لم يسلم القطاع الصحي في قطاع غزة من استهداف قوات الاحتلال، بل كان في قلب القصف والتدمير على مدار أشهر العدوان الوحشي المستمر منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تحت ذراع وأكاذيب ثبت تداعيها أمام الحقائق والشهادات المستقلة.

وأقدم جيش الاحتلال الأحد، على قصف مبنى مستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، في مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير مبنى الإسعاف وتضرر مباني الاستقبال والصيدلية والمختبر ومحطة توليد الأكسجين الطبي المخصصة لمرضى العناية المكثفة.



كذبة مستشفى الشفاء
استهلت قوات الاحتلال تدميرها الممنهج للقطاع الصحي، مبكرا، حين استهدفت مجمع الشفاء الطبي، الأكبر في قطاع غزة، فبعد وقت قليل من بدء العدوان البري على قطاع غزة، اقتحمت قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي، في الـ16 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 بعد تمهيد وقصف جوي عليه، زاعمة وجود أسلحة فيه، وأنفاق للمقاومة أسفله.


عاثت قوات الاحتلال خرابا وتدميرا في أبنية وأروقة وأقسام المستشفى، لكنها لم تعثر على ما زعمته، وحين اكتشفت تداعي روايتها، نشرت بعض قطع السلاح الخاصة بالقوات الشرطية التي كانت تؤمن المستشفى في حينه، زاعمة أنها تابعة لعناصر المقاومة، قبل أن تنسحب منه وتعود إليه بعد أشهر على حين غزة، وتحديدا في الـ18 من آذار/ مارس 2024، مرتكبة فيه مجازر مروعة وإعدامات فظيعة، ومدمرة كل مرافقه لتحيله كومة من الركام والأنقاض.

وفي حينه، أدلى شهود عيان من مستشفى الشفاء بغزة بشهادات مروعة لـ"عربي21" كشفوا فيها عن إعدام عشرات المعتقلين من النازحين والجرحى، في أروقة وأقسام المستشفى المدمر، في أعقاب الحصار والعدوان الذي استمر أسبوعين انطلاقا من منتصف آذار/ مارس 2024.

ودحضا لمزاعم الاحتلال قال الطبيب النرويجي مادس جيلبرت، الذي عمل في مستشفى الشفاء بقطاع غزة لمدة 16 عاما، إن إسرائيل لم تستطع تقديم أي دليل يثبت صحة ادعاءاتها حول وجود قاعدة عسكرية بالمستشفى.

وذكر جيلبرت حينها قائلا: "عملت في مستشفى الشفاء لمدة 16 عامًا، تجولت في كل مكان بداخله، والتقطت الصور والفيديو، وتحدثت مع المرضى والعاملين، ونمت في المستشفى ولم أر قط قاعدة عسكرية".
وشبه جيلبرت مزاعم الاحتلال، بموقف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول في مجلس الأمن الدولي، حين قدم مزاعم كاذبة بأن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل". قائلا: "إسرائيل مدمنة على الكذب".


مستشفيات أخرى
لم تسلم معظم المستشفيات الكبيرة الرئيسية من بطش وتدمير قوات الاحتلال، تحت الذريعة نفسها، فلقد عمدت قوات الاحتلال إلى تدمير مستشفى بيت حانون، الوحيد الذي كان يقدم الخدمة الطبية في المدينة الحدودية شمال القطاع، ولاحقا تعمدت قصف وتدمير وإحراق المستشفى الإندونيسي في جباليا شمال القطاع.

وفي جريمة أخرى قبل أشهر قليلة، حاصرت قوات الاحتلال مستشفى الشهيد كمال عدوان في منطقة مشروع بيت لاهيا، على أطراف مخيم جباليا، حيث اعتقلت طاقمه الطبي، وعلى رأسهم مدير المستشفى، حسام أبو صفية، وشردت المرضى والجرحى فيه، واعتقلت بعضهم، قبل أن تدميره بالكامل بالقذائف المدفعية، والقصف الجوي.

لم تسلم مستشفيات أخرى في قطاع غزة أيضا، فلقد تعرض مستشفى الصداقة التركي جنوب غزة للنسف والتدمير، ومستشفى القدس للقصف والحرق، ومستشفى شهداء الأقصى في دير البلح للقصف مرات عدة، كما لاقى مستشفى ناصر، الأكبر في خانيونس نفس المصير حيث قصف عدة مرات، كان آخرها قبل نحو ثلاثة أسابيع فقط، ومن قبله مستشفى أبو يوسف النجار في رفح.
واستهدف الاحتلال عموما 36 مستشفى خلال حرب الإبادة المستمرة، فضلا عن عشرات المراكز الصحية والعيادات العامة والخاصة. وفق إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي.


تدمير ممنهج ومدروس
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف هذه المستشفيات طوال شهور حرب الإبادة، إما بالقصف أو الحرق أو التدمير، أو العمل على إخراجها عن الخدمة.

وعلى إثر هذا التدمير الواسع للقطاع الطبي، أجمع محللون تحدثت إليهم "عربي21" سابقا على أن تدمير المستشفيات كان ممنهجا ومدروسا بدقة، والهدف المباشر منه تطبيق سياسة التهجير الواسعة للأهالي من مناطقهم، إذ لن يتمكن أي من الفلسطينيين من البقاء في بيته أو منطقته دون غطاء طبي تقدمه المستشفيات في منطقته. ولهذا عمدت قوات الاحتلال إلى تحييد المستشفيات بتدميرها وإخراجها عن الخدمة، كأحد وسائل الإبادة والتطهير العرقي التي مارستها، جنبا إلى جنب مع سياسة القتل والتجويع والتعطيش والحصار والعقاب الجماعي، التي لا زالت تمارس في قطاع غزة حتى الآن.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الاحتلال استهدف التهجير الفلسطينيين فلسطين الاحتلال استهدف التهجير القطاع الطبي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الاحتلال مستشفى الشفاء فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يواصل جرائم الإبادة في غزة والمقاومة تطلق صاروخا على “ريعيم” وتسقط طائرتين مسيرتين

الثورة / متابعات/ قاسم الشاوش

تظل جرائم حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني دون توقف منذ أكثر من عام ونصف ضد أبناء فلسطين بغزة، هي الأكثر جرما في تاريخ الحروب، دمرت آلة الحرب الصهيونية كل شيء دون رحمة حولت قطاع غزة إلى مكان غير صالح للعيش

وفي هذا السياق واصلت طائرات العدو الصهيوني امس الأحد استهداف مجموعة من المواطنين بحي السلاطين في بيت لاهيا وجباليا وخان يونس بقطاع غزة، حيث استشهد 30 فلسطيني وأصيب آخرون، وذلك يرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى اكثر 50944 شهيداً و116156 جريحاً في حصيلة غير نهائية، و لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

وقال شهود عيان إن مدفعية العدو الصهيوني قصفت بشكل مكثف المناطق الشمالية لمدينة رفح.

وشهدت مدينة غزة ليلة صعبة، فقد كثفت مدفعية العدو الصهيوني قصفها على حيي التفاح والشجاعية شرقي المدينة، وسط إطلاق نار من الطائرات المروحية والمسيّرة “الإسرائيلية” “كواد كوبتر”، وفق شهود عيان.

وأضاف الشهود أن الطائرات الحربية التابعة للعدو قصفت 3 مدارس تؤوي نازحين في حيي التفاح والشيخ رضوان شرقي وشمالي مدينة غزة، بعد تهديدها وإخلائها والمناطق المحيطة، وهي مدرستا سعد بن معاذ وأبو بكر الرازي في حي التفاح، ومدرسة الدحيان في حي الشيخ رضوان.

وفي سيا ق متصل، استنكرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة استهداف العدو الصهيوني للمستشفى المعمداني بغزة فجر اليوم، وذلك بقصفه لمبنى داخل حرم المستشفى وتدميره بالكامل، الأمر الذي أدى إلى اخلاء قسري للمرضى وللعاملين.

وطالبت “المؤسسات الدولية والجهات المعنية بضرورة حماية القطاع الصحي في غزة، بما كفلته القوانين والاتفاقيات الدولية، والإنسانية والعمل الفوري على وقف الإنتهاكات المستمرة بحق قطاع غزة وعلى رأسها المرضى والقطاع الصحي”.

فيما أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن رواية العدو الصهيوني ومزاعمه بعد قصفه المستشفى المعمداني بغزة، تكرار مفضوح للأكاذيب التي يسوقها لتبرير جرائمه ووحشيته.

وقالت الحركة إن “هذا السلوك الوحشي يمثّل استخفافاً وقِحاً بالرأي العام العالمي، وبمنظومة القيم والقوانين وأدوات العدالة الدولية، وهو ما يستدعي موقفاً جاداً من المجتمع الدولي ومؤسساته، لردعه، ومحاسبة مجرمي الحرب قادة الاحتلال الإرهابي”.

وطالبت الحركة بـ”تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، لتفنيد هذه الادعاءات الكاذبة، وكشف حقيقة ما يرتكبه جيش الاحتلال الإرهابي في قطاع غزة من انتهاكات غير مسبوقة في سياق حرب الإبادة والانتقام الجارية، ووضع حد لهذه الجرائم المستمرة دون حسيب”.

في حين اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي، ارتكاب العدو الإسرائيلي “جريمته الشنيعة” فجر أمس الأحد، بقصف مستشفى المعمداني صعودا جديدا نحو قمة الإجرام.

وشددت على أن العدوان الآثم على المعمداني يُعدّ جزءاً من سلسلة عدوانية ممنهجة تستهدف المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء وخيم النازحين في غزة ضمن سياق حرب إبادة ممنهجة تنتهك كل المعايير الإنسانية والأخلاقية.

وحملت الحركة الإدارة الأمريكية مسؤولية كبرى، مشيرة إلى أن سياستها الاستفزازية وتوجيهاتها التي وضعت هدف التهجير ودعم سياسة العدو “تُعدّ المحرض الرئيسي لهذه الممارسات الإجرامية، في وقت يفرض فيه الصمت العالمي على غزة أن يكون مقبرة للقانون والإنسانية”

وأكد المدير الطبي لمستشفى المعمداني بمدينة غزة الدكتور فضل نعيم، أن المستشفى خرج عن الخدمة جراء القصف الصهيوني .

وبين الدكتور نعيم أن أقسام الإسعاف والطوارئ والمختبر والصيدلية وأشعة الطوارئ هي أكثر الأقسام التي تضررت جراء القصف الصهيوني.

وطالب نعيم، بالضغط لفتح المعابر لإدخال المستلزمات والأجهزة الطبية من أجل استئناف الخدمات الصحية في المستشفيات.

كما طالب بالضغط على العدو لحماية المؤسسات الصحية في غزة من الاعتداءات كونها محمية وفقا للقانون الدولي.

ووصف شهود عيان اللحظات الأخيرة قبل قصف العدو الصهيوني لمستشفى المعمداني في قطاع غزة بالمروعة والمرعبة.

وأفاد شهود عيان لوكالة “قدس برس” بأن 20 دقيقة فقط، كانت المدة الزمنية التي سمح بها جيش العدو لإخلاء المستشفى من جميع المرضى والجرحى والعاملين والنازحين، قبل أن تقصف طائراته مباني الاستقبال والطوارئ والجراحة والعمليات المركزية، فيما لحِق ضرر بالغ بمبنى الباطنية ومختبرات الدم، ما أدى إلى خروج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل.

وأكد الشهود أن “عشرات الحالات من مرضى كبار السن ومرضى غسيل الكلى غادروه وهم على أكتاف مرافقيهم، وبعضهم سقط مغشيًا عليه من شدة التعب والإرهاق الذي أصابهم خلال النزوح”.

من جهة أخرى ‏أدان حزب الله بِشدة، قصف العدو الصهيوني مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، والذي أدّى إلى تدمير ‏أقسام من المستشفى وإخراجه عن الخدمة، وتشريد المرضى والجرحى والمدنيين الذين احتموا من إرهاب ‏العدو وإجرامه.

وقال حزب الله في بيان إن “هذا الاعتداء السافر يُشكّل جريمة حرب موصوفة، ويُؤكد مُجددًا الوجه الإجرامي الوحشي ‏للعدو الصهيوني، الذي لا يَتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم مُتذرّعًا بادعاءات وأكاذيب، وضاربًا عرض ‏الحائط كل القوانين الإنسانية والدولية”.‏

وأكد الحزب إن استهداف العدو الصهيوني المتكرّر للمنظومة الصحية من مستشفيات وطواقم طبية وكوادر صحية هو ‏امتداد لِحرب الإبادة المستمرة التي تُمارسها آلة القتل الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الصامد، وهي جريمة ‏وحشية في سياق التدمير المُمنهج لِما تَبقّى من مقوّمات الحياة في قطاع غزة المحاصر، وبِتواطؤ ودعم أمريكي ‏لا محدود.‏

إلى ذلك قال وزير الخارجية الفنزويلي إيفان غيل، إن ما يحدث في قطاع غزة لا يمكن وصفه إلا بالإبادة الجماعية، يحب أن تتوقف.

وفيما يتعلق بحرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر 2023م، شدّد غيل على أن الوضع في غزة غير قابل للاستمرار.

وأكد في هذا الإطار أن ما يحدث في غزة “لا يمكن أن نسميه شيئا آخر غير الإبادة الجماعية”، معربا عن دعم بلاده حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

واعتبر ️ المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن تدمير “إسرائيل” مستشفى “المعمداني” في غزة جريمة جديدة في سياق التفكيك المنهجي لمنظومة الحياة والقضاء على الملاذ الأخير.

من جهته دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي،” إسرائيل” إلى وقف هجماتها على المرافق الطبية في قطاع غزة، مندّدًا بالقصف الذي طال المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، في وقت سابق أمس الأحد.

وقال لامي في منشور له “أدت الهجمات “الإسرائيلية “على مرافق طبية إلى تدهور شامل في إمكانية الحصول على الرعاية الصحية في غزة”.

وتابع “تعرض المستشفى الأهلي المعمداني لهجمات متكررة منذ بدء الصراع. يجب أن تتوقف هذه الهجمات المؤسفة. الدبلوماسية وليس المزيد من سفك الدماء هي السبيل نحو سلام دائم”.

وردا على جرائم العدو الصهيوني اطلقت المقاومة صاروخا من قطاع غزة في اتجاه كيبوتس “ريعيم” في جنوب فلسطين المحتلة.

إلى ذلك أعلنت سرايا القدس “الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي” السيطرة على طائرتين مسيرتين لجيش العدو الإسرائيلي وسط قطاع غزة.

وقالت سرايا القدس في بلاغ عبر قناتها على التيلغرام أنها سيطرت على طائرتين من نوع “كواد كابتر” خلال تنفيذهما مهام استخبارية للاحتلال وسط قطاع غزة.

 

 

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يواصل جرائم الإبادة في غزة والمقاومة تطلق صاروخا على “ريعيم” وتسقط طائرتين مسيرتين
  • قصف المستشفيات.. صحة غزة: قوات الاحتلال ارتكبت أبشــ ع الجرائم
  • اعتقال الأطباء وأطقم التمريض.. مستشفيات غزة في مرمى نيران الاحتلال الإسرائيلي
  • جيش الاحتلال استخدم أسلحة دقيقة لتدمير مستشفى المعمداني.. تفاصيل
  • بالخريطة والصور.. أبرز 10 مستشفيات دمرتها إسرائيل في قطاع غزة
  • شهادات مروعة عن اللحظات الأخيرة قبل قصف مستشفى المعمداني
  • الجيش الإسرائيلي يقصف المستشفى المعمداني ويخرجه عن الخدمة
  • الجيش الإسرائيلي: قصفنا "المعمداني" لوجود عناصر من حماس فيه
  • وزارة الصحة بغزة: قوات الاحتلال دمرت مستشفى المعمداني بشكل كلي