موقع 24:
2025-02-03@11:51:17 GMT

بوتين يخطّط لحرب طويلة وعلى أمريكا الاستعداد

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

بوتين يخطّط لحرب طويلة وعلى أمريكا الاستعداد

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن التاريخ سيتذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه تسبب بنحو نصف مليون ضحية، بينهم 200 ألف قتيل- في حصيلة مرعبة للمذبحة التي ارتكبها بغزوه لأوكرانيا. والتقديرات، التي أوردها مسؤولون أمريكيون، هي نتيجة الحرب التي تدخل شهرها الـ18 هذا الأسبوع. ومن المؤكد أن الأرقام ستتصاعد.

على حلفاء كييف أن يدرسوا تقديم ترتيبات أمنية لمرحلة ما بعد الحرب


وتقول "واشنطن بوست" إنه لا تلوح في الأفق نهاية للنزيف، والدعوات إلى حل تفاوضي هي مجرد أمنيات في هذه المرحلة. وفي الوقت الذي يستثمر بوتين في اقتصاد الحرب، فإنه لا يظهر علامات على تخليه عن أحلامه بأمجاد امبراطورية روسية جديدة.
هذه الحقيقة القاسية تترك الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين أمام خيارات قليلة، لا سيما أن الهجوم العسكري الطاحن الذي شنته أوكرانيا في أوائل يونيو (حزيران)، لم يحقق هدفه في طرد القوات الروسية، المتخندقة بعمق على طول أميال من الخطوط الدفاعية خلف أكبر حقول ألغام على وجه الأرض، ويحتفظ الروس بنحو 18 في المائة من الأراضي الأوكرانية.

https://t.co/2gehCFBEvW

«Part of laying the groundwork for a sustained commitment to Ukraine will be for Western leaders to explain to their voters why it is necessary».

— Mykola Bielieskov (@MBielieskov) August 24, 2023


واستناداً إلى تقرير نشرته "واشنطن بوست" مؤخراً، توصل مسؤولو الاستخبارات الأمريكيون إلى تقويم، بأنه لن يكون في استطاعة كييف تحقيق هدفها الرئيسي هذه السنة، ألا وهو تأمين اختراق جنوباً عبر خطوط العدو حتى بحر آزوف. والفكرة كانت قطع الممر البري الذي يصل روسيا بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بوجه غير شرعي عام 2014.
وتلفت الصحيفة إلى أن تقويمات الإستخبارات الأمريكية كانت خاطئة في الماضي، خصوصاً لجهة المبالغة في تقدير فاعلية الجيش الروسي وعجز قيادته السياسية، وكذلك في التقليل من عزم أوكرانيا على إيجاد حيل في الميدان. وتفيد التقارير من الخطوط الأمامية ومن المدونين العسكريين الروس، أن معنويات الأوكرانيين لا تزال عالية، وأن هذا أدى إلى جعل الجنود الروس الذين يعانون من فقر في خطوط الإمداد، في وضع يائس بشكل متزايد. وتواصل القوات الأوكرانية تحقيق مكاسب متواضعة على رغم التحدي الهائل في التقدم في أراضٍ محصنة جداً.

الأفضلية لروسية

ومع ذلك، لن يختفي التفاوت الواضح في هذا القتال. والأفضلية الهائلة لروسيا في السكان والقدرة على صنع السلاح، يعززها قرار بوتين تعبئة القوة الصناعية للبلد من أجل الصمود في حرب لا نهاية لها. وزاد الكرملين من حملاته الدعائية وقمع المنشقين السياسيين، مما أدى إلى التخلص من الآراء المناهضة للحرب. وتالياً، يمكن الحرب أن تستمر سنوات.
وعلى رغم أن الغرب قد أرسل كميات هائلة من المساعدات العسكرية، فإنه لم يزود قوات كييف في الوقت المناسب بمقاتلات متطورة وصواريخ بعيدة المدى ودبابات لطالما طالب بها المسؤولون الأوكرانيون. والآن فقط، بدأ الطيارون الأوكرانيون بالتدرب على مقاتلات إف-16 الأمريكية الصنع، التي طالب بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأشهر الأولى للحرب. ومن غير المتوقع تسليم الدفعة الأولى منها من ترسانات الدانمارك وهولندا إلا العام المقبل، وهو وقت متأخر جداً لتوفير غطاء جوي للقوات البرية في هجومها الحالي.
وفي مواجهة حرب استنزاف طويلة، يحتاج الرئيس الأمريكي جو بايدن والقادة الأوروبيون إلى استراتيجية ذات مسارين تشمل تخطيطاً على المستويين القريب والبعيد من أجل ضمان سيادة أوكرانيا وبقائها. والمسار القريب يعني مواصلة الدعم وفق ما تعهد حلفاء أوكرانيا الأساسيون. ومع صرف المساعدة الأمريكية الحالية هذا الخريف، طلب بايدن مساعدة إضافية عسكرية واقتصادية بـ24 مليار دولار، نصفها مخصص لأسلحة ومواد ومعلومات استخباراتية لدعم صمود قوات كييف.

NO. Joe Biden is wrong. The US should stop threatening Russia's border, end the #ukrainewar and repair ties with Russia and China. Refocus on #ClimateEmergency @POTUS "Putin plans for a long struggle in Ukraine. The U.S. needs to do the same." NO.https://t.co/MDWug8yZxh

— Milo Somers (@milo_somers) August 23, 2023


ويعد أمراً حاسماً قبول الكونغرس بهذا الطلب حتى ولو بدأ يبرز التوتر بشكل متزايد لدى جزء من الرأي العام الأمريكي، خصوصاً لدى الجمهوريين، حيال المساعدة العسكرية الأمريكية. وتؤيد غالبية من الحزبين في الكابيتول هيل فكرة أن حرب بوتين العدوانية لا تهدد فقط وجود أوكرانيا وطموحها إلى الانضمام إلى عائلة الحرية في العالم، والأمم الديمقراطية، وإنما تشكل تهديداً لحلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة. وفي حال تمكن بوتين من إخضاع أوكرانيا، فما من سبب يدعو للاعتقاد أن هدفه التالي لن يكون الدول الأعضاء الأخرى في الأطلسي على خط المواجهة، والتي تعتبر الولايات المتحدة أنها ملزمة بالدفاع عنها بموجب معاهدة الحلف-ليس بإرسال السلاح فقط وإنما بإرسال القوات.

نموذج كوريا الجنوبية

ومع أن عضوية أوكرانيا في الناتو، والتي من شأنها توفير الضمانة الأمنية المطلقة، ليست مطروحة في ظل حرب مستعرة، يتعين على حلفاء كييف أن يدرسوا تقديم ترتيبات أمنية لمرحلة ما بعد الحرب. وعندما تنتهي الحرب، يتعين على واشنطن التفكير بتطبيق نموذج التزامها حيال كوريا الجنوبية، كدولة حققت ازدهاراً، بما صب في مصلحة الولايات المتحدة والأمم الحرة، وذلك بعد عقود من المساعدة الأمنية الأمريكية الضخمة. ويمكن لمقاربة مشابهة أن تساهم في الاستقرار في أوروبا الشرقية.
إن أمل بوتين الوحيد في تحقيق الانتصار هو عبر وضع حد للمساعدة الغربية لأوكرانيا، وهو هدف سيعمل عليه دونالد ترامب إذا انتخب رئيساً مرة ثانية. وتفيد التجارب التاريخية بأن مكأفاة العدوان ستتسبب بتكرار التجربة. إن جزءاً مهماً من تمهيد الأرضية لدعم طويل متواصل لأوكرانيا يكمن في شرح القادة الغربيين لناخبيهم أهمية هذا الدعم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ضغوط أمريكية على أوكرانيا.. هل تنتهي الحرب؟

البلاد – وكالات

مع استمرار الحرب بين أوكرانيا وروسيا منذ فبراير 2022، تبرز مقترحات أمريكية تهدف إلى تعزيز الديمقراطية الأوكرانية من خلال إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول نهاية العام؛ إذ كشف كيث كيلوج المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عن هذه الرؤية، التي تأتي في إطار جهود لإنهاء الصراع الذي أسفر عن خسائر بشرية ومادية هائلة.

وأكد كيلوج على ضرورة إجراء الانتخابات لدعم الديمقراطية الأوكرانية، مشيرًا إلى أن العديد من الدول الديمقراطية تنظم انتخابات حتى في أوقات الحرب. وتأتي هذه المبادرة في وقت تعمل فيه إدارة ترمب على وضع خطة لإنهاء الصراع الأوكراني- الروسي، رغم أن تفاصيلها لم تُكشف بعد. وتشير بعض المصادر إلى أن هذه الجهود قد تتضمن هدنة أولية تمهد الطريق لوقف إطلاق نار دائم، رغم أن الخطة لا تزال قيد الدراسة، ولم تُحسم بعد أي قرارات نهائية بشأنها.

الموقف الأوكراني من هذه المقترحات لا يزال غير واضح؛ إذ سبق للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن صرح بإمكانية إجراء انتخابات إذا انتهى القتال، وتوفرت ضمانات أمنية كافية لردع أي تصعيد روسي. ورغم ذلك، فإن كييف لم تتلقَّ بعد طلبًا رسميًا بهذا الشأن، وسط مخاوف من أن تؤدي الانتخابات إلى انقسامات داخلية، فضلًا عن احتمال استغلال موسكو للموقف لتحقيق مكاسب سياسية.

وتواجه أوكرانيا عقبات قانونية تحول دون إجراء الانتخابات، حيث يمنع قانون الأحكام العرفية المفروض منذ بدء الحرب تنظيم أي استحقاق انتخابي. كما يثير رفع هذه الأحكام مخاوف من تداعيات محتملة، مثل انسحاب الجنود من الجبهات، وزيادة هروب العملة الصعبة، وفرار الرجال في سن التجنيد إلى خارج البلاد. في المقابل، نفت موسكو علمها بهذه الخطط، فيما أشار مسؤولون روس إلى أن الاتصالات المباشرة مع إدارة ترامب لم تبدأ بعد.

السؤال الذي يظل مطروحًا، هو ما إذا كانت هذه التحركات الأمريكية ستقود إلى إنهاء الحرب، أم أن الصراع سيستمر لفترة أطول. وبينما تسعى أوكرانيا للحصول على ضمانات أمنية من الغرب، يبدو أن تحقيق السلام يتطلب أكثر من مجرد انتخابات، ما يترك مستقبل المفاوضات غامضًا في ظل تعنت المواقف بين الطرفين.

مقالات مشابهة

  • "الجارديان": مبادرة ترامب للسلام في أوكرانيا تواجه صعوبات بعد رفض كييف تقديم تنازلات
  • زيلينسكي يعترف بهول الخسائر التي تكبدتها قوات كييف
  • واشنطن تضغط على كييف: لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول نهاية العام
  • زيلينسكي: استبعاد كييف من المحادثات بين واشنطن وموسكو سيكون له تداعيات خطيرة
  • ضغوط أمريكية على أوكرانيا.. هل تنتهي الحرب؟
  • واشطن تطالب كييف بإجراء انتخابات بعد الحرب
  • الثاني من نوعه خلال أسبوع.. 6 قتلى في تحطّم طائرة إسعاف في ببنسلفانيا الأمريكية
  • بالفيديو.. مسؤولون: الهليكوبتر التي تحطمت كانت ضمن وحدة استعداد في حالة هجوم على أمريكا
  • ترامب يتعهد بالحديث مع بوتين لإنهاء الصراع في أوكرانيا
  • أوربان: واشنطن تسعى الآن من أجل السلام في أوكرانيا وبروكسل تسعى لاستمرار الحرب