ترامب: لا أحد سيفلت من العقاب على الاختلالات التجارية غير العادلة
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أحدا لن يفلت من العقاب على الاختلالات التجارية غير العادلة والحواجز الجمركية التي فرضتها الدول على الولايات المتحدة، وعلى وجه الخصوص الصين.
ترامب: لا أحد سيفلت من العقاب على الاختلالات التجارية غير العادلة وخاصة الصين.
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أحدا لن يفلت من العقاب على الاختلالات التجارية غير العادلة والحواجز الجمركية التي فرضتها الدول على الولايات المتحدة، وعلى وجه الخصوص الصين.
وأضاف: "تخضع هذه المنتجات لرسوم الفنتانيل الحالية البالغة 20%، وهي تنتقل الآن إلى فئة تعريفات مختلفة. وتعرف وكالات الأخبار الكاذبة هذا، لكنها ترفض نشره. نحن نلقي نظرة على أشباه الموصلات وسلسلة توريد الإلكترونيات بأكملها في تحقيقات تعريفات الأمن القومي القادمة. ما تم الكشف عنه هو أننا بحاجة إلى تصنيع المنتجات في الولايات المتحدة، وأننا لن نكون رهينة لدول أخرى، وخاصة الدول التجارية المعادية مثل الصين، والتي ستبذل قصارى جهدها لعدم احترام الشعب الأمريكي".
وتابع الرئيس الأمريكي: "لا يمكننا السماح لهم بمواصلة إساءة معاملتنا تجاريا كما فعلوا لعقود، لقد ولت تلك الأيام! العصر الذهبي لأمريكا الذي يتضمن تخفيضات ضريبية وتنظيمية قادمة، والتي أقر مجلسا النواب والشيوخ جزءا كبيرا منها مؤخرا، سيعني زيادةً في الوظائف ذات الأجور الأفضل، وإنتاجا للسلع في بلدنا، ومعاملة الدول الأخرى، وخاصة الصين، بنفس الطريقة التي عاملتنا بها. خلاصة القول هي أن بلدنا سيكون أكبر وأفضل وأقوى من أي وقت مضى. سنجعل أمريكا عظيمةً مجدداً!".
تأتي تصريحات الرئيس الأمريكي بعد أسبوع من فرض إداراته رسوما جمركية بنسبة 10% على معظم الواردات الأجنبية، بالإضافة إلى زيادة الضرائب على عشرات الدول، وإن كانت معظمها معلقة لمدة ثلاثة أشهر.
وفي سياق متصل، توترت العلاقات بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين مع تصاعد الحرب التجارية بين البلدين. فقد رفع ترامب الرسوم على البضائع الصينية إلى 25%، فردت الصين بفرض رسوم مماثلة لكنها حددتها كحد أقصى.
ولا تشمل هذه الإجراءات المكسيك أو كندا، اللتين تخضعان لرسوم استيراد بنسبة 25% على السلع غير المشمولة باتفاقية التجارة لعام 2020.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الرئيس ترامب رسوم جمركية المزيد الرئیس الأمریکی
إقرأ أيضاً:
د. أحمد فارس يكتب: ترامب يترنح.. هل تنتهي الحرب التجارية مع الصين ؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع دقة الساعة يترقب كل سكان الكوكب ماذا سيحدث جرَّاء الحرب التجارية التى أعلنها ترامب، وما الخسائر التى سيتحمَّلها كل فرد في العالم، خاصة وأن رفع الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى انخفاض حجم التجارة السلعية العالمية بنسبة تصل إلى 1% في عام 2025، كما أن الصدام المباشر بين أكبر دولة متقدمة في العالم وهي الولايات المتحدة وأكبر دولة نامية هي الصين، سيكون الجميع فيه خاسرًا، ولا بديل إلا التعاون الذي ينعكس على العالم بأسره.
ولم يكن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية على واردات صينية رئيسية، بما فيها الهواتف الذكية وأشباه الموصلات وأجهزة الكمبيوتر، إلا مفاجأة تكشف عن هشاشة السياسات الأحادية، وتحول لافت يسلط الضوء على قوة الاقتصاد الصيني ومرونته وقدرته على المناورة.
هذا القرار الجديد لترامب كأنه "ضربة قاضية" من بكين برز من خلالها أنها تمتلك أوراقًا قوية رابحة في هذه الحرب التجارية بتفوقها التكنولوجي الذي قامت بمضاعفة الإنفاق فيه على البحث والتطوير إلى 560 مليار دولار سنويًا وحققت فيه تحقيق اكتفاء ذاتي بنسبة 78% في صناعة الرقائق المتقدمة، فمثلا نسبة 92% من أجهزة الكمبيوتر المحمولة المستوردة لأمريكا تأتي من الصين ونسبة 87%من الهواتف الذكية في السوق الأمريكي تصنع في الصين و 45% من مكونات أشباه الموصلات تعتمد على المصانع الصينية. وبناء على ذلك فإن مسار الصراع المستقبلي قد يشهد تحولًا في موازين القوى.
لوبي التكنولوجيا وتراجع ترامب
الاعتماد الأمريكي على الصين فى قطاع التكنولوجيا على الرغم من محاولات الحد من نفوذها، حيث بلغت قيمة واردات الولايات المتحدة من التكنولوجيا الصينية 100 مليار دولار سنويًا، جعل منها اكسجين الحياة للصناعات الذكية الأمريكية ، وعكس صعوبة إيجاد بدائل سريعة وفعالة لدي ترامب وحطمت له شعاراته السياسية الشعبوية.
فأظهرت الحقائق أن قطاع التكنولوجيا العالمي بأسره يعتمد على الصناعة الصينية ففرض رسوم جمركية على المكونات والمنتجات الصينية كان سيؤدي إلى ارتفاع تكاليف تشغيل الشركات الأمريكية الكبرى للهواتف والحاسوب والمواصلات بشكل غير مقبول لثلاثة أضعاف مع تهديد مباشر لسلاسل الإمداد العالمية التي تعتمد بشكل كبير على الكفاءة الصينية ومحاولة فصلها ستكون مكلفة للغاية وغير عملية على المدى القصير والمتوسط.
ووفقًا لجامعة ييل، كانت الرسوم الجمركية ستكلف الاقتصاد الأمريكي كثيرا حيث سيصبح ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 2.1% مع خسارة سنوية تتراوح بين 1300-5400 دولار للأسرة الأمريكية مع انخفاض متوقع في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.8% في 2025، وفطنت إدارة ترامب أن تحميل المستهلك تكلفة الحرب التجارية سيؤثر سلبًا على القدرة التنافسية للاقتصاد الأمريكي داخليًا وخارجيًا.
كما كان للوبيات التكنولوجيا في امريكا الكلمة العليا في هذه الحرب التى أعلنها ترامب حيث أثبتت أنها أقوى من الشعارات السياسية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الخاصة بالكونجرس الأمريكي لشغل المقاعد الشاغرة حديثًا وكذلك انتخاب حكام الولايات والمجالس التشريعية في بعض الولايات، بالإضافة إلى العديد من انتخابات رؤساء البلديات، ومجموعة متنوعة من المناصب المحلية الأخرى،والتى يخشي أن يخسرها الحزب الجمهوري بسبب قوة هذا اللوبي.
كما أن قطاع التكنولوجيا يمثل حسابات سياسية كبري لترامب في الولايات الحاسمة مثل أوهايو وبنسلفانيا التى تصنف كولايات صناعية حيث أن 23%من الوظائف في القطاعات الصناعية في الولاياتيين مرتبطة بصناعات تعتمد على المكونات الصينية وأن 68% من هذه الوظائف كانت مهددة بالرسوم الجمركية.
وبذلك نجحت الصين في إجبار واشنطن على التراجع للمرة الأولى، وكشفت أن "القوة الناعمة" للاقتصاد قد تهزم حتى أعتي السياسيين.
هل ستتعلم واشنطن من هذا الدرس، أم ستستمر في سياسات المواجهة المكلفة؟
هذا التراجع من قبل ترامب جعله يترنح جراء الضربة القوية الصينية ،فهل يتعلم أن الاقتصاد العالمي ليس حلبة مصارعة، وأن التراجع فرصة للعالم لإعادة تقييم الاعتماد المتبادل وأهمية الحوار والتعاون في بناء نظام اقتصادي عالمي أكثر استقرارًا وازدهارًا.
أم أن ترامب سيستمر في سياسة "العقوبات الذكية" فى الوقت الذى تعزز فيه الصين تحالفاتها مع أسواق آسيا وأوروبا، حيث أبرمت 17 اتفاقية تجارية جديدة مع دول الاتحاد الأوروبي وآسيا، كما قامت بزيادة الاستثمارات في "طريق الحرير الجديد" بنسبة 42% منذ بداية الأزمة، وقامت بتنويع أسواقها فارتفعت صادراتها للدول الآسيوية بنسبة 34% خلال عامين.
كيف ردت الصين؟
تعاملت بكين مع القرار الأمريكي بهدوء، معتبرة إياه خطوة في الاتجاه الصحيح وإن كانت غير كافية. وقد عززت موقفها بنشر كتاب أبيض يوضح الحقائق ويفضح التناقضات في السياسة الأمريكية، مؤكدة على أن حجم التبادل التجاري الضخم بين البلدين(688 مليار دولار) يجعلهما شريكين اقتصاديين لا يمكن الاستغناء عنهما بسهولة وأن "التعاون مربح للطرفين".
وأثبتت الصين أن التركيز على التنمية الاقتصادية المستدامة وبناء قاعدة صناعية وتكنولوجية قوية هو أفضل وسيلة لمواجهة التحديات الخارجية.
وأظهرت الأرقام قوة الاقتصاد الصيني ومرونته، حيث ارتفعت صادرات الصين من أشباه الموصلات إلى 385 مليار دولار في عام 2024 على الرغم من التحديات والعقوبات، مما يدل على قدرتها على الاكتفاء الذاتي والابتكار.