كان يجهز لها لويس التاسع.

وأرسل «اودو» الكاردينال الفراسكاتي للترويج للحملة في أنحاء فرنسا، وفرضت ضرائب على الناس لتمويل الحملة، ووافقت جنوة ومارسيليا على تجهيز السفن اللازمة، أما فينيسيا فقد رفضت المشاركة خوفًا على مصالحها التجارية الواسعة مع مصر.

جهز الصليبيون حملتهم خلال ثلاث سنوات، وحاولوا إقناع المغول بالتحالف معهم لتطويق وإرباك العالم الإسلامي، إلا أنهم أخفقوا في إقامة هذا الحلف لأن المغول كانت لهم طموحاتهم وخططهم الخاصة.

 

احتلال دمياط

وتوجهت الحملة نحو دمياط ونجحت في الاستيلاء عليها واحتلالها، وبعد نحو ستة أشهر خرج الصليبيون من دمياط ومعهم سفنهم توازيهم في النيل، وبعد بضعة معارك مع المصريين وصلوا في 21 ديسمبر إلى بحر أشموم يعرف الآن بالبحر الصغير، ولم يفصل بينهم وبين المصريين إلا النيل.

وأحاط الصليبيون معسكرهم بالأسوار والخنادق ونصبوا المجانيق، وحاولوا بناء جسر ليعبروا عليه إلى الضفة الأخرى، وهنا انقض عليهم المصريون وأمطروهم بالقذائف النارية وأفسدوا خطتهم وفي تلك الأثناء توفي السلطان الصالح أيوب وأخفى القصر وزوجته شجرة الدر نبأ موته حتى لا تفسد عزيمة المصريين.

أمسك المماليك جيدا بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطاي الجمدار، الذي أصبح القائد العام للجيش المصري، وتمكن المماليك من تنظيم القوات المنسحبة، ووافقت شجرة الدر -الحاكم الفعلي للبلاد-  على خطة الأمير بيبرس البندقداري باستدراج القوات الصليبية ومحاصرتها في كمين محكم داخل مدينة المنصورة.

وأمر بيبرس بتأهب الجنود والعوام داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام واقتحمت القوات الصليبية المنصورة بعد أن ظن فرسانها أنها خاوية من الجنود والسكان، واندفعوا نحو قصر السلطان للاستيلاء عليه، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية وهم يصيحون كالرعد القاصف وأخذوهم بالسيوف من كل جانب  ومعهم العربان والعوام والفلاحون يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة.

قد وضع العوام على رؤوسهم طاسات نحاس بيض عوضًا عن خوذ الأجناد وسد المصريون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الصليبيين الفرار، وراح بعضهم يلقون بأنفسهم في النيل للنجاة فابتلعتهم المياه.

وفي مايو عام 1250، بعد احتلال دام أحد عشر شهراً وتسعة أيام ، سلم لويس التاسع دمياط وغادرها إلى عكا مع أخويه و12 ألف أسير كان من ضمنهم أسرى من معارك سابقة. ولم يرجع لويس إلى وطنه فرنسا بل آثر البقاء في مدينة عكا بعد أن سمح لأخوته ومعظم نبلائه بالسفر إلى فرنسا، وحملهم رسائل إلى ملوك أوروبا يطلب فيها النجدة والمدد عله يتمكن من إحراز نصر في الشام يمسح به وصمة الفشل والهزيمة التي لحقت به في مصر. لكنه اضطر للعودة إلى فرنسا بعد أربع سنوات بعد أن توفيت والدته «الملكة بلانش» التي كانت تدير شؤون الحكم في فرنسا وقت غيابه.

وعبر وصف المؤرخ الصليبي «ماثيو باريس» (Matthew Paris)، عن مدى الألم الذي شعر به الصليبيون بعد هزيمتهم في مصر بقوله: «كل الجيش المسيحي تمزق إرباً في مصر، وا أسفاه، كان يتكون من نبلاء فرنسا، وفرسان الداوية والاسبتارية وتيوتون القديسة ماري وفرسان القديس لازاروس».

وكانت الحملة الصليبية السابعة آخر الحملات الصليبية الكبيرة على مصر، ولم يتمكن الصليبيون قط من إعادة الاستيلاء على بيت المقدس. وكان من نتائجها انتهاء العصر الأيوبي وبزوغ نجم المماليك كقوة ضاربة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى أيديهم هزم المغول وتحررت عكا وجيوب الصليبيين على ساحل الشام.

 

لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الملك لويس التاسع دمياط مدينة المنصورة على مصر

إقرأ أيضاً:

شاهد.. السحب تتصاعد وتعانق جبال الوادي المقدس بسانت كاترين

تتصاعد السحب يوميا إلى قمم جبال سانت  كاترين  لتعانق الجبال في مشهد فريد لا يتكرر في أي مكان في العالم.

يقول صالح عوض، الدليل البدوي والمصور الفوتوغرافي، إنه في بداية فصل الشتاء تتصاعد السحب وتنخفض درجة الحرارة في قمم الجبال إلى ما دون الصفر، ويصعد السياح فوق قمم الجبال ليشاهدوا شروق الشمس وتصاعد السحب.

فيما قال محمد حسن جبلي، دليل بدوي، إن رحلات صعود الجبال تنتعش  في فصل الشتاء، حيث تصنع السحب لوحات من الطبيعة تبهر السياح فما أجمل الشتاء على قمم جبال سانت كاترين.

وقد شهدت مدينة سانت كاترين إقبالا كبيرا من السياح من مختلف الجنسيات لمشاهدة تعانق السحب مع الجبال في بداية موسم الشتاء وانخفاض درجة الحرارة الذي يصل لتحت الصفر.

في سياق متصل، استقبلت مدينة سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء 500 سائح من مختلف جنسيات العالم، للاستمتاع بأجوائها الشتوية ومشاهدة غروب وشروق الشمس من قمة جبل موسى أعلى قمة جبلية بمصر، وزيارة الأماكن السياحية بها وعلى رأسها دير سانت كاترين، وذلك رغم انتشار الشائعات حول إخلاء الدير.

وقال مبروك الغمريني، رئيس مدينة سانت كاترين، إن المدينة تشهد كل يوم تزايد أعداد السائحين القادمين إليها عن اليوم الآخر، واستقبلت اليوم 500 سائح من مختلف الجنسيات، بواقع 410 سائحين أجانب، و 90 زائرا مصريا، مشيرًا إلى أن السياحة الداخلية تنتعش بالمدينة خلال العطلات الأسبوعية، خاصة أن المدينة تعتمد على السياحة اليومية وسياحة العطلات والأعياد.

وأوضح رئيس المدينة  أن الـ 500 سائح حرصوا على زيارة دير سانت كاترين أمس، الثلاثاء، علاوة على زيارة المناطق السياحية الدينية به، بالإضافة إلى السائحين الذين هبطوا من قمة الجبل. 

وأكد أن عددا كبيرا من السائحين سيصعدون جبل موسى في رحلة ليلية لصعود الجبل والانتظار على قمته حتى صباح اليوم التالي  للاستمتاع بمشهد الشروق، وذلك برفقة دليل بدوي للحفاظ على سلامتهم.

وأكد أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات التأمينية للحفاظ على سلامة السائحين الذين صعدوا الجبل في رحلة ليلية، والتأكيد على كل دليل بدوي بمتابعة الفوج الخاص به، وتقديم المساعدة لهم.

وتلقى مدينة سانت كاترين اهتماما كبيرا من الدولة المصرية، حيث تم إنشاء مشروع التجلي الأعظم بمدينة سانت كاترين بتعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما فازت مدينة سانت كاترين بجائزة أفاسو التي أعلنها ونظمها  الاتحاد الأفريقي الآسيوي للسياحة كأفضل مدينة للأديان والسلام العالمي.

 

قمم جبال سانت كاترين FB_IMG_1730885994621 FB_IMG_1730572453633~2 FB_IMG_1730572467357~2 FB_IMG_1730572484122~2 FB_IMG_1730572465063~2 FB_IMG_1730572469723~2

مقالات مشابهة

  • على مسرح مكتبة الإسكندرية.. ملحمة فنية لذوي الهمم في حب مصر «قلب صافي»
  • تتكون من 23 عضو.. تعرف على اللجنة الدائمة بالمجمع المقدس
  • فابريزيو رومانو: ليفربول يستحق التقدير على إبقاء لويس دياز
  • روح الجزائر.. ملحمة الحرية
  • شاهد.. السحب تتصاعد وتعانق جبال الوادي المقدس بسانت كاترين
  • لويس دياز: أول "هاتريك" مع ليفربول ينقلني لثقة جديدة
  • تعرف على قرارات اللجنة الدائمة للمجمع المقدس
  • القضاة الفيدرالي الأمريكي: لن نمنع المراقبين من التوجه إلى مراكز الاقتراع في سانت لويس
  • إقالة لويس فريري
  • ملحمة جلجامش برؤية فنية تشكيلية