خلال النصف الأول من شهر رمضان الكريم، قامت الدنيا ولم تقعد على حلقة في برنامج، من تقديم عمرو متولي، والضيف المخرج عمرو سلامة، إذ ذكر الأخير رأيه بصراحة في كل من إسماعيل ياسين وصلاح أبو سيف وشادي عبد السلام، فوصف الأول بأنه أسوأ ممثل في مصر، والثاني والثالث بأنهما مبالغ في تقديرهما. وقد أثارت هذه الآراء حفيظة الغالبية، وانبرى نفر غير قليل يدافع عن هؤلاء الكبار، وينعت المخرج بأقذع الألفاظ، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي حينها وهي تهاجم المخرج وتوصمه بالفشل، واحتلت هذه الواقعة مساحة غير قليلة من الاهتمام الذي أصبح شغل الناس الشاغل لفترة غير قليلة من الوقت.
وقد ذكرتني هذه الواقعة بواقعة مشابهة في ثمانينيات القرن المنصرم، عندما أبدى عادل إمام رأيه في كل من نجيب الريحاني وفؤاد المهندس، منحازا إلى كوميديا فؤاد المهندس، وزاعما أن الريحاني لا يضحكه. وقد قامت القيامة على عادل، وهوجم بضراوة إلى حد التجريح الشخصي.
وأذكر أيضا رأى عبد المنعم مدبولي الذي انحاز ليوسف وهبي أكثر من زكي طليمات، الأمر الذي أغضب طليمات منه كثيرا.
والمسألة أننا نتعرض للحرية في أبسط صورها، وأعمق دلالاتها، وبالطبع بعيدا عن شخصنة الأمور، فمع احترامنا لكل قاماتنا الفنية المصرية، وامتنانا لما قدموه من فن أمتعنا وأبهجنا، ولكن الحب والاحترام لا يعني تقديسنا لأي منهم، ووارد النقد رغم تحفظي على الرأي السالب الذي ذكر عليهم، لا من باب التقديس، ولكن لتساؤلات سأسوقها لاحقا.
نعود لمفهوم الحرية وأهم دعائمها احترام الاختلاف مع الآخر، سواء كان صحيحا أو خطأ من وجهة نظرنا، ولهذا أجد الزوبعة التي واكبت آراء عمرو وعادل ومدبولي مبالغا فيها، وهناك مبالغة في مسألة الاحترام على نحو ينزلق إلى حد التقديس والتبجيل، وهذا أمر معيب في مجتمع يتخذ من حرية الرأي نبراسا له.
وعليه فلنحترم رأي من نختلف معه، بشرط ألا نقصيه ولا نهمشه بدعوى التجاوز في حق من نحبهم أو من نقدرهم ويحتلون مكانة غير قليلة في قلوبنا.
وبعيدا عن هذه الزوابع، هناك سؤال يلح إلحاحا شديدا، وهو: لماذا لم يدخل يوسف شاهين في دائرة المبالغ في تقديرهم؟! هل لأن يوسف شاهين يقف خلفه جيش كبير، يبدأ بشركته القوية التي يديرها أقرباؤه، وكذلك مريدوه، وهم كثر جدا، ويشكلون رأيا ضاغطا على من يختلف أو يرفض شاهين، بينما شادي وإسماعيل وصلاح هم فلتات فنية نعم، ولكن ليس هناك كيانات ضاغطة تدافع عنهم؟
مجرد سؤال طرأ على بالي بمناسبة هذه الضجة البائسة، وأجدني متعاطفا مع إسماعيل ياسين الذي هاجمه عمر الشريف بقسوة ونعته بأسوأ الألفاظ.
وأرى أن إسماعيل ياسين فنان من طراز خاص، لم ينجح أي فنان للوصول إلى قلوب الجماهير العريضة في العالم العربي كما كان إسماعيل ياسين المتعدد المواهب، من إلقاء المونولوج إلى التمثيل إلى المشاركة في التأليف وهو النجم الوحيد الذي سميت أفلام باسمه (إسماعيل ياسين في الجيش، إسماعيل ياسين في البحرية، إسماعيل ياسين في البوليس.. الخ.. الخ)
وعلى أية حال، مع كل ما ذكر لا بد من تعلم احترام قيمة الرأي الآخر سواء اختلفنا معه أم رفضناه برمته، لأن إبداء الرأي يقينا لا يُرهب، ولكن دوما يرحَب به رغما عن اختلافنا معه. هذا هو التحضر والتمدن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء رأيه إسماعيل ياسين مصر فنان مصر فنان رأي إسماعيل ياسين قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إسماعیل یاسین
إقرأ أيضاً:
بعد التعادل مع بيراميدز.. طه إسماعيل يفتح النار على كولر : «لا يملك ما يقدمه للأهلي»
هاجم طه إسماعيل، رئيس لجنة التخطيط الأسبق بالنادي الأهلي، المدير الفني السويسري مارسيل كولر، عقب تعادل الفريق الأحمر مع بيراميدز 1-1، مساء السبت، ضمن منافسات الدوري المصري الممتاز.
وقال إسماعيل، خلال تصريحات تليفزيونية، إنه لا يفهم سبب حصول كولر على إجازة لمدة 15 يومًا خلال فترة التوقف الدولي، مؤكدًا أن الفريق لا يتدرب بالشكل المطلوب، وأن المدرب فقد جزءًا كبيرًا من رصيده لدى جماهير الأهلي.
وأضاف: "الأهلي قدم واحدة من أسوأ مبارياته في تاريخه"، منتقدًا تعامل كولر مع النقص العددي في صفوف بيراميدز بعد طرد مهند لاشين، مشيرًا إلى أن المدرب اكتفى بتغييرات روتينية دون استغلال الزيادة العددية أو توظيف أشرف بن شرقي بالشكل الأمثل.
وأكد إسماعيل أنه كان من الأفضل أن يُجري كولر تغييرات في طريقة اللعب، بالتحول إلى ثلاثي دفاعي مع تعزيز الشق الهجومي، لتحقيق أفضلية واضحة في ظل تفوق الفريق عددياً.
كما انتقد تجاهل كولر لمحمد مجدي "أفشة"، معتبرًا أن اللاعب يمنح الفريق الاستحواذ والسيطرة، وكان يجب الاعتماد عليه في مثل هذه المباريات الصعبة.
وأشار إلى أن أسلوب كولر ساهم في تراجع مستوى عدد من اللاعبين أو رحيلهم عن الفريق، مثل: أليو ديانج، حمدي فتحي، أحمد عبد القادر، محمد شريف
وتابع إسماعيل: "الوقت الحالي هو الأنسب لرحيل كولر، فهو لا يملك ما يقدمه للأهلي أمام صن داونز في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا".
واختتم حديثه مؤكدًا: "يجب الإطاحة بكولر والتعاقد مع مدرب جديد يمنح الفريق دفعة معنوية قبل مواجهة صن داونز، ويبدأ الإعداد الجاد لبطولة كأس العالم للأندية. لا يجب النظر لتاريخ كولر، فـأي مدرب يمكنه حصد البطولات مع الأهلي، وسبق لمدربين محليين التتويج بدوري أبطال أفريقيا مع الفريق".