الوجود الحوثي على الضفَّة الغربية للبحر الأحمر.. الأبعاد والأدوار
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة عن أبعاد وأدوار الوجود الحوثي على الضفَّة الغربية للبحر الأحمر، مؤكدة أن هذا الوجود بات يشكّل تهديدًا كامنًا للأمن الإقليمي والملاحة الدولية.
ووفقًا للدراسة التي تناولت العلاقات الحوثية في كلٍّ من السودان، إريتريا، جيبوتي، والصومال؛ فإن جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، تدير شبكة واسعة من العلاقات والأنشطة على الضفَّة الغربية، تشمل تهريب الأسلحة والبشر، وتأسيس خلايا في القرن الأفريقي، بهدف دعم نشاطها العسكري في اليمن والمنطقة.
وتشير الدراسة التي اعدها مركز المخا للدراسات الاستراتيجية إلى أنَّ هذه الشبكة تمتد من السودان، حيث تستخدم الجماعة علاقتها مع الجيش السوداني لتوريد الأسلحة، مرورًا بإريتريا التي قدّمت معسكرات وجزر للحوثيين، ووصولًا إلى جيبوتي والصومال، حيث تتم عمليات تهريب واسعة النطاق بالتنسيق مع عناصر محلية وقراصنة.
وخلصت الورقة إلى مجموعة من التوصيات موجَّهة للحكومة اليمنية الشرعية، والتحالف العربي، والمجتمع الدولي، بضرورة اتخاذ إجراءات فورية للحد من توسع الحوثيين خارج اليمن، والعمل على تقويض شبكاتهم في القرن الأفريقي.
مأرب برس يعيد نشر الدراسة
تتَّجه الأنظار لخطر الحوثيين في الضفَّة الشرقية للبحر الأحمر يُسجِّل الحوثيُّون وجودًا على الضفَّة الغربية، ما يمثِّل تهديدًا كامنًا يمكن له التحرُّك بأيِّ لحظة، حيث تمتلك جماعة الحوثي حضورًا وعلاقات على تلك الضفَّة المقابلة. ومِن هذا المنطلق تتناول الورقة وجود الحوثيين في تلك المنطقة، وحضورهم فيها، ومستوى الحراك الجاري فيها، ومدى تأثيره مستقبلًا على البحر الأحمر وأمن المنطقة.
تطرَّقت الورقة ابتداء لوجود الحوثيين في السودان، والذي بدأت بذوره الأولى منذ عام 2001م، وتأسيسًا على علاقة الجمهورية الإيرانية بجمهورية السودان في تلك الفترة؛ وكيف أنَّ الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوَّات الدعم السريع، المدعومة إماراتيًّا، فرض على الجيش السودان استعادة علاقات السودان مع الجمهورية الإيرانية عقب القطيعة التي تمَّت بين الطرفين عقب مشاركة السودان في "التحالف العربي"، واستمرَّت لثمان سنوات تقريبًا، بهدف الحصول على أسلحة وذخائر، في ظلِّ المنع المفروض على السودان؛ حيث باتت إيران تقدِّم السلاح للجيش السوداني مِن خلال جماعة الحوثي، التي تمتلك قدرة وخبرة تؤهِّلها للقيام بعمليَّات تهريب السلاح، عبر خطوط ملاحة بحرية وبرِّية خاصَّة. وفي حين تهدف إيران مِن وراء ذلك لتعزيز وجودها في المنطقة، يهدف الحوثيون لتعزيز حضورهم في الضفَّة المقابلة لتسهيل عمليَّات تهريب الأسلحة وتعزيز حضورهم مع الشبكات العاملة في القرن الأفريقي.
كما تطرَّقت الورقة لوجود الحوثيين في إريتريا، وهي نتاج العلاقات الإيرانية الإريترية التي نشأت منذ عام 2008م، وتطوَّرت خلال السنوات التالية. وكان هدف إيران مِن علاقاتها بإريتريا تعزيز حضورها في الممرَّات المائية الدولية المهمَّة، بالقرب مِن مضيق باب المندب، وتطويق السعودية مِن جهة الغرب، فضلًا عن اتِّخاذ إريتريا منطلقًا لدعم جماعة الحوثي في اليمن عن قرب. وبالفعل قدَّمت إريتريا للحوثيين جزرًا ومعسكرات للتدريب واستقبال وتهريب الأسلحة، عبر قوارب الصيَّادين اليمنيين أو الإريتريين. وباتت علاقات الحوثيين مع عناصر في النظام الإريتري تمتدُّ إلى أعمال عدَّة، تشمل تهريب البشر ونقل الأموال. ومع خروج إريتريا مِن العزلة الدولية، واستقطاب دولتي "التحالف العربي" لها، منذ عام 2014م، نأت إريتريا بنفسها عن الصراع الدائر في اليمن، وأعلنت عن قطع علاقاتها بإيران. ورغم ما سبق، لا تزال جماعة الحوثي تحافظ على قدر مِن العلاقة بالجانب الإريتري، بحسب مؤشِّرات عديدة ترتبط بالطرفين. ومؤخرًا، كشفت اعترافات مجنَّد إريتري مِن قبل الحوثيين، اعتُقِل في الساحل الغربي لليمن، وينتسب لقبيلة العفر المنتشرة في القرن الأفريقي، عن تمكُّن الحوثيين مِن إنشاء خلايا في تلك المنطقة التي تُشرف على البحر الأحمر، وعن وعود إيرانية بدعم مالي وعسكري لاستقلال إقليم "العفر" عن الدول الثلاث جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا.
شملت الورقة أيضًا، عرضًا للوجود الحوثي في جيبوتي، والتي قطعت علاقاتها بإيران عام 2016م، لكنَّها استعادتها بعد أكثر مِن سبع سنوات، وذلك بعد أشهر مِن استئناف إيران والسعودية العلاقات، عام 2023م. ونظرًا لكون باب المندب ممرًّا ملاحيًّا دوليًّا مهمًّا، ويعدُّ التحكُّم به أو تهديد الملاحة مِن خلاله أحد عناصر القوَّة على مستوى الدول أو الجماعات الفاعلة خارج إطار الدولة؛ فقد سبق للحوثيين أن نشطوا على صعيد جيبوتي خلال الحروب الستَّة التي جرت بينهم وبين الحكومة اليمنية، بحثًا عن منافذ وطرق لتهريب السلاح إلى اليمن، ومدِّ جسور العلاقة مع مكوِّنات دينية أو قراصنة في القرن الأفريقي، في سبيل خلق امتداد لهم هناك. وتمنح جيبوتي القريبة جدًّا مِن اليمن الحوثيين ميزة أكثر إذ يمكن نقل الأسلحة عبر قوارب صغيرة؛ لذا شكَّلت جيبوتي بيئة مناسبة لنقل الأسلحة عبر موانئها ومياهها الإقليمية، خلال سنوات عديدة، مِن ثمَّ أوجد الحوثيون طريقًا بديلًا عن جلب الأسلحة بشكل مباشر مِن إيران، وذلك عبر دولة جيبوتي، حيث تنتقل الأسلحة مِن الموانئ الإيرانية عبر سفن مدنيَّة تنطلق نحو جيبوتي، ومِن ثمَّ تعيد تحرُّكها إلى اليمن. وهذه الأعمال لا يمكن أن تتمَّ دون وجود علاقات مع شخصيات جيبوتية على صعيد الميناء، أو على مستوى مسئولين أمنيين وعسكريين. وتمتدُّ شبكة التهريب التي يعتمد عليها الحوثيون في القرن الأفريقي مِن السودان وحتَّى أثيوبيا وإريتريا والصومال وجيبوتي. وتتقاطع حسابات بعض الأطراف والأنظمة في المنطقة مع إيران وجماعة الحوثي، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، ما يجعلها تعمل على بناء تعاون وشراكة مع إيران والحوثيين، لتبادل المنافع ومواجهة التحدِّيات المشتركة. وأشارت ورقة تحليلية، نشرها معهد الشرق الأوسط الأمريكي (MEI)، في 7 أغسطس 2024م، إلى أنَّ المساعدات المادِّية التي تقدِّمها الكيانات الموجودة في جيبوتي للحوثيين تقوِّض حيادها المزعوم وجهودها الظاهرية لتعزيز السلام، معتبرة "أنَّ جيبوتي تتهرَّب مِن التدقيق، رغم علاقاتها بالصين وإيران والحوثيين وارتباطاتها بالأنشطة غير المشروعة".
واستعرضت الورقة وجود الحوثيين في الصومال، مِن خلال العلاقات التي تمَّ بناؤها مع "تنظيم القاعدة"، و"حركة الشباب المجاهدين " نظرًا لما يعانيه الطرفان مِن استهداف وتهديدات. وتمثِّل إيران مفتاح العلاقة بين الطرفين، فقد حرصت منذ فترة على مدِّ حضورها للصومال كونه يتمتَّع بأطول خطٍّ ساحلي في دول القرن الأفريقي، ويحظى بإمكانية تهريب الأسلحة والمخدِّرات والبشر والسلع الأخرى. ومع وجود القوَّات الدولية في خليج عدن وبحر العرب لجأ "الحرس الثوري" الإيراني للتعاون مع القراصنة الصوماليين لتحقيق عدَّة غايات، مِنها تهريب السلاح والدعم لجماعة الحوثي في اليمن، وهو ما أكَّده محقِّقون دوليون، في تقرير صادر عن منظَّمة "أبحاث تسلُّح النزاعات"، حيث استندوا إلى عمليَّات تفتيش بحرية تمَّت بين شهري فبراير ومارس 2016م، ضبطت خلالها أسلحة مهرَّبة على متن سفن "الداو" الشراعية التقليدية. وقد كشفت المخابرات الأمريكية، منتصف العام الجاري، عن مساع لتسليح جماعة الحوثي "حركة الشباب المجاهدين" الصومالية، إذ أشارت معلومات استخباراتية عن وجود اتِّفاق محتمل بين الطرفين. ومؤخَّرًا، أظهرت اعترافات مجنَّد تابع لجماعة الحوثي، بثَّها إعلام "المقاومة الوطنية"، عقب القبض عليه مِن قبل أمن الحديدة بالتنسيق مع شعبة الاستخبارات العامَّة في "المقاومة الوطنية"، في 27 فبراير 2025م، تنفيذ عمليَّات تهريب أجهزة وأسلحة وأفراد مِن وإلى اليمن، عبر الصومال، أواخر العام الفائت، وأنَّ المهرَّبين مِن الأفراد مِن الجنسيَّتين اليمنية والصومالية.
الورقة التي أوردت العديد من المراجع والمصادر، وقدَّمت تحليلًا لأبعاد هذا الحضور وتأثيره، انتهت بتقديم جملة مِن التوصيات للحكومة الشرعية و"التحالف العربي"، والمجتمع الدولي، والسفارات والجاليات اليمنية في تلك الدول المعنية بهذا الشأن.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
سوريا تتحرك لقطع آخر شبكات تهريب إيران
بعد الإطاحة بالأسد، دأب حكام سوريا الجدد على سحق "الجسر البري" الذي استخدمته إيران لبسط نفوذها الإقليمي من خلال تسليح حزب الله وحلفائه الآخرين.
تستهدف قوات الحكومة السورية طرق التهريب على طول الحدود الممتدة لـ 233 ميلا مع لبنان، وهي طرق حيوية لإيران والميليشيات المتحالفة معها لنقل الأسلحة والأموال والمخدرات.
ويأتي انهيار شبكة التهريب في أعقاب الإطاحة بنظام بشار الأسد، مما قلل بشكل كبير من نفوذ إيران الإقليمي.
ففي الأسابيع الأخيرة، سعت قوات الحكومة السورية إلى خنق طرق التهريب التي تعبر الحدود الوعرة مع لبنان. تُعدّ هذه الطرق آخر ما تبقى من "الجسر البري" - وهي شبكة تمتد عبر الأراضي السورية - التي استخدمتها إيران والميليشيات المتحالفة معها لنقل الأسلحة، والأموال، والمخدرات، والوقود.
وقد ساهمت هذه الطرق في دعم حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ومثّلت دعما حيويا لحليف النظام القوي، حزب الله اللبناني، بما في ذلك في مواجهته مع إسرائيل.
اليوم، اختلف الوضع جذريا بعد أن تمت الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر، مما شكّل انتكاسة كبيرة لقوة إيران الإقليمية، وعزلها إلى حد كبير عن حزب الله.
من مراكز التهريب الحدودية، مثل حوش السيد علي، التي كانت لا تزال مشتعلة جراء الاشتباكات، إلى قواعد الميليشيات الشيعية المهجورة في مدينتي القصير وتدمر اللتين مزقتهما الحرب شرقا، أصبحت نقاط العبور التي استخدمتها إيران ووكلاؤها في السابق في حالة يرثى لها.
وقد كشفت رحلة صحفية حديثة قام بها صحفيو صحيفة واشنطن بوست إلى هذه النقاط الحيوية في شبكة التهريب عن أدلة وافرة على خروج متسرع.
مع تقويض نفوذها الإقليمي، بدأت إيران الآن تتطلع إلى ما وراء حلفائها التقليديين، بما في ذلك الجماعات السنية المتطرفة، في محاولة للحفاظ على خطوط الإمداد وزعزعة استقرار الحكومة الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، وفقا لتحذيرات مسؤولين أمنيين في أوروبا والمنطقة. وهذا من بين التحديات العديدة التي يواجهها الشرع في محاولته مواجهة تدخل القوى الخارجية المتنافسة وتوحيد سوريا.
الاشتباكات والصراعات
بعد أن تعرّض حزب الله لقصف إسرائيلي في لبنان الخريف الماضي، لا يزال الحزب يسعى جاهدا لتجديد مخزوناته من الأسلحة وجمع الأموال لتعويض مؤيديه التقليديين في بيروت وجنوب لبنان الذين فقدوا ممتلكاتهم في الصراع.
وقعت اشتباكات مؤخرا بين القوات السورية والعشائر المحلية المتحالفة مع حزب الله، وتحولت إلى اشتباكات دامية مما أسفر عن مقتل 3 جنود سوريين، وردّت القوات السورية بدخول قرية حوش السيد علي، التي قالوا إنها كانت قاعدة لعمليات ضد قواتهم. أرسلوا آلاف التعزيزات إلى المنطقة - معظمها من محافظة إدلب شمال سوريا، وعززت القوات السورية وجودها في المناطق الحدودية لقطع طرق التهريب ومكافحته والحفاظ على السيطرة.
كما انخرط الجيش اللبناني في الصراع، مما أدى إلى تعقيد الوضع الأمني. وأعلن الجيش اللبناني أيضا تدخله ردا على قصف داخل أراضيه. ونفى حزب الله مشاركته.
عمليات حزب الله
أصبحت المنطقة المحيطة بالحدود اللبنانية مركزا حيويا لحزب الله على مدار الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عاما، ومركزا لتصنيع المخدرات وبوابة لنقل الأسلحة والعناصر.
وخلال عملياتها في القرى الحدودية، اكتشفت قوات الحكومة السورية 15 مصنعا لتصنيع الكبتاغون، وهو مخدر شبيه بالأمفيتامين، استفاد من بيعه كلٌّ من نظام الأسد وحزب الله. وقدّر مسؤولو الأمن المحليون قيمة هذه التجارة بعشرات الملايين من الدولارات.
في مدينة القصير، على بُعد 6 أميال فقط من الحدود اللبنانية، تحولت المنطقة الصناعية بأكملها إلى موقع تخزين أسلحة ضخم، يغطي مساحة تقارب 50 ملعب كرة قدم. وقد أدت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى تحطيم أبواب نوافذ المباني، وشوهدت صناديق الذخائر.
وقال سامر أبو قاسم، رئيس الأمن العام في القصير، مشيرا إلى صناديق خشبية كبيرة: "هذه صواريخ إيرانية". وتناثرت بقايا ذخائر أخرى على الأرض. وأضاف: "كان هذا منشأة مركزية لهم. جميع هذه المتاجر كانت مخازن أسلحة".
استُخدم مبنى قريب، كان مدرسة في السابق، كقاعدة تدريب لحزب الله. وتناثرت كرات الطلاء الناتجة عن التدريبات في الفناء. ورُميت طائرات مسيرة، كانت ملقاة في درج، فوق صناديق الذخائر.
وأتاحت وسائل تعليمية تُركت على عجل لمحة عن أسلوب حزب الله التربوي، بما في ذلك كيفية إعداد المقاتلين لخطط المعارك.
قال سكان محليون إنه مع تقدم المسلحين العام الماضي من شمال سوريا، حزم مسلحو حزب الله الذين تجمعوا في المدينة أمتعتهم وغادروا دون قتال.
وقال أحمد عبد الحكيم عمار، رئيس الأمن في القصير ومحيطها: "لقد كانت خسارة فادحة لهم". بالنسبة لحزب الله، أصبحت المنطقة بمثابة "هرمل ثانية"، في إشارة إلى معقله في سهل البقاع اللبناني.
مخزونات الأسلحة في سوريا
في الأثناء، كانت عناصر من شبكة إيران في سوريا لا تزال نشطة، وخاصة تلك المرتبطة بحزب الله. واعترضت الحكومة السورية الجديدة أكثر من 12 شحنة متجهة إلى لبنان.
وقد أسفرت إحدى هذه الغارات، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية السورية في يناير، عن العثور على صناديق طائرات مسيرة مخبأة في شاحنة محملة بأعلاف الحيوانات.
وحاول حزب الله نقل مخزون ضخم في سوريا إلى خارجها، ويعمل الحزب مع الشبكات السورية لإخراجه.
وللقيام بذلك، يجب على حزب الله تفادي الغارات الجوية الإسرائيلية. وقد دُمّر الجسر الذي يربط حوش السيد علي بلبنان - أحد خطوط الإمداد الرئيسية لحزب الله - في غارة جوية خلال حرب إسرائيل مع حزب الله، وواصلت إسرائيل قصف المخزونات في سوريا.
النفوذ الإيراني
إلى جانب جهود التهريب، اتهم مسؤولون سوريون إيران أيضا بالسعي إلى زعزعة استقرار الحكومة الجديدة، بما في ذلك المساعدة في تأجيج العنف الأخير على طول الساحل، عندما تحولت الهجمات المنسقة التي شنها الموالون للأسد على قوات الأمن السورية إلى عنف طائفي.
ولم يقدم المسؤولون السوريون تفاصيل تدعم مزاعمهم، وصرح مسؤولان أمنيان أوروبيان بأنه لا يوجد دليل على دور إيراني مباشر في الهجمات المنسقة ضد القوات السورية.
لكن المسؤولين الأوروبيين قالوا إن إيران كانت تحاول بدلا من ذلك إثارة الاضطرابات من خلال حشد المتطرفين السنة، بمن فيهم المسلحون التابعون لتنظيم داعش، ضد الحكومة السورية الجديدة.
وقال أحد المسؤولين: "نرى تورطا إيرانيا هناك". ولم يتطرق المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة مسائل أمنية حساسة.
دعم الميليشيات
في تدمر، موطن الآثار الآسرة لإحدى أهم مدن العالم القديم، ساعد سقوط نظام الأسد في الكشف عن حجم الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا. "الموت لأميركا"، كُتبت هذه العبارة على جانب فندق سابق كان يُستخدم لإيواء مئات المقاتلين من لواء الفاطميون، وهي ميليشيا من الشيعة الأفغان نُشرت لتعزيز المصالح الإيرانية في سوريا.
وقال جنود في تدمر إن المدينة، الواقعة على مفترق طرق صحراوي استراتيجي، أصبحت في الأساس مجمعا عسكريا ضخما. واليوم، انتهت قوات الأمن من تطهير المدينة وما حولها من أفخاخ متفجرة وألغام، لكن قبضتها تبدو واهية.
قال زاهر السليم، 40 عاما، وهو متطوع في المجلس المدني المحلي: "سيطرة الدولة معدومة".