شبكة اخبار العراق:
2025-04-15@15:25:53 GMT

العراق في قفص ستغادره إيران

تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT

العراق في قفص ستغادره إيران

آخر تحديث: 14 أبريل 2025 - 9:22 صبقلم: فاروق يوسف عبر العشرين سنة الماضية تُركت إيران ترتب أوضاعها في العراق، نفوذا وهيمنة وتمددا ومصادرة ووصاية حتى وصلت إلى مرحلة تطبيع مشروعها بحيث لم تعد في حاجة إلى أن تديره بنفسها أو من خلال أدواتها المباشرة. لم تعد هناك ضرورة لمبعوثيها الذين كانوا يعالجون ما يحدث من فجوات كما كان عليه الحال يوم كان قاسم سليماني زعيم فيلق القدس حيا والذي كان يقضي جل أوقاته في العراق حتى أنه قُتل هناك.

لقد انتهت المرحلة التي كانت إيران فيها تشعر بأن وجودها في العراق قد يتعرض للخطر. ليس هناك في الأفق ما ينذر بوقوع احتجاجات عاصفة كما حدث في تشرين الأول – أكتوبر 2019، كما أن مقتدى الصدر قد وصل إلى قناعة مفادها أن فوضاه قد تسبب له خسارة موقعه السياسي وتطيح كل مكتسباته. سيكون معارضا دائما لكن ضمن حدود مرسومة لا يغادرها. غير أن الأهم من ذلك كله أن مسألة الحكم قد حُسم أمرها فصارت الدولة مُلكا مسجلا باسم تحالف الإطار التنسيقي وهو مجموعة الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران علنا. كل ما قامت به إيران وما فعلته لم يقع في الخفاء، بل كان على مرأى من الولايات المتحدة. صحيح أن الأخيرة سحبت قواتها من الأراضي العراقية عام 2011 غير أنها أبقت العراق في دائرة نفوذها وتحت رعايتها ناهيك عن استمرارها عسكريا من خلال قواعدها الثابتة. الأهم من ذلك أن أموال العراق من صادراته النفطية كانت ولا تزال تذهب إلى نيويورك ومن هناك يتم تحويل ما تحتاجه الحكومة العراقية. ما هو واضح منذ البدء أن العراق كان دائما بالنسبة إلى إيران مصدر العملة الصعبة في ظل العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة عليها. وإذا كانت الطبقة السياسية الحاكمة في العراق قد وجدت في تمويل إيران بالعملة الصعبة فرصة للتعبير عن الولاء المذهبي المطعم بالفساد النادر من نوعه فإن الإدارات الأميركية كانت على إطلاع كامل على كل دولار يتم تحويله إلى إيران. وما الإعفاءات التي كانت تسمح للعراق بالتعامل اقتصاديا مع إيران خارج قانون العقوبات إلا دليل صارخ على أن كل شيء كان متفقا عليه. لقد تعاونت الولايات المتحدة وإيران على رسم صورة مستقبل العراق. وهو عراق إيراني. لا قيمة اليوم لما يتردد من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب من إيران عدم التدخل في شؤون العراق واحترام استقلاله وسيادته على أراضيه وحل ميليشياتها هناك شرطا للبدء في مفاوضات من أجل إقامة علاقات طبيعية وعودة إيران إلى المجتمع الدولي بطريقة إيجابية. كل ذلك لا ينفع العراق في شيء. فالميليشيات على سبيل المثال يمكن حلها بيسر. لكن ما سيحصل بعد ذلك أسوأ بكثير. مثال ذلك يختصره السؤال التالي “أين هي منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري والتي تأسست في إيران جناحا عسكريا للمجلس الأعلى ثم انفصلت عنه بعد احتلال العراق؟” واقعيّا وزارة الداخلية بكل أجهزتها هي منظمة بدر. ميليشيا إيرانية تحكم العراق أمنيا. لذلك فإن حل الميليشيات إن حدث من خلال العبقرية الإيرانية فإنه سيعني إذابتها في جسد الدولة العراقية. ذلك معناه أنها ستدير وزارات وفي مقدمتها وزارة الدفاع. لا أعتقد أن هناك جرعة سم أسوأ من ذلك. لا نحتاج إلى تكهنات العرافين وأخبار المنجمين في ما يتعلق بمصير العراق بعد المفاوضات المباشرة التي يعقدها الطرفان الأميركي والإيراني في مسقط. حتى لو كان ذلك المصير مدرجا في جدول الأعمال فإن إيران لن تشعر بالانزعاج. صحيح أن الأجهزة الأميركية تعرف كل شيء، ما هو معلن وما هو مخفي، غير أنها قد لا تكون راغبة في ضرب المعادلة السياسية القائمة في العراق وهي معادلة ترجح الكفة الإيرانية مئة في المئة، بل إن مَن يعملون في سياق تلك المعادلة لا يرون أية أهمية لمصلحة العراق دولة والعراقيين شعبا. لقد فقد العراق خصوصيته؛ فقد انتماءه إلى شعبه قبل أن يفقد انتماءه إلى محيطه العربي. لن تفكر الولايات المتحدة في إنقاذه وهي التي عملت على تدميره قبل أن تسلمه إلى إيران. ولو كانت غير ذلك لما احتاجت إلى التفاوض مع إيران التي ستخرج من القفص الذي سيظل العراق فيه حبيسا. إن الأمل الوحيد في خروج العراق من القفص الإيراني مرتبط بإرادة شعبه وهي إرادة تم ذبحها وتمييعها واستلابها ومصادرتها في ظل صمت أميركي.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی العراق العراق فی

إقرأ أيضاً:

خبير اقتصادي: العراق سيستمر بتوريد الغاز من إيران إذا حصل إتفاق بين واشنطن وطهران

آخر تحديث: 13 أبريل 2025 - 2:18 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، اليوم الاحد (13 نيسان 2025)، عن ثلاث نقاط محتملة التحقيق في حال تم الاتفاق على الملف النووي الإيراني في مفاوضات واشنطن وطهران، مشيراً ان هذه النقاط منقسمة بين السلبية والايجابية في تداعياتها.وأكد المرسومي في منشور عبر “فيسبوك”،أن “هناك إشارات إيجابية توحي بقرب الاتفاق حول الملف النووي الإيراني، واذا ما حصل ذلك فهناك آثار إيجابية وسلبية”.وأضاف، أن “الضغط سيزداد على أسعار النفط العالمية نتيح لإطلاق ما بين نصف إلى مليون برميل يوميا من النفط الإيراني، مما سيعزز المسار التنازلي لاسعار النفط”.واشار المرسومي الى، أن “الاتفاق سيكون له ارتدادات إيجابية على ملف الطاقة فيما يتعلق باستيراد العراق للكهرباء والغاز الإيراني، بسبب إمكانية تحويل الدولار إلى إيران من خلال النظام المصرفي”.وتوقع الخبير الاقتصادي بأن “الفجوة ستتقلص بين السعرين الرسمي والموازي للدولار مقابل الدينار، بسبب السماح بتمويل التجارة الخارجية من خلال القنوات المصرفية”.يشار الى ان المباحثات الإيرانية-الأمريكية في سلطنة عُمان تأتي في وقت بالغ الحساسية إقليميًا ودوليًا، إذ تشهد المنطقة تصعيدًا متزايدًا على أكثر من جبهة، أبرزها الحرب المستمرة في غزة، والتوترات بين إسرائيل ومحور المقاومة، فضلًا عن الضغوط المتبادلة بين طهران وواشنطن في العراق وسوريا واليمن. ويُنظر إلى هذه الجولة التفاوضية على أنها نافذة دبلوماسية نادرة قد تفتح المجال أمام تهدئة أوسع، خصوصًا مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية، وما يحمله ذلك من تغيير في نهج واشنطن تجاه الملف النووي الإيراني وملفات المنطقة.

مقالات مشابهة

  • خامنئي: لا يجب ربط شؤون إيران الوطنية بمحادثاتها مع الولايات المتحدة
  • إيران تضع العراق ضمن أولوياتها في جذب السائحين الأجانب
  • إيران تطلع العراق على مستجدات مفاوضاتها مع أمريكا وتدعو للقاء قريب
  • الخارجية الإيرانية: واشنطن هي التي حرمت مواطنيها من الاستثمار في #إيران عبر وضع قوانين معقدة
  • السوداني:عدم استهداف إيران الحبيبة استقراراً للمنطقة
  • الولايات المتحدة تحذر: هجوم عميق وكبير إذا فشلت المحادثات النووية مع إيران
  • خبير اقتصادي: العراق سيستمر بتوريد الغاز من إيران إذا حصل إتفاق بين واشنطن وطهران
  • البيت الأبيض: المحادثات مع إيران كانت “إيجابية للغاية وبناءة”
  • البيت الأبيض: المناقشات مع إيران كانت إيجابية وبناءة للغاية