احتل اليمن المرتبة الخامسة عالمياً من حيث المخاطر التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية، وفقاً للتقرير السنوي لبرنامج الأغذية العالمي الذي أكد أن القيود التي فرضها الحوثيون ونقص التمويل يشكلان تحديات على قدرته في استمرار تقديم المساعدات.

وبحسب التقرير القُطري السنوي لعام 2024 للبرنامج الأممي صدر في ابريل 2025م، فقد ظل اليمن طوال العام «بيئة عالية المخاطر»، حيث تمت مواجهة مجموعة من المخاطر شملت محاولات التدخل، وضعف الرقابة على المساعدات، وقيود التمويل، وديناميكيات الصراع المتزايدة التعقيد.

وأكد البرنامج أن اليمن لا يزال ضمن فئة المخاطر الأعلى في ملف المخاطر القُطرية للأغذية العالمي، حيث احتل المرتبة الخامسة بين أعلى مستويات المخاطر من بين جميع عمليات البرنامج البالغ عددها 85 عملية في جميع أنحاء العالم.

وبشأن ظروف عمل البرنامج الأممي، بيّن التقرير أن الديناميكيات السياسية في مناطق سيطرة الحوثيين تسببت في فرض قيود وتأخيرات أثرت سلباً على العمليات والأنشطة الإنسانية ومراقبة الوصول.

كما أن النقص في التمويل الذي برز نتيجة لتغير أولويات المانحين والمنافسة بين عمليات الطوارئ في دول مختلفة، شكّل تحدياً لقدرته في الحفاظ على استمرارية العمليات الإنسانية على نطاق واسع.

ومع أن الأمم المتحدة نددت علناً وفي أكثر من مناسبة بحملة الاعتقالات التي نفذها الحوثيون وطالت أكثر من 70 من العاملين لدى المنظمات الأممية والدولية الإنسانية، إلا أن تقرير الأغذية العالمي تناولها بلغة ناعمة جداً.

وقال البرنامج: إن التوترات الجيوسياسية أدت إلى ارتفاع المخاطر التي تهدّد سلامة الموظفين وسلامة العمليات؛ «ما أدى إلى احتجاز موظف من برنامج الأغذية العالمي وآخرين يعملون في المجال الإنساني».

تقدم كبير

على الرغم من هذه العقبات، يذكر التقرير أن المكتب القُطري لبرنامج الأغذية العالمي أحرز تقدماً كبيراً في عملية إعادة الاستهداف والتسجيل في مناطق سيطرة الحوثيين ومناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً على السواء. وذكر أنه هدف من هذه الجهود ضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، وزيادة شفافية البرامج والمشاريع التابعة له وتعزيز الاستقلالية التشغيلية.

وقال التقرير إن البرنامج استمر في تعزيز قدراته على إدارة المخاطر المؤسسية من خلال الاستثمار في أنظمة وصفها بالفعالة لتعقب وتتبع السلع وتعزيز آليات وأنظمة رقابة متعددة المستويات.

وأشار البرنامج إلى أنه فعَّل مجموعة من استراتيجيات إدارة المخاطر، منها مبدأ «لا توزيع دون رقابة»: لدعم نزاهة البرامج والمشاريع والتخفيف من مخاطر تسرب المساعدات الغذائية وحرفها عن مسارها.

وإلى جانب ذلك، تم إدماج إدارة المخاطر في عملية صناعة القرار التشغيلي من خلال المشاركة الفاعلة لوحدة إدارة المخاطر التابعة للمكتب القطري في لجان الحوكمة، فضلاً عما تلعبه من دور استشاري فاعل.

وأكد البرنامج الأممي أنه تم إيلاء اهتمام وتركيز خاصّين بمراقبة المخاطر وتحديد مدى قبول المكتب التعامل معها، ووضع أدلة ومبادئ توجيهية تشغيلية تشمل مجالات المخاطر الرئيسية، بما في ذلك مجال مراقبة وصول المساعدات، وإدارة بيانات المستفيدين، والتعامل مع الادعاءات والممارسات المحظورة.

وحتى نهاية العام الفائت، أوضح البرنامج أنه تم تنفيذ جميع توصيات المراجعة الداخلية، باستثناء إجراءات الاستهداف والتسجيل التي لا تزال قيد التنفيذ، وقال إن التقييم المؤسسي الطارئ لاستجابة برنامج الأغذية العالمي في اليمن (2019 - 2024) الذي تم إطلاقه عمل على تعزيز أطر المساءلة، وأنه من المتوقع أن تكون مخرجات هذا التقييم خلال العام الحالي.

تقليص المساعدات

وفق التقرير، تجلّت القيود المالية والتشغيلية في الانخفاض الكبير في حجم المساعدات التي يقدمها برنامج الأغذية، فمع تعليق أجزاء كبيرة من العمليات الإنسانية خلال معظم العام، انخفض عدد الأشخاص الذين تلقوا المساعدات بنسبة 44 في المائة مقارنة بعام 2023. كما انخفضت كمية المساعدات الغذائية الموزعة بنسبة 81 في المائة.

وبالإضافة إلى ذلك، انخفضت التحويلات النقدية المقدمة بالدولار بأكثر من النصف. وفي حين أثر ذلك في المقام الأول على الأنشطة في مناطق سيطرة الحوثيين، فقد تأثرت كذلك مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً بانقطاع المساعدات بسبب نقص التمويل، حيث قدّم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية بحصص مخفَّضة لمعظم الأشخاص المستفيدين من المساعدات في جميع أنحاء البلاد.

ونتيجة لنقص التمويل، اضطر برنامج الأغذية العالمي في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي إلى تعليق برنامج الوقاية من سوء التغذية بشكل كامل، ما ترك 2.4 مليون طفل وامرأة وفتاة حامل ومرضع عرضة للخطر دون أي دعم أو مساعدات.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: برنامج الأغذیة العالمی إدارة المخاطر مناطق سیطرة

إقرأ أيضاً:

متطلبات كفاءة معامل الاختبار والمعايرة.. برنامج تدريبي بمعهد تكنولوجيا الأغذية

ينظم معهد تكنولوجيا الأغذية برنامج تدريبي داخلي لقسم بحوث الأغذية الخاصة والتغذية بعنوان متطلبات كفاءة المعامل طبقا لمواصفة “ ISO/IEC 17025:2017 ”.

يأتي هذا بناء على توجيهات وزير الزراعة علاء الدين فاروق وتحت رعاية أ.د عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، وذلك في إطار حرص معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية على تنمية قدرات الكوادر العاملة به في مجال اعتماد التحاليل المعملية لرفع كفاءتهم ومهاراتهم واستمرارا للنشاط التدريبي.  


وأشار الدكتور السيد شريف مدير المعهد الى أن نظام أو مواصفة الأيزو 17025 يعد أحد أهم المعايير الدولية التي تحدد المتطلبات العامة لكفاءة مختبرات الفحص والمعايرة. هذه المواصفة مرت بعده إصدارات لتواكب التطورات في مجال الجودة والمعايير الدولية فأول إصدار رسمي للمواصفة صدر في ديسمبر 1999 بالتعاون بين المنظمة الدولية للمعايير (ISO) مع اللجنة الدولية الكهروتقنية (IEC).

 ثم تلا ذلك الإصدار الثاني والذي صدر في مايو 2005 حيث ركز بشكل أكبر على تطبيق نظام إدارة الجودة، ووافق جزئيا مع مواصفة ISO 9001:2000 أما الإصدار الحالي والمعتمد حتى اليوم، صدر في 2017 و يتميز بتركيز أكبر على التفكير المبنى على المخاطر ، و مرونة أكثر في إدارة الأنشطة الفنية والإدارية و توافق أكبر مع متطلبات ISO 9001:2015 .

و من أهم فوائد تطبيق هذا المعيار ضمان الجودة، ضمان دقة النتائج ، الاعتراف الدولي حيث أن المختبرات المعتمدة وفق هذا المعيار تحظى باعتراف عالمي، مما يسهل التعاون وتبادل النتائج دولياً ، تحسين الأداء الداخلي حيث يشجع المعيار على التحسين المستمر من خلال مراجعة العمليات وتصحيح الأخطاء ،  زيادة ثقة العملاء حيث يعزز  المعيار من ثقة العملاء في دقة وكفاءة نتائج المختبر.


ومن جانبه أكد الدكتور عاطف عشيبة وكيل المعهد للإرشاد والتدريب ان هذا المعيار يمثل إطاراً أساسياً لضمان دقة النتائج وجودة العمليات داخل المختبرات، ويستخدم على نطاق واسع من قبل المختبرات التي تسعى للحصول على الاعتراف الدولي بكفاءتها. 

وعليه فإن تطبيق هذا المعيار يعد خطوة هامة لرفع كفاءة المختبرات وتعزيز مصداقيتها. فهو يضمن أن المختبر يعمل وفق أفضل الممارسات الدولية من حيث الدقة الفنية وجودة الإدارة. يهدف البرنامج الى تعريف المتدربين ببنود مواصفة ايزو 17025(ISO/IEC 17025:2017)‏ أو المتطلبات العامة لكفاءة مختبرات الفحص والمعايرة.

 يتضمن معيار الأيزو 17025   اصدار 2005 قسمين رئيسيين: القسم الأول المتطلبات الإدارية وهذه تشمل نظام إدارة الجودة، ضبط الوثائق، المراجعة الداخلية، ومعالجة الشكاوى.

 أما القسم الثاني المتطلبات الفنية وهذه تغطي كفاءة العاملين، صيانة الأجهزة، صلاحية الطرق المستخدمة، تتبع المعايرة، وضبط جودة النتائج. إلا أن الإصدار الجديد(2017) للمواصفة القياسية تضمن خمسة أقسام هي: المتطلبات العامة وتشمل الحيادية والسرية - المتطلبات الهيكلية والتي تغطي طبيعة المنظمة ومركزها القانوني - الاحتياجات من الموارد ويهتم هذا الجزء بمتطلبات ركائز وموارد تشغيل المختبر متضمنة شئون فريق العمل ومكان وبيئة المختبر وكذلك أجهزته ومعداته - متطلبات العملية والتي تشمل مراحل إجراء الاختبار/المعايرة بدءً من التعاقد مع العميل واختيار طريقة الاختبار والتحقق منها واللايقين في القياسات، وحتى إصدار شهادات وتقارير النتائج ومروراً بالشكاوى وحالات عدم المطابقة - متطلبات الإدارة.

مقالات مشابهة

  • باجعالة: حريصون على تمكين المكاتب الميدانية وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية
  • نائب وزير الخارجية يبحث مع برنامج الغذاء العالمي سبل تعزيز الدعم الإنساني
  • غرفة تجارة وصناعة عُمان تدشّن الدفعة الخامسة من برنامج المدير المالي العُماني بمحافظة جنوب الشرقية
  • «الأغذية العالمي»: نواجه نقص تمويل في سوريا
  • مسؤولة أممية تؤكد أن 60 ألف طفل بغزة دون الخامسة يعانون من سوء التغذية
  • مسؤولة أممية: 60 ألف طفل بغزة دون الخامسة يعانون من سوء التغذية
  • برنامج الأغذية العالمي: انخفاض الحد الأدنى للإنفاق على سلة الغذاء في ليبيا إلى 4.86%  
  • برنامج الأغذية العالمي: انخفاض ملحوظ في الأسعار بليبيا  
  • متطلبات كفاءة معامل الاختبار والمعايرة.. برنامج تدريبي بمعهد تكنولوجيا الأغذية