الجزيرة:
2025-04-15@07:23:47 GMT

هل بدأ المستهلك الأميركي ينهار؟

تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT

هل بدأ المستهلك الأميركي ينهار؟

أطلقت أحدث البيانات والمؤشرات الصادرة في الولايات المتحدة تحذيرات قوية حول متانة المستهلك الأميركي، الذي يُشكّل العمود الفقري للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.

ففي ظلّ ارتفاع الأسعار، وعودة السياسات الجمركية المتشدّدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، بدأت تظهر علامات واضحة على تعثّر مالي متزايد لدى المستهلكين الأميركيين.

ارتفاع غير مسبوق في التعثرات الائتمانية

وخلال نتائج الربع الأول، أعلنت مجموعة "جيه بي مورغان" البنكية أن نسبة القروض المتعثّرة وغير القابلة للتحصيل في قطاع بطاقات الائتمان قد وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 13 عاما. وأشارت الصحيفة إلى أن معدّل "الشطب" -وهو مقياس لحجم القروض التي تُعتبر رسميا خاسرة- تجاوز الآن المعدلات المسجّلة قبل جائحة كورونا، وهذا يُنهي فترة طويلة من الأداء الائتماني القوي للمستهلكين أثناء فترة الدعم الحكومي الواسع.

نسبة حاملي بطاقات الائتمان الذين يسدّدون الحدّ الأدنى المطلوب من المدفوعات قد بلغت أعلى مستوى لها منذ 12 عاما (رويترز)

في السياق ذاته، أفاد بنك الاحتياطي الفدرالي في فيلادلفيا أن نسبة حاملي بطاقات الائتمان الذين يسدّدون فقط الحدّ الأدنى المطلوب من المدفوعات قد بلغت أعلى مستوى لها منذ 12 سنة. كما سُجّل ارتفاع في نسب التأخّر عن السداد لمدة 30 و60 و90 يوما، بالتوازي مع وصول ديون البطاقات المتجددة إلى رقم قياسي جديد.

إعلان

وكتب الاحتياطي الفدرالي في تقريره: "هذه الاتجاهات، مجتمعة، إلى جانب ارتفاع أرصدة البطاقات، تشير بوضوح إلى ازدياد الضغوط على المستهلك الأميركي".

قلق من أثر الرسوم الجمركية الجديدة

وتترافق هذه التطورات مع عودة الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضتها إدارة ترامب، والتي تشمل ضريبة بنسبة 10% على معظم الواردات، إلى جانب رسوم تصل إلى 145% على السلع المستوردة من الصين.

ويبدو أن المستهلك الأميركي بدأ يتحضّر لتأثير هذه القرارات، من خلال "التسريع المؤقت في الإنفاق" كما وصفه جيريمي بارنوم، المدير المالي لجيه بي مورغان في حديث لصحيفة فايننشال تايمز، قائلا: "بيانات أبريل/نيسان تُظهر شيئا من الإنفاق الاستباقي، خصوصا على السلع التي يُتوقّع أن ترتفع أسعارها بسبب الرسوم الجمركية".

ووفقا لمسح أولي نشرته جامعة ميتشغان، فقد شهدت ثقة المستهلك تراجعا حادا منذ ديسمبر/كانون الأول، وسط تصاعد المخاوف بشأن تطورات الحرب التجارية. وارتفعت نسبة الأميركيين الذين يتوقّعون زيادة في البطالة خلال العام المقبل إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2009.

تغيّرات في سلوك المستهلك اليومي

بيانات حركة المتسوقين التي تجمعها شركة "بلاسر دوت إيه آي"، والمبنية على إشارات الهواتف المحمولة، أظهرت زيادة في الإقبال على متاجر التخفيضات وسلاسل الجملة في الأسبوع الأخير من مارس/آذار، وهو مؤشر على أن المستهلكين بدؤوا بتخزين السلع قبل أن ترتفع الأسعار.

في هذا السياق، قال جون ديفيد ريني، المدير المالي لشركة وولمارت للصحيفة: "لاحظنا نوعا من التقلّب المتزايد في المبيعات، من أسبوع إلى آخر، وحتى من يوم إلى آخر، وهو مرتبط بانخفاض ثقة المستهلك".

ورغم هذه التحديات، أبقت وولمارت على توقّعاتها لنمو المبيعات المحلية بنسبة تتراوح بين 3% و4% للربع المنتهي في أبريل/نيسان.

نسبة الأميركيين الذين يتوقّعون زيادة في البطالة خلال العام المقبل ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2009 (رويترز) انقسام في التقييمات البنكية

ورغم التحذيرات، أشار بارنوم من جيه بي مورغان إلى أن "المستهلك الأميركي لا يزال في وضع مقبول"، لكنه أقرّ بأن الفئات ذات الدخل المنخفض أصبحت أكثر عرضة للخطر، بسبب ضعف احتياطاتها النقدية.

إعلان

من جهته، قال مايك سانتوماسيمو، المدير المالي لـ"ويلز فارغو"، إن العملاء لا يزالون يُظهرون صمودا، مشيرا إلى أن الإنفاق على بطاقات الائتمان والخصم بقي مستقرا. علما أن ويلز فارغو تمتلك محفظة بطاقات أصغر من جيه بي مورغان، ما قد يفسّر بعض التباين في الأرقام.

أما جيمي دايمون الرئيس التنفيذي لجيه بي مورغان، فقد علّق قائلا: "الركيزة الحقيقية في موضوع القروض المتعثّرة هي معدّل البطالة… عادة ما تتحرّك مؤشرات الائتمان بالتوازي مع تغيّر معدّل التوظيف".

هل يواجه الاقتصاد الأميركي خطر الركود؟

ومع دخول الاقتصاد مرحلة من عدم اليقين، أكّد دايمون أن الاحتمالات مفتوحة، مُرجّحا أن تكون فرص دخول ركود خلال الأشهر الـ12 المقبلة بنسبة 50%، وهي قراءة تعكس القلق الحقيقي داخل المؤسسات المالية الكبرى.

وبينما تستمر مؤشرات الضغوط في الارتفاع، فإن الإجابة النهائية قد ترتبط بما إذا كانت الأسر الأميركية قادرة على تحمّل موجة الأسعار الجديدة، وإلى أي مدى ستؤثر الرسوم الجمركية المرتفعة على أنماط الاستهلاك الأساسية.

في الوقت الراهن، يظهر أن التحوّلات السياسية والمالية في واشنطن بدأت تترك بصماتها المباشرة على سلوك الناس في الشارع. فهل يتمكّن الاقتصاد الأميركي من امتصاص الصدمة؟ أم أن "قوة المستهلك الأميركي" التي لطالما شكلت ركيزة النمو، بدأت فعلا بالتراجع؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أعلى مستوى لها منذ المستهلک الأمیرکی بطاقات الائتمان الرسوم الجمرکیة بی مورغان

إقرأ أيضاً:

جهاز حماية المستهلك بالشرقية يُحرر 135 محضراً خلال شهر مارس الماضي

كلف المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية للجهود الأجهزة التنفيذية بتدعيم وحماية حقوق المواطنين الاستهلاكية ومواجهة الممارسات الإحتكارية من خلال تكثيف الحملات التفتيشية والرقابية على الأسواق لضبط كافة المخالفات التي قد تضر بحقوق ومصلحة المواطن.

مصرع سيدة سقطت من أعلى موتوسيكل بالشرقيةالأمن يكشف حقيقة سرقة سيارة من شخص بالإكراه في الشرقيةمحافظ الشرقية يتابع ملف تقنين أراضي أملاك الدولةمع رؤساء المراكزتوزيع 10 أطنان من اللحوم على 5 آلاف أسرة من الأولى بالرعاية بالشرقية

وبناءاً على تعليمات إبراهيم السجيني رئيس جهاز حماية المستهلك بتفعيل المنظومة الرقابية لضبط الأسواق و الحفاظ على حقوق المواطنين الاستهلاكية والتصدي لكافة صور الغش و الإستغلال من خلال تفعيل مواد قانون حماية المستهلك رقم (181) لسنة 2018 وخلال شهر مارس الماضي قام جهاز حماية المستهلك فرع الشرقية بشن عدة حملات بالإشتراك مع الرقابة الإدارية ومديرية التموين ومديرية الصحة والطب البيطري والتفتيش الصيدلي والعلاج الحر وشئون البيئه والتنمية الصناعية ومباحث التموين وشملت تلك الحملات عدد من مراكز ومدن المحافظة وتحرير محاضر للمخالفين.

أشار المحافظ إلي أنه في مجال الرقابة التموينية تم تحرير (81) محضراً ضد أصحاب أنشطة تجارية (مخازن سلع غذائية/ مخازن حدايد وبويات/ سوبر ماركت /محال بقاله / محال أعلاف حيوانية / ثلاجات لحوم دواجن / مستودعات مواد البناء /مخازن ومحال أسمدة زراعية /محطات تموين سيارات/مصانع حلوي /مخازن منظفات كيماوية...) وذلك لقيام أصحابها بحيازة سلع مجهوله المصدر وغير صالحة للإستهلاك الآدمي.

وفي مجال ضبط بالأسواق تم تحرير(16) محضراً ضد أصحاب أنشطة تجارية (محال مواد غذائية / محال قطع غيار الموتوسكلات / محال أدوات كهربائية /ثلاجات عرض وبيع اللحوم / محال فلاتر مياة /محال أدوات كهربائيه / محال سيراميك) ، وذلك لعرض منتجات وسلع مجهولة المصدر وغير مدون عليها أي بيانات تدل على مصدرها وعدم الإعلان عن الأسعار. 

وفي مجال الرقابة علي المخابز تم تحرير( 10) محاضر ضد أصحاب مخابز مخالفه لإنتاج خبز غير مطابق للمواصفات وناقص في الوزن وعدم نظافة أدوات العجين وعدم الإعلان عن الأسعار وعدم وجود شهادات صحية .

وفي مجال العلاج الحر تم تحرير(20) محضراً ضد مراكز للجراحة والعيون والتجميل لوجود مخالفات تضر بالصحة العامة وتم إتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين.

مقالات مشابهة

  • "حماية المستهلك" بشمال الباطنة تستعرض جهودها لعام 2024
  • جهاز حماية المستهلك بالشرقية يُحرر 135 محضراً خلال شهر مارس الماضي
  • واردات الصين من النفط تسجل في مارس أعلى مستوى منذ أغسطس 2023
  • ترامب يعفي هذه المنتجات من الرسوم الجمركية.. حماية المستهلك من صدمة الأسعار
  • النظام العالمي ينهار أمام أعيننا
  • الريال اليمني ينهار ويصل إلى أدنى مستوى في تاريخه أمام الدولار.. آخر تحديث
  • الوضع الإنساني في غزة ينهار.. «رفح محاصرة ومستشفى المعمداني تحت القصف»
  • محققا أعلى مستوى.. 3 تريليونات ريال سيولة في الاقتصاد السعودي
  • إنتاج "أوبك+" من النفط يبلغ أعلى مستوى له منذ 8 أشهر قبل بدء خطط زيادة الإنتاج