قالت المعلقة أروى مهداوي في مقال بصحيفة "أوبزيرفر" إن غزة تحولت إلى "حقل الموت" يتم فيه تجويع شعب، متسائلة إلى متى سيتسامح العالم مع هذا؟ وقالت إن ما يحدث هو إبادة لكن الساسة في البلدان الغربية يواصلون تمويلها وتعمل المؤسسات الإعلامية على تطبيع ما يجري وجعله أمرا عاديا ومقبولا.

وقالت: "من أين أبدأ؟  فقد جلست لكي أكتب عن غزة، وفي كل مرة أختلس فيها الفرصة للكتابة عن مجزرة، ترتكب مجزرة.

فقد تم حرق صحفيون فلسطينيون أحياء، وتجمد الأطفال موتا، وأعدم مسعفون ودفنوا في مقبرة جماعية، وقتل الأطفال وهم نائمون. وفي الوقت نفسه، فعندما تتحدث في الولايات المتحدة وألمانيا، عن الأطفال الموتى الفلسطينيين يجعلك  هذا عرضة للترحيل. ولو جادلت بضرورة احترام حقوق الإنسان الدولية فستتعرض للاختطاف وتجد نفسك في مركز اعتقال".



وتقول: "لا أعرف من أين أبدأ ولا أعرف ماذا بقي لكي نقوله عند هذه النقطة، فبعد 18 شهرا من المذبحة المستمرة، كان على الجميع معرفة أن هذه ليست حربا، وليست دفاعا عن النفس. فما يحدث في غزة هو ببساطة إبادة. وقد قالت سلسلة من خبراء الإبادة هذا وتوصلت المنظمة الحقوقية الدولية المحترمة، أمنستي إنترناشونال إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة، ومع ذلك لا يزال ساستنا يمولوها".

وأضافت أن الفلسطينييين لا يمحون فقط بالقنابل المصنعة في أمريكا، فالقاتل الأكثر خبثا هو الجوع. ففي 2 آذار/ مارس، أي قبل أكثر من شهر، قطعت "إسرائيل" الإمدادات عن غزة في محاولة لتغيير شروط اتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت مهداوي إن وصف هذا بـ"حصار المساعدات"، كما تميل عناوين الصحف، لا يصف بإنصاف هول ما يحدث: فهذا ليس "حصار مساعدات" بقدر ما هي حملة تجويع. وأضافت أن غزة تحولت في نهاية المطاف إلى أنقاض، فليس هناك ما يكفي من الغذاء الذي يمكن لسكان القطاع الاعتماد عليه.

وقد أظهر تحليل أجرته الأمم المتحدة لصور الأقمار الاصطناعية في تشرين الثاني/ نوفمبر أن أكثر من 90% من الماشية قد نفقت، وأن حوالي 70% من الأراضي الزراعية في غزة قد دمرت أو تضررت منذ بداية هذه الحرب المتكررة في القطاع.

كما يستخدم الماء كسلاح حرب. ففي أوائل آذار/ مارس وبعد أسبوع من منع وصول أي مواد غذائية أو إنسانية أخرى إلى غزة، قطعت "إسرائيل" إمدادات الكهرباء عن محطة تحلية المياه الرئيسية العاملة في غزة. ولا يمكن أن يكون الوضع الآن أكثر بؤسا.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "غزة ساحة قتل، والمدنيون يعيشون في حلقة موت لا نهاية لها". وتقول مهداوي إن "إسرائيل" التي تشجعت بما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته بالاستيلاء على غزة وبناء فنادق وكازينوهات فوق حقول القتل هذه، لم تعد تحاول إخفاء أهدافها.

فهي ببساطة تريد تطهير غزة من الفلسطينيين وضم الضفة الغربية.

وهي مستعدة لتجويع الفلسطينيين وقتلهم وإرهابهم حتى يوافقوا "طوعا" على المغادرة الجماعية إلى مكان مثل السودان أو الصومال، وهما من الدول التي طرحتها الولايات المتحدة و"إسرائيل" قبل فترة كمناطق إعادة توطين محتملة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل فترة: "سنشرف على الأمن العام في قطاع غزة، وسنعمل على تحقيق خطة ترامب للهجرة الطوعية" و"هذه هي الخطة، نحن لا نخفيها ونحن مستعدون لمناقشتها في أي وقت".

وفي غضون ذلك، ظهر نائب رئيس البرلمان نيسيم فاتوري مؤخرا على إذاعة "كول باراما"، داعيا إلى تحويل الضفة الغربية إلى غزة. وقال فاتوري: "نحن بحاجة إلى فصل الأطفال عن النساء وقتل البالغين في غزة. نحن نبالغ في مراعاة مشاعر الآخرين". وأضاف: "سنحول جنين قريبا إلى غزة".

وتعلق مهداوي قائلة للقارئ إن كان تصريح فاتوري سيبدو جديدا عليه، فهذا لأن وسائل الإعلام الغربية منشغلة في تغطية هتافات مثل "فلسطين من النهر إلى البحر حرة" واعتبارها دعوة للإبادة، لكن هذا الإعلام لو غطى كل تحريض علني على الإبادة الجماعية من قبل السياسيين وقادة الفكر الإسرائيليين، لما كان هناك مجال لتغطية أي شيء آخر.

وتضيف مهداوي أنه بدلا من فضح هذه التحريضات، يبدو أن بعض وسائل الإعلام حريصة على تطبيع من يطلقونها. ففي الشهر الماضي، مثلا، شارك يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إلى جانب رابطة مكافحة التشهير في حوارٍ جانبي في نيويورك مع بيانا غولودريغا من شبكة "سي إن إن".

كل هذا مع أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة توقيف بحق غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وجاء في مذكرة الإعتقال أن المحكمة وجدت "أسبابا معقولة" للاعتقاد بأن غالانت ونتنياهو "يتحملان المسؤولية الجنائية عن الجرائم التالية بصفتهما شريكين في ارتكاب هذه الأفعال مع آخرين: جريمة حرب التجويع كأسلوب من أساليب الحرب والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرها من الأعمال اللا إنسانية".

وتجدر الإشارة إلى أن شبكة "سي إن إن" قدمت تقارير ممتازة عن غزة. ولكن أن تجلس الشبكة في "دردشة دافئة" مع غالانت، في حين يُحرق الصحفيون الفلسطينيون أحياء، فهذا أمر مروع.

وتقول مهداوي: "عادة، عندما أكتب مقال رأي، أشعر وكأنني أخوض حوارا مباشرا مع القارئ. لكنني لا أعرف حقا لمن أكتب هذا المقال. فإذا كنت قد قرأت حتى هنا، فمن المرجح أنك تتفق معي بالفعل وأنك تشعر بالفزع مما يحدث، وأنك ستستخدم صوتك الخاص بأفضل ما تستطيع. أما إن لم تكن تشعر بالهول في هذه المرحلة، فعندها لا يوجد ما سيقنعك على الاهتمام".

وتمضي قائلة: " لقد كتبت العديد من مقالات الرأي التي توسلت فيها للناس، بمن فيهم بعض زملائي في الإعلام الغربي، حتى يكترثوا بمعاناة الفلسطينيين وأن يتذكروا أن الفلسطينيين هم بشر أيضا، وأن يتذكروا أن تجويع المدنيين هي جريمة حرب لا يمكن تنظيفها بصيغة المبني للمجهول ولغة التعتيم، وأن يفهموا أن هذه ليست قضية سياسة خارجية بعيدة: هذه الإبادة الجماعية ممولة من دافعي الضرائب الأمريكيين. وفي الوقت نفسه، أدت المحاولات غير المسبوقة لقمع حرية التعبير في الولايات المتحدة فيما يتصل بفلسطين إلى تحويل هذه القضية إلى قضية محلية".



وتختم مقالها: "لقد تعبت من التوسل للناس حتى يهتموا بالفلسطينيين الآن، وأكتب ليس لأنني آمل بتغيير عقول الناس، ولكن القوة الوحيدة التي أملكها والقوة التي يملكها الكثير من الناس هي مواصلة رفع الصوت والقول إننا لا نوافق على هذا".

وكما كتب الصحفي عمر العقاد: "في يوم ما وعندما يكون الوضع آمنا ولا ضريبة شخصية على تسمية الأمور بأسمائها وحين يفوت الأوان لمحاسبة أي شخص، سيكون الجميع ضد هذا الأمر". وعندما يأتي ذلك اليوم، لن يستطيع أحد التظاهر بالجهل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية غزة جرائم امريكا غزة جرائم ابادة صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ما یحدث فی غزة

إقرأ أيضاً:

“إيكونوميست”: إسرائيل عازمة على تدمير غزة وخلق مناطق إبادة فيها

#سواليف

أكدت مجلة ” #إيكونوميست “، أن #الاحتلال الإسرائيلي ينوي تدمير قطاع #غزة بالكامل، فقد أراد الجنرالات ألا يلاحظ أحد العملية العسكرية التي شنت في الأول من نيسان/أبريل الجاري، لحين تمركز جنودهم في مواقع آمنة.

وأوضحت المجلة في تقرير لها، أن “السياسيين سارعوا إلى التباهي بها، وقال وزير الدفاع (الحرب) الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بأن الجيش الإسرائيلي شرع في عملية جديدة لسحق المنطقة وتطهيرها من الإرهابيين”.

وأضاف كاتس أن العملية تهدف إلى “الاستيلاء على مساحات واسعة وضمها إلى المناطق الأمنية الإسرائيلية”، وبعد ذلك ساعات قليلة، نشر رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو مقطع فيديو تباهى فيه بأن إسرائيل “تغير مسارها”، مما أثار استياء الجنرالات، حيث كشف نتنياهو أيضا عن اسم العملية وموقعها: “ممر موراغ”.

مقالات ذات صلة ماذا يعني سيطرة قوات الاحتلال على محور موراغ؟ الدويري يجيب 2025/04/12

وقد كان الفيديو بمنزلة رسالة إلى قاعدته الشعبية المتطرفة، فموراغ كانت مستوطنة إسرائيلية صغيرة، تقع بين رفح وخان يونس عندما احتلت “إسرائيل” قطاع غزة بأكمله، والآن عادت القوات الإسرائيلية، والهدف هو تقسيم الشريط الساحلي الذي تبلغ مساحته 365 كيلومترا مربعا إلى مناطق منفصلة، حيث سيدمر #جيش_الاحتلال أحياء بأكملها، على أمل القضاء أخيرا على حماس، الحركة التي لا تزال تسيطر على جزء من غزة، بحسب ما ذكرت المجلة.
وأصدر جيش الاحتلال أوامر إلى سكان #رفح باللجوء إلى “ملاجئ” ضيقة على الساحل، بينما أكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون لصحيفة “الإيكونوميست” أن الخطة تهدف إلى إخلاء منطقة رفح، جنوب قطاع غزة، بشكل دائم، التي تمثل حوالي 20 بالمئة من إجمالي مساحة القطاع.

وأوضحت المجلة أنه “تجري حاليا عملية مماثلة في منطقة أصغر شمال القطاع”، مشيرة إلى أن هذه الخطوات هي جزء من خطة أوسع، لإجبار أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على مغادرة المدن والبلدات والتوجه إلى الساحل.

ويهدف هذا، على المدى القصير إلى إنشاء “مناطق إبادة” لا يبقى فيها، نظريا، سوى مقاتلي حماس، أما على المدى البعيد، فتأمل “إسرائيل” أن يهاجر سكان غزة “طواعية”.

وأوضحت المجلة أن “الإسرائيليين يهدفون من حصر السكان في منطقة الساحل لتحقيق هدف آخر، ففي ظل الحصار ومنع دخول المواد الغذائية والطبية، يقول مسؤولون إسرائيليون؛ إن #ممر_موراغ سيكون الخط لنقل المواد الإنسانية لهذه التجمعات الساحلية، وحرمان #حماس من السيطرة على المواد الغذائية، كما يزعمون. وأيضا يزعمون أن هناك وفرة كبيرة في المواد الغذائية والإنسانية”.

وتقول المجلة؛ إن هذا سيكون تغييرا كبيرا في السياسة الإسرائيلية، فحتى وقت قريب، رفض جيش الاحتلال تحمل مسؤولية الاحتياجات الإنسانية في غزة، مفضلا تنسيق قوافل المساعدات مع المنظمات الدولية. وفي جلسات خاصة، قال الجنرالات؛ إنهم يريدون تجنب إعادة احتلال فعلي لغزة.

أما الآن، وتحت ضغط السياسيين الذين يريدون السيطرة على الإمدادات إلى غزة تمهيدا لإقامة سلطة إسرائيلية طويلة الأمد، فقد رضخوا.

وبموجب الخطط الجديدة، سيوزع جيش الاحتلال الإمدادات مباشرة على المدنيين النازحين إلى الساحل، أما في بقية غزة، فستطبق عليها سياسة الأرض المحروقة التي تهدف إلى القضاء على حماس نهائيا.

وليس من الواضح متى ستبدأ هذه المرحلة، ففي هذه الأثناء، بدأت الإمدادات تنفد مجددا، وقد أغلق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة 25 مخبزا تنتج الخبز اليومي، إذ لم يعد بإمكانه تزويدها بالوقود أو الدقيق.
كما لا تستطيع العائلات إعداد خبزها بنفسها؛ إذ يبلغ سعر كيلوغرام غاز الطهي الآن 250 شيكلا على الأقل (66 دولارا)، وكيس الدقيق الذي يزن 25 كيلوغراما هو ضعف هذا السعر.

كما أن العديد من المواد الأساسية كالسكر وزيت الطهي تختفي من الأسواق، وأصبحت المياه نادرة، فقد انخفضت القدرة الإنتاجية لمحطة تحلية المياه الرئيسية في غزة إلى نسبة 85 بالمئة، منذ توقف “إسرائيل” عن تزويد القطاع بالطاقة الكهربائية الشهر الماضي.

وتقول الأمم المتحدة؛ إن معظم سكان غزة يحصلون على 6 لترات من المياه يوميا. ولا يعد الجوع التهديد الوحيد للحياة؛ ففي الشهر الماضي، قتلت القوات الإسرائيلية 15 مسعفا فلسطينيا قرب رفح.
وزعم جيش الاحتلال أن السيارات كانت تسير بشكل مثير للريبة، دون أضواء أو صفارات إنذار.

وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه صحيفة “نيويورك تايمز” أن رواية الجيش كاذبة؛ فقد كانت سيارات الإسعاف مزودة بأضواء وإشارات طوارئ.

وقتل المسعفون الذين يرتدون الزي الطبي بوابل من الرصاص.

وأشارت الصحيفة لاحتجاجات بين السكان على الأوضاع. وانتهكت “إسرائيل” وقف إطلاق النار في غزة أولا بغارات جوية، في 18 آذار/ مارس.

وقد أسفرت عملياتها البرية منذ ذلك الحين عن استشهاد أكثر من ألف شخص، وتزعم المجلة أن حماس، التي تخشى المزيد من الاحتجاجات، إلى استعدادها لقبول هدنة مؤقتة أخرى تستمر لبضعة أسابيع، والتي ستتبادل خلالها عددا صغيرا من الأسرى الإسرائيليين البالغ عددهم 59 الذين ما زالوا في غزة، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.

ولكن حتى لو حدث ذلك، فإن “إسرائيل” تنوي استئناف حربها. وهي توقعات قائمة، حيث يقول دبلوماسي شارك سابقا في مثل هذه المحادثات: “لا يوجد حاليا أي خطط قيد المناقشة بجدية لليوم التالي للحرب في غزة”.
وتقول المجلة؛ إن بصيص الأمل الوحيد جاء في اجتماع بين الرئيس دونالد ترامب نتنياهو في 7 نيسان/ أبريل، قال فيه الرئيس الأمريكي: “أود أن أرى الحرب [في غزة] تتوقف. أعتقد أن الحرب ستتوقف في مرحلة ما، ولن يكون هذا في المستقبل البعيد جدا”.

وفي الوقت الذي فرض فيه فريق ترامب المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار على “إسرائيل”، إلا أن الرئيس يبدو منشغلا الآن بأمور أخرى. فدون ضغط منه، يصعب تصور أي شيء آخر يمكن أن يمنع “إسرائيل” من تدمير غزة نهائيا.

مقالات مشابهة

  • عميد كلية بيت لحم: ما يحدث في غزة إبادة.. وصمت العالم خيانة للإنسانية
  • "صالح لكل البلدان باستثناء إسرائيل".. بنجلادش تؤكد تضامنها مع غزة.. ما القصة؟
  • الصحة الفلسطينية: ما يحدث في غزة خرق واضح للقانون الدولي الإنساني
  • أوبزيرفر: ما يجري في غزة إبادة حقيقية يمولها الساسة بالسلاح ويطبعها الإعلام الغربي المتواطئ
  • الناطق العسكري لكتائب القسام: لا يزال إخوان الصدق في اليمن يصرّون على شلّ قلب الكيان الصهيوني وقوفاً إلى جانب غزة التي تتعرض لحرب إبادة شعواء
  • الخارجية الفنزويلية: ما يحدث في قطاع غزة إبادة جماعية يجب وقفها
  • يحدث في غزة.. إسرائيل تقتل 6 إخوة بضربة واحدة
  • شلقم: ليبيا من بين البلدان التي عانت غياب الخبرة السياسية
  • “إيكونوميست”: إسرائيل عازمة على تدمير غزة وخلق مناطق إبادة فيها