في ظل غياب إيران… تل أبيب وأنقرة على خط التصادم بسوريا
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
13 أبريل، 2025
بغداد/المسلة:في اللحظة التي ترك فيها طهران مقعدها فارغًا على الطاولة السورية، تحركت تل أبيب بخطى محسوبة لإعادة توزيع الكراسي، فلم يعد الحضور الإيراني الميداني في سوريا بالثقل الذي كان عليه، وتراجع هذا النفوذ فتح الباب لتغيرات جذرية في بنية التوازنات داخل هذا البلد المنهك، وفي مقدمتها تقدم الدور الإسرائيلي وتعقّد الحسابات التركية.
التحركات الإسرائيلية الأخيرة باتت تطال مواقع فيها قوات حليفة لتركيا، ما يعكس تغيرًا واضحًا في أولويات تل أبيب.
إسرائيل لم تعد ترى أن طهران هي التهديد الوحيد، بل بدأت تضع أنقرة على طاولة التهديدات الإقليمية، وهو ما أكدت عليه محادثات باكو غير المثمرة بين مسؤولين أتراك وإسرائيليين بشأن مستقبل سوريا.
هذا التغير يضع تركيا أمام مأزق متعدد الأوجه. من جهة، تجد نفسها أمام قوة عسكرية متقدمة ميدانيًا كإسرائيل تستغل غيال الحضور الإيراني لتوسيع نفوذها على حدودها الجنوبية. ومن جهة أخرى، تواجه أنقرة ضغوطًا داخلية متزايدة، أبرزها تعثر ملف الأكراد والتحديات الاقتصادية والسياسية. وعلى المستوى الإقليمي، فإن غياب مظلة إيرانية موازنة، وخفوت الدعم الغربي، جعلت من خيارات تركيا في سوريا أكثر هشاشة.
اللافت أن إسرائيل لا تتحرك فقط بدافع حماية أمنها، بل من أجل ترسيخ حضور طويل الأمد في مناطق تمتد من القنيطرة إلى دير الزور.
وتقارير تفيد بأنها بصدد السيطرة غير الرسمية على شريط يتجاوز طوله 700 كلم، ما يشير إلى محاولة لفرض أمر واقع جديد على الأرض.
في هذا السياق، يبدو أن المرحلة المقبلة لن تشهد فقط إعادة ترتيب التحالفات، بل ربما بداية تحوّل سوريا من ملف أمن قومي تركي إلى صداع جيوسياسي دائم وفق الكاتب مالك مصدق.
ولعل أكثر ما يثقل كاهل أنقرة الآن هو غياب استراتيجية بديلة فعالة، في ظل انسحاب إيراني، وتقدم إسرائيلي محسوب، ومفاوضات تتعثر مع كل محاولة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
تطور غير مسبوق في دبلوماسية الشرق الأوسط… السعودية تستعد لتسديد ديون سوريا
كشفت تقارير إعلامية عن استعداد المملكة العربية السعودية لتسديد ديون سوريا المستحقة للبنك الدولي، والتي تقدر بنحو 15 مليون دولار.
وإذا تم تنفيذ هذه الخطوة، فستكون أول دعم مالي مباشر تقدمه الرياض إلى دمشق منذ اندلاع الأزمة السورية وسقوط شرعية نظام بشار الأسد.
قطر تتحرك أيضاً لدعم سوريا
وفي سياق متصل، أعلنت دولة قطر عن خطة لتوريد الغاز إلى سوريا عبر الأراضي الأردنية، في خطوة تهدف إلى تحسين البنية التحتية الكهربائية المتهالكة في البلاد ودعم الخدمات العامة الأساسية. وبحسب المصادر، حصل هذا المشروع على موافقة مبدئية من الإدارة الأمريكية.
ويُعد تحرك كل من السعودية وقطر تجاه سوريا، أول تطور ملموس بعد سنوات من تعثر مشاريع مشابهة بسبب العقوبات الأمريكية والتحفظات السياسية.
زيارة مرتقبة لواشنطن
من جهة أخرى، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة، أن سوريا تخطط لإيفاد وفد رفيع المستوى إلى اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي ستُعقد هذا الشهر في العاصمة الأمريكية واشنطن.
يوم 21 مارس قد يصبح عطلة رسمية في تركيا