عربي21:
2025-04-15@11:29:28 GMT

رضوا أن يكونوا كلابا! (قصة من وحي السجون)

تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT

وزّع مأمور الكلاب في سجن النقب كلابه على وحدات القمع والتنكيل، سوى وحدة بقيت دون كلاب، قال في نفسه:

"لقد اعتادت كلابنا الضخمة الشرسة، بعيونها الكاسرة وشفاهها العريضة، أن تداهم غرف السجناء، تبرطم وتتلمّظ على الأسرى، تثير الرعب بسوادها الحالك، بها يكتمل مشهد الرعب وبها تحدث الجلَبة المريعة التي تنخلع لها قلوب الأسرى القابعين تحت مطارق العذاب، هذا العذاب المضاعف أضعافا كثيرة منذ حرب الطوفان.



لن تكتمل الحفلة في هذا القسم دون كلاب، فما الحلّ وأنت مأمور الكلاب المتميّز في مهنته، العظيم في خبرته، فكّر خارج الصندوق قليلا!

أليست عناصر الشرطة من "الجويم" (غير اليهود)؟ إذا هم دون تصنيفنا الجيني بكثير، قد يرتفع قليلا عن المستوى الجيني للكلاب وقد ينخفض، والأغلب أنّه ينخفض، لِمَ لا يقومون بدور الكلاب وهم في حالة المداهمة؟ فقط ما عليهم إلّا أن ينبحوا كالكلاب.

سأل قائد الفرقة:

- أين كلابك سيّدي؟

- وزّعناها جميعها ولم يتبق سوى فكرة تلعب برأسي.

- هاتها من الآخر، أسرع لننظر ما فيها.

- لِمَ لا نشرّف العناصر "الجويم" في شرطتنا بأن تقوم بمهمّة كلابنا الذكيّة؟

- إنها فكرة بديعة. ولِمَ لا؟ ما الذي يمنع؟

- وهل تراهم يوافقون؟

- إنّه شرف عظيم نمنحهم إيّاه.

طلب ضابطنا الأغرّ من هؤلاء العناصر أن تنبح لوجود نقص في الكلاب وعدم توفّر المطلوب لاقتحام هذا القسم. رحّبت هذه العناصر بالفكرة، ورأت فيها تفجيرا لمواهبها وإثباتا لصدق ولائها، ولِم لا طالما أن رضى العم شلومو يتحقّق، والراتب آخر الشهر ينزل في الموعد المحدّد. وكذلك فإنّ الكلب عندهم يحظى بمكانة عالية واحترام كبير، ليتنا نحظى بما تحظى الكلاب به.

ومع بدء الهجوم الكاسح لعشرات الشرطة المدرّعة والمسلّحة بكل أدوات القمع على قسم من أقسام سجن النقب أطلقت العناصر نباحها، اكتملت أصوات جوقة العذاب، أصوات الرصاص المطاطي وجعير فوّهات جرّات الغاز والمسبّات الفاحشة التي لا تخطر على بال بشر، إضافة إلى هذا النباح الذي يوحي بوجود الكلاب المتوحّشة.

وكان لأسرى القسم أن يأخذوا نصيبهم من العذاب، يداهمون القسم زنزانة زنزانة بأعداد كبيرة، تأخذ العصيّ بكلّ ضراوة طريقها لرؤوس وعظام أسرى قد ذوّب التجويع أجسادهم، يتهاوون كأعجاز نخل خاوية والويل لمن يحاول رفع رأسه أو المقاومة، هذا يأخذ ضعفا من العذاب ولا يتركونه حتى يتغشّاه الموت ويقف على أعتابه الأخيرة.

بقيت الكلاب البشرية تنبح وتقوم بطقوس الولاء المزرية حتى انتهت المهمّة، تراكمت الآلام على رؤوس الأسرى وكان أثقلها: كيف لعربيّ أن يرتكس إلى هذا المستوى الذي حوّل بشريّته إلى كلب ينبح حبا وطواعية؟ هل هناك من أمّة العرب من يرتضي لنفسه هذه المهمّة الرزيّة؟

في إحدى القرى القابعة في الشمال الفلسطيني والخاضعة للاحتلال الإسرائيلي منذ سنة 1948، استيقظ الناس في الهزع الأخير من الليل على أصوات كلاب تجيد استفزاز كلاب القرية، تتحوّل القرية إلى مكلبة ونباح من كلّ صوب وحدب، كان الأمر غريبا بداية الامر، تكرّر لأيام كثيرة، ثم ما لبث أن حُلّ اللغز، هم ذاتهم الشرطة الذين يعملون في السجون ضُبطوا وهم يمارسون هذه الهواية، يخرجون للشوارع ويطلقون عقيرتهم نباحا، يحلو لهم السّمر لأنهم يعانون من النبذ والاستحقار فلا يجدون الا الكلاب رفيقة لهم في سمرهم وفكّ عزلتهم من قبل أهلهم وربعهم.

قبلوا بالمسخ من قبل مشغّليهم فرافقهم المسخ إلى عقر ديارهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الكلاب الفلسطيني السجون كلاب اسرى احتلال فلسطين سجون قضايا وآراء مدونات مدونات مدونات قضايا وآراء قضايا وآراء سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الصين تلعب ورقة العناصر السبع النادرة للرد على حرب ترامب التجارية

شدد تقرير نشره موقع "هافينغتون بوست" على استخدام الصين ورقة "العناصر الأرضية النادرة" للضغط على الولايات المتحدة في خضم حرب الرسوم الجمركية المحتدمة، موضحا أن بكين فرضت قيودا على تصدير سبعة عناصر بالغة الأهمية للصناعات التكنولوجية والعسكرية الأمريكية.

وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن أكبر اقتصادين في العالم اندمجا بطريقة شبه تكافلية خلال العشرين عامًا الماضية، والآن يهدد أي انفصال محتمل بانهيار الاقتصاد العالمي.

وأوضح الموقع أن الصين أصبحت منذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية قبل 23 عاما ترسا رئيسيا في النظام التجاري الأمريكي. فمن الهواتف الذكية إلى الألعاب، مرورًا بقطع الغيار الصناعية، تطورت شركات أمريكية بأكملها على فرضية أن الوصول إلى المنتجات الصينية أمر سهل ومضمون.

ووفقًا لمؤسسة "غولدمان ساكس"، فإن الصين تعد المورد المهيمن على أكثر من ثلث السلع التي تستوردها الولايات المتحدة.

حظر جزئي للمعادن النادرة
وأضاف الموقع أن الخطر الحقيقي في ظل الأزمة الحالية هو أن الصين تسيطر على العديد من الموارد التي يصعب على أمريكا إيجاد بدائل لها، والأكثر خطورة هي بعض المعادن التي تُستخدم بكميات ضئيلة جدا، لكنها أساسية في عدد من المنتجات عالية التقنية مثل البطاريات، ومصادر الطاقة المتجددة، والأسلحة، والأجهزة الطبية.


ومن بين هذه المعادن، تلك التي تُعرف بـ"العناصر الأرضية النادرة"، وهي الجزء الأصعب الأخطر والأصعب في عملية البحث عن بدائل، ويصفها البعض بـ"المدفعية الثقيلة" للرئيس الصيني شي جين بينغ.

وفرضت بكين قيودا على مبيعات سبعة من هذه العناصر للولايات المتحدة، وهي الساماريوم، والغادولينيوم، والتيربيوم، والديسبروسيوم، واللوتيزيوم، والسكانديوم، والإيتريوم.

وأشار الموقع إلى أن جميع هذه العناصر تتمتع بخصائص مغناطيسية كبيرة، وهي أساسية في صناعة السيارات الكهربائية، والتوربينات الهوائية، والروبوتات، والأسلحة الدقيقة، والرقائق الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وغيرها من الصناعات.

ومن بين الشركات الأمريكية التي تستخدم العناصر الأرضية النادرة الصينية، شركات كبرى مثل لوكهيد مارتن، تسلا، آبل، بوينغ، رايثيون، وهانيويل.

وذكر الموقع أن العناصر الأرضية النادرة ليست نادرة إلى الحد الذي يوحي به اسمها، لكن المشكلة الحقيقية هي أن تركيزها منخفض، ومن الصعب فصلها كيميائيا عن الصخور، وهي عملية مكلفة ومُلوِّثة وتتطلب مهارات تقنية متخصصة، ولهذا فضلت الولايات المتحدة على مر السنين إسناد عملية استخراجها إلى دول أخرى.

وتهيمن الصين حاليا على السوق، وتسيطر بشكل خاص على إنتاج العناصر الأرضية النادرة الثقيلة، وهي تحديدًا العناصر السبعة التي قيّدت بيعها جزئيا للولايات المتحدة قبل عدة أيام، حيث ينص القرار الصيني على إلزام المنتجين الصينيين بطلب تراخيص تصدير، لكنه قد يتحول إلى حظر كلي، حسب التقرير.

الأضرار المحتملة
كانت الصين فرضت قيودا على تصدير معدنين حرجين (من غير العناصر الأرضية النادرة)، وهما الغاليوم والجرمانيوم، ويُستخدمان في الأقمار الصناعية، والرقائق الإلكترونية، وأنظمة الرادار، وغيرها من الصناعات. وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حظرت الصين تمامًا بيع المعدنين إلى الولايات المتحدة.

وأوضح الموقع أن ذلك الحظر أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار لكنه لم يسبب أزمة حقيقية في الإمدادات، ويعود ذلك إلى وجود مخزون كافٍ أو الاستيراد من دول أخرى.

لكنّ الحظر الأخير، وفقا للموقع، يُحتمل أن يُلحِق أضرارًا أكبر، لأن العناصر الأرضية النادرة الثقيلة هي الأقل قابلية للاستبدال.

وتقوم الصين بتكرير ما يقرب من 98 بالمئة من المعروض العالمي، وتمتلك السيطرة الكافية لفرض الالتزام بالحظر. ووفقا لمجلة "الإيكونوميست"، فإن الحكومة الصينية قادرة على تتبع كل طن من العناصر الأرضية النادرة المستخرجة والمكررة داخل الصين ومراقبة وجهتها النهائية، كما يمكنها منع أي عمليات تصدير غير مباشرة، من خلال معرفة ما إذا كان أحد العملاء يعتزم إعادة التصدير إلى أمريكا.

وتقول ميليسا ساندرسون، الخبيرة في شؤون التعدين والمسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية: "إذا قررت الصين أن تأخذ المسألة على محمل الجد، فقد تكون الأضرار الجانبية كبيرة جدًا، لأنه في تلك الحالة ستسعى بكين إلى إغلاق كل طرق الالتفاف".

ويتوقع الموقع أن تؤدي الإجراءات الصينية إلى تناقص الكميات في فترة قصيرة، مما سيتسبب بمشكلات خطيرة لعدد كبير من القطاعات، من الدفاع إلى التقنيات الخضراء، مثل التوربينات الهوائية والمحركات الكهربائية.


ويرى الموقع أن هذا الخيار قد لا يكون في مصلحة الصين نفسها، لأنه سيؤدي إلى انخفاض الطلب، ويدفع الولايات المتحدة (وكذلك العديد من الدول الأخرى) إلى البحث عن بدائل.

وحسب الموقع، فإن ذلك قد يجعل ترامب أكثر هوسا بالسيطرة على غرينلاند وأوكرانيا، فكلاهما غني بالموارد المعدنية. وتمتلك غرينلاند 43 معدنا من أصل 50 تعتبرها الحكومة الأمريكية "معادن حرجة"، وتمتلك أوكرانيا عنصرين استراتيجيين، وهما الليثيوم والتيتانيوم.

أما الولايات المتحدة، فلديها منجم واحد فقط للعناصر الأرضية النادرة في ولاية كاليفورنيا، ومع ذلك تحتل المرتبة الثانية عالميًا، وتستخرج حوالي 12 بالمئة من المعروض العالمي، وهي تعمل على تطوير مناجم أخرى وتموّل مشاريع في عدة دول من بينها أستراليا والبرازيل وجنوب أفريقيا.

لكن جزءا كبيرا من الإنتاج الأمريكي ينتهي به الأمر في الصين ليتم تكريره هناك، وتريد الحكومة الأمريكية تقليل الاعتماد على الصين في هذا المجال، وتموّل منشأة ضخمة في ولاية تكساس، وهي الأولى من نوعها خارج الصين لتكرير العناصر الأرضية النادرة الثقيلة، حسب التقرير.

مقالات مشابهة

  • الصين تلعب ورقة العناصر السبعة النادرة للرد على حرب ترامب التجارية
  • الصين تلعب ورقة العناصر السبع النادرة للرد على حرب ترامب التجارية
  • السجيني: مشهد الكلاب الضالة في الشوارع لا يليق.. فيديو
  • اتهام شخصين بالتسبب فى نفوق 3 كلاب ضالة بمدينة 6 أكتوبر
  • سعودي مشارك في اشتباكات عتق والتمثيل بجثة قتيل في زنجبار
  • محافظة الإسكندرية تكثف حملات تطعيم كلاب الشوارع ضد السعار
  • بالصور.. كلاب ضالّة تفتك بـ 42 رأسًا غالبيتها ”نوادر“ بصفوى
  • وفاة نزيل إيراني في أحد السجون العراقية
  • كاتس: جيش الاحتلال الإسرائيلي سيوسع عمليته العسكرية في القسم الأكبر من غزة