قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في مقال له نشره عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، أن فقه الموازنات من أدق أبواب الفقه وأعظمها أثرًا وأكثرها نفعًا، فقه الموازنات صنعة الفقيه، وضرورة السياسي، ولازمة كل من تولى عملاً تنفيذًيا أو قياديًا على أي مستوى من المستويات، بل هو فقه لا غنى لأي شخص عن إدراكه فيما يتصل بشئون حياته العامة والخاصة، وهو ليس أمرًا شرعيًا بحتًا ولا أمرًا شرعيًا فحسب، بل هو ضرورة حياتية سواء في الحكم الشرعي على الأمور أم في اختياراتنا التي لا تنفك عن سائر حياتنا .


فقه الموازنات لا يقوم فقط على مجرد أن دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة على إطلاق القاعدة، بل إنه يعمل في استثناءاتها وما يلحق بها، فقد تحتمل المفسدة اليسيرة لتحقيق مصلحة عظيمة، وقد يحتمل الضرر اليسير لتحقيق النفع العظيم، وقد تحتمل المفسدة الخاصة لتحقيق المصلحة العامة، يقول العز بن عبد السلام (رحمه الله) : لا يخفى على عاقل أن تحصيل المصالح المحضة، ودرء المفاسد المحضة عن نفس الإنسان وعن غيره محمود حسن، وأن تقديم أرجح المصالح فأرجحها محمود حسن، وأن درء أفسد المفاسد فأفسدها محمود حسن، وأن تقديم المصالح الراجحة على المرجوحة محمود حسن، وأن درء المفاسد الراجحة على المصالح المرجوحة محمود حسن، واتفق الحكماء على ذلك أيضا، وكذلك الشرائع على تحريم الدماء، والأعراض والأموال، وعلى تحصيل الأفضل فالأفضل من الأقوال والأعمال.
فقه الموازنات يقوم على ترجيح مصلحة على مصلحة أخرى أو تحمل مفسدة أخف لدرء مفسدة أشد، أو تحمل مفسدة أخف لتحقيق مصلحة أكبر أو أعم، أو ترك مصلحة لتجنب مفسدة أشد، والضرر لا يُزال بضرر مثله أو ضرر أشد منه.
وعظمة هذا الفقه لا تظهر في التنظير، إنما الفيصل والمحك في التطبيق، على أن ذلك يحتاج إلى أهل الخبرة والدربة والدراية وطول الممارسة، يقول الآمدي (رحمه الله): ألا ترى أنه قد يكون فرسان سليمين من كل عيب، فيهما سائر علامات العتق والجودة والنجابة، ويكون أحدهما أفضل من الآخر بفرق لا يعلمه إلا أهل الخبرة والدربة الطويلة، قد يدرك ولا يوصف، إنما يعرفه ويدركه أهل الخبرة بالخيول وأصالتها وعتقها ونجابتها، وهكذا الأمر في التمور والعطور وسائر الموجودات والحرف والصناعات.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاوقاف وزير الأوقاف فقه الموازنات الفقه محمود حسن

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يستعرض جهود مصر لتحقيق التوازن بين ملفيّ النمو الاقتصادي والتحول الأخضر

استعرض الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة خلال لقائه اليوم، الجمعة، بميونخ مع جيسيكا روزول Jessika Roswall مفوضة البيئة والمياه والاقتصاد الدائري التنافسي الأوروبية، الجهود التي تقوم بها مصر لتحقيق توازن بين ملفيّ النمو الاقتصادي والتحول الأخضر.

ونوه الوزير عبد العاطي بإطلاق مصر أول سوق طوعية منظمة ومراقبة لشهادات خفض الانبعاثات الكربونية الطوعية في مصر.

وأعرب وزير الخارجية عن الترحيب بترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي في إطار الشراكة الاستراتيجية والشاملة، وذلك من خلال تعميق التعاون في المحاور الستة الرئيسية، وخاصة محوريّ "الطاقة المتجددة" و"دعم الصمود في مجال المياه" لما يمثلاه من ركيزتين رئيسيتين للتعاون بين الجانبين.

كما تطرق الدكتور عبد العاطي للجهود التي تقوم بها مصر في إطار تحولها لمركز إقليمي لتداول وإنتاج وتوزيع الطاقة المتجددة، مستعرضاً المشروعات التي تعاقدت عليها مؤخراً لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.

وأشاد الوزير عبد العاطي بتوقيع الجانبين المصري والأوروبي على "الإعلان المشترك حول المياه" على هامش مؤتمر المناخ COP 28، باعتبارها خطوة كبيرة في مجال التعاون البيئي طويل الأمد بين الجانبين في مجال المياه، مشيراً إلى أهمية التعاون في تعزيز الأمن المائي في مصر من خلال الإدارة المستدامة لمواردها المائية.

وتناول الجانبان - خلال اللقاء - أبرز مخرجات مؤتمر المناخ الأخير COP 29.

مقالات مشابهة

  • الأزهري يستقبل وزير الإسكان لبحث أوجه التعاون المشترك
  • وزير الأوقاف: التعاون مع محكمة النقض يعزز جهود نشر الوعي الصحيح
  • وزير الصحة يبحث الاستفادة من الخبرة الفلبينية بمجال التمريض في مصر
  • بين الصراعات والاصلاحات.. ملفات شائكة أمام الرئيس الجديد لمفوضية الاتحاد الأفريقي
  • وزير الأوقاف لحملات الحج: التزام كامل بالتعليمات السعودية لإنجاح موسم الحج
  • هل التوسل بالنبي والتبرك بمكانته أمر مشروع؟.. أمين الفتوى يجيب
  • مفاجآت ضخمة.. الأهلي يعلن تفاصيل ملعبه الجديد في الشيخ زايد «فيديو»
  • وزير الخارجية يستعرض جهود مصر لتحقيق التوازن بين ملفيّ النمو الاقتصادي والتحول الأخضر
  • وزير الأوقاف يفتتح مسجد السيدة عواطف بأكتوبر بحضور عدد من الوزراء
  • وزير الأوقاف يشهد احتفال الوزارة بليلة النصف من شعبان