التجمع الوطني المسيحي في القدس: الاحتلال يحوّل أحد الشعانين إلى فصلٍ دامٍ
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحيي المسيحيون في مدينة غزة “أحد الشعانين”، في كنيسة “القديس برفيريوس” الأرثوذكسية، احتفالا بـ”دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس”، وأعلنت النيابة البطريركية في قطاع غزة، السبت، عن تزيين كنيسة “القديس برفيريوس” بالقطاع استعدادا لإحياء “أحد الشعانين”.
وقال التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة في بيان له على مواقع التواصل الإجتماعي أنه ومع بزوغ فجر أحد الشعانين، في لحظةٍ تتوشّح فيها الأرض بالبركة وتنبض الأرواح بصلوات الخلاص، أطلت آلة الاحتلال الإسرائيلي كجزءٍ من تصعيد مستمر في سجلّ جرائمه المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني، كاشفة عن وجهها الاستعماري الإجرامي، لتُمطر المستشفيات بالقذائف والمصلّين بالقمع، في تجلٍّ صارخ لحرب شاملة تستهدف الروح والإنسان، وتنهش الحياة في معناها، والإيمان في قدسيته.
وتابع، حيث قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، وهو صرحٌ طبي لا يحمل فقط رسالة علاج، بل يُجسّد امتدادًا لعقيدة الرحمة، ويُعدّ أحد أبرز معالم الشهادة الإنسانية في زمن القتل والمذابح الاسرائيلية. لم يكن التهديد المسبق إلا نذير جريمة مكتملة الأركان، نُفّذت بدم بارد، وحوّلت هذا المشفى إلى ركام، حيث احترقت الأسِرَّة قبل أن تبرأ الجراح، وسقطت الجدران على أوجاع من احتموا بها.
الاحتلال يحوّل أحد الشعانين إلى فصلٍ دامٍوأضاف، وفي مشهد بالغ القسوة، تقشعر له ضمائر الأحرار، طُرد العشرات من الجرحى والمرضى من دفء العلاج إلى صقيع الأرصفة، يفترشون الألم ويلتحفون الغياب، وفي وسط هذا الخذلان الإنساني، صعدت روح طفلةٍ جريحة، إلى بارئها، على مرأى من صمتٍ دوليٍّ يُدين نفسه قبل أن يُدين المعتدي.
وأكمل، أما القدس، فكان لها من أحد الشعانين نصيبٌ آخر من الجرح؛ إذ أُغلقت أبوابها بوجه المصلين، ومُنعوا من الوصول إلى كنائسهم، في جريمة تطال الحق الإيماني ذاته، وتنتهك بشكل صارخ الحضور المسيحي الأصيل في المدينة المقدسة، وتحاول، دون جدوى، اختزال قدسية مدينتنا في احتلالٍ زائل.
وتابع، وفي ذروة هذه الفصول المأساوية، اغتالت آلة الحرب الإسرائيلية سبعة من اخواننا بينهم ستة أشقاء، في مجزرة جديدة غرب دير البلح، تُضاف إلى سجلّ طويل من القتل الجماعي الذي لم يعد يُحرّك ساكنًا في ضمير العالم.
وفي تعقيبه، قال ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة:
“ما نشهده اليوم هو حرب متعدّدة الأبعاد تُشنّ على الوجود الفلسطيني بكافة تجلياته: استهداف الجسد في غزة، وسحق الروح في القدس، وتجريف الذاكرة في كل شبر من هذه الأرض المقدسة. قصف المستشفى الأهلي المعمداني لا يُقاس فقط بأعداد الضحايا، بل بعمق الجرح الذي أصاب معنى الرحمة نفسه، ومنع الصلاة في القدس هو محاولة لإخماد النور الذي لم ينطفئ منذ دخل المسيح عليها حاملاً بشارة السلام. هذه محاولات اجرامية مُنظمة وبائسة لاجتثاث شعبنا الفلسطيني من تاريخه، من إيمانه، من وجوده. ولكننا نُقسم أن الكنائس والمساجد ستظل شاهدة، والقبور ستظل تصرخ، والأرض ستظل تنبض بعناد شعب لا يموت.”
وأختتم التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة بيانه: إننا في التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، نؤكد أن هذا الاحتلال، مهما أوغل في وحشيته وتجبّره، عاجزٌ عن طمس قداسة الأرض، أو كسر إرادة الحياة المتجذّرة في وجدان شعبنا. ستظلّ القدس مشكاة النور الإلهي التي لا تنطفئ، وستبقى غزة وهجًا للحق في وجه الظلمة، وسيبقى شعبنا الفلسطيني، المجبول بالإيمان والعناد النبيل، واقفًا في وجه الإبادة، ثابتًا حتى يتحرر التراب وتُستعاد العدالة، مهما طال زمن الظلم وتواطأ العالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحد الشعانين غزة الاحتلال الإسرائيلي أحد الشعانین
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يحرم آلاف المسيحيين الفلسطينيين من دخول القدس في أحد الشعانين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حرم الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد الموافق 13 إبريل 2025م، آلاف المسيحيين الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية من الوصول إلى مدينة القدس المحتلة للمشاركة في احتفالات أحد الشعانين، الذي يُصادف الأحد الأخير قبل عيد الفصح المجيد، ويحيي ذكرى دخول السيد المسيح إلى القدس، وذلك في مشهد يعكس استمرار المعاناة والقيود المفروضة على الحريات الدينية.
قداديس محدودة في كنيسة القيامة وسط إجراءات مشددةأقامت الكنائس المسيحية الشرقية والغربية قداديس أحد الشعانين في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة في القدس، بحضور عدد محدود من المصلين، غالبيتهم من سكان القدس وفلسطينيي الداخل. وقد ترأس القداديس بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، ثيوفيلوس الثالث، وبطريرك القدس للاتين، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بمشاركة عدد من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات.
تصاريح محدودة وإجراءات تعجيزية على الحواجزوفرضت قوات الاحتلال إجراءات عسكرية مشددة على مداخل البلدة القديمة وحواجز القدس، مانعة الفلسطينيين من العبور دون تصاريح خاصة، تُصدر بعد “فحص أمني” يُشترط فيه تحميل تطبيق إلكتروني، وغالبًا ما تُقابل الطلبات بالرفض. ووفق الأب إبراهيم فلتس، نائب الرئيس العام لحراسة الأرض المقدسة، فقد أصدرت سلطات الاحتلال فقط 6 آلاف تصريح من أصل نحو 50 ألف مسيحي في الضفة.
الكنائس ترفع الصلاة من أجل السلام… والاحتفالات تغيبوفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر، ألغت الكنائس كافة مظاهر الاحتفال بعيد الشعانين، مكتفية بالصلوات والقداديس. ورغم القيود، من المقرر أن تُقام مسيرة شعانين تقليدية بعد ظهر اليوم تنطلق من كنيسة “بيت فاجي” إلى كنيسة القديسة حنّة داخل أسوار البلدة القديمة، ويترأسها البطريرك بيتسابالا.
شعائر في مدن الضفة وأمل في غزة وسط الرماد
وأُقيمت صلوات أحد الشعانين في كنائس مدن الضفة الغربية، مثل بيت لحم ورام الله وأريحا ونابلس وجنين، فيما شهدت غزة إقامة قداديس رغم الظروف الصعبة، في كل من كنيسة العائلة المقدسة للاتين وكنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، وسط صمود روحي لشعب يتوق للحرية والخلاص.