الجزائر في طليعة الدول التي رافعت من أجل بناء نظام عالمي اقتصادي جديد
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
أكد وزير المالية، لعزيز فايد، اليوم الخميس، أن الجزائر كانت في طليعة الدول التي رافعت من أجل بناء نظام عالمي اقتصادي جديد أكثر عدالة.
وحسب وكالة الأنباء، نقل فايد، في بداية مداخلته، بجوهانسبورغ، بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية، في منتدى “بريكس أوتريتش بلاص”، التحيات “الأخوية” لرئيس الجمهورية، للمشاركين في هذا الحدث.
خاصا بالذكر قادة دول مجموعة البريكس (روسيا، الصين، الهند، البرازيل وجنوب إفريقيا). “وعلى رأسهم أخيه رئيس جنوب إفريقيا، ماتاميلا سيريل رامافوزا، على دعوته الكريمة للمشاركة في هذا المنتدى.
وبالمناسبة، ابرز وزير المالية أن “التاريخ يشهد بأن الجزائر كانت في طليعة الدول التي رافعت من أجل بناء نظام عالمي اقتصادي جديد أكثر عدالة”، مذكرا أن الجزائر “أقرت، بمناسبة انعقاد الجمعية الرابعة لحركة عدم الانحياز بالجزائر في سبتمبر 1973، بأن جميع وسائل التحكم في الاقتصاد العالمي هي حكر على أقلية من الدول المتقدمة، داعية بذلك إلى نظام دولي قائم على مبادئ العدالة والإنصاف”.
وعليه، أضاف السيد فايد، “فنحن نرى أن رؤية مجموعة البريكس ما هي إلا امتداد للتصور الذي طالما دافعت عنه الجزائر منذ عقود”.
كما اعتبر وزير المالية أن “التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، أفرزت مزيجا معقدا من التحديات التي يجب التصدي لها، ومن الفرص التي ينبغي إستغلالها على أمثل وجه”.
وفيما يخص التحديات، أكد أن “العولمة السعيدة، كما وصفت، أصبحت اليوم في تراجع، وأطر الشراكات متعددة الأطراف قد انتابها انتعاش الأنانيات والتشكيك في الغير والانكماش على الذات”، مشيرا انه “بات من الواضح أن السلوكيات الأحادية ومنطق الإملاءات قد فرضت على الدول النامية محل القيم الأساسية للتعاون، والشراكة والتضامن”.
وأمام هذه التجاذبات، يقول وزير المالية، “فإن الموضوع الذي اختارته رئاسة جنوب إفريقيا لهذا الاجتماع، يستوقفنا جميعا ليعبر على الضرورة الملحة لإعادة ترتيب النظام الدولي من منظور الاستدامة والشمولية من خلال الارتكاز على مبادئ العدالة والإنصاف والتعددية القطبية المتناسقة”.
وفي هذا السياق، شدد السيد فايد على أن “الجزائر تتقاسم هذه المبادئ الأساسية مع مجموعة البريكس، التي تبرز اليوم كمحرك للتغيير الإيجابي في العالم، حيث تشكل مقاربة الشراكة التي تقدمها دول المجموعة بديلا مجديا للتوترات والانقسامات التي تميز عالم اليوم، وفرصة لبناء نظام دولي منصف ومتعدد الأقطاب قائم على الاحترام المتبادل”.
كما اوضح أن “الجزائر، انطلاقا من تطابق وجهات نظرها مع دول هذه المجموعة من حيث الرؤية الإستراتيجية والمبادئ الأساسية، تقدمت بترشحها للانضمام إليها من منطلق إدراكها أن خيار التحالف والتكتل هو خيار سيادي واستراتيجي وتنموي من شأنه أن يشكل لبنة تضاف لأطر التعاون والشراكات القائمة مع مكونات المجتمع الدولي الأخرى”.
وأضاف أن الجزائر “أخذت علما بالقرار الذي أعلن عنه اليوم قادة مجموعة البريكس القاضي بدعوة ستة دول جديدة لعضوية المجموعة كمرحلة أولى وتطلعهم لفتح المجال في المستقبل القريب لدول أخرى”، مبرزا أن “قناعتنا تظل راسخة بأن الجزائر بتاريخها المجيد ورصيدها الثري في مختلف المجالات، بالإضافة إلى موقعها الجيوستراتيجي، تقدم في مسعاها للعضوية مزايا جلية، فاقتصادها في تنوع ونمو تصاعدي بفضل طاقة شبانية خلاقة وموارد طبيعية وفيرة، وهي كلها عوامل تخلق فرص للتعاون المثمر داخل المجموعة”.
بالإضافة إلى هذه المؤهلات، قال الوزير، فإن “تمسك الجزائر بأولوية الحلول السلمية للنزاعات وإيمانها بضرورة تغليب مبدأ الحوار في حل الأزمات واحترام القانون الدولي ودعم القضايا العادلة، يعكس إلتزامها بتحقيق السلم والاستقرار والعدالة على الصعيد العالمي كما سيعزز تمثيل إفريقيا في النقاشات العالمية”.
وفي الختام، أكد الوزير، مجددا، “استعدادنا على العمل مع مجموعة البريكس لتأسيس شراكة متينة ودائمة وفق تصور تكاملي يعزز التعاون جنوب – جنوب و يوثق الروابط الأخوية بين الدول الأعضاء، يكون فيه الاحترام المتبادل القاعدة الأساسية في تفاعلاتنا”.
جدير بالذكر أن أشغال منتدى “بريكس أوتريتش بلاص” جرت اليوم الخميس في إطار الدورة ال15 لقمة “البريكس”، التي نظمت بجوهانسبورغ من 22 الى 24 أغسطس الجاري تحت شعار ” بريكس وافريقيا : شراكة من أجل نمو متسارع وتنمية مستدامة وتعددية شاملة”.
واجتمع في المنتدى، إضافة إلى قادة البلدان الخمسة لمجموعة البريكس، رؤساء دول وحكومات يمثلون 67 بلدا من إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا والكراييب وكذا مسؤولي منظمات دولية وإقليمية.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: مجموعة البریکس وزیر المالیة أن الجزائر من أجل
إقرأ أيضاً:
محادثات بين عرقاب وحامل حول أوضاع السوق العالمية للغاز الطبيعي
أجرى وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب. محادثات مع الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز محمد حامل. تناولت أوضاع السوق العالمية للغاز الطبيعي والتحديات التي يواجهها القطاع.
وتم اللقاء بمقر الوزارة بحضور كاتب الدولة لدى وزير الطاقة، المكلف بالطاقات المتجددة, نور الدين ياسع. إلى جانب إطارات من الوزارة. وركزت المناقشات على واقع سوق الغاز الطبيعي عالميا، والتحديات التي يواجهها القطاع. إضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في المنتدى. لاسيما في أعقاب القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في المنتدى. التي انعقدت في الجزائر العاصمة في مارس 2024. والتي أفضت إلى “إعلان الجزائر”.
وأكد الجانبان على الأهمية الاستراتيجية للغاز الطبيعي كمصدر رئيسي للطاقة في ظل التحولات العالمية نحو الطاقات النظيفة. مشددين على ضرورة الاستثمار المستدام لضمان أمن الإمدادات وتلبية الطلب المتزايد. كما تطرقت المحادثات إلى سبل تعزيز التعاون في مجالات البحث والتطوير, خاصة في الابتكارات التكنولوجية التي من شأنها تحسين كفاءة الإنتاج والنقل وتقليل البصمة الكربونية لقطاع الطاقة. بما يتماشى مع الأهداف الدولية للتنمية المستدامة.
كما أشير إلى دور معهد البحث في الغاز التابع لمنتدى الدول المصدرة للغاز. والذي تم تدشينه رسميا في الجزائر. وأبرز الوزير التزام الجزائر بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال الغاز الطبيعي لاسيما مع الدول الإفريقية. مشددا على أهمية تطوير مشاريع البنية التحتية لنقل الغاز بكفاءة. خصوصا في ظل المشاريع الطاقوية الكبرى التي تربط الدول المنتجة بالمستهلكة.
من جهته، إستعرض الأمين العام للمنتدى تطورات سوق الغاز العالمية. مشيرا إلى التحديات المرتبطة بالاستثمارات الضرورية لتلبية الطلب المستقبلي. والتي تقدر بحوالي 11 تريليون دولار حتى عام 2050. مؤكدا على الدور المحوري للدول الأعضاء في تأمين إمدادات الغاز عالميا.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور