جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-15@05:41:54 GMT

عُمان هي الدختر

تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT

عُمان هي الدختر

 

 

د. أحمد بن موسى البلوشي

في خضم الصراعات والنزاعات المحتدمة وتضارب المصالح الإقليمية والدولية، وفي عالم يعجّ بالفتنة وتعلو فيه الأصوات المتشنجة، تظل سلطنة عُمان ركيزة للثبات، ومثالًا للوطن الهادئ الذي اختار لنفسه مسار الحكمة والاتزان بعيدًا عن الضوضاء.

في زاوية الخليج، تقف عُمان كما اعتدناها، واحة سلام وهدوء، لا تلهث خلف الصراعات، ولا تنساق وراء الاستقطاب، بل تُشبه في حضورها ذلك النسيم العليل الذي يهبّ في أوقات الحر الشديد، فينعش القلوب ويهدئ الأرواح.

منذ تأسيس نهضتها الحديثة، وضعت عُمان لنفسها مبادئ لا تحيد عنها، فتمضي بخطوات واثقة في درب الحكمة، وتُبقي أبوابها مفتوحة أمام من يسعى للتفاهم والحوار. لم تكن يومًا طرفًا في صراع، بل كانت دائمًا الجسر الذي يربط بين الفرقاء، والصوت الذي يدعو إلى التهدئة، حين ترتفع الأصوات في غيرها.

عُمان ليست مجرد وطن على خارطة العالم؛ بل فكرة حيَّة تمشي على الأرض، وضمير إنساني في زمن يغلب فيه الاضطراب. إنِّها الحضور الصامت الذي يُحدث أثرًا، والموقف الثابت الذي لا يتغيّر مهما تعاقبت الأزمات. وطنٌ يرتاح فيه الجميع؛ من يطأ أرضها يشعر أنَّه في بيته، ومن يخالط أهلها يدرك أنهم لا يتدخلون إلا بالخير، وبما يُصلح، ولا يتحدثون إلا بلغة الهدوء والتسامح. فهي الوطن الذي لا يخيف أحدًا، بل يحتضن الجميع، ويشعر فيه الزائر كأنَّه عاد إلى بيته الأول، ويُوقن فيه القريب والبعيد بأنَّ الأمان في عُمان ليس مجرد شعور لحظي، بل نهج دولة وشعب، وعمق ثقافة متجذّرة تؤمن بأنَّ الكلمة الطيبة والموقف المتزن هما أقوى من كل الشعارات المشتعلة.

ربما لأنَّ الهدوء يستفز الضجيج، ولأنَّ السلام يُربك من تعوّد على الصراع والتوتر، ولأنّ المواقف المتّزنة تُربك الحسابات المتطرفة. لكن عُمان هي الدختر (المستشفى أو الطبيب)، مشفى لكل شيء، لا تغير مسارها بسبب زوبعة عابرة. تظلّ تمضي بخطاها المتأنية، بثقة الكبار، وعينها دائمًا على المستقبل، على الأمل، على الإنسان.

ورغم السكينة التي تميز المشهد العُماني، لا تخلو الساحة من أصوات شاذّة ومنحرفة تتعمد الخروج عن هذا النَّسق الوطني المتزن، فتُحاول، بين الحين والآخر، بثّ التشكيك أو إثارة الجدل حول الثوابت، فلماذا إذًا يحاول البعض أن يُعكر صفو هذا الصفاء؟ ولماذا تُستهدف عُمان أحيانًا بمحاولات النيل من سياستها أو التشكيك في استقرارها؟

هذه الأصوات، التي لا تمثل إلا نفسها، وتسعى دائمًا لتُعكّر صفو المشهد العُماني المتماسك، وتتناسى أن الاستقرار والهدوء الذي ننعم به لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج سنوات من البناء والعمل والتمسك بالقيم، ووعي شعب يُدرك أن وحدته هي صمام الأمان.

في وطنٍ كعُمان، لا مكان لمن يُراهن على بثّ الفرقة أو الفتنة أو يصطاد في المياه العكرة. فالمجتمع العُماني بطبعه لا يحتفي بالصخب، ولا يتجاوب مع محاولات الإثارة، بل يُعيد الأمور إلى نصابها بالحكمة والاتزان.

لكن عُمان لا تردّ بالصوت، بل بالفعل. لا تنجرّ إلى السجال، بل تُواصل سيرها بثقة وثبات، تعرف أن طمأنينتها لا تُكسر، وأن قيمها ليست للمُساومة. فهي لم تُولد في العاصفة، بل كانت دومًا طوق النجاة فيها، وستبقى وطن الهدوء والنقاء، ومن لم يعتد على هذا النقاء، فليتأمل جيدًا: كم من وطنٍ اليوم يستطيع أن يكون ملاذًا لا ملجأ، وسلامًا لا هدوءًا زائفًا؟ عُمان، كما عهدناها، ستبقى كذلك ضميرًا حيًا في زمن مضطرب، ونسيمًا لا يعرف المواسم، ودخترًا يلجأ إليه الجميع ليرتاح.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

روبرتسون: بقاء محمد صلاح يسعد الجميع داخل ليفربول

كشف أندي روبرتسون لاعب نادي ليفربول عن سعادة زميله ونجم الفريق محمد صلاح عقب إعلان النادي تجديد عقد اللاعب لمدة موسمين لتستمر المسيرة الأسطورية للنجم المصري التي بدأت مع الريدز عام 2017.

وقال روبرتسون في تصريحات للموقع الرسمي للنادي: "أنا سعيد للغاية. لاعبٌ عظيم، وشخصيةٌ رائعةٌ في غرفة ملابسنا، كان له دورٌ حاسمٌ فيما حققناه هذا الموسم وفي مواسمٍ عديدةٍ سابقة".

وتابع روبرتسون: "إن توقيع محمد صلاح عقدًا جديدًا يُسعد الجميع داخل النادي.. أعتقد أن الجميع سيكون سعيدًا وخاصةً محمد صلاح.. مررتُ به للتو، وتعلو وجهه ابتسامة عريضة.. آمل أن يستمر هذا الشعور".

وأكد أنه سعيد من أجل صلاح، كصديق له، وكلاعب وشخص ينتمي للنادي، فهو سعيد أيضاً لبقاء النجم المصري في صفوف الفريق.

ويُعد صلاح هو ثالث أفضل هدافٍ في تاريخ ليفربول، ويواصل إضافة المزيد من الإنجازات إلى مسيرته الأسطورية في أنفيلد.

وعلى صعيد الجوائز الفردية، يتجه المهاجم هذا الموسم صوب الفوز بجائزة الحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الرابعة، بالإضافة إلى احتمالية حصوله على جائزة أكثر صانع ألعاب للمرة الثانية.

وساهمت مساهماته التهديفية في الدوري الممتاز خلال الموسم الحالي (27 هدفًا و17 تمريرة حاسمة) حتى الآن في وضع فريق آرني سلوت في موقع قوي للفوز باللقب.

وأضاف روبرتسون: "صلاح لاعب بالغ الأهمية.. إنه لاعبنا الرئيسي، ونجمنا البارز أكبر عدد من الأهداف والتمريرات الحاسمة.. هو اللاعب الأكثر إبداعًا بالنسبة لنا في الملعب هذا الموسم على وجه الخصوص.. كان أداؤه رائعًا هذا الموسم".

ويسعى صلاح وزملاؤه في ليفربول إلى إنهاء الأسبوع بأفضل طريقة ممكنة بالتغلب على وست هام يونايتد غداً الأحد على ملعب أنفيلد، والاقتراب خطوةً أخرى من حسم صدارة الدوري.

وفي حديثه عن مباراة ويست هام، قال روبيرتسون: "أعتقد أننا دائمًا على ثقة من قدرتنا على حصد النقاط الثلاث في أي مباراة، لكنني لا أعتقد أن مباراة فولهام لها أي تأثير على هذه المباراة".

وخسر ليفربول الأسبوع الماضي أمام فولهام بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

مقالات مشابهة

  • حماس تدرس مقترح الوسطاء وتتمسك بوقف دائم لإطلاق النار
  • رئيس ون بلس يفاجئ الجميع: ميزة تصميم ثورية في OnePlus 13T!
  • حقل موت.. نازحون بغزة يعيشون وسط ذخائر وجوع دائم
  • وزير المالية: عمل دائم للجنة حصر المبالغ الزائدة عن الحد الأقصى للأجور
  • التصرف الشرعي لشخص دائم الشك في الوضوء فور بدء الصلاة
  • من أكتوبر لأبريل.. الجريمة تتكرر والقاتل طليق.. «المعمداني» هدفٌ دائم في حرب إسرائيل على الحياة
  • ترامب للصحفيين: أنا متاح دائمًا على عكس بايدن.. فيديو
  • روبرتسون: بقاء محمد صلاح يسعد الجميع داخل ليفربول
  • ريفي: ذكرى 13 نيسان حاضرة كجرسِ إنذارٍ دائم في تاريخ لبنان