ألقى الدكتور نظير محمد عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- كلمة تحت عنوان: "مكافحة ومناهضة حرب الشائعات"، خلال الندوة التي نظمتها مديرية التربية والتعليم والتعليم الفني بمحافظة شمال سيناء.

مفتي الجمهورية: هناك محاولات ممنهجة لطمس الهوية الوطنية تستوجب وقفةً واعيةمفتي الجمهورية: نعيش حالة من الترويج المنظم للباطل تحت مسميات براقة

وحذر مفتي الجمهورية، من بعض الشائعات التي تروجها المنصات الإلكترونية والتي تعمل على تغيير الحقائق، كجعل القدس عاصمة لإسرائيل، أو تلك التي تقلل من الحضارة العربية والإسلامية، أو تلك التي تنكر دور الحضارة المصرية القديمة، أو الترويج لتلك المصطلحات البراقة، كمصطلح الحرية التي يروج لها البعض وأن الإنسان حر، وأن القيود التي تفرض على الشاب أو الفتاة من الأسرة أو المدرسة أو المجتمع أو الدين، ما هي إلا قيود تتنافى مع العقل والمبدأ الإنساني، وهذه كلها شائعات ينبغي مواجهتها والعمل على وأدها.

 

وأكد مفتي الجمهورية، أن حرب الشائعات أخطر من الحرب المادية، فالحرب المادية آثارها محدودة، أما الشائعات فهي أشد فتكًا؛ لأنها إذا تمكنت من الإنسان وصارت مبدأ ومسلكًا له، قضت على الأخضر واليابس، فضلًا عن أنها تقضي على الجوانب المادية والروحية، بل إن الحرب المادية يمكن العمل على معالجة آثارها.

مفتي الجمهورية: هناك محاولات ممنهجة لطمس الهوية الوطنية تستوجب وقفةً واعيةمفتي الجمهورية: نعيش حالة من الترويج المنظم للباطل تحت مسميات براقة

أما حرب الشائعات فأثرها خطير وجرحها عميق، بل ربما تمر السنون ولا يستطيع الإنسان أن يقضي على تلك الآثار، خصوصًا وأن هذه الشائعات قد تصل إلى الدين أو النفس أو العرض أو الاقتصاد أو البنيان والعمران، موضحًا أن مروج تلك الشائعات يتخذ من الأدوات والمرغبات لترويج هذه الشائعات دون أن ينظر إلى المشروع وغير المشروع من تلك الأدوات والوسائل. 

وتابع مفتي الجمهورية: وإننا عندما نتحدث عن الشائعات نتأكد أننا أمام حرب، وأن الدول والأمم والمجتمعات تعمل على مواجهة تلك الحروب وفق الأدوات والأساليب التي تتناسب معها، حتى تستطيع أن تواجه هذه الحروب بما يناسبها.

وأوضح أننا ونحن نتحدث اليوم مع أبنائنا وبناتنا الذين ننظر إليهم نظرة فخر وإجلال، وننتظر منهم المزيد -نريد أن يكون الحديث معهم عن حرب الشائعات التي ربما تقلل من شأن الماضي، ومن قيمة الحاضر، ولا تعبأ بالمستقبل، ومعنى هذا أننا إذا لم نهتم بالماضي وننظر نظرة إجلال للحاضر، ونقرأ المستقبل ونعمل على الاستعداد له، فإن ذلك يؤدي إلى إيجاد شخصيات ممسوخة الهوية، وعقول فارغة، مشيرًا إلى أنه ربما نقع فيها بقصد أو بدون قصد، ونعمل على ترويجها بدافع منفعة أو بدافع التنمر أو السخرية أو الحسد والغيرة.

وأضاف مفتي الجمهورية، أن حروب الشائعات يُنظر إليها من خلال الدول القوية على أنها أعظم تأثيرًا من الحروب الفعلية، ولعل التاريخ يبين لنا: كيف أن أممًا ودولًا أزيلت، وكيف أن حضارات قُضي عليها بسبب شائعة، والتي قد تكون فكرة أو كلمة أو خبرًا يتناقله المجتمع دون أن يكون له رصيد من الحق أو أساس من الصحة، مبينًا أننا أمام أحد الأمراض الخطيرة التي تظهر في المجتمعات خصوصًا بين الشباب، فالشائعة لا تتوقف عند حد الاتهام في العرض أو الدين أو الكرامة، وإنما تتجاوز ذلك إلى مقدرات الدول وقدراتها ومكانتها، أو التشكيك في النوايا والمراد وما هو بداخل كل إنسان فينا، دون أن يكون هناك شاهد أو بينة أو تثبُّت من تلك الأخبار.

وبيَّن مفتي الجمهورية، أن الشرائع السماوية بشكل عام، والشريعة الإسلامية بشكل خاص -تحذر من الشائعة، وتبين قبح هذه الأفكار الكاذبة التي يكون القصد منها حصد الكرامة، والتطاول على العرض، والتنمر على الناس، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}، مؤكدًا أن المسلم الحقيقي هو الذي يُنصت جيدًا، ثم يتثبَّت من هذه الأخبار، وأن المروءة تقتضي الستر وعدم الخوض في عرض الناس، فنحن أمام مسألة خطيرة نحتاج أن نترفع عنها، فالشائعة سهلة الوصول الآن نتيجة هذه المنصات الإلكترونية، والتي تعمل على سلب الشعوب أثمن ما تملكه، وأعز ما تستند إليه، وهي الكرامة والشرف عن طريق بث الأخبار الكاذبة من خلال الأفراد والجماعات التي لا ترعى لله عز وجل حرمةً، ولا للإنسانية كرامة.

وشدد مفتي الجمهورية، على أن خطورة الشائعة لا تتوقف على حد الأفراد والمجتمعات، وإنما تمتد لتمثل خطورة على الأمن القومي، عن طريق التشكيك في مقدرات الدولة أو اقتصادها، بل قد تؤدي إلى قتل الناس ماديًّا ومعنويًّا، والخروج عن الأعراف والقيم النبيلة والأخلاق الرفيعة، والتطاول على الأنفس، وأن الواجب علينا أن نتثبت من كل ما نسمع ولا نتحدث بكل ما نسمع، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع))، وأن أسباب الشائعات تتمثل في: ضعف الإيمان، والأمراض النفسية التي يعاني منها مروج الشائعة، والضعف العقلي وقلة الوعي العلمي.

وأشار المفتي إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لنا الغاية المثلى التي جاء بها ومن أجلها، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق))، ومن صالح الأخلاق ضبط هذا اللسان، ومن بين ما نهى الله عنه الكلمة الخبيثة، والشائعة من جملة الكلمات الخبيثة التي تؤدي إلى صد الناس عن دين الله عز وجل، وتتبع عورات الناس، والبحث عن زلاتهم، والسعي في تدمير الدول والانتقاص من مقدراتها والتحقير من قدر الشعوب، فنحن أمام حرب علينا أن نواجهها بالتثبت من الأخبار، ونقل المعلومة من مصادرها الصحيحة، وضرورة التفكر والتدبر فيما يلقى أمامنا من أخبار، والرقابة الذاتية، ثم التخلق بأخلاق الدين خصوصًا عند التعامل في المنصات الإلكترونية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الشائعات المنصات الإلكترونية شائعات خطيرة تغيير الحقائق حرب الشائعات المزيد المنصات الإلکترونیة مفتی الجمهوریة حرب الشائعات

إقرأ أيضاً:

جامعة الإسكندرية تنفي استقالة 117 طبيبًا

نفت مصادر بجامعة الإسكندرية، الشائعات المتداولة عبر بعض المواقع الإخبارية، والمنشورة على صفحات التواصل الاجتماعي حول تقدم 117 من أطباء المستشفيات الجامعية باستقالتهم، معتبرًا تلك الشائعات مغلوطة تهدف بتأجيج الرأي العام، ومحاولة إفشاء الشائعات بين المواطنين.

لا يوجد عجز في الأطباء

وأكد المصدر أن الجامعة هي التي أعلنت عن وظائف خالية، للأطباء المنتدبين وليس للأطباء الأساسيين كإجراء روتيني لهؤلاء الأطباء لاستكمال دراستهم العليا.

3 رسائل لقداسة البابا تواضروس في قداس أحد الشعانين بالإسكندرية.. صوروزير العدل يفتتح فرعين للتوثيق في الإسكندرية ويتفقد محكمة الاستئنافبالصور.. وزارة النقل تكشف تقدم أعمال تركيب الكمرات بمشروع مترو الإسكندرية

وتابع المصدر، إن مستشفيات جامعة الإسكندرية، لا يوجد بها عجز في الطاقم الطبي، سواء التمريض، أو الأطباء، أو المساعدين، أو الفنيين، أو الإداريين، ويتم تسكين أطباء جدد سنويا وفق إعلانات التكليفات، وكل هذه الأخبار عارية تماما من الصحة.

جامعة الإسكندرية تعلن عن حاجتها لأطباء

وأعلنت جامعة الإسكندرية على مرحلتين هذا العام حاجتها لما يزيد عن350 طبيبا في سبتمبر الماضي، وتم تسكينهم بالفعل، وبعد حدوث مستجدات مثل التحويل، والاعتذار، والقيام بمهام عمل أخرى، تم الإعلان عن خلو 117 وظيفة لطبيب منتدب، من الوظائف الإكلينيكية لأطباء المقيمين من مستشفيات جامعة الإسكندرية ومعهد البحوث الطبية.

وكانت قد أصدرت جامعة الإسكندرية بيانا قالت فيه، أنه تقرر انعقاد جلسة تكميلية علنية يوم السبت الموافق 26 أبريل للأطباء خريجي كلية الطب دور أكتوبر 2022 ودور أبريل 2023 وأسنان 2021، والذين سبق لهم أن أبدوا رغبتهم أن يكونوا في قائمة الاحتياطي للاختيار من تلك الوظائف وذلك حسب الترتيب والمجموع التراكمي المطلق لنفس الدفعة.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يؤكد على المكانة المحورية لشمال سيناء
  • عياد: التشدد في الدين نوع من التطرف.. و«المنصات الإلكترونية» جزء من فوضى الفتاوى
  • مفتي الجمهورية يزور مصابي غزة بمستشفى العريش العام .. صور
  • مفتي الجمهورية: المنصات الإلكترونية جزء من فوضى الفتاوى والتسيب الأخلاقي
  • مفتي الجمهورية يتفقد مستشفى العريش العام ويطمئن على المصابين الفلسطينيين
  • شحادة: عهدنا أن نبني الجمهورية القوية التي يستحقها أهلنا
  • الشرائع حذرت منها.. المفتي للطلاب: حروب الشائعات قضت على دول وحضارات
  • جامعة الإسكندرية تنفي استقالة 117 طبيبًا
  • شرطة أبوظبي تحذر من الشائعات والمعلومات المغلوطة