دبي-وام
بأسطول يضم بعضاً من أرقى وأندر المركبات الفارهة في العالم، تقدم شرطة دبي نموذجاً فريداً في الدمج بين الحداثة الأمنية والترويج الحضاري، من خلال قسم الدوريات السياحية الذي بات عنصراً لافتاً في المشهد السياحي والأمني للإمارة.
وقال العميد حارب محمد سعيد الشامسي، مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، إن قسم الدوريات الأمنية السياحية، التابع لإدارة الشرطة السياحية، والذي تأسس عام 2014، يشكل إحدى أبرز واجهات شرطة دبي الحضارية في عيون السياح والمقيمين، مشيراً إلى أن القسم يمتلك دوريات فارهة تمثل طرازات عالمية فريدة، تعكس ريادة الإمارة في دمج الأمن بالتكنولوجيا والابتكار.



وأضاف أن القسم تأسس، بهدف تعزيز الوجود الشرطي في المناطق السياحية وأماكن التجمعات الكبرى، والمساهمة في ترسيخ صورة شرطة دبي مؤسسة أمنية عصرية، من خلال آليات عمل متقدمة وأساليب تعامل راقية تعتمد على حسن الاستقبال، والاحترام المتبادل مع جميع الجنسيات والثقافات.
وأوضح أن شرطة دبي، ومن خلال شراكتها الاستراتيجية مع وكلاء شركات السيارات العالمية في الإمارة، عملت على تطوير أسطول متكامل من المركبات الفارهة، يشمل طرازات نادرة ومميزة منها لمبرجيني أوروس وبيرفورمنتي، وأودي R8، وتيسلا سايبر تراك، وألفا روميو، ومنصوري مرسيدس G63، ولوتس الترا R، وبنتلي كونتيننتال GT، وبوجاتي فيرون، وأستون مارتن فينتاج، إلى جانب طرازات أخرى تواكب أحدث ما توصلت إليه صناعة السيارات الرياضية والفاخرة عالمياً.
وأشار إلى أن مهام الدوريات لا تقتصر فقط على الوجود الميداني في المناطق الحيوية، بل تشمل كذلك المشاركة في الفعاليات والمناسبات الوطنية والرسمي، وتمثيل شرطة دبي في المعارض والمنتديات الأمنية المحلية والدولية، والوجود في الفعاليات الرياضية الكبرى، والأنشطة البرية والشاطئية، إضافة إلى دعم المبادرات الحكومية والسياحية من خلال تعزيز الأمن السياحي. وكشف أن الدوريات الأمنية السياحية مثلت دولة الإمارات في العديد من المحافل الخارجية، وكان أبرزها مشاركتها في سباق الألف ميل للسيارات الكلاسيكية في إيطاليا عام 2021، والذي أهلها لاحقاً للفوز بجائزة «أفكار الإمارات» ضمن فئة «تمثيل الدولة في الخارج»، والتي تنظمها مجموعة دبي للجودة.
وأكد العميد الشامسي أن هذه المبادرة تسهم في تعزيز العلاقات الإيجابية مع الزوار، حيث يلتزم أفراد الشرطة ضمن هذه الدوريات بأسلوب راقٍ في التعامل، يجعل من الابتسامة والاحترام عنواناً أساسياً، إلى جانب تقديم المساعدة الفورية وتوفير المعلومات والخدمات بأعلى معايير الجودة والاحترافية.
وشدد على أن تجربة شرطة دبي في مجال الدوريات الأمنية السياحية، أصبحت نموذجاً يحتذى على مستوى العالم، حيث توازن بين القوة الأمنية والبعد الإنساني، وتعكس مكانة دبي واحدة من أكثر المدن أماناً وجاذبية في السياحة العالمية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات دبي الإمارات قائد شرطة دبي شرطة دبی من خلال

إقرأ أيضاً:

لماذا إعادة كتابة التاريخ ضرورة لأمننا الحضاري؟!

لقد كان وسيظل سؤال الهُويَّة المحرك الرئيسي وراء الاهتمام بالتاريخ الرسمي لدى الأمم، وليس من دافع يؤكد الصلة القوية بينه كدرس مستقر في مناهج التعليم وبين عمليات إشباع الهُوية بالذاكرة، إلا الرحلات المستمرة إلى الماضي لأجل مسائل راهنة، فالتاريخ سيظل أداة لبناء وحماية الوعي من غوائل التَّشْكِيك والتَّرَبُّص بكل ما هو مستقر. ولذا فإن التقليل من قيمة درس السَّالِف هو ذاته فعل الغفلة الذي يسمح لحفنة صغيرة أن تتسلق حصون المدينة لتفتح بواباتها أمام المتوحشين يؤذون كل إنسان آمن بين جدران القلعة، والذي نغفل عنه أن هذا الوعي المسمى بالغربي حَمَى نفسه بتعميق الصلة بين التاريخ والهُوية عبر الصناعة المتقدمة للذاكرة، بل إنه بعمله على تركيب هويته على خزان وجداني مرعي بعناية استطاع أن يجمع بين قوميات متنوعة في إطار كلي من الوعي بالذات، وكثيراً ما نتساءل لماذا يجد الكيان الغَاصِب كل هذه المناصرة من قِبل المجتمعات التي تعيش عصرها الإنساني رغم عدالة قضايانا وعلى رأسها بلادنا المحتلة؟ وكيف يستطيع هذا الغَاصِب أن يَبْتز العالم؟ والحقيقة أنه فعلها ويفعلها من خلال جهود علمية استطاعت تضمين أحداث هي محل شك عظيم لتعشش في الدرس التاريخي الجامعي وعبره إلى الفضاء الاجتماعي العام، وأن تحقق فاعلية مطالبه كونهم «ضحايا المحرقة»، وهو ما يجعل الاعتراض على عنفه اعترافاً بالانخراط في جريمة ثقافية تُهَدِّد بقاء الوعي كإطار جامع للهُوية الغربية، وبذلك ضمن المحتل انتصاراً خالداً في الذاكرة، وأحكم قبضته على الوعي السياسي لِيَغُل يد المجتمعات الغربية عن تحقيق إنسانيتها بمعزل عن قانون تاريخي صيغت به هُوية مصممة لصالح قهر الخصوصية والتصفيق القسري لسرديات الغاصب المُعَمَّرة بالمظلومية. وهنا يظل العقل الغربي مثقلا بِالسَّرْدِيَّة التَّوْرَاتيَة التي يحمي بها الكيان امتيازه المطلق، وما يهمنا في هذه النقطة هو الإشارة إلى الدور الحاسم الذي تلعبه الذاكرة في بناء الهُوية وترسيخ التقدم.

والحقيقة أنه لم يعد بإمكاننا الادعاء بأن التاريخ الذي يتم تداوله لدينا وعلى مستويات عدة (عالمة وشعبية) يسهم بإيجابية في تحقيق التماسك بين المكونات الاجتماعية، ويحرضها على التعايش، بل إن صورته الراهنة تمارس أدوارا تخريبية في الوعي والوجدان، كونه لا يزال يَعْرِض لخلافات الماضي وكأنها فاعلية اجتماعية مفارقة لواقعها مكتوب عليها أن تظل متخلقة، وجلوسنا أمام إملائها المؤقت يجعلها مسؤولة عن تمزقات اليوم، ولن يُسمح لهذه المجتمعات أن تتقدم إذا ظلت تستذكر ماضيها بهذه الطريقة المُهَدَّدَة لأساسها الثَّقافي، كون الدرس التاريخي في مساره الخطِّي هذا طَوَّر من آليات الحرب على الذات والآخر، واستطاع أن يهدم الوعي ناحية قبول التعددية الثقافية كَمُسْلمة تعيشها كل المجتمعات. إن التاريخ المنهجي منه والمتداول يصنع وباستمرار التوتر في عمق الظاهرة العربية، ويكرس بجدارة وعبر سردياته المحروسة بقداسة الماضي إلى تمزيق الهُوية الوطنية والنيل من خصوصية التنوع الثقافي، ويعود الأمر إلى أنه درس مُؤَدلج حتى النخاع، وتَغيب فيه اللحظات التي يمكن عَدُّها أنواراً في سياق ماضينا، إنه تداول لتاريخ الفتن، والصراع على السلطة، والحرب على الهُوية، تاريخ يركز أكثر عن المناطق المظلمة في الوعي العربي منذ تأسيسه، تاريخ يُغَيِّب فيه الاجتماع الطبيعي للذات العربية، الاجتماع الذي جعل مجالس السلطة ذاتها أندية للوعي والثقافة، مجالسها التي ينتخب منها فقط الدَّال على خَرائب المعرفة فيها، وليس تاريخ الجِدال المنتج، وكم هو غريب حضور فروسية الحمداني مثلاً وطمس إنسانية الفارابي وهو يرفض أن يشتري له المُوسِرُونَ ثيابا جديدة مفضلا أن يذهب هذا المال لفقراء حَلب، تاريخ يريد منا أن نتعرف على أنفسنا فقط عبر تحقيبات الطبري أو المسعودي لا التكوين المركب من آخرين لهم سهم في بنائه، فلا يسمح لنا بالاقتراب أكثر من مسكويه وهو يؤسس علم الأخلاق في التدوين، مناهج تغفل على الصلات الطيبة التي نشأت بين الحَلاَّج والحنابلة حتى أنه في لحظات انكساره العليا لا يجد من يبثه وعيه الجريح إلا قبر بن حنبل، إنه تاريخ يؤذينا ولا يجمعنا على هُوية واحدة ومتعددة في الآن ذاته، فقوة الثقافة العربية أنها جِماع طبيعي للبشرية من كل لون وعِرق ولغة، لكنه انخراطنا في درس الماضي كأداة للفرقة وليس الاجتماع، والسبب «أننا لا نبصر في المدينة إلا أوساخها» كما يقول عبد الرحمن منيف، ولا نعرف التركيب في الظاهرة وما زلنا نفهم السطحي في الاجتماعي ونُرْسِخ في أجيالنا دروسا للتمزق مساهمين في تخريب وجدانهم ثم نأتي لنفزع من بعض مظاهر التخلف الإنساني وأسباب بقائها فينا، ونتعجب بأن بعضنا لا يزال على استعداد لإيذاء نفسه ومجتمعه! إن السبب هو أن من يُخَرِّبُونَ مجتمعاتهم يَغْتَرِفُونَ من ذاكرة قُدِّمَتْ لهم على أنها التعبير المطلق والوحيد عن هُويتهم الثقافية. أما إذا أردنا محاربة كل أشكال التهديد فينا وحماية تنوعنا الثقافي فإن المدخل هو تنقية الذاكرة من شوائب التوظيف السلبي والقراءات الأيديولوجية للماضي، وأن نقول لأجيالنا: ثقافتكم العربية ما استطاعت أن تُنجِب ابن سينا والغزالي، وابن رشد بجانب ابن عربي، وابن خلدون في قلب دولة المماليك، إلا لأنها امتداد طبيعي للجماعة الإسلامية والتي لم يكن يؤذي وعيها أن يصدح بلال الحبشي بالآذان، وأن يشير الفارسي على نبينا صلوات الله عليه وسلامه بحفر الخندق، وهؤلاء فاعلون اجتماعيون جنبا إلى جنب مع ابن الخطاب والصِّدِيق وابن عفَّان وابن أبي طالب والزُّبير، وذلك لقيام الإسلام على إيمان عميق بفكرة التنوع والتعددية الثقافية والعرقية، وللأسف لا نجد أثراً لهذا البناء العظيم..

إن الأمم لتزدهر بحاجة إلى آليات للكشف عن ثغرات تماسكها الاجتماعي، ذلك التماسك الذي هو حصنها الذي يجب أن يُرَاقب بحذرٍ غالب لصالح أن تحمي نفسها من غارات الهدم الذَّاتي، وفكرة إعادة كتابة التاريخ ليست هاجساً شوفينياً بقدر ما هي واجبة لتمتين بنائنا الاجتماعي وعدم السماح بأي محاولة لاختراق جُدُرُنا الحصينة، فهي دعوة ينبغي النظر إليها كمسألة أمن ثقافي وليست ترفاً أكاديمياً أملاه المَلل من تكرار القصص على مسامع الطلاب، والحل كما نعتقده أن يعاد النظر في مناهج التاريخ العربي، وأن يشتغل علماء التربية والاجتماع والنفس والثقافة على كتابة مسيرتنا الاجتماعية بكل مظاهرها حتى نستطيع أن نُجفف مصادر العنف، وأن نُعَقِلْن وجودنا الثقافي في عالم يَصدُرُ عن روايةً مُنقحة بعناية المصلحة، أما نحن والحال كذلك سيستمر تِيهُنَا، والحق أننا نتغافل عن جدارة في فهم مأزقنا الحضاري، وأجد نفسي أردد ما قاله فيلسوف الأخلاق اليوناني إيبكتيتوس فما: «ما يؤلمنا حقًا ليس ما يحدث لنا، بل الطريقة التي نفكر بها تجاه ما يحدث!.».

غسان علي عثمان كاتب سوداني

مقالات مشابهة

  • أمير منطقة الباحة يستقبلُ مديرَ شرطة المنطقة ويطلع على الجهود الأمنية المقدَّمة خلال الفترة الماضية
  • جامعة الأميرة نورة تنظم النسخة الأولى لمؤتمر محاكاة نموذج الأمم المتحدة 17 أبريل
  • رونالدو يتصدر قمة الدوريات برقم قياسي تاريخي
  • «لمبورغيني» و«سايبر تراك» و«بوغاتي».. دوريات لشرطة دبي
  • شرطة دبي: الدوريات السياحية نموذج فريد في الدمج بين الحداثة الأمنية والترويج الحضاري
  • الإمارات.. فرص واعدة للاستثمارات السياحية
  • الحواط خلال إطلاق الماكينة الانتخابية في جبيل: مدينتنا نموذج للعيش المشترك
  • لماذا إعادة كتابة التاريخ ضرورة لأمننا الحضاري؟!
  • رياح عاتية شمال الصين توقف مئات الرحلات الجوية والسككية وتغلق المعالم السياحية